السبت، 9 مايو 2015

الانتاج السينمائي من ثورة يولية لثورة يناير




تصنيف الانتاج السينمائي المصري ورصد الاتجاهات الفكرية والفنية التي تحكمه وكذلك تحليل اهم الظواهر التي شهدتها السينما المصرية علي طول الفترة الزمنية الممتدة بين ثورتي يوليو 1952 وثورة يناير 2011.. ذلك هو جوهر البحث الذي اصدره الناقد السينمائي الدكتور ياقوت الديب في كتابه (اتجاهات الانتاج السينمائي.. من ثورة يوليو حتي ثورة يناير) الصادر عن سلسلة افاق السينما مؤخرا.. ويسعي الكتاب الي رصد اهم اتجاهات الانتاج السينمائي في هذه الفترة بالغة الأهمية من تاريخ مجتمعنا والتي تشكل الكثير من الأنساق الفنية والحياتية لجموع المصريين خصوصا ايضا وان هذه الفترة قد شهدت ثراءا في الاحداث التي انعكست بشكل كبير علي صناعة السينما.
في المبحث الأول يشير الكاتب الي ان محاولات تأسيس شركات انتاج مصري خالص تعود لعشرينات القرن الماضي امثال شركة ايزيس لعزيزة امير وشركة كوندور لإبراهيم وبدر لاما وشركة كوكب مصر لفاطمة رشدي بالإضافة لشركات اسسها يوسف وهبي ولنور وجدي وفريد شوقي وفريد الأطرش وماجدة الصباحي وغيرهم.. كما يشير الي ان الانتاج السينمائي خلال حقبتب السادات وعبد الناصر ظل قائما علي اكتاف القطاع الخاص ممثلا في الشركات المستقلة والأفراد علي عكس الحقبة الناصرية التي قام فيها الانتاج السينمائي في مصر علي القطاعين الخاص والعام الأمر الذي يعكس خصوصيات وملامح وظواهر شهدتها كل مرحلة من المراحل الثلاث
بعد ذلك يشير الباحث الي ان ابرز الاتجاهات والملامح السينمائية التي ظهرت في السينما المصرية منذ بدايتها وحتي 2011 قد قسمت الافلام الي نوعيات مثل افلام الواقع الاجتماعي والفيلم السياسي والكوميدي والتاريخي وافلام الشخصيات والسير الذاتية والافلام الغنائية والاستعراضية والافلام العاطفية وافلام الحركة والمغامرات والافلام التجريبية وافلام الاساطير والخرافات وهو مايفرد له تفصيليا بعد ذلك بأمثلة من نوعيات هذا الانتاج بمخرجيها وموضوعاتها مع ابداء الملاحظات من نوعية ان افلام الواقع الاجتماعي مثلا قد تباينت في رؤيتها حسب كل مخرج وثقافته ونمائه الايدلوجي او ان الافلام السياسية في مصر لم تساير الاحداث الكبري التي يمر بها الوطن في حينه بل تعرضت اليها بعد ان ذهب النظام الحاكم الذي جاءت في ظله واثناء ولايته في حينكان للسينما المصرية باعا كبيرا في افلام الكوميديا منذ بدايات السينما في مصر وان فترة البحث قد شهدت انتاج مئات الافلام الكوميدية التي لعبت دورا كبيرا في  الترفيه والتسلسة والترويح الي جانب دور بعضها في توجيه رسالة للدولة من خلال النقد الاجتماعي والسياسي في بعض الاحيان مثل (الاستاذة فاطمة-ابن حميدو-لصوص لكن ظرفاء-عائلة زيزي-الشقة من حق الزوجة) وغيرها

في الباب الاول يرصد الباحث الانتاج السينمائي خلال فترة حكم عبد الناصر وكيف تطورت حركة هذا الانتاج ويشير ان حجم الانتاج السينمائي خلال هذه الفترة قد بلغ 936 فيلما بمعدل 52 فيلما كل عام علي المستوي الكمي وعلي المستوي النوعي شهدت السينما خلال هذه الفترة تنوعا ملحوظا واتجاهات فنية عديدة وان الكوميديا  حيث كان لانتاجهما الاولوية لدي صناع السينما وهذا لايعني كما يقول الدكتور ياقوت الاهمال او التقصير المتعمد نحو انتاج النوعيات الاخري بقدر ماكان يعني توجه السينما الحتمي نحو الاشادة بالثورة ومبادئها والكشف عن ممارسات العهد السابق ومساوئه
ويشير هنا الي ان السينما المصرية قد شهدت خلال هذه الفترة ظهور كوكبة من كبار المخرجين مثل صلاح ابو سيف وويوسف شاهين وهنري بركات وكمال الشيخ وحسن الامام ومحمود ذو الفقار واحمد بدرخان وحلمي رفلة وحسين كمال وحسين صدقي وغيرهم ويلاحظ ايضا ان الغالابية العظمي من هؤلاء المخرجين قد امتد عطائهم لفترتي حكم الساادات ومبارك حيث تخصص كل منهم في تقديم نوعية معينة كما يقدم الناقد جداول حصرية بأعداد هذه الأفلام المنتجة خلال هذه المرحلة قبل ان يقدم عرضا لاتجاهات الانتاج السينمائي في هذه المرحلة وكذلك الظواهر السينمائية
ويكرر ياقوت بنفس منهج البحث في الباب الثاني الانتاج السينمائي خلال فترة حكم السادات وكذلك الباب الثالث خلال فترة حكم مبارك ثم يختتم دراسته بمجموعة من الحقائق والأرقام يلخص خلالها دراسته كلها
ويعد الكتاب بالفعل إضافة للمكتبة السينمائية واثراءا لها كما يعد مرجعا جيدا للباحثين في شئون هذه السينما واتجاهاتها المختلفة خلال فنرة تاريخية طويلة وهامة تصل لثلاثة ارباع هذه السينما تقريبا وربما اكثر .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق