الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

هشام لاشين يكتب عن هنيدي.. أمير الكوميديا الجديدة!

هل بإمكاننا أن نعتبر محمد هنيدي بمثابة أمير الفيلم الكوميدي بعد فيلمه الأخير (أمير البحار) والذي يبذل فيه جهدا خارقاً يتجاوز به عيوب مذهلة في سيناريو مفكك ليوسف معاطي ليقدم جرعة كوميدية مدهشة أضحك بها الكبار مثلما أضحك الصغار وهي الميزة التي ينفرد بها هنيدي ومحمد سعد وحدهما بعد عصر إسماعيل ياسين؟ الإجابة في رأيي تأتي بالإيجاب فهنيدي قادر دوماً علي اختراق مساحة الضحك بثبات وفهم وتلقائية أيضاً.. وهو قادر علي تحويل المشهد بمجرد إطلالته إلي قنبلة ضاحكة تنفجر لتصيب المتلقي بهستيريا الضحك دون أن يكتفي بمجرد الابتسام..وقد حاول هنيدي عبر اختياراته لسيناريوهات أفلامه أن يطرح قضايا ذات قيمة علي المستوي المحلي والعربي وربما الدولي.. فهو مشغول بالقومية العربية رغم كل الانتكاسات علي هذا الصعيد ..وهو مشغول بإسرائيل كعدو لنا رغم محاولات التطبيع والاتفاقات الرسمية.. وهو مشغول بالقضية الفلسطينية وكل ذلك في قالب بسيط يعمد للسخرية المريرة التي تصل بالضحك لأعلي مستوي.. وقد واجه هنيدي ترهلاً في بعض سيناريوهات هذه الأعمال التي تصدي لها وواجه توفيقاً في البعض الأخر كما في (همام في أمستردام) و(عندليب الدقي) و(صعيدي في الجامعة الأمريكية) وغيرها.. ومشكلة فيلم (أمير البحار) أن سيناريو يوسف معاطي حائر بين مجموعة أشكال فنية في طرحه لموضوعه فهو يبدأ بشكل أقرب للفانتازيا وعبر سكتشات مختلفة للولد المدلل الفاشل في الأكاديمية البحرية وطرائف الصراع بينه وبين قبطان الأكاديمية ياسر جلال ومدير الأكاديمية الذي رباه وحانق علي فشله.. وتستمر هذه الإسكتشات ثلاثة أرباع الفيلم قبل أن ينتقل فجأة وبدون مقدمات لموضوع القرصنة البحرية مستغلاً حكاية المركب المصري التي اختطفت قبل أن تحرر نفسها بعد عدة أشهر في المياه الصومالية وسط أجواء تراجيدية مباشرة وإضاءة مختلفة عن الطقس العام لفيلم خفيف أصبح فجأة يحمل بعداً سياسيا واجتماعياً.. ويبدو الأمر كما لوأننا بصدد مسرحية من تلك النوعية التي سادت في الثمانينات والتسعينات حيث يستمر الهزل لمدة فصلين إلا ربع قبل أن تحل المشكلة في الثواني الأخيرة وتلقي الحكمة في المشهد الأخير.. والحقيقة أن وائل إحسان كواحد من أفضل مخرجي الكوميديا في هذا الجيل .. بل يعد أفضل مخرجي الكوميديا بعد فطين عبد الوهاب لم يستطع تلافي الكثير من مشكلات السيناريو المصورة معظمها في الغرف المغلقة.. وهو أسلوب المسرح المكتوب به الفيلم.. ولذلك لم نراه يحلق بكاميراته كالعادة في أجواء خارجية وعبر قطعات وفواصل مصنوعة بحرفية عالية.. وقد اجتهد في الجزء الأخير من خلال مشاهد السفينة ومحاولة محاكاة مشاهد تيتانيك وغيرها من التحف السينمائية بأسلوب هزلي نجح فيه إلي حد كبير ..ويبدو ممثلي هذا الفيلم في حالة مختلفة وجديدة مثل شيرين عادل وياسر جلال وغسان مطر وهناء الشوربجي وضياء المرغني ومحمد محمود وحسام داغر ولطفي لبيب ومها ابو عوف.. وإذا كان الفيلم قد حقق حتي الأن أكثر من ستة ملايين جنيه ونصف رغم تراجع الإقبال علي أفلام العيد فهو مايعكس أيضاً قيمة هنيدي كنجم شباك وكوميديان يمكن اعتباره (أمير) الكوميديا الجديد في مملكة السينما الضاحكة والذي نجح في ابتلاع كل ثعابين الكوميديا الحاليين!!

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

هشام لاشين يحاورالمخرج الجزائري الكبير احمد راشدي

أثارت عودة المخرج الجزائري أحمد الراشدي الى السينما بفيلم (مصطفي بن يولعيد) اهتماماً كبيراً خصوصاً وأنه أحد مؤسسي السينما الجزائرية في مطلع الستّينات، ويروي الفيلم مراحل نضاله في قرابة ثلاث ساعات قضاها في خنادق القتال ومجابهاته مع الفرنسيين التي أدّت الى اعتقاله بعد سنين طويلة من الحرب وهربه ومواصلة كفاحه صوب الحريّة٠ وراشدي من مواليد الجزائر عام 1938 ، درس تاريخ السينما وترأس أول مركز للسمعيات والبصريات في الجزائر فور استقلالها وشارك في إخراج الفيلم الجماعي "مسيرة شعب" لتخليد حركة التحرير الشعبية الجزائرية وأدار قسم السينما الشعبية في المركز القومي للسينما الجزائرية. .ومن أفلامه "فجر المعذبين" و"علي في بلاد السراب" و"الطاحونة" كما أخرج أكثر من 20 فيلما روائيا وتسجيليا إلى جانب دوره في إنتاج العديد من الأفلام الجزائرية بعد أن تولى إدارة قسم الإنتاج في المؤسسة القومية لتجارة وصناعة السينما ، وهو أيضا كاتب سيناريو متميز.. بمناسبة تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير وكذلك فيلمه (بولعيد) كان لنا معه هذا الحوار: • ماهو شعورك بالتكريم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟ - أن يتم تكريمي في معقل السينما العربية فهذا شرف كبير .. بل أكبر تكريم حقيقي عرفته منذ بدايتي السينمائية..فمصر عزيزة علي قلبي كما هي عزيزة علي قلب كل الناس..فمصر هي التي ألأهمت كل السينمائيين العرب..مهما كانت إنتماءاتهم ومقولاتهم عن التعلم في روسيا أو غيرها..فهم كاذبون لأن لايستطيعون الفكاك من تأثير مصر عليهم فنياً.. هذه حقيقة..فليس هناك سينما عربية إلا في مصر.. هناك أفلام عربية نعم.. ولكن ليس هناك سينما عربية. • حدثنا عن فيلم مصطفي بولعيد وظروف إخراج هذا الفيلم؟ - مصطفي بولعيد هو أحد أبطال الثورة الجزائرية..وقد ظل علي قناعة بأنه لايمكن إخراج المستعمر الفرنسي إلا بالمقاومة المسلحة بعد إستنفاذ كل الطرق السلمية.. وقاد هذه المعركة بالفعل..فهو أحد رموز هذه الثورة وإستشهد في سبيلها..وقد ضحي بمستقبله ومستقبل أولاده لإيمانه بقضية.. ويعتبر هذا أول فيلم جزائري علي خلفية تاريخية..وفرنسا مثلا صنعت 23 فيلما عن نابليون..والفيلم يركز علي المراحل الأساسية في حياة بولعيد وماحوله من أحداث وشخصيات تاريخية عاصرته وناضلت معه من أجل الإستقلال ومن ضمنها الأب الروحي للثورة مقالي الحاج صاحب حزب الشعب والذي كان ينتمي له معظم الثوار أنذاك ولكن طريقة مقالي والحزب لم تؤدي لنتيجة وهو مادفع مصطفي بولعيد لإنتهاج إسلوب المقاومة المسلحة ضد رابع قوة عسكرية في العالم • ماهي مراجعكم التي إعتمدتم عليها لصناعة هذا الفيلم وكيف واجهتم إشكالية الإنتاج المكلف لمثل هذه النوعية من الأفلام؟ - أنا أرفض مسمي فيلم تاريخي.. فهذا عمل سينمائي بالأساس .. وليس وظيفة السينمائي أن يكتب التاريخ .. ونحن إعتمدنا علي مراجع حقيقية.. مثل أصدقائه وأبناءه ورفقاء تجربته وأنا شخصياً إستفدت كثيراً من هؤلاء أكثر من أي مرجع ..وقد زرت المنطقة التي كان يعيش فيها وإلأتقيت بكل المعاصرين له هناك .. المؤرخ قد يكتب بطريقة علمية تركز علي أشياء عامة..لكني كنت معنيا أكثر بالتخيل والتفاصيل كما كنت معنياً بفترة العامين أو العامين والنصف التي تركز فيها نضال بولعيد. • تغيبت فترة طويلة عن الجزائر.. حدثنا عن هذه الفترة؟ - هي فترة طويلة كنا خلالها مطاردين ..فقد خرجت من بيتي أنا وأولادي وزوجتي بحقيبة صغيرة وكنا نتصور أننا سنبتعد لأسبوع أو أسبوعين فبقينا 6 سنوات خوفا من التهديدات التي وجهت للمثقفين الجزائريين وهي فترة شديدة المرارة فقد ذهبنا إلي فرنسا وهي حالة خطيرة بالنسبة لأي إنسان.. أن يغادر وطنه قسراً .. وفي هذه الفترة جاءتني أفلام من التلفزيون الفرنسي لاعلاقة لها بقناعاتي • هل عرضت عليك أفلاماً فرانكفونية موجهة وقتها؟ وكيف تعاملت معها؟ - الحقيقة أنه عرض علي العديد من هذه المشاريع وكلها طبعاً افلاماً تعرض تنازلات لتقديم سياق محدد ورفضتها تماماً فطوال عمري لاأقدم أشياءاً أنا غير مقتنع بها.. فأنا إعتبرت قبولي لهذه العروض نوعاً من الخيانة وهذا لايمنع أن كثيرين من إخواننا قبلوا قواعد هذه اللعبة فالتمويل الفرانكفوني كله موجه للخارج ولايهمه الجمهور العربي ذاته..أما جمهورنا فله مقاييس أخري وليس هناك حل وسط بين الطريقين ..وقد فقد هؤلاء السينمائيين الذين سقطوا في فخ التنازلات هوياتهم كمخرجين عرب.. • هل حقق بولعيد الفيلم نجاحاً مع الجمهور الجزائري؟ - الفيلم إستقبل بشكل جيد.. خصوصاً وأن هناك جيلاً كاملا من الشباب لايعرف شيئاً عن هذه الفترة وبالتالي لايعرفون شيئا عن بولعيد أو زملاءه الذين ظهروا في الفيلم ..مثل مصالي الحاج .. وهذا الجيل يحتاج لهذه النوعية من الأفلام .. أنا مثلا أحلم بتقديم فيلم عن حرب 73 في مصر .. ولاأفهم لماذا لم يقدم عشرون فيلماً علي الأقل عن هذه الملحمة للشعب المصري الذي قهر الأسطورة الإسرائيلية في 3 أيام • لو قدر لك تقديم مثل هذا الفيلم.. ماهي الزاوية التي يمكن أن تركز عليها فيه؟ - نفس الزاوية التي كان يقال منها أن الجيش الإسرائيلي لايقهر.وسقوط هذه الدعاية القوية في لحظات .. وكان يمكن للجيش المصري أن يصل لتل أبيب نفسها ..نحن لانحب الحرب ومضطرون لها.. فكلنا نتابع الحلول السياسية والقهر الافلسطيني أمامنا..والدول العربية تتراجع بوضوح..ومن زاوية الإنسان في معركة 73 فإن فكل جندي بسيط وضابط في معركة العبور يستحق أن يركز عليه الضوء ..ذلك الفلاح والعامل البسيط الذي صار بين يوم وليلة البطل المجهول الذي لانعرفهو يستحق فيلما..وهذا الإنسان هو الذي سأركز عليه في فيلم من هذا النوع ..وأنا أهتم بالإنسان في كل أفلامي ..ذلك الإنسان الذي يدخل بقناعة قوية إلي الإعتراك ليصبح بعد ذلك البطل المجهول..فلا تجد إسمه مسجلاً أو معروفاً أحياناً.. • مشروع الفيلم تعثر لسنوات لأسباب إنتاجية .. كيف تغلبت علي ذلك؟ - المشكلة الأكبر كانت أثناء التصوير.. فالممثل الرئيسي تعرض لكسر في قدمه بعد ثلاثة أسابيع فقط من التصوير..وكانت النتيجة أن توقف الفيلم سبعة أشهر وكانت هناك مشاكل خاصة بالراكورات وغير ذلك..ولاأعتبر أنني واجهت مشاكل في التمويل.. بل أن سيادة الرئيس تدخل شخصياً لتيسير إجراءات ودعم ظهور هذا الفيلم للنور..فهذا النوع من الأفلام الحربية يحتاج لدعم ضخم من الجيش من جنود ودبابات وأسلحة وغير ذلك..ولو لم يتحقق ذلك لما كنت فكرت أساساً في فيلم من هذه النوعية..وكانت الإشكالية في تصوير الفيلم بالأماكن الحقيقية التي عاش بها الأبطال الحقيقين..كما أن هنالك أماكن جبلية وعرة.. وكنا نبحث أيضاً عن شباب يشبهون هؤلاء الحقيقين وكانوا 82 ممثلاً جميعهم تحت عمر 32 سنة وكان ذلك أمراً ليس باليسير .. فكل الممثلين الكبار سنهم كبير.. وكان لابد من الإستعانة بممثلين غير محترفين..ولذلك ستجد أن 95 بالمائة من الممثلين في الفيلم يظهرون علي الشاشة لأول مرة..وكانت بالفعل مسئولية كبيرة أـمني أن نكون قد نجحنا في القيام بها. • كيف تعاملت مع المساحة الشائكة بين الفيلم الروائي والتسجيلي وأنت تقدم فيلماً عن شخصية حقيقية؟ - أهم شيئ في أي فيلم سواءاً كان تسجيلياً او روائياً أو حتي يعرض في دقيقة هو السيناريو..فهو المرحلة الأساسية والفاصلة في أي عمل سينمائي..ليأتي بعد ذلك إختيار الأدوار وأماكن التصوير ووضع جدول زمني للتنفيذ والسيناؤيو كتبه مؤرخ وأ>يب جزائري إسمه جمع مادته وكتبه علي مدار 6 سنوات وكان إحترامه للتاريخ شديداً ولأن السينما لها مقتضيات تستلزم الموازنة بين إحترام التاريخ ووجود منظور فني للتعبير عن الواقع فقد صنعنا معاً وبالإقناع حلولاً لتحقيق هذه المعادلة..وقد صورنا في الأماكن الحقيقية للأحداث حتي السجن والبيت وطبعاً كانت هناك ديكورات لبعض المشاهد الداخلية وعملية الهروب الطويلة من السجن وماتستلزمه من حفر وحوائط داخلية • ماهو مشروعك القادم؟ - بطل أخر من أبطال ثورة الجزائر في منطقة أخري هو كريم بلقاسم والذي عاش كل مراحل الثورة تقريباً منذ إندلاعها في نوفمبر 1954 وحتي نهايتها ثم صار وزيراً في الحكومة المؤقتة الجزائرية وكان رئيس وفد المفاوضات الخاصة بالإستقلال والموقع عليها .. وبعدها مشروع حرب 73 • هل نعتبر أحمد راشدي مقاتلاً بالكاميراً ؟ - أنا أعتبر نفسي مناضلاً بالكاميراً فعلاً وقد كان الفرنسسين يعلمون قوة هذا السلاح وقتها وكانوا يمنعوننا من إستخدام الكاميرا..وأنا لدي قضية هي التركيز علي مشاكلنا العربية ونضالنا من أجل البقاء وسط ظروف صعبة وحصار من كل جانب .. وأنا لاأعمل علي الواقع اليومي المعاش لأن التلفزيون يقدم ذلك لحظة بلحظة لكني أعمل دائماً علي وجهة نظر خاصة بي في الأحداث التي تحيط بنا .. فالمفروض أن يكون العمل الروائي أو السينمائي أقوي من الواقع بإستخدام الخيال ...ملحوظة: أجري هذا الحوار قبل مباراة مصر والجزائر الأخيرة في السودان والتي تلاها أحداث مؤسفة كثيرة نتمني أن يتجاوزها الشعبين بأسرع وقت ممكن.. فإذا كان هناك أمثال أحمد راشدي مازالوا بيننا فذلك يعني أن الفنانين والمثقفين لازالوا هم الطليعة التي يجب أن ترأب الصدع وتتجاوز مافعلته السياسة ..أو ماإستغلته السياسة لتعميق الهوة بين شعبين سيظلا شقيقين .. مهما حدث !!

الأحد، 29 نوفمبر 2009

المهندس يوسف أسعد تكلا:لست يهوديا.. والفجر حاولت إبتزازي

والده هو الدكتور المهندس أسعد شريف تقلا وزير الكهرباء والصناعة والنفط السوري سابقاً كما عمل مستشاراً بهيئة الأمم المتحدة.. وجده المحامي السوري يوسف أسعد تقلا.. عائلة كبيرة موغلة الجذور الثابتة والقديمة في الشام.. أما هو فمهندس مدني وفنان عاشق لكل ماهو قديم وربما لهذا السبب إتجه لترميم العمارات القديمة سواء في سوريا أو مصر بحيث يعيد استثمارها فندقياً بصورة تؤكد علي أصالة التراث وعبق الماضي .. وحين سألته عن جدوى هذا الاستثمار من الناحية المادية قال لي .. والله الجدوى ضعيفة جداً ولكني عاشق لهذه العمارات والبيوت التي أشعر أنها جزء من تراث وطننا العربي.. أنه المهندس يوسف أسعد تقلا الذي تعرض لغبن شديد حين نشرت منذ شهرين في جريدة (الفجر) موضوعاً عن شبهات حول قيامه بشراء عمارة قديمة بشارع القصر العيني.. ووقتها حاول الرجل عبر السفارة السورية والمحامين تكذيب ذلك.. دون جدوى..ولم تكتفي الجريدة بذلك وإنما نشرت بعد إرسال التكذيب أن الرجل يتعمد وضع أيات القرأن في حمامات الفندق الخاص به بشارع المعز.. وقد شعرت أن الفرصة سانحة لمقابلته ليس فقط ليؤكد علي ديانته المسلمة فحسب(مرفق صورة زنكوغرافية) ولكن لكي يتحدث عن مشاكل الجالية السورية التي يمثل أمين صندوقها في مصر ويطرح أفكاراً خاصة بتبادل السجناء بين مصر وسوريا وفي نفس الوقت يطرح وجهة نظره حول العقارات القديمة خصوصاً وأنه قام بترميم 9 منازل قديمة بسوريا وهي تعتبر الآن من أجمل البيوت بدمشق وحلب وقد حول ثلاثة منها لفنادق تحافظ علي نفس الشكل المعماري القديم وظل الباقي كمزارات وبيوت تاريخية.. كما قام بترميم فندق تاريخي كان يسمي لوكاندة العائلات بمنطقة شارع المعز بالجمالية فحوله لواحد من أروع وأغلي الفنادق التي يفضلها الأجانب في مصر وسمي بعنوان فندق (الرياض).. وهو تحفة معمارية من الخارج والداخل بعد أن تحول تصميمه الداخلي لغرف تبدو كما لو كانت قطعة من الزمن القديم: • في البداية يقول المهندس يوسف :صدقني لقد ظلمتموني كثيراً بالإصرار علي أني يهودي.. مع أننا لسنا ضد أي ديانة.. فقد بدا الأمر وكأن هناك محاولة لاستعداء الناس والمسئولين ضدي خصوصاً مع فبركة خبر عن أنني أكتب القرآن علي الحمامات..بغرض ابتزازي وإهدار دمي.. فديانتي هي الإسلام ونحن من عائلة معروفة في سوريا وارتباطي بالوطن قائم رغم حصولي علي الجنسية الفرنسية.... لقد بذلت مجهودات كبيرة في تجربة فندق (الرياض) بالقاهرة القديمة وكنت أتمني أن يزورني أي مندوب من السياحة ولو ليقول لي شكراً .. فأنا لاأريد أي دعم سوي الأدبي.. فاهتمامي بالتراث ليس له حدود ..وقد سعدت جدا بمشروع تطوير وسط البلد وإن كنت متحفظا علي تطوير الشوارع الرئيسية وترك الجانبية كما حدث في شارع المعز.. حيث تركت أكوام الزبالة في الشوارع الجانبية ولم يحدث مايتلائم مع تحويل الشارع الرئيسي إلي تحفة حقيقية. • عمارة القصر العيني التي قمت بشرائها بأربعة ملايين جنيه.. ماذا تنوي أن تفعل بها؟ - أطمح في تحويلها لفندق يحتفظ بالطابع المعماري القديم بعد ترميمها مع إزالة التشوهات.. مع عمل مطاعم حلبية أو دمشقية أسفل العقارات أو بوتيك لبيع المنتجات السورية.. وفي نفس الوقت تحويل العقار إلي شقق فندقية.. وأوراقي لدي جهاز التنسيق الحضاري منذ 4 أكتوبر الماضي ولاحياة لمن تنادي.. وكل يوم إجراءات ودعاوي وأوراق رغم أنني لاأريد منهم شيئاً ولدي رخصة صادرة بالقانون رقم 1 لسنة 2005 للتنكيس .... وأنا أطالب بتسهيلات في مصر لسرعة إجراءات الترميم لأن التأخير يضع بالمسئولية الجنائية علي المالك والإجراءات كثيرة جداً.. ورغم أن الإلزام بالترميم لايراعي الإيجارات القديمة التي تصل أحياناً لخمسة جنيهات ورغم المساومات التي يتعرض لها الملك من المؤجرين إلا أننا نريد سرعة الترميم.. وأنا امتلك عمارة بوسط البلد إيجارها 72 جنيها ووصل نور السلم والمياه يصل إلي 720 جنيه.. وأؤكد أن الربح من وراء العمارات القديمة في مصر يبدو مستحيلاً ورغم ذلك أنا متمسك بها. • بصفتك أمين صندوق الجالية السورية بمصر.. حدثنا عن مشاكلكم؟ - الحقيقة هناك مشكلة رئيسية خاصة بالسجناء الذين يقضون عقوبات مختلفة في مصر فنحن نطالب بمحاولة الوصول لاتفاق لتبادل السجناء المصريين في سوريا ..والسوريين في مصر في إطار مايمكن اعتباره معاملة بالمثل.. حيث يعاني أهالي هؤلاء في الزيارات المكلفة جدا لدرجة أن بعضهم يأتي براً عبر أتوبيس للإسكندرية وبرج العرب وأحياناً لايمتلك البعض هذه المصاريف ..ونقل المساجين هنا أو هناك سوف يوفر الكثير علي هؤلاء.. ومن المشاكل التي مرت علينا والخاصة بطلاق السورية من مصري الامتناع عن الإنفاق.. وكانت هناك مشكلة خاصة بالحصول علي الجنسية لأبناء السورية المطلقة من مصري وأظن أنها في طريقها للحل بعد تدخل السيدة الفاضلة سوزان مبارك.. ومن المشاكل التي تواجه الجالية بعض العمال الذين يأتون علي أمل فرص عمل ثم يحبطون وتكون النتيجة ذهابهم للسفارة التي تحيلهم إلينا كثيراً ونبدأ في التصرف بمواردنا الشخصية المحدودة لتسفيرهم. • وبصفتك رجل أعمال.. مالذي ينقص العلاقات الاقتصادية بين مصر وسوريا لتسهيل الاستثمار بين البلدين؟ - الحقيقة أن الشعبين المصري والسوري من أكبر الشعوب تقارباً في العادات والتقاليد .. ونحن أكثر دولتين تحتاجان لتفعيل السوق العر بية المشتركة ..و نتمنى وجود تكامل اقتصادي حقيقي وإلغاء للجمارك بين البلدين.. فحتي المعارض السورية التي تقام بمصر تضطر لجلب أسوأ البضائع وأقلها لتتلافي الجمارك الضخمة .. مع أنه يوجد بمصر مثلاً فوانيس نحاسية ونجف يمكن أن تباع بمبالغ كبيرة جدا في سوريا بسبب تميزها.. لكن الجمارك الضخمة تحول دون ذلك وهناك سلع كثيرة تواجه نفس المشكلة.. حتى تكاليف النقل وتذاكر الطيران تبدو مرتفعة بين البلدين والأمر يحتاج لإعادة نظر • كيف نضمن أن العقارات التي تباع بوسط البلد لاتذهب لآخرين من اليهود الإسرائيليين مثلاً من وجهة نظرك؟ - المسألة بمنتهي البساطة أن العقار لاينقل وبإمكان الدولة إذا اكتشفت أي شبهات أن تؤمم العقار أو تدفع تعويضات وتنهي ملكية هذا الأجنبي.. وسبق وحدث ذلك في الخمسينات والستينيات.. وكانت هناك هجرة للأجانب وكل ذلك بقانون بسيط.. وكلنا يذكر عمارات مصر للتأمين بل ومؤسسات كبيرة مثل الأهرام ومؤسسة دار الهلال وكلها كانت مملوكة لأجانب .. والبعض رفع قضايا منذ 40 سنة ولم يبت فيها.. فليس هناك أي خطورة.. وعلي فكرة نحن متفقين علي أننا لسنا ضد اليهود كديانات ولكننا ضد إسرائيل.. ففي سوريا وضع خاص لليهود وبيوت بعضهم مهجورة منذ 50 سنة ولا أحد يقترب منها.. فهناك لجنة أملاك اليهود السوريين التي تحافظ عليها.. وفي مصر يتملك بنك ناصر هذه العقارات بعد فترة.. فليس هناك موقفاً منهم في مصر أو سوريا.. وبمناسبة الجانب الأثري أذكر أنني كنت أعمل مستشاراً لمجموعة الشركات الفرنسية المنفذة لمترو الأنفاق بالقاهرة وكنا كلما حفرنا وجدنا أثار مصرية.. وفي النهاية طالبتنا هيئة الآثار بالاستمرار.. فحرصي علي هذا البلد وعلي قيمة كل شيء أثري فيه يرجع للثمانينيات ولذلك أرفض المزايدة علي في هذا الموضوع

الفجر.. والابتزاز بالقتل!

يوسف أسعد تكلا.. رجل من أصل سوري وحاصل علي الجنسية الفرنسية.. من عائلة كبيرة بسوريا إستشهد بعض أبنائها في الحرب مع إسرائيل وتملك من الأعمال الإقتصادية الكثير في سوريا وفي مصر وفي الخارج أيضاً.. كنت قد كتبت بجريدة الفجر منذ عدة شهر ونصف عن صفقة بيع إحدي عمارات وسط البلد بالقاهرة لصالح يوسف تقلا وأشرت إلي أن هناك شبهات حول موضوع البيع ربما تكون لصالح الوكالة اليهودية.. ولكن المشكلة أن جريدة الفجر التي تعاملت معها لأول وأخر مرة تعمدت أن تنشر عن الرجل أنه يهودي الديانة وكررت ذلك عن عمد في العنوان وداخل سطور الموضوع الذي أثار جدلاً كبيراً.. ولم أفهم حينها سر هذا الإصرار إلا عندما نبهت لضرورة التصحيح.. بل فوجئت خلال الأيام الماضية أثناء وجودي بمهرجان دمشق السينمائي الدولي أن وزير الثقافة السوري الدكتور رياض نعسان أغا يعاتبني وقال لي أن الرجل سوري وليس يهودي.. بل ومسلم حيث أن عائلة تقلا جمعت المسيحي والمسلم منذ سنوات بعيدة في صورة ندر أن نجدها في سلالات عربية أخري.. المهم أنني التقيت شقيق الرجل وهو أيضاً شخصية اقتصادية مهمة في سوريا يدعي علي تقلا.. كان الرجل مستفزاً وحزيناً وقال لي أنكم تهدرون دمي في سوريا باتهامي بأنني يهودي أعمل لحساب الوكالة اليهودية وأخرج لي الرجل مستندات تثبت أنهم يشترون البيوت القديمة والعمارات ويحولونها لاستثمار فندقي مع المحافظة علي الشكل التراثي القديم.. وأنهم فعلوا ذلك في سوريا تحت إشراف الدولة وهو مايفعلونه في مصر أيضاً.. واعتذرت للرجل عن أسلوب النشر الذي ركز علي الديانة في محاولة للإساءة المتعمدة.. وفاجئني هو للمرة الثانية بأنهم أرسلوا توضيح للجريدة وعبر السفارة السورية أيضاً ولكنه لم ينشر بل وتم التمادي بإعادة نشر الموضوع الأول الذي كتبته وتم تحريفه مع إضافة توابل علي طريقة أن هذه العائلة تحرق المصحف في الحمامات لوضعهم في موقف لايحسدون عليه مع أنهم مسلمون.. وقال لي بوضوح أن هذا الأسلوب في الابتزاز معروف ولكنهم لن يمنحوا جريدة الفجر ماتريده.. واضطررت للاعتذار مرة أخري عن الخطأ الذي ارتكبته بالنشر في هذه الجريدة وعن ماحدث بعدها.. وأنا أروي هذه القصة لكي أدلل علي استغلال البعض لموضوعات تبدو خطيرة بالفعل بل وتستحق كل الاهتمام بعيداً عن قضية الديانة.. فعمارات وسط البلد يمكن أن يدخل بيعها بهذا الشكل في أمننا القومي وهناك وسائل عديدة للحماية مثل قانون التملك للأجانب والذي يكفي في حد ذاته لسد الذرائع في هذه القضية حيث لايجوز تملك أكثر من وحدتين للأجنبي مع ضرورة سد باب التحايلات بعدم التسجيل بشكل تشريعي ..أما إسلوب المزايدة الصحفية وإستغلال الظروف بهدف الإبتزاز فذلك أمر مرفوض.. ويجب علي عادل حمودة أن يعيد النظر في هذه الطريقة وأن يراجع من يعملون معه.. وخصوصاً في الديسك المركزي حيث يستغلون هذه المكان لتحقيق مزايا شخصية تبدو طافحة من بين سطور أقلامهم دائماَ!!

الأحد، 15 نوفمبر 2009

هشام لاشين يحاور وزير الثقافة السوري رياض نعسان أغا

سعة صدره ولباقته إحدي السمات الرئيسية التي لابد أن تستشعرها وأنت تجلس مع مبدع بحجم وقامة وزير الثقافة السوري رياض نعسان والذي كان ذات يوم مستشاراً أيضاً للرئيس الراحل حافظ الأسد ..فهو صاحب تاريخ أدبي وإبداعي أهله لكي يكون بالفعل وزير ثقافة متميز مثلما أصبح رئيساً لمجلس وزراء الثقافة العرب عن جدارة .. حسه الوطني والقومي أبرز مايميز شخصيته.. وقد ألقي كلمة في ختام مهرجان دمشق السينمائي الأخير شديدة التأثير حول القدس التي من المفروض أن تكون العاصمة الثقافية للعالم العربي هذا العام وسط واقع عربي مؤلم للغاية فكان التصفيق حاداً ومتواصلاً وقد أهدي المهرجان دورته للقدس.. مثلما قامت وزارة الثقافة السورية علي مدار العام بعمل عشرات الإحتفاليات التي أهدتها للفلسطينيين المحاصرين وكأن سوريا هي المتنفس لهذه العاصمة الثقافية المحاصرة بالفعل..كانت تلك هي المرة الثانية التي ألتقيه فيها فقد كانت الأولي منذ عامين حين كانت دمشق عاصمة العالم العربي الثقافية.. وماأشبه الليلة بالبارحة.. فالرجل يمارس بنفس الحماس فعاليات ثقافية لخدمة القضية الفلسطينية.. وفي صالة الإجتماعات الملحقة بمكتبه الأنيق بالعاصمة السورية والذي كان ذات يوم مقراً ثانياً لوزير الثقافة المصري ثروت عكاشة دار حوارنا حول الثقافة والعلاقات المصرية السورية التي تمر بحالة من التوتر.. وكذلك شهادته علي كواليس معركة اليونسكو وفاروق حسني وزير الثقافة المصري وأمور أخري: • التركيز علي إهداء دورة مهرجان دمشق الأخير للقدس كعاصمة ثقافية محاصرة فرض نفسه في كلمتي الإفتتاح والختام.. ماتعليقكم ؟ نحن نواجه في هذا العام أخطر مرحلة من التهويد التي تعاني منها الأرض المحتلة وبخاصة القدس.. فالخليل تتعرض لخطة تهويد شاملة مثلها مثل قري فلسطينية أخري وكلنا تابعنا تغيير الأسماء البحقيقية لهذه المدن أو القري وذلك في عام 2009 مع مجيئ حكومة هي الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل رغم أن كل الحكومات كانت متطرفة ومع ذلك فقد عانت القدس بشكل خاص وحوصرت بالمستوطنات حتي صار الأمر مقلقا للمجتمع الدولي كله ..وكان لابد من إحياء القدس في الوجدان الثقافي العربي والإسلامي والمسيحي وقد كنا ننظر إلي البعيد حين قررنا في عام 2002 في مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي عقد في مسقط أهمية أن نحتفل بالقدس إحتفالا خاصا وأن نعلنها عاصمة للثقافة العربية وكنا قد طرحنا يوما بغدادا عاصمة للثقافة العربية لكن وزيرالثقافة العراقي قال أن ظروف بغداد لاتسمح بإستقبال الوفود تحت القصف اليومي مما دعانا أن نقترح القدس وكان صاحب الإقتراح الدكتور الفلسطيني عبد الله السمح وإستجبت علي الفوروكان التساؤل التالي كيف نحتفي بالقدس إذاً وهي تحت الإحتلال وقلت في مداخلة لي نحتفي بها في بيوتنا وفي مدننا وقرانا وعواصمنا وتحمس الجميع وتم إقرار أن تكون القدس عاصمة ثقافية للعالم العربي هذا العام وبدأت العواصم العربية أنشطتها.. وقد نكون في دمشق الأكثر عناية وهذا أمر طبيعي بسبب العلاقة القديمة بين القدس ودمشق حتي أن تحرير القدس من الصليبيين قد إنطلق من دمشق وهو مايحملنا مسئولياتنا التاريخية لاسيما في وجود أشقاء فلسطينيين بمئات الألاف يعيشون بيننا وفيهم مبدعون ومثقفون كبار ..وكان طبيعيا أن نهدي كل نشاط ثقافي هذا العام إلي القدس وأن يبرمج مضمونه في هذا الإطار • حدثنا عن بعض هذه الأنشطة التي تم برمجتها وإدراجها هذا العام للإحتفال بالقدس في سوريا؟ كما رأيت في إفتتاح مهرجان السينما كان لنا عمل فني كبير قدمته فرقة راسخة هي فرقة (نانا) وكان بعنوان صلاح الدين وكان عبارة عن أوبريت فني راقص وكان هذا العمل مشاركة بيننا وبين وزارة الثقافة القطرية وسيبدأ عرضه في الدوحة مع بداية عملها كعاصمة ثقافية العام المقبل وفي نفس الوقت تابعت فرقنا السيمفونية جولاتها في المحافظات السورية لتقديم عملا فريدا نفيساً هو سيمفونية القدس كما برمجنا حفلاً فنيا كبيراً لصالح حفظ التراث الفلسطيني وأحييته فرقة معروفة باسم (العاشقين) وهناك معارض فنية وأدبية وتراثية توجهت إلي أوربا تحركت من فيينا إلي باقي دول أوروبا وتضم لوحات تشكيلية وكتب ومجلات وأفلام سينما وهي نفس الأفلام التي عرضت في مهرجان السينما بعنوان (تظاهرة فلسطينية) وكان هناك مهرجانا للشعر الفلسطيني شارك فيه شعراء الأرض المحتلة و مؤتمر الرواية الفلسطينية وكذلك أيام المسرح الفلسطيني كما دعونا نحو 20 فنانا عالميا من المشاهير للمشاركة في ورشة عمل للفن التشكيلي وسيرسمون لوحاتهم تحت عنوان (القدس في عيونهم) وسنسعي بعد ذلك لبيع هذه اللوحات لصالح أهلنا في الأرض المحتلة ..كما يتم التحضير لأوبريت فني ضخم من تلحين الفنان العراقي نصير شمة وسيغني في هذا الأوبريت الفنان الكبير صباح فخري والفنانة الكبيرة ميادة الحناوي وكذلك الفنان لطفي بوشناق ولطيفة التونسية وعدد كبير من الفنانين وسوف يكون هذا الأوبريت في ختام إحتفاليتنا ..كما نستعد لعمل ملحمي غنائي بعنوان واسطة العقد وكذلك أوبريت راقص يروي تاريخ القدس منذ بدأ الخليقة إلي الأن بعنوان (الإلياذة الكنعانية) وهذه بعض أنشطتنا العديدة هذا العام.. وقد حولنا أموالا لترميم بعض البيوت التي دمرت في القدس وذلك من وزارة الثقافة السورية إلي منظمة الأليكسو وسيتم ترميم العديد من المواقع الأثرية الإسلامية والمسيحية عبر اليونسكو • في تصوركم إلي أي مدي تلعب مثل هذه الإحتفاليات دورا في دعم القضية الفلسطينية وتأثير فكرة العواصم الثقافية في ذلك؟ منذ أواخر القرن الماضي وفي التسعينيات ظهرت الحاجة الماسة إلي إهتمام دولي بالثقافة فظهر برنامج العواصم الثقافية من الأمم المتحدة وبدأ المشروع في أوروبا وسرعان ماتفاعلنا معه في العالمين العربي والإسلامي ووضعت منظمة الأليكسو برنامجاً ضخماً للعواصم الثقافية العربية كما شاركت المنظمة العربية للعلوم والثقافة بوضع برنامج للعواصم العربية بينما وضعت منظمة الأسسكو البرنامج للعواصم الإسلامية والتي بدأت بمكة المكرمة وكانت حلب المدينة الثانية والأن القيروان كما مر البرنامج العربي علي العديد من الدول مثل القاهرة وعمان ومسقط والخرطوم وسوريا في العام الماضي .. ويتم إختيار العاصمة الثقافية في إطار جدول محدد وقد وضعنا برنامجا في إطار المؤتمر الأسلامي بباكومؤخرا وحتي عام 2022 ..ولاشك أن مثل هذه الإحتفاليات تساهم في مزيد من إهتمام الدول بالبناء التحتي للمسارح والبيوت الأثرية وغير ذلك وهو أمر جيد.. ونحن مثلاً قمنا العام الماضي في هذا الإطار بترميم المسجد الأموي بحلب وفي دمشق رممنا العديد من البيوت القديمة والمسارح • في تصوركم كيف يمكن بعث إتحاد الفنانين العرب الذي كان ذات يوم حائط مقاومة الخلافات السياسية العربية ؟ • هناك قاعدة فقهية موضع نقاش تقول يعرف الحق بالرجال وهناك بالطبع من يقول يعرف الرجال بالحق .. وأنا أعتقد أنه قد غاب الرجال القادرون علي إبراز حضورهم عبر مؤسسات قوية .. وقد كنت أحد المؤسسين لإتحاد الفنانين العرب وكان صديقي الراحل سعد الدين وهبة وراء هذا الحضور ومعه أسعد فضة ودريد لحام ومن تونس المنجي وعلي مهدي من السودان وأخرين وقد ظهرت الفكرة بعد إجتماع صغير.. ولاأدري سر هذا التر هل الأن ومنذ فترة مع أن نقيب الفنانين السوريين الأن هو رئيس هذا الإتحاد ونائبة شاهر من الأردن ولكن أين الإتحاد ..والسؤال يطرح علي الفنانين وقد إلتقيت النقيب منذ فترة وقلت له ياأخي مازال محمود ياسين موجودا.. أعد لنا مسرحية وأقدساه التي أنتجناها في الثمانينيات ..وأنا أدعم بقوة عودة الحيوية لإتحاد الفنانين العرب • كيف تعاملتم مع أعباء مهرجان صار سنوياً بعد أن كان كل عامين هو مهرجان دمشق السينمائي الدولي؟ هناك من لامني وقتها قبل عامين علي أساس أنني أكلف الوسط الثقافي عبئاً لكنهم تراجعوا بعد أن شاهدوا رد فعل المهرجان ومردوده الثقافي ونحن نوفر الميزانيات الممكنة دون إسراف.. والمهرجان يكلفنا مليون دولار كل عام والكلفة الكبري التي لاندفعها مالاً هي الموارد البشرية فكل من يعملن بالمهرجان يدركون أنها رسالة ثقافية وحضارية ولو دفعنا الأموال للعاملين بالمهرجان كما يستحقون وكما تدفع الدول الغنية لتجاوزت الميزانية الملايين الكثيرة .. ونحن لانستقبل رعاة ولانريد .. فالمهرجانات القائمة علي الرعاة تدب فيها الفوضي وقد رأيت بنفسي مهرجانات لاتنفق عليها وزارات الثقافة وكانت شديدة الفوضي • أعلم أن هناك شكلاً من أشكال الخصخصة فيما يخص شراء وترميم دور العرض بسوريا.. ماتعليقكم؟ • لاأقول خصخصة.. نحن لانعرف الخصخصة..دور العرض في الأساس ملكا للقطاع الخاص منذ البداية وبعضهم يقوم الأن يترميمها بنفسه والبعض الأخر يبني دور سينما جديدة ونحن في وزارة الثقافة لدينا دور عرض خاصة بنا وهناك بعض المولات التي تظهر الأن وتحوي ثمانية دور عرض أو أكثر أو تخطط لذلك ومن المؤكد أن ذلك سوف يسهم في نهضة السينما • ماهي خطة وزارة الثقافة السورية خلال هذه المرحلة لمواجهة الإنفتاح علي العالم؟ نحن الذين نحقق هذا الإنفتاح وهو مطلبنا.. نحن منفتحون علي العالم منذ أن وجدت الحضارة ولم نغلق بابنا يوما.. مرت فترة هددونا بالعزلة وإكتشف من حاول عزلنا أنه قد عزل نفسه لأننا حاضرون بقوة في كل ميدان • الفيلم السوري (الليل الطويل) لهيثم حقي وحاتم علي فيلم نقدي جريْ.. تردد أنه منع من العرض في سوريا.. ماردك؟ الفيلم ليس من إنتاجنا وتسأل في ذلك وزارة الإعلام وأنا لم أراه وبالتالي لاأستطيع أن أحكم عليه ومع ذلك فموضع تقديري هيثم حقي وحاتم علي ..وأعتقد أن الفيلم معروضاً بسوريا وليس صحيحاً أنه مصادر ولاأدري من أين ظهرت فكرة منعه ونحن نفهم اليوم أن الفن والثقافة يعبران الحدود فليس بوسعي أن أمنع فيلماً ثم تعرضه فضائية عربية فيراه كل الناس وليس من سياستنا المنع • تمر العلاقات المصرية السورية حالياً بحالة برودة واضحة.. كيف يمكن تجاوز ذلك من وجهة نظركم؟وهل هناك معلومات عن خطة لذلك؟ العلاقات تمر بسحابة كالغمام الذي يأتي حيناً فتراه يمطر في دمشق لكنه لايمطر في ريفها فالسحابة لاتغطي بالضرورة كل سماء البلاد .. وسحابة السياسة لم تقترب من الثقافة فنحن في علاقتنا الثقافية بل والإجتماعية والإقتصادية وحتي الإنسانية لم تقترب منا هذه السحابة التي نرجو أن تزول وأعتقد أن الخلاف مركز علي وجهات النظر.. ودائما ماأقول أن الخلافات بين سوريا ومصر ليست خلافات بينية فالخلاف ليس حول علاقات ثنائية ولكن حول وجهات نظر تخص قضايا بعينها ضمن الظرف الإقليمي الراهن والمهم أن هذا الخلاف لم ينعكس علي العلاقات الأخري كما أشرت بل أن مصر وسوريا تعيشان حالة إنسجام كامل ثقافيا وأنت تري مهرجاننا الذي يحتضن أشقائنا المصريين ربما أكثر من السوريين أنفسهم فهم يملأون قلوبنا حباً .وإقتصاديا هناك رواج تجاري يومياً بين البلدين ..اما أن تكون هناك خلافات حول قضية غزة أو حول قضية السلام أو مدي المشاركة في بعض المؤتمرات التي تعقد من عدمه فلاينعكس ذلك علي العلاقات الأخري ونحن نتابع يتوجيهات من سيادة الرئيس بشار الأسد عملنا بعمق في إطار العلاقات الثقافية المصرية السورية • نريد شهادتكم علي معركة اليونسكو التي راج الحديث فيها حول وزير الثقافة المصري فاروق حسني من واقع الكواليس؟ نحن العرب لم نتعامل مع فاروق حسني علي أنه مرشح مصر بل مرشح العرب .. وفي مجلس وزراء الثقافة العرب الذي أشرف برئاسته قررنا دعم فاروق حسني علي أنه مرشح العالم العربي وهو نفس القرار الذي إتخذت منظمة المؤتمر الإسلامي وهناك بعض الدول خذلتنا وكان الفارق ضئيل وكاد أن ينجح لكنه خسر وخسرنا معه ..ويبدو أن هناك من لايريد أن يري عربيا أو إسلامياً علي رأس هذه المنظمة وبالتأكيد هناك مصالح دول أيضاً لعبت وراء ذلك فالأوربيون انتصروا لمرشحتهم الأوربية وهذا حقهم .. ونحن علينا أن نستفيد من هذه التجارب وأن ندرسها كي نفهم كيف يتم صناعة القرار.. ومن المؤكد أن الولايات المتحدة قد لعبت دوراً كبيراً..ولم يكن السفير الأمريكي يهدأ وهو يعمل بوضوح ضد فوز فاروق حسني ويؤسفني أننا لم نوفق فنحن كمجلس وزراء الثقافة العرب الين رشحناه وكنا نتمني فوزه وأعتقد أننا لم نوفق جميعاً وليس فاروق حسني وحده • كيف يمكن تدارك أخطائنا في هذا النوع من المعارك مستقبلياً؟ نحن أمة ضعيفة الأن وعندما نتخلص من هذا الضعف ونستطيع أن نضرب علي الطاولة بقوة سيختلف الأمر وسنكون أكثر إحتراماً والمشكلة أننا لانمكلك قوة حضور في المجتمع الدولي .. الإتحاد الأوربي تكتل وراء مرشحته وهو جدير بالفوز لأنه عمل بجدية رغم إختلاف لغاتهم وجنسياتهم وأعراقهم ووزراء ثقافاتهم.. كان هناك إتحاد حقيقي رغم كل ذلك.. أما نحن فلا • ماهي مشروعاتك الخاصة خلال المرحلة المقبلة؟ هناك كتاب سوف يصدر لي في مصر ربما الشهر القادم بعنوان (سارح في المكان) ولدي كتاب أخر في دمشق بعنوان (رؤي حضارية) وهو يتحدث عن مساهمة العرب والمسلمين في حضارة أوروبا المعاصرة وهناك مسلسل تلفزيوني بعنوان (وجوه في الظلام) وأخر بعنوان (صحوة الضمير) وأكتب حالياً مسلسلاً بعنوان (الواهمون) وسيصور في دبي • وماهي أخر أخبار فيلمك (المهد) الذي صور من عامين؟ الحقيقة لاأدري أين ذهب المخرج محمد ملص بالفيلم وهل لازال بالتحميض أم لا وقد تكلف الفيلم أموالاً كثيرة ولاأدري هل سيظهر أم لا.. فيحزنني أنه لم يظهر للأن فهو فيلم عالمي كتبت له النص ثلاث مرات بناءاً علي تعديلات طلبها المخرج والفيلم يتحدث عن محاولة أبرهة الأشرم هدم الكعبة رمز الأمة ودلالة ذلك

الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

هشام لاشين يكتب:الأدريناليين المصري بنكهة أمريكية!

شحيحة هي تلك الأفلام المصرية التي تعتمد في بنائها الدرامي علي أبحاث ودراسات علمية بالإضافة إلي الرجوع لمصادر وخبراء في شأن التفاصيل التي يعتمد عليها العمل الفني إذا كان متعلقاً بأمور علمية.. وفيلم (أدريناليين) واحدا من هذه الأعمال القليلة المبذول فيها هذا الجهد العلمي عند إعداد السيناريو مع خلط ذلك بمستوي حرفي محكم من البناء الدرامي لتحقيق أكبر قدر من التشويق والإثارة وإن كان ذلك في مناخ أمريكاني مثيرلم يتحرج مخرج العمل من إظهاره عبر إستخدام لغة تجريدية تسود في هذه النوعية من الأفلام بحيث تصبح الأماكن والإكسسوارات والبحروالمطر والظل والنور كلها في خدمة الموضوع بصرف النظر عن مدي ملائمة هذا الإسلوب للواقع المكاني الحقيقي فالمهم هو واقع الدراما ذاتها وهو مانجح فيه محمود كامل مخرجاً بمساعدة سيناريو محمد عبد الخالق والمجموعة التقنية للفيلم.. رغم تأثر الفيلم ذاته بأجواء العديد من الأفلام الأمريكية بل وبعض المسلسلات والبرامج علي غرار (csi ميامي) والذي يحقق في بعض الجرائم المثيرة والحقيقية أحيانا التي وقعت في بعض البلدان الأوربية. وتدور أحداث الفيلم حول جريمة قتل غامضة يكتشفها المقدم/ محمود أبو الليل(خالد الصاوي) .. جثة مشوهة مجهولة الملامح في غرفة نوم الدكتورة منال(غادة عبد الرازق)..وتتوجه أصابع الإتهام ناحية الطبيبة بإعتبار أن القتيل هو زوجها النحات (سامح الصريطي) وبعد القبض عليها يظهر الزوج حياً ليبدأ التساؤل حول شخصية القتيل.. ومرة أخري يتهم الزوج بالقتل بإعتبارها جريمة شرف ويعترف بالقتل فعلا لكنه ينكر قيامه بالتشويه ورغم الحكم عليه إلا أن الضابط يشك في الحكاية بمعاونة طبيب التشريح (محمد شومان) ومن خلال التحقيق نكتشف مخاوف الشخصيات المتورطة في الجريمة و سر الأدرينالين في حياتهم وتحديدا الدكتور النفسي كريم عوني (إياد نصار) الذي كان علي علاقة عارمة بالدكتورة منال وكان يستغلها .. ويناقش الفيلم تأثير هرمون الأدرينالين على الجسد، وكيف أن حقن الجسد به قد يؤدي إلى الاضطراب..ومن المعروف أن الأدريناليين مادة تفرزها الغدة الكظرية وهذه المادة تعطي الجسم طاقة قويةونشاط غير عادي فيتجه الدم الى العضلات في القدمين واليدين من أجل الدفاع عن النفس أو الهرب ومشكلة هذه المادةإذا زادت في الدم يحدث لدى الإنسان أعراضاً مزعجة وإنفعالات مركزة قد تصل لأيام دون نوم فإذا لجأ إلي المهدئات التي تذهب به في الإتجاه العكسي بكثرة كما في الفيلم ينهار في النهاية ويموت دون أن يظهر السبب الحقيقي ويبدو الأمر كما لو كان إنتحارا بفعل كثرة المهدئات وهو الإسلوب الذي إستخدمه الطبيب النفسي مع منال.. كما يركز على فكرة أن الجثث فاعلة في الحياة ولها رغبات تسعى لتحقيقها وهي فكرة فلسفية يصل بها الفيلم إلي حد الميتافيزيقا في أحد المشاهد حين يري الضابط جثة الطبيبة التي كانت حامل في شهرين قبل تعرضها للقتل باللعب في مادة الإدريناليين وهي تهدهد طفلها داخل المشرحة.. وقد رأينا العديد من الأفلام الأمريكية التي تناقش هذه الأفكار مثل قضية التخاطر التي تعرض لها المخرج الأمريكي ستانلي كوبريك في واحد من أشهر أفلامه (النداء الغامض).. وإذا كانت المسحة الأمريكية قد فرضت نفسها علي هذا الفيلم بإستخدام أجواء مشرحة زينهم عبر إضاءة معينة غلبت علي الفيلم بإستخدام كاست أزرق مع كثرة إستخدام الأمطار والزوايا تصوير تركز علي أجزاء بعينها من منطقة الإسكندرية وشاطئ البحر في إطار تجريدي يلغي المكان الحقيقي ويقدم زوايا غير معروفة ليزداد الغموض والإثارة ..فقد نجح المخرج في أن يفعل ذلك بشكل تقني محكم.. فالفيلم كما يقولون (مصنوع جيدا) حتي إستخدام الموسيقي التي بدت ذات تيمات مميزة وغريبة كانت مناسبة لأحداث فيلم مثير .. كما تم إستخدام المونتاج بشكل متدفق وبأسلوب زمني منح الأحداث أبعادا أكثر إثارة دون تشتيت أو تقديم أو تأخير يضر بالسرد.. ومن الواضح أن الفيلم قد استعان ببعض المتخصصين في التشريح للكشف عن خفايا ما يدور في عالم تشريح الجثث. أما الأداء فيكشف عن مهارة المخرج في توجيه ممثليه.. فغادة عبد الرازق في واحد من أفضل أدوارها علي الإطلاق حيث تقدم شخصية إمرأة غامضة لاتشك لحظة واحدة في أنها مرتبطة بعشيق هو سبب كل هذه الأحداث وبإستخدام ماكياج جيد وقسمات وجه محددة وإنفعالات محسوبة.. وخالد الصاوي ممثل عملاق وأن كان قد وقع في فخ الأداء المسرحي المصنوع بإفتعال أثناء محاولاته تبسيط شخصية الضابط الحريص علي الحقيقة رغم أن حياته الخاصة تنهار من حوله..وسامح الصريطي بدوره ممثل كبير إستفاد من خبرات السنين وهاهو يقدم بدوره دوراً متميزا للزوج المحب الذي وجد نفسه قاتلاً في لحظة بالصدفة كما نسمع عن العديد من الجرائم مؤخراً.. وفي مباراة حوارية بينه وبين الضابط داخل الزنزانة حول أن الحقيقة أهم من مجرد تقفيل قضية نري مشهداً من أهم مشاهد الفيلم.. حاول فيه النجمين تقديم أفضل ماعندهما..كذلك محمد شومان الذي نراه مختلفاً هنا .. فهو طبيب التشريح البارع الذي يعشق مهنته ويري في الجثث لغة خاصة ويتعامل معها بمبضع فنان جراح مع خلط ذلك بخفة ظل طبيعية تمنح أبعادا للشخصية دون أن يبتذلها في تهريج يخرج بها عن السياق.. والممثل الأردني إياد نصار في أول أعماله السينمائية بعد تألقه في أكثر من عمل تلفزيوني منها "الأمين والمأمون" و"الاجتياح" و"صرخة أنثى" يبدو مناسبا لشخصية الطبيب النفسي الذي يستغل علمه في تدمير كل من حوله بقسمات حادة محايدة تجعلك لاتتوقع ردود أفعاله يبدو مناسبا تماما للشخصية . وفي النهاية يمكن القول أن أدريناليين فيلماً جيداً صنع بمهارة مصرية ونكهة أمريكية ليؤكد أن هذا الجيل لاينقصه الخبرة والموهبة.. وإنما يحتاج فقط للبحث عن موضوعات لها علاقة أكثر بمجتمعنا المشبع بقضايا وحوادث لما يألفها علي مدار تاريخه.. ربما نفهم سر التحولات التي جرت لنا في العقد الأخير.. بل ربع القرن الأخير!!

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

(عصافير النيل) في مسابقة القاهرة السينمائى الدولي

صرح لي الفنان عزت أبو عوف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بأنه تقرر مشاركة الفيلم المصري عصافير النيل للمخرج مجدي أحمد علي في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي 33 باعتباره الفيلم المصري الوحيد الذي يصلح للعرض بالمهرجان حتى الأن.. وينتظر أن يستكمل المخرج ماكساج الفيلم بعد عودته من أمريكا الأسبوع القادم مع طبع الترجمة لتصبح النسخة جاهزة للعرض داخل المهرجان الذي تبدأ فعالياته يوم 10 نوفمبر القادم.. وفيلم عصافير النيل مأخوذ عن رواية الكاتب إبراهيم أصلان التي تحمل نفس الاسم وكتب له السيناريو ناصر عبد الرحمن ويعتبر الفيلم بمثابة التعاون الثاني بين فتحي عبد الوهاب والمخرج مجدي أحمد على بعد "خلطة فوزية"، ويجسد فتحي في الفيلم شخصية "عبد الرحيم" الذي يهجر أهله في الريف ليعيش في القاهرة ويستقر في منطقة شعبية هي إمبابة، ولكنه يضعف أمام مغريات الحياة في المدينة، وعن دوره في الفيلم يقول فتحي عبد الوهاب: أقدم شخصية عبد الرحيم القادم من الريف والذي يحاول أن يتغلغل داخل نسيج المجتمع القاهري والطبقة المتوسطة, مع احتفاظه بأخلاقه وعاداته وتقاليده وأن كان لاينجح في ذلك, وهناك فرق كبير بين هذه الشخصية وفرحان ملازم آدم الذي لم يحاول أن يندمج داخل نسيج المجتمع بعكس عبد الرحيم الذي في آخر أيامه لم يعرف أين وصل وهل نجح أو لم ينجح. أما المخرج مجدي أحمد علي فيري أن الفيلم يدور جزء منه في فضل الله عثمان, وهو شارع بإمبابة, حيث يصور منطقة شعبية كما تخيلها إبراهيم أصلان في روايته عصافير النيل إلا أن الفترات الزمنية المتداخلة في الرواية جعلتني أحاول تقديم معادل درامي مختلف وأن كان من نفس نسيج العمل.. ويؤكد مجدي علي أن الفيلم به مسحة كوميدية نابعة من طبيعة الشخصيات وبعض تصرفاتها المتناقضة أحيانا كما أن الفيلم يستعرض فترة مهمة من تاريخ مصر منذ الخمسينيات حتى الآن وعبر حكايات بسيطة, لكنها عميقة جداً عن حال الطبقة المتوسطة وعلاقتها.. وكان الفنان عزت أبو عوف قد صرح من قبل بأنه لن يسمح بمشاركة فيلم مصري ضعيف في المهرجان حتى لو اضطر لتقديم مسابقة المهرجان بأفلام أجنبية فقط إلا أنه تراجع بعد مشاهدة (عصافير النيل). والفيلم يلعب بطولته فتحي عبد الوهاب وعبير صبري ودلال عبد العزيز ومحمود الجندي وهو مونتاج أحمد داوود وموسيقي راجح داوود وإنتاج الشركة العربية وقد تكلف إنتاجيا مبلغ 8 مليون جنيه

الاثنين، 19 أكتوبر 2009

(متخافوش) يدعو لعودة اليهود لمصر.. وليس ضدهم

أحياناً يردد بعضنا كلاماً يتكرر في مناسبات معينة دون أن يعي مايقول كما حدث مؤخرا في أعقاب قضية نور الشريف التي غطت علي أحداث أكثر أهمية نواجهها حاليا مثل فضيحة أبو مازن وإجهاضه لتقرير جولدستون مقابل شبكة محمول أو حتي فضيحة ماتردد عن قتل أبو عمار بأيدي أقرب الناس له.. أو فضيحة سرطنة الشعب المصري وإطعامه بماء المجاري .. أو فضائح صحية عالمية علي غرار ماتردد عن تخليق فيروس أنفلونزا الخنازير في المعامل الأمريكية لصالح شركات الأدوية في إطار مايمكن إعتباره حرباً بيلوجية عالمية.. فنحن مشغولون بما هو أهم مثل دور الصهيونية العالمية في إسقاط مرشح اليونسكو المصري الذي صرفت عليه الدولة من قوت الشعب المسكين أكثر من مليار دولار ومع ذلك لم يجلب لنا غير الخيبة الكبري ..وأخيرا قضية دور الصهيونية في فضيحة نور الشريف بسبب مسلسل (متخافوش) وهو كلام مضحك لاأدري كيف يمر علي من رددوه بمنتهي البساطة لعدة أسباب أهمها أن من يرددون ذلك يتصورون أن الدولة المصرية التي سمحت بنشر هذه القضية قبل أن تتصدي للتحقيق فيها من المستحيل مهما بلغت بنا السذاجة والكراهية أن نتصور أنها تلفق فضيحة كبيرة لأحد أبنائها النجوم لأنه قدم مسلسل يعتقدون أنه يهاجم اليهود مع أن العكس هو الصحيح كما سنكشف بعد قليل..فما هي الضرورة لذلك؟ وربما كان المنطقي أن تتصدي هذه الدولة لعرض المسلسل منذ البداية خصوصا وأنه كان معروضا علي قنواتها الرسمية في رمضان في توقيت عرض متميز.. بل وكان الأدعي أن تلغي هذه الدولة من قبل مسلسل(فارس بلا جواد) الذي حذفت منه مشاهد بالفعل تتحدث عن حقيقة بروتوكولات صهيون ودورها فبما يحدث الأن.. ولكنها لم تفعل.. وليس صحيحا أن إسرائيل قد هاجمت في وسائل إعلامها مسلسل متخافوش أو إعتبرته معادياً لإسرائيل وأتحدي من يأتي بصحيفة إسرائيلية واحدة قد قالت ذلك وقت عرض المسلسل أو بعده وهو الكلام الذي يردده الفنان نور الشريف ومن حوله خلال الأزمة الأخيرة.. ليبقي أن نحلل المسلسل لنعرف هل كان( متخافوش) مسلسلاً ضد اليهود أم معهم؟ وهل كان يدعو لأكثر من التطبيع الذي يحاكمون بسببه د.هالة اليوم أم أنه مسلسل وطني؟؟ وهل كان عنوان المسلسل موجهاً إلي المصريين ودعوة لهم لعدم الخوف من إسرائيل أم هو دعوة مزدوجة لليهود ألا يخشوا العودة لأوطانهم مثل مصر وتونس وغيرها من بلادنا تحت ستار أنهم مواطنون عرب لهم ممتلكات في هذا البلد وحقوق مشروعة في مقابل دعوة للمصريين ألا يخشوا هذه العودة ممن يتمسكون بأوطانهم من هؤلاء اليهود؟!! ودعونا في البداية نقول أن المسلسل إرتكز علي قضية أساسية كانت هي محور حلقاته منذ البداية وحتي أخر حلقة وهي مالخصها بطل المسلسل بقوله (إنتموا لأوطانكم) وقد ركز برنامجه المصور داخل المسلسل علي هذا المعني الذي إعتبر أنه واجه بسببه مطاردة الصهيونية .. ودعونا نتساءل هل كانت هذه الدعوة مطلقة لكل الناس أما أن المقصود بها اليهود تحديدا كعرق عاش معظم حياته في الشتات وهاهو يتجمع الأن في شكل كيان مغتصب لأرض ليست ملكا لهم؟؟ والحقيقة أننا لانعرف ديانة أخري تعيش في تكتل علي أرض مغتصبة غير الديانة اليهودية أو بالأحري من ينتمون لهذه الديانة.. فاليهود هم الوحيدين في العالم المعنيين بدعوة مكرم بدوي فالدعوة موجهة لهم.. من يعيشون في إسرائيل وخارجها .. وخلال الحلقات يظهر نور الشريف أو مكرم بدوي أثناء بحثه عن جذوره إلي تونس لنري علي الشاشة وربما لأول مرة في تاريخ الدراما تلك المقابر المنتشرة بكثافة لليهود علي أرض تونس وتنتشر نجمة داوود في أرجاء المكان النظيف الرائع والذي يوحي بتاريخ حافل لهؤلاء اليهود في منطقتنا العربية بل أن بطلنا الهمام يقابل إمرأة يهودية لازالت تعيش في مصر( وهذا طبعا مخالف للواقع) وهي تنضم بحماس لدعوته في التمسك بمصر كأرض وتاريخ لها بل أنه يزايد ويذهب بها للأسكندرية ليقدم لنا يهوديا أخر في إطار مغامرات يشوبها قدر كبير من المصادفات والسذاجة.. كما يستند إلي كتاب الباحث والناقد المفكر أحمد رأفت بهجت والمعروف بإسم (اليهود في السينما المصرية) ليثبت أن لهم تاريخ في هذه الأرض.. وأنهم الأولي بالعودة لأوطانهم.. مع أنه تجاهل في هذا الكتاب -الذي يعتبر وثيقة هامة- إدانته الحرب الصهيونية وإستغلال دور العرض السينمائية في الإجتماعات للمؤتمر الصهيوني الأول.. أقول تجاهل ذلك وإكتفي بطريقة الإجتزاء بالإشارة إلي أن لهم تاريخ كبير في مصر..ليبقي هذا المعني في بؤرة إهتمام ودعوة المسلسل.. فهو يريد أن يقول بإختصار أن بديل الحياة في إسرائيل هو عودتهم للأرض العربية سواء أكانت في مصر أو تونس أو المغرب أو ليبيا وهكذا بإعتبارها الوطن الحقيقي لهؤلاء والذي ينبغي الإنتماء إليه.. فماذا نسمي دعوة كهذه؟ وألا تعد أخطر من مجرد تطبيع مع عدو صهيوني بل هي تتجاوزه إلي دعوة أبناء العم للعودة لبلادنا بإعتبارهم أصحاب حقوق تاريخية؟؟ أننا نتابع هذه الأيام الشراء المحموم لعمارات وسط البلد للوكالة اليهودية وطرد السكان الأصليين بإعتبار هذه العمارات كانت يوما ما ملكا لليهود من جنسيات مختلفة.. وقضية أتيليه القاهرة الأخيرة تشهد علي التواطئ الداخلي لتمكين اليهود من العودة لمصر في إطار صفقة لايعلم إلا الله متي ستتنتهي والي أين.. فما هي دلالة توقيت هذه الدعوة من نور الشريف في مسلسل متخافوش؟ لقد قدم نجمنا داخل المسلسل شخصية يهودية من أصل إيطالي تعرضت للقتل بسبب دعوتها هذه.. بل تعرضت زوجته هو أيضا للقتل لتهديده بالإبتعاد عن هذه القضية وقضايا أخري مثل إغتيال مجموعة من الشخصيات الهامة في فترات مختلفة..ولذلك سنري في الدراما المصرية ولأول مرة أيضا يهوداً أ×يار يدعون للسلام والمواطنة في بلادنا.. ونور يقول بذلك أته يميز بين الصهيونية واليهود ونحن لانختلف علي هذا التمييز.. لكنه لايعني بالمرة أن نطالب بعودة اليهود إلي وطننا العربي ومصر تحديداً وفي هذا التوقيت.. فهي دعوة مشبوهة وغريبة لايغفر لها أن الأستاذ نور يهاجم الصهيونية في سياقها.. وكلنا يعلم أنه لافرق بين حمائم وصقور.. وأن أبناء العم ينتظرون الفرصة للإننقضاض علي التاريخ والجغرافيا وكل شيئ.. ومن هنا فإن المزايدة بأن المسلسل هو سبب إعلان الحرب علي نور بقضية الشواذ يبدو مفتقراً للمنطق السليم.. وعليه أن يبحث عن أسباب أخري قد نصدقها مثل تصريحاته المنشورة بمصر اليوم والمتعلقة بموضوع التوريث يوم 14 سبتمبر الماضي ورأيه في البلد بشكل عام وهو الكلام الذي يتردد الأن بين الناس.. أما حكاية متخافوش هذه فليته ماذكرها لأنها أخطر مافي تاريخه الفني وتحتاج لتفسير.. في هذا التوقيت بالذات!!!!!! هشام لاشين.......نقلا عن جريدة الأحرار اليومية

السبت، 17 أكتوبر 2009

3 تحديات تواجه مهرجان القاهرة السينمائي 33

هشام لاشين ----------- هل ينجح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في تجاوز لعنة أنفلونزا الخنازير التي فشلت الدولة في التعامل مع تداعياتها العالمية بالشكل اللائق حتي هذه اللحظة؟ ذلك السؤال الذي يفرض نفسه مع إقتراب أحداث الدورة 33 أوائل الشهر القادم في ظل حالة من حالات الطوارئ العالمية والمحلية يبدو جديرا بالإهتمام في ظل شائعات كثيرة ترددت عن رغبة الدولة في إلغاء المهرجانات خصوصا وأن المهرجان يقام خلال شهر نوفمبر وهو الشهر الذي تتضاعف فيه إحتمالية الإصابة بالفيروس كما أعلنت وزارة الصحة.. وتزداد الخطورة مع قدوم عشرات الأجانب من دول العالم المختلفة إلي المهرجان علي طائرات الخطوط الوطنية وإستضافتهم في فنادق القاهرة الكبري خصوصاً وأن معظم الحالات التي ظهرت كانت لمخالطين لقادمين من الخارج.. ولك أن تتخيل ليلة إفتتاح المهرجان في دار الأوبرا العريقة وقد وقفت الفتيات الجميلات لتقدمن بكل وقار وشياكة الأقنعة للضيوف بدلا من الورود..ومن يدري فقد تشترط دعوة الإفتتاح الحضور بالأقنعة بدلا من السموكن الذي ساد فترة رئاسة حسين فهمي للمهرجان.. بينما سنري هؤلاء الضيوف يؤدوون التحية لزملائهم من بعيد دون لمس أو قبلات معتادة.. ومن يدري فقد يكون اليانسون هو المشروب الرسمي للمهرجان هذا العام وليصبح علي قائمة الرعاة احدي شركات المشروبات الساخنة التي تباع بالصيدليات بدلاً من رجال الأعمال الذين إنفضوا من حول المهرجان فلم تفلح بوسترات الدعاية الشيك جداً في إستقطابهم لتمويل المهرجان حتي هذه اللحظة!! وإذا كانت أنفلونزا الخنازير هي التحدي الأكبر أمام نجاح هذه الدورة خصوصا وأن دور العرض سوف تتأثر بهجرة الجمهور الذي ظهر موقفه من الأزمة خلال إنسحابه من مشاهدة أفلام العيد.. فإن هناك تحديات أخري فرضت نفسها بقوة أهمها رغبة وزير الثقافة فاروق حسني في تحقيق نجاح يعوض به خسارته الفادحة في اليونسكو .. حتي ولو كان هذا النجاح عبر مهرجان سينمائي يبخل عليه بالدعم الكافي منذ سنوات طويلة ويكتفي بمنحه نصف ميزانية مهرجان فاشل إسمه مهرجان المسرح التجريبي.. بل ولاتصل ميزانيته لربع ميزانية فيلم أفشل إسمه (المسافر) حقق صفرا في مشاركاته المهرجانية بالخارج يتجاوز صفر المونديال..وهو من إنتاج وزارة الثقافة أيضاً.. وهو الفيلم الذي يحتاج لتحقيق موسع من الأجهزة الرقابية لمعرفة كيف تم نهب ميزانيته وفي جيب من دخلت بالتحديد؟؟ المدهش أن الفيلم سوف يعرض خلال إحتفالية كبيرة علي هامش المهرجان أطلقوا عليها (ليلة مصرية) وإن كنت أفضل تسميتها (فضيحة مصرية) ليري العالم خيبتنا وإهدار أموالنا لصالح أفراد محدودين سيطروا علي لجنة وافقت علي هذا الفيلم لغرض في نفسهم!! أما كيف سيستغل الوزير مهرجان السينما لتصفية حساباته مع اليهود والأمريكان الذي قال أنهم وراء سقوطه فأغلب الظن أنه لايملك ألية واضحة لذلك.. فالمهرجان ومنذ أول دورة له يعلن عن مقاطعة كل ماهو إسرائيلي.. وهو ضد التطبيع والإختراق طول الوقت ومن قبل أن يظهر الوزير علي الساحة بسنوات طويلة عبر مجهودات كرسها المبدع الراحل سعد الدين وهبة وإستمرت بعده.. رغم محاولات بعض من ينتمون للطابور الخامس في تسريب أفكار علي طريقة تكريم كوستا جافراس صاحب (زد وحنا ك) تحت حجج واهية سقطت بدورها في الأيام الأخيرة..وهكذا لن يبقي أمام فاروق حسني الا إستغلال ظهوره لقص شريك إفتتاح المهرجان لإكتساب تعاطف وتصفيق قد يصل لدقائق طويلة ليقول لنفسه وللدولة التي إختارته أنه لايزال مطلوباً.. وأن حرارة الوطن تكفيه ذل سؤال اليونسكو.. وأهي برضه نواية تسند الوزير!! أما التحدي الثالث فهو إقامة مهرجان القاهرة للإعلام العربي في نفس التوقيت والذي يدعمه إتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري بمبالغ كبيرة ناهيك عن مكافأت سخية يتم رصدها كل عام للصحفيين المعنيين بتغطية هذا المهرجان من خلال كشوفات بركة متغيرة.. بينما يطالب القاهرة السينمائي في المقابل من رجال الصحافة والإعلام مشاهدة حفلي الإفتتاح والختام في الصالة الصغري للأوبرا من خلال شاشات ملحقة لعدم قدرته علي إستيعاب الصالة الكبري لكل المدعويين..بل أنه يحصل علي قيمة طبع كارنيه الصحافة الذي يدخل به الإعلاميين دور العرض.. والأهم أن كلا المهرجانيين يقيم سوقاً لبيع الأعمال الدرامية والسينمائية والمنافسة في هذا السوق ليست في صالح القاهرة السينمائي علي الإطلاق لأن الأعمال الدرامية هي الأساس في إقبال المشترين بينما يتراجع حظ الأفلام السينمائية التي تجد سوقها الأكبر في مهرجان كان ومهرجانات أخري محدودة. لقد نجح مهرجان القاهرة السينمائي علي مدي سنوات طويلة في تجاوز العديد من التحديات الخطيرة مثل العمليات الإرهابية التي فرضت نفسها علي أرضنا لفترة وأثرت علي السياحة بشكل عام كما تجاوز محن عديدة مادية وفنية وصل بعضها لعدم وجود فيلم مصري واحد للعرض في المهرجان..بل عاني لسنوات من عدم وجود قاعات عرض مجهزة مما هدد بسحب دوليته.. وكانت هناك أحداث 11 سبتمبر وغيرها من التحديات ورغم ذلك لم يتوقف أو يتراجع وهو أمر يحسب بالتأكيد للقائمين عليه وفي مطبخه لسنوات طويلة.. ولكن شكل التحدي يبدو مختلفاً هذه المرة.. بل هو جدير بعدم الإستخفاف.. فالوباء علي الأبواب.. وقد بدأ الرعب في المدارس والجامعات ينذر بمقاطعة للتجمعات العامة.. ولأن المهرجانات هي أكبر تجمع دولي فلا نستبعد أي شيئ.. فهل ينجح القاهرة السينمائي في تجاوز التحديات كعادته هذه المرة أيضاً؟؟!

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

هشام لاشين يكتب عن داوود عبد السيد..شيطان الشاشة المسحورة !!

منذ فيلمه الأول ( الصعاليك ) وحتى آخر أفلامه ( مواطن ومخبر وحرامى ) وهناك شيئ مايشبه الإغواء في سينما ( داود عبد السيد ) .. فهو يجذبك الى داخل عالمه الغريب المخلوط بكل المتناقضات منذ اللحظة الأولى .. ويظل يسحبك على وجهك هائماً بعد أن يزين لك بضاعته الفكرية المصورة التى تشبه ( صندوق الدنيا ) أنها ملونة بألوان ( قوس قذح ) ومغلفة بورق السلوفان اللامع .. وعندما يتوقف شريط الصور المتحركة عن الدوران تشعر للحظات إنك قد خدعت او اغتويت ( من الغواية ) وعندما تفيق تكتشف ان كل شيئ قد انتهى وانك وقعت لا محالة فى شرك سينمائي محكم .. خلط صانعه الدجل بالواقع .. والسياسة بالخيال .. والميتاقيزيقيا بالفلسفة .. وفى النهاية يمنحك تفاحة .. تشبه تماماً تلك التى قطفها أدم ومعه حواء .. فهى معادل لحرية الاختيار التى قد تنزل بك لسابع ارض ولكن طعمها يظل فى فمك !! في فيلمه الثانى ( البحث عن سيد مرزوق ) نرى ( سيد مرزوق ) رمز السلطة التى ورثت كل شيئ .. النفوذ والمال وجهاز الامن وها هى تتلاعب بمصير الرعايا فى استخفاف منقطع .. أنه يستمتع بمشاعر الفقراء وهم يحصلون على بعض المنح البسيطة ، وهاهو يقتل مواطن غلبان ويلفق تهمة لأخر.. وتأمل رمز الامن وهو لا ينشغل بأى شيئ اخر سوى حماية رمز السلطة حتى لو ادى ذلك الى ظلم اخرين او العبث بمصائرهم .. ولنتأمل بالتحديد تلك اللحظة الفريدة التى يكتشف فيها يوسف البسيط انه يمكن ان يفك ( الكلابشات ) من يده بسهولة ، فى الوقت الذى تكون هى سر عذابه لرحلة طويلة .. فالحرية ممكنة . بيدنا وحدنا ولا يجب ان ننتظر منحها ثم لنتأمل يوسف نفسه رمز لغالبية البسطاء المسالمين .. الذين يكتفون بالمشي بجوار الحائط .. وحينما يقرر التمرد فهو لابفعل شيئاً لان المسدس الذي وجده بين أصابعه فشنك !! وسيمفونية القهر تستمر سواء اكانت فى اقتحام الشرطة للعالم الملائكى ( لسليمان ) وحضانة ابنته او فى هدير أقدامهم مع مشهد النهاية وهم يدقون الارض وخلفهم الكلاب البوليسية !! وحينما يقرر يوسف ان يهرب منهم فهو يسقط فى عربة القمامة .. وهو بذلك يفيقنا الى ان ثمن الحرية قد يكون ان نصبح كالنفايات التى تتعرض للحرق ولكن المهم ان نواجه مصائرنا فى النهاية بشجاعة !! وفى فيلمه ( مواطن ومخبر وحرامى ) مثله مثل معظم افلامه تتعدد مستويات الاغواء حيث ينتقد النظام ويهاجم المجتمع حتى يصل الى اخطر التابوهات وهى ( الدين ) ليتجول فيه بحرية وربما بنزق .. وهو يركز على صورة واحدة فى كل أفلامه وهى استخدام الدين فى السخرية وفى الدجل والنصب وتجارة المخدارت وصولاً الى القتل .. تأمل مثلاً صورة المشايخ الثلاثة المصابين بالعمى ( لاحظ العمى ) في فيلمه ( الكيت كات ) وتأمل تحديداً صورة المقري القبيح التي تتحول طريقة تلاوته لشكل من أشكال السخرية والكوميديا !! وفى فيلم ( البحث عن سيد مرزوق ) يأخذ شكلا الصدام الأمني بُعداً فلسفياً ومتيافيزيقيا حيث تصبح القوة الغاشمة والمسيطرة معادلا رمزياً غامضاً متجسد فى " سيد مرزوق " الذى يظهر ويختفى دون سبب ويتحكم فى مصائر العالم بصورة تفوق قدرات البشر !! انه معادل اخر لشخصية ( حمدي غيث ) فى ( ارض الخوف ) .. فظهوره محاطاً بذلك الطقس الروحانى والديكور الذي لا تخطئ العين ودلالته.. كذلك الجمل التى يستخدمها وحديثه عن الخير والشرثم ارتكابه جرائم القتل بحجة المصلحة العليا للعالم .. كل ذلك يجعله اكثر من مجرد تاجر مخدارات يحكم عالم الماقيا .. وهو اكثر من أب روحي يرتدى العباءة الإسلامية !! بل ان هذا الفيلم تحديداً يتضمن اكثر من مستوى للتتعامل خارج عالم المجرمين وتجار المخدرات والفاسدين " فهناك العالم الاوسع والارحب الذى تحكمه قوة بالخوف والقهر .. ويستخدم داوود اسماء الانبياء ليمنحهم لشخوصه بالكامل فى هذا الفيلم فى حين تصبح رسالة موسى هى مفتاح الغموض والسر الذى يضل طريق ليتغير مصير الكون !.. وعلى مستوى آخر نرى كيف يتفاءل بطل ( سارق الفرح ) بفضلات ( حمامة ) تقف على نافذة ضريح احد الأولياء الصالحين !! اما فيلم ( مخبر وحرامى ) فهو يقدم بداخله حوارات مباشرة على لسان الحرامى ( شريف المرجوشى ) وهو شخص جاهل يلعبه ( شعبان عبد الرحيم ) يتد فأعلى نار الكتب التى يتحدث عنها بإعتبارها تحتوى أفكارا شريرة تدعو للحرام ! هذا المرجوش يفسر افلام الأكشن على طريقة دينية مضحكة . وهو يناقش فى الاسلام ويفسره على هواه . وبنفس المنطق يحرق رواية المثقف ( خالد ابو النجا ) فى الفيلم .. انه نموذج للغوغاء عندما يتصدرون لتفسير الدين .. ولكن (داوود ) يصر مرة اخرى على مناقشة السلطة الاعلى باستخدام الدلالات بل والكلمات الواضحة عندما يقول المثقف ( مفيش سلطة كاملة .. السلطة المطلقة هى المثل الاعلى .. السلطة دائماً ناقصة ) بينما يتجه ببصره لأعلى .. وفى النهاية يقرر بوضوح (لازم الانسان يبقى هو سلطة نفسه ) واذا كان هذا موقف المخرج فى موضوع الدين والسلطة العليا الذى يمزجه بقدر كبير من الفلسفة التى يعشقها .. فان المستوى الاخر للسلطة (السياسة ) يشغل ( داودد ) بوضوح فاذا كان الحرامى شريف المجروش هو ( روح السجن ) كما يصغه الراوى او المعلق .. فإن المخبر (فتحى عبد الغفور) هو ( راجل متوازن ) هذا هو الشكل الخارجى للسلطة .. ولكن هذه الشخصية لاتلبث ان تكشف عن انيابها فى اكثر من مشهد ربما ابرزها مشهد استجواب ( حياه ) الذى يتحول لوصلة تلفيق وتعذيب مرعبة ونراه يطرح الاسئلة والاجابات .. فهو الخصم والحكم بل انه يفرض سيف الاتهام على المدعى نفسه مثلما يملى عليه كتابه العريضة بقلمه وخط يده .. ويصل الجبروت إلى ذروته عندما يقهر المواطن حتى لايتنازل عن اتهامه ليبرر استمراره فى العنف الذى يسبب له نشوى خاصة بينما هو مخمور .. فالمخبر هنا ليس الا رمزاً واضحاً من رموز السلطة الغاشمة . و ( فتحى عبد الغفور ) . ومنذ المشهد الاول يرسم له السيناريو هذه الصورة.. فهو يناور ويقتحم الاشخاص الذين راقبهم من قبل .. ويعرف بدقة نقاط ضعفهم ثم يفرض نفسه على عالمهم بعد ذلك قبل ان يعيد تشكلهم بوضعهم فى المواقف المختلفة للوصول الى ردود فعل معينة .. وهنا ما فعله تماماً مع ( سليم سيف الدين ) من اللحظة الاولى التى ذهبت فيها اليه الاخير للابلاغ عن سرقة سيارته الى ان يجد نفسه وقد اصبح متهماً فى جناية ( فقأعين ) الحرامى .. ووجه السلطة الغاشمة يمكنك ان تجد صداه فى افلام ( داوود ) الأخرى ! مثلا فى مشهد قسم الشرطة داخل ( سيد مرزوق ) عندما يتعرض المواطنون للإهانة والملاحقة .. وفى ( سارق الفرح ) و(ارض الخوف ) .. بل انه يصيغ حواراً ساخراً عن الشرطة التى فى خدمة الشعب. ويقدم وجهاً اخر لهذه السلطة فى الحوار الذى يدور بين ( سليم ) ورئيس المباحث ( احمد كمال ) الذى يقول فيه الأخير للأول ألا تعرف ان الضحك هو اكبر إخلال بالآمن .. وكذلك السخرية ) . وهذا هو الجانب المباشر لفكر رجل المباحث الذى يمثل بدوره السلطة .. وتطول الفلسفة هذا الحوار بعد ذلك لتشارك فى تشكيل النسيج العام .. حيث يرفض هذا الرجل نفسه ان يخلط النسيج الاجتماعى بين المثقف والحرامى الصعلوك .. وان كان يراها فى اطارها الطبيعى اذا كانت بين مخبر وحرامى ! فالمخبر لابد ان يصادق المجرمين .. ليعرف خباياهم ولكن كيف يخالط المتعلم الجهلة والهامشين ؟! منطق غريب وتناقض لا يفسره تناقض المخرج نفسه عندما يسخر من فساد هذا الاختلاط فى فيلمه بين (مواطن ومخبر وحرامي ) فهو يعتبره زواجاً فاسداً فى مجتمع فاسد وهو ما أشار إليه فى مؤتمر صحفى اقيم بعد الفيلم .. ورغم ذلك فهو يقول بحسم ووضوح (علينا الا نعيش فى حالة التعالى الطبقى ) وذلك فى سياق اجابته على سؤال حول اسباب اختياره ( لشعبان عبد الرحيم ) لبطولة فيلمه فأيهما نصدق .. تصريح داوود المنشور بعدم التعالى الطبقى ام تصريحه برفضه لهذة المصاهرة الفاسدة داخل الفيلم ؟! ومن المؤكد ان المخبر هو العمود الفقرى فى هذا الفيلم .. فهو الذى يربط الاحداث وبفرض صياغتها .. وهو الذى يساهم فى تطور العلاقة بين الطرفين الاخريين قبل ان ينضم لهما كشربك ثالث فى المسألة الاقتصادية بعد حصوله على ثروة غير معلومة المصدر تماماً مثل الحرامى وربما المثقف على نحو مختلف .. فهناك خلطة مقصودة فى الفيلم تحاول ان تعكس انقلاب الهرم حيث يختلط الشرفاء باللصوص ويرتدى الجميع اقنعة كثيرة .. فهذا الكرنقال لايختلف كثيراً عن الحفل التنكرى فى نفس الفيلم عندما يختلط الواقعى بالمزيف وتضيع الحقائق . ونأتى ( لتابو ) الجنس الذي تعامل معه المخرج بشكل حاد فى هذا الفيلم على وجه الخصوص عندما افرط فى تقديمه مثلما استخدام ( العري ) بذكاء وهو يقدم لقطة كاملة لبطلته من ظهرها بعد ان تخلع كل ملابسها فيما يشبة رقصات الاسترتيز وذلك فى إطار رهان متبادل بينها وبين البطل أثناء لعب ( الكوتشينة ) ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في نظرة داوود للمرأة فى معظم أفلامه .. فهو لا يراها سوى وعاء جنس فقط لإشباع نهم الرجل .. ولست اجد تفسيراً لهذه النظرة من يخرج يزعم تبنى الافكار التقدمية فى اعماله .. وفى (مواطن ومخبر) نموذجان لهذه المرأة .. الاولى ( حياة )التى تصبح معادلا للشهوة والانكسار والخداع .. والثانية ( رولا ) التى تعتبر اقرب للعاهرة . اما داوود فهو بالقطع صانع هذا العالم المفهم بالدهشة والتناقض والغموض وهو يدير عالمه بمهارة المواطن المثقف ، وبوعى المخبر المدربة عينه على الالتقاط والفرز .. انه مثل بطله ( فتحى عبد الغفور ) يحاول ان ( يبحث عن اجابة عن الاسئلة الغامضة ) ولكنه بالتأكيد ليس مثل ( شريف المرجوش ) الذى يسمع ام كلثوم ويعلق صور عبد الوهاب بينما يتدفأ على رماد الكتب .. انه مزيج من كل هذه الشخصيات التى بثها على مدار سبعة افلام روائية كاملة وهو نموذج لسينما تتمرد وتسبح فى الممنوع حتى وان استخدمت الرمز اسلوباً للتحايل والنقد العنيف .. الم اقل لكم انه صاحب سينما الاغواء ؟!

الجمعة، 9 أكتوبر 2009

روجيه فارجييه رئيساً لتحكيم مهرجان دمشق السينمائي

أعلنت إدارة مهرجان دمشق السينمائي الدولي الذي تنظمه المؤسسة العامة للسينما قائمة لجان تحكيم أفلام الدورة السابعة عشرة التي تنطلق فعالياتها نهاية الشهر الجاري وتضم لجنة التحكيم قائمة بأسماء أهم السينمائيين العرب والعالميين حيث تتكون لجنة تحكيم الفيلم الطويل من المخرج الفرنسي روجيه فارجييه رئيسا وعضوية كل من الممثلة الهندية بوجا باترا والمخرج الكازاخستان يداريزهان ميربايفين والمخرجة الكاريبية سارا مالدورور والممثل المصري حسين فهمي والمخرجة الألمانية هيلما سانديراس والسينمائي الكوبيتوماس نازاريو بيارد غونزاليس والممثلة الإيطالية دانيلا جيوردانو والمخرجة الفلسطينية آنا ماريا جاسر والمخرجة اللبنانية نادين لبكي والمخرج السوري حاتم علي والناقدة السورية ديانا جبور. .وتضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة من السينمائي السويسري مارتين جيرو رئيسا وعضوية كل من المخرجة الألمانية بترا فيزنبيرغر والمخرج السوري موفق قات والكاتبة السورية ديانا فارس. فيما تضم لجنة تحكيم الفيلم العربي الكاتب والسيناريست السوري حسن م يوسف رئيسا وعضوية كل من الممثلة المصرية سمية الخشاب والمخرج اللبناني أسد فولد كار والممثلة المغربية ميساء المغربي.لى ذلك أعلنت إدارة المهرجان أسماء السينمائيين المكرمين في الدورة الحالية حيث سيتم تكريم نجلاء فتحي - يسرا - ليلى علوي - هاني شاكر من مصر والمخرج التونسي رشيد فيرشيو ومروان حداد ناجي جبر وأمل عرفة خالد تاجا نجدة أنزور من سورية إضافة إلى تكريم الممثلة الأمريكية أوسولا أندروز والممثل العالمي الفرنسي هنري كارسين والمخرج الهندي أكبر خان. كما أعلنت إدارة المهرجان أنها ثبتت من المهرجان الذي تنطلق فعالياته في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري وتستمر لغاية السابع من الشهر القادم ما نسبته تسعين بالمئة من برامجه وندواته وتظاهراته التي تتوزع على الشكل التالي: البرنامج الرسمي، سوق الفيلم الدولي، أفلام المخرج الإيطالي فريدريكو فيليني، أفلام النجم العالمي شارلي شابلن، أفلام المخرج الأمريكي سيدني بولاك، أفلام المخرج الألماني فريتز لانغ، أفلام المخرج البريطاني ستانلي كوبريك، أفلام المخرج الروسي نيكيتا ميخالكوف، سوق الفيلم الدولي سينما الحب قصائد الشجن، أفلام النجمة مارلين مونرو، أفلام آلان ديلون أنجيليك، في السينما : سينما القارات الخمس أفلام الجوائز الكبرى، أفلام فلسطين بعيون السينما، درر السينما الثمينة، السينما الاسترالية

الأربعاء، 24 يونيو 2009

أول فيلم كارتون سعودي في صالات أوروبا

غالبا ما تنتهي الأفلام الروائية والوثائقية التي تتناول القضية الفلسطينية والنكبة بصورة لاجئ مسن يحلم بالعودة ويحتفظ بمفتاح منزله المصادر، الا ان فيلم الرسوم المتحركة "حلم الزيتون" ينتهي بعودة فعلية الى قرية عين كارم بعد رحلة بحث عن مفتاح ضائع، مع تجنب الخوض في المشاكل الفلسطينية الداخلية. ويحكي الفيلم بشكل مشوق قصة فلسطين للأطفال عن طريق الرسوم المتحركة، من خلال عائلة فلسطينية نزحت من عين كارم إلى جنين عام 1948، تحكي قصتها المأساة الراهنة المستمرة للفلسطينيين. والفيلم الذي تستقبله صالات العرض في أوروبا والدول الأوروبية خلال الايام القادمة هو أول فيلم كارتون سعودي ، أنتج بتقنيات عالية على غرار أفلام ديزني ..ويتميز بمستوى فني عالٍ، كما يضاهي الرسم والإخراج ما أنتجته شركة "ديزني" الأمريكية من أفلام الكرتون، وقام على رسمه فنانون عرب وبعض الفنانين الأتراك، وتجاوزت ميزانية إنتاج الفيلم مليوني دولار ( 7 ملايين و500 الف ريال ). . ويتميز الفيلم بمستوى فني عالٍ، فالموسيقى التصويرية وألحان أغاني الفيلم وضعها الملحن اللبناني إلياس رحباني .. وإلى جانب خليفة ورحباني؛ عمل في كتابة سيناريو الفيلم وإعداده كتّاب من مصر وسورية والأردن والعراق، ومرّ السيناريو بمحاولات إنضاج متعددة واستغرق تصميم شخصيات الفيلم البالغ عددها 85 شخصية اكثر من سنة، وقد استفاد الفيلم من أرشيف ضخم عن فلسطين حوى أكثر من ثلاثة آلاف صورة (سلايد) عن المناطق التي تدور أحداث الفيلم فيها، وهي (عين كارم، القدس، مدينة جنين)، وقد روعي الالتزام بأشكال المواقع لكي تكون مطابقة لما هو عليه في الحقيقة مع إضافة لمسة كرتونية عليها. وتبلغ مدة الفيلم 90 دقيقة والفيلم الذي نفذ الجزء الاكبر منه في السعودية فضلا عن تنفيذ جزء مهم في تركيا، "فيه جانب كوميدي ويستند الى الواقع بدرجة كبيرة" على حد قول مخرجه أسامة خليفة الذي اشار الى صنع الفيلم بالاستناد الى مئات الصور التاريخية لقرية عين كارم ولمخيم جنين للاجئين فضلا عن صور للقدس..وذكر في هذا السياق "ان ابن القدس او جنين عندما سيشاهد الفيلم سيشعر بانه في شوارع طفولته وذكرياته ويشير خليفة الى ان البارز في "حلم الزيتون" هو انه "اول فيلم كرتون عربي بطلته امرأة فلسطينية اسمها مريم اذ يحكي الفيلم قصتها كطفلة فقدت بيتها وأرضها وأباها في نكبة عام 1948، ويتابع حياتها بعد أن تصبح جدة تبحث مع أحفادها عن المفتاح الذي ضيعته لبيتها في عين كارم، في انتظار العودة"..الا أن مريم، وبعد مغامرات مشوقة، تعثر على المفتاح حفيدها "وتعود إلى البيت والأرض لتحقق حلمها وتغرس فيها شتلة زيتون".. وأضاف إن الفيلم خلاصة تجربة عمرها عشرين عاماً في إنتاج الرسوم المتحركة بالعربية، بدأت بفيلم "جزيرة النور" عام 1988، وامتدت على مدى عقدين من الزمان بأفلام عديدة تناولت قصص شخصيات إسلامية تاريخية، من أمثال طارق بن زياد ومحمد الفاتح.

الخميس، 28 مايو 2009

المخبر خالد يوسف

تعليقا علي مقال خالد يوسف وصلني تعليق يكشف بعض المستور في ظاهرة المخرج خالد يوسف ننشره كما هو وقد أرسله كاتبه بهذا العنوان(المخبر خالد يوسف)!! أستاذ هشام... لقد قال لنا علي ابو شادي بلسانه علنيا و ليس في جلسة خاصة ردا على سؤالنا له العام الماضي في محاضرته لنا في معهد التليفزيون عن مشكلة هي فوضى و مهاجمة خالد يوسف له قال لنا ان خالد يوسف هذا الذي يهاجمه هو الذي تم تحت اشرافه كتابة نهاية الفيلم في امن الدولة فهل هذا فن وهل هذا ناقد و هل هذا مخرج؟؟ اعتقد انه من الأفضل تسميته المخبر خالد يوسف وليس المخرج فعلاقته بالامن وطيدة و كل ما يحدث هو تمثيلية سخيفة كل مرة من اجل اثبات البطولة لخالد من ناحية و تجميل وجه الامن وسماحته بالحرية من جانب آخر. ارجو نشر التعليق محمد اكرم

الجمعة، 22 مايو 2009

هشام لاشين يكتب عن خالد يوسف: ثائر سياسي أم مروج للفاحشة؟؟

يعشق إثارة الجدل مثلما يعشق أضواء الشهرة وميكروفونات منصات النقابات والندوات وشاشات التلفزيون..يعرف من أين تؤكل الكتف وكيف يوظف كل المفردات الاجتماعية والفنية لصالحه الخاص.. ورث عن أستاذه يوسف شاهين الانتهازية وبعض الشعارات الجريئة ضد الدولة والمسئولين مع بعض الشعارات اليسارية البائدة .. مثلما ورث عنه جنون العظمة وبعض الأفكار الرافضة للدين والغيبيات .. يدعو في معظم أفلامه إلي الفوضى والتحريض وتفريغ الكبت الجنسي ويعشق الصدام مع الرقابة ليشتعل حوله الصراع ويتحول لنجم أو زعيم.. تماما مثلما كان يفعل خلف أسوار الجامعة عندما كان طالباً قبل أن يلتحق بالعمل كمساعد وخادم أمين ومنفذ لأفكار وترهات يوسف شاهين وحتي أخر لحظة من حياته. إنه المخرج (خالد يوسف) الذي تطرح مسيرته الفنية والحياتية بعض التساؤلات الهامة حول طموحات هذا المخرج وأهدافه من وراء أعماله الميلودرامية الفاقعة التي تلائم عصر يزخر بالتحولات العنيفة والاضطرابات المدهشة.. بما يمكن معه التساؤل : هل نحن بصدد ثائر سياسي أم مروج للفاحشة في عصر تنفلت فيه الأفكار وتتحول فيه الرقابة من حارس أمين علي قيم المجتمع إلي متساهل في مقابل منافع غامضة؟؟؟ الرقابة: في أعقاب عرض فيلمه الأخير(دكان شحاتة) أقام خالد يوسف مؤتمراً صحفياً راح خلاله يمارس هوايته المعتادة في إستلال سيف البطولة أمام كاميرات التلفزيون وجمهور الإعلام ليكيل الضربات للرقابة علي المصنفات الفنية ويتحدث بكلمات ثورية كبيرة عن الصراع الاجتماعي..وقال بالحرف "دائما ستكون هناك مشكله مابين الرقابه والابداع لان الابداع قائم على الحلم والحرية ولايجوز ان نطبق الرقابه على أحلامنا فتجد نفسك فى الحلم مطلوب منك ان تحلم بجزء وتترك الاخر) ويضيف قائلاَ: و(نحن فى هذا العصر الذى نباهى فيه بالحرية والديمقراطية لااعرف لماذا تصبح الرقابه على الاعمال السينمائيه رقابه متشدده على عكس الرقابه التى تمارس على وسائل الاعلام الاخرى والاخطر هوتدخل جهات اخرى غير الرقابه رغم ان القانون لايعطى اى جهة غير الرقابه على المصنفات الفنيه حق المنح او المنع فى الاعمال السينمائيه (يقصد جهات أمنية أحال لها الرقيب علي أبو شادي الأمر حتى لايغضبون عليه ويفقد منصبه) وهنا يواصل حديثه قائلاَ( ومع كامل احترامى لكل الجهات السيادية التى تدخلت فليس من مهامها ان تراقب فيلم سينمائى بل لديها مهام اخطر بكثير تتعلق بالامن القومى لمصر ولا اخفي عليكم أصبح حلمي الآن أن اصحو من نومي يوما لأجدهم قد الغوا الرقابه وتركوا الابداع امانه بين يدى ضمير المبدعين ووجدان الناس " ولاندري أي ضمير هذا بعد كل مانراه من مشاهد خارقة للتقاليد في أفلامنا. كلاشيهات: المهم أن التعليق الذي قام به المخرج كان بسبب مشهد يحذر من الصراع بين الشعب والشرطة بحلول العام 2013 إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه كما يحذر المصريين من الفوضى الشاملة .. وهو يشبه تماما مشهد قدمه المخرج في أخر فيلمه قدمه أستاذه يوسف شاهين ووضع اسمه بجواره علي التترات وهو فيلم (هي فوضي).. بل هو مشهد يشبه مشاهد عديدة في سياق أفلام أخري لنفس المخرج وقبله أستاذه فهي كلاشيهات محفوظة .. لدرجة أن خالد يوسف قال نفس الكلمات في أعقاب عرض فيلم هي فوضي في الكويت منذ عامين حيث قال (ان التغيير ان حصل لن يكون سلميا، ولكن من دون عنف، بل عن طريق العصيان المدني ووقفة الجمهور يدا واحدة من أجل هذا التغيير) .. وهي كلمات تبدو في ظاهرها بمثابة التعبير عن موقف لثائر سياسي أو مناهض لأفكار راديكالية .. وإن كانت لاتكفي لتفسير استخدامه الشعبي الجارح للمشاهد الجنسية والألفاظ السوقية المتناثرة في كل أفلامه تقريبا مع بعض الاستثناءات .. وهو مايذكرنا برفضه لمصطلح السينما النظيفة الذي ساد في بداية هذا العقد علي يد جيل من السينمائيين الشباب وهو مااستفزه لدرجة أنه أعلن رفضه بوضوح لهذا المصطلح وهذه السينما بل وقدم بالفعل رداَ مغايراَ وعمليا بأفلام تطرح الشذوذ الجنسي تحت حجة التعبير عن واقع اجتماعي وتحت دعوي ألا ندفن رؤوسنا في الرمال كما فعل في( حين ميسرة) مثلاَ.. فهي إذن السينما القذرة المشبعة بالجرأة اللفظية والحسية تحت دعاوي ليبرالية. شهيد الرقابة: ومن الطبيعي هنا إذن أن تصبح الرقابة هاجساَ مؤرقاً.. حتى وأن كانت الحقيقة هي عدم اعتراض الرقابة علي التجاوزات الأخلاقية التي تصنعها الأفلام حاليا وإن كانت اعتراضاتها تنصب فقط علي مسائل سياسية وهو مادفع مخرجنا لاستغلال مواقف هذه الرقابة من الناحية الظاهرية لترويج بطولات زائفة.. فقد فعلها في فيلم (زواج بقرار جمهوري) وادعي أن الرقابة وقتها ترفض ظهور صورة السيد رئيس الجمهورية ..وراح يكيل الاتهامات ويصنع الدعاية بناءا علي هذا الخبر الوهمي الذي ردده وحده وأرسله لأجهزة الإعلام ولم يكن شيئا من هذا قد حدث.. فقد اتضح أن الرقابة لاتعرف شيئا عن هذا الموضوع وهو ماأكده لي وقتها الدكتور مدكور ثابت وقت أن كان رئيسا للرقابة.. وذكر لي وقتها تمرس بعض السينمائيين في استخدام أسلوب شهداء الرقابة بهدف الدعاية وإكتساب أنصار في قضايا وهمية وبهدف بطولات مصطنعة.. وقد كرر خالد يوسف هذا الإسلوب في معظم أفلامه. خلط الأوراق: أما المزايدة وخلط الأوراق فحدث ولاحرج .. ففي فيلم مثل (عايز حقي) لعب علي مشاكل اجتماعية هامة بإسلوب الرقص علي الحبال فالقضية الرئيسية للفيلم هي حق كل مواطن في أرض مصر واستيلاء الحكومة علي مقدراته دون أن تترك له حتى الفتات.. لكنه انقلب في نهاية الفيلم علي هذه القضية الجوهرية وهي حق كل مواطن في أرضه ليتجه بالتخويف من استيلاء إسرائيل علي هذه الأرض استغلالا للموقف.. وهو بذلك يمنح شرعية لسلب حقوق المواطنين بعد أن أوهمهم أنه الثائر لأجلهم..وفي فيلم مثل (ويجا) يكرس للدجل ويبيع الوهم .. بينما يفرط في الميلودراما الإنسانية في (أنت عمري) ويدافع عن العنف والإرهاب ويسب ضحايا العشوائيات في فيلم (حين ميسرة) بعد أن يوصم مجتمع الفقراء بكل أسباب الانحراف مدعياً أنه يتحدث باسمهم ويدافع عنهم.. وفي (الريس عمر حرب) يمكنك أن تلمح تكريس العنف الجنسي والشذوذ دون أدني مواربة أو خجل وأن تشتم رائحة التجاوز الديني الذي اشتهر به أستاذه شاهين الذي ظهر ذات مرة علي الفضائيات ليعلن أنه لايؤمن بالحساب والجنة والنار في الآخرة.. وهذه حقائق مسجلة وليس إفتراءاَ أو دعوة للتكفير.. فشاهين الآن بين يدي الله وهو الوحيد سبحانه وتعالي القادر علي محاسبته. ذكاء مذهل: أما ذكاء خالد يوسف فلايمكن لأحد سوي أن يحسده عليه سواءاَ علي المستوي الاجتماعي أو الفني.. فهو الوحيد الذي سمح له شاهين بأن يضع اسمه بجواره وأن يثق فيه لمدة ربع قرن تقريبا.. وهو الوحيد الذي استطاع إقناع هيفاء وهبي بالتمثيل ليروج فيلمه الأخير.. وهو الوحيد الذي لديه كارت بلانش من واحدة من أكبر شركات الإنتاج في مصر لصاحبها كامل أبو علي قبل أن يتحالف الأخير مع ساو يرس في شركة إنتاج جديدة كان باكورة أعملها فيلم (دكان شحاتة) لخالد يوسف أيضاَ.. وهو الوحيد الذي إنفرد بإعادة مشاهد العري والجنس والشذوذ للسينما المصرية ليتبعه آخرون بعد ذلك فنجح بهذا في القضاء علي أخر معاقل السينما النظيفة ولتشهد المرحلة الحالية تياراً قادماً يختمر بقوة الآن يقوم علي ترويج كل ماهو قبيح ويدعو للفوضى تحت ستار عولمة غاشمة ورقابة لاتخشي إلا البطش السياسي.. بينما تبدو الساحة ممهدة للفوضى الكاملة .. وإن كانت من نوع أخر غير الذي يحذر منه خالد يوسف...!!!!

الأحد، 26 أبريل 2009

هشام لاشين يكتب عن إمرأة ب9 مليون دولار..

منذ أيام عرضت احدي الفضائيات المصرية صور مرعبة لبعض المناطق العشوائية المنتشرة في ربوع مصر المحروسة ويطلق عليها (اسطبل عنتر).. والتقي مذيع البرنامج عمرو الليثي بعشرات العجزة والباحثين عن رغيف خبز وكوب ماء نظيف وقوت يوم يكفي العديد من الأسر التي تتألف الواحدة منها من أكثر من سبعة أفراد تعيش كل منها في غرفة واحدة متهالكة ويستخدمون حمام مشترك مع عدة أسر أخري..ولم تمر ساعات إلا وجاءنا خبر الموسم الذي سيقلب موازين القوي العالمية ويغير وجه التاريخ وربما الجغرافيا.. إنه زواج الست هيفاء وهبي من رجل مصري صرف علي حفل الزفاف فقط 9 مليون دولار أمريكي..تقول تفاصيل الخبر الذي نقلته عشرات المحطات ووكالات الأنباء العربية بإعتباره فتحاً تاريخياً(9ملايين دولار و150 طائرة خاصة، و300 مدعو فقط، هذه الأرقام هي إجمالي ما شهده حفل المطربة اللبنانية هيفاء وهبي، والحفل شارك فيه عشرات السياسيين والفنانين، أما عقد القران فقد تم بحضور أهل العروسين فقط، ونظراً للسرية التامة التي أحيط بها حفل الزفاف، بعدما رفضت هيفاء كل العروض المغرية لبث الحفل فضائياً، فقد تسربت بعض الأخبار ، ومنها أن النجمتين الأمريكيتين انستازيا وكارمن الكترا قد أحيتا الحفل وحصلت كل منهما على مبلغ 300 ألف دولار وفي نهاية الحفل الاسطوري غادرت هيفا مع عريسها إلي جزيرة كابري لقضاء شهر العسل)..والطريف أن عنوان الخبر كتب هكذا(السلطات اللبنانية ترفع حالة التأهب الأمني) قبل أن يضيف(قررت السلطات اللبنانية رفع حالة التأهب بين القوات الأمنية "جيش وشرطة" داخل مطار بيروت والفنادق الكبرى وما حولها ومنعت الراحات والأجازات ونبهت على الجنود عدم ترك أماكنهم مهما كانت الأسباب.. كما شددت قوات الأمن من الإجراءات الأمنية لمنع دخول أى شخص لم توجه له دعوة وكذلك منعت دخول أى كاميرات غير مسموح بدخولها مسبقا.) ..ومن المعروف أن حالة التأهب الأمني لاتحدث في العادة إلا في حالة ظروف الحرب التي تمر بها الدول ولم نسمع أنها حدثت في حفل زفاف فنانة من الدرجة الثالثة حتي لو كان العريس ملياردير مصري قادم من وطن يجتمع فيه الكافيار مع الخبز المعجون بالمسامير.. والقصور والسيارات الفارهة بجانب العشوائيات والمعونة الأمريكية..وإعتصامات يومية تطالب بالإصلاح ووقف الغلاء وإعادة النظر في المرتبات التي تعتبر الأدني علي مستوي العالم . عريس مسلح: المهم تتوالي التفاصيل التي تخبرنا أن العريس المصري القادم من بور سعيد البلد التي قاومت العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 ولها سجل بطولي يسجله فيلم شهير يحمل نفس إسم هذه المحافظة ..هذا العريس رجل اعمال يعمل في مجال حديد التسليح واسمه الكامل احمد حمدي ابو هشيمة عبدالعزيز مواليد 11-1-1975 حاصل على بكالوريوس تجارة عام 1996 ويحتل منصب الشريك المتضامن لشركة الخليج للتجارة والتوريدات وهو من له حق الإدارة و التوقيع والمدير المسئول، و مساهم فى شركة بورسعيد الوطنية للصلب و عضو مجلس ادارة..وهو مايطرح بدوره سؤالاً عابراً حول العلاقة بين حديد التسليح وبوس الواوا وهي أشهر أغنية قدمتها معبودة الجماهير في عالمنا العربي المعاصر لتهزم بها أعتي الرجال المسلحين بالأموال وربما الحديد الصلب أيضاً ..ويقال أن ابوهشيمة هذا يرفض التقاط اي صورة له مع اولاده من زوجته الاولى..وأنه عندما كان في استاد القاهرة لحضور مبارة مصر وزامبيا حاول أحد المصورين التقاط صورة له برفقة ابنائه من زوجته الأولى فهاج وماج ورفض التصوير..وأنه هدد المصور وكاد أن يعتدي البودي جارد الخاص به ايضا بالضرب على المصور خوفا من أن تتسبب تلك الصورة في أزمة لأن هيفاء لا تحب أن يقال أن عريسها كان متزوجاً من قبلها ولديه ولدين يعيشان مع والدتهما ويحرص أبوهما على رؤيتهما من حين لآخر..وربما تستدعي سيرة رجال الأعمال الكبار في مصر(كبار في النفوذ وليس السن) وخصوصاً المهيمنين علي تجارة الحديد سيرة الطفل المعجزة أحمد عز والذي ملأ الدنيا ضجيجاً حتي فترة قريبة بنفوذه وثروته واحتكاراته وحماية الحزب الوطني له رغم أنه بدوره لم يتجاوزمنتصف الثلاثينيات وهو تقريباً نفس سن أبو هشيمة.. وهو مايطرح بدوره سؤالاً حول العلاقة بين صغر السن وحديد التسليح والمليارات في بلد يقبع ربه سكانه تقريباً تحت خط الفقر ويناضل أكثر من نصف العدد المتبقي من سكانه لأجل علاوة أو كادر خاص يحصل بمقتضاه كل منهم علي 10 أو حتي مائة جنيه تلتهمها في اليوم التالي أسعار السلع الغذائية أو عدة جرامات من حديد تسليح لايختلف كثيراً عن حديد عز أو أبو هشيمة.إنه نفس الحديد الذي تسبب في أزمات خانقة وطوابير لعدة أمتار في مصر منذ شهور ليست ببعيدة بسبب إرتفاع سعره وأحتكاره.. وهاهي بعض مكاسبه تصرف في ليلة واحدة وربما ليالي أخري قادمة. . وكمان فوازيربمليون: ولأن الست هيفاء وهبي تعيش في برج حظها وربما لأننا في الوطن العربي نعشق الواوا من المحيط الي الخليج مثلما نعشق حل فوازير جورج قرداحي أملا في كسب المليون فقد قررت الفنانة هيفاء تقديم مؤتمر صحفي لتحديد تفاصيل الفوازير التي تقرر ان تقدمها في رمضان القادم بعد ان اشترطت مبلغ مليون دولار ، ولن يشارك مع هيفاء اي من النجوم الكبار في الفوازير وانما كلهم وجوه جديدة ..إذن فسوف يطل علينا في رمضان القادم وبمجرد انطلاق مدفع الإفطار اللهلوبة اللولبية لتتمايل غنجاً وإثارة بينما يتساقط من حولها شباب الوجوه الجديدة طمعاً في لمسة أو همسة أو قبلة بشرط أن تكون بعيدة عن الواوا التي صارت الأن محجوزة بينما يقطع العرض المثير فواصل إعلانية عن الحديد الذي لايمكن أن يتهشم بعوامل التعرية أو الزلازل حتي لو كانت بقوة مليون هزة من الريختر الهيفائي.. وسوف تتابع الجماهير الجائعة كل ذلك بنهم وحسد للملياردير الهمام الذي حصل وحده علي حق تقبيل الواوا مقابل بضعة ملايين كان من الممكن أن تحل مشكلة البطالة في مصر.. وربما كان من الممكن أن تبني بيوتاً لسكان عشوائيات أسطبل عنتر المهددين بالسقوط من فوق الجبل مثلما حدث مع سكان صخرة المقطم. ملايين الجفالي السابق: وإذا كانت تفاصيل ماحصلت عليه هيفاء من زوجها المصري من الملايين لم يكشف عنها النقاب بعد إلا أننا لازلنا نذكر خطوبة هيفا قبل بضع سنوات لرجل الاعمال السعودي الشاب طارق الجفالي والذي صاحبته ضجة مشابهة. وكان الجفالي الذي ينتمي لأسرة سعودية مرموقة ويملك مجموعة من الشركات الضخمة قد خطب هيفاء مقابل عقد وحلق وخاتم وسوار اشتراهم من لندن من أشهر متجر لبيع الألماس في العالم كما إشتري لها شقة فخمة مطلة علي البحر في منطقة (السوليدير ببيروت) مقابل 3 مليون دولار امريكي كما أعطاها ستة مليون دولار لإختيار وشراء اثاث المنزل وبعد بضعة أشهر تم فسخ الخطوبة نتيجة ضغوط عائلية علي الجفالي وطبعا ترك لها الجمل بما حمل.. وبعدها بأشهر توفي في مدينة كان الباريسية ويقال أن الوفاة بسبب جرعة دواء زائدة.. وسبحان من له الدوام .. وهكذا تحصد النساء اللولبيات الملايين في عالمنا العربي من المحيط الهادر للخليج الثائر.. واغلب الظن أنه هادروثائر بالفعل ولكن ليس في إتجاه سمعة الأوطان لاسمح الله أو دفاعاً عن عرضه المستباح في العراق أو فلسطين.. إنها ثورة من نوع أخر غالباً ماتنتهي بجرعة زائدة في أحد المستشفيات ال7 نجوم ..عافانا الله وعافاكم. من هي؟ من المعروف أن هيفاء وهبي ابنة لاب لبناني وام مصرية حدث بينهما الطلاق وهيفاء مازالت في سن مبكرة، فتزوجت باحد اقاربها وهاجرت معه الى افريقيا حيث تلقت معاملة سيئة وصلت الى حد الضرب مما دفعها الى العودة لبيروت وخسرت حضانة طفلتها الوحيدة زينب.وكان اول ظهور لها عام 1996 بمناسبة تورطها في شبكة اعمال منافية للاداب تضم عدداً من الفنانين والسياسين والشخصيات الشهيرة، حيث بكت هيفاء وهبي على الهواء مباشرة مما استعطف الجمهور وتهافتت عليها المجلات والصحافة وايضا المنتجين ولم تمر سنوات قليلة حتي صارت أشهر إمرأة يسيل لها لعاب رجالات العرب بعد أن إقترنت بلقب صاروخ جنسي كرست له الفضائيات والكليبات والفساتين العارية التي ركزت عليها وسائل الإعلام في العديد من المناسبات ويبدو أن لقبها الجديد سوف يصبح صاروخ رجال الأعمال الذي يفل الحديد.

الخميس، 16 أبريل 2009

ناصر عبد الحفيظ يكتب عن تطبيع فاطمة ولينيين وفضائح أخري!

لاننى اؤمن بما قاله الراحل عبد الرحمن الشرقاوى فى مسرحية "ثأر الله .. الحسين ثائرا والحسين شهيدا"، بأن الكلمة نور وبعض الكلمات قبور، وبأن بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشرى، فلن التزم الصمت تجاه ما نشره الزميل اسامه عبد اللطيف فى مجلة "اخبار النجوم"، لانه اكثر الزملاء معرفة بتفاصيل هذه الحرب المكتومة بين شاب صغير فى مقتبل العمر خريج اكاديمية الفنون ودارس بمرحلة الماجستير، كل جرمه فى الحياة انه تجرأ وسيتجرأ تجاه اى مبدع يحاول تهئية الأجواء الفنية والثقافية فى مصر لقبول فكرة التطبيع الثقافى والفنى مع اسرائيل !! وستكون معاركى الفكرية هى نفس معارك اساتذتى الذين عشقتهم وعلمونى الكثير بقربهم وبعدهم الراحل سعد الدين وهبه والراحل الفنان السيد راضى رحمهما الله ، واذا كان الزميل فى العدد 863 بتاريخ 16ابريل الجارى، قد ذكر فى الصفحه رقم 22 المعنونة بالمرأة الحديدية فى نقابة الممثلين بأن مجهول قرر ان يوجه رسالة الكترونية تحمل اتهاما لفاطمة المعدول رئيس قطاع الانتاج الثقافى، بانها تصفى حسابات مع فنان شاب لتمنعه من عضوية النقابه التى لا تربطها بها الا عضويتها فقط . اؤكد للزميل بان الايميل الذى تم ارسال هذه الرساله منه هو اميلى الشخصى، ولم اوجه اتهاما فى رسالتى بل هو موضوع صحفى كتبته الزميلة الصحفية رغدة صفوت، وتم نشره فى العديد من المواقع الاليكترونية قبل ان تنشره مجلتكم التى اقدرها واحترمها. وفيه تكشف ما اؤكده. أؤكد للمرة الألف ان هناك مذكرتين امام السيد فاروق حسنى وزير الثقافة. الاولى تفيد بان رئيسة القطاع قد حرمتنى من الحصول على حقوقى المادية كمخرج منفذ لمسرحية "زى الفل" كما لم اتقاضى حتى هذه اللحظة اجرى كممثل عندما قمت ببطولة نفس المسرحية انقاذا للعرض بعدما تعرض فيها الزميل احمد صيام لوعكة صحية، وقد ذكرت فى مذكرتى ان السيدة المذكورة، تقوم بتصفية معارك فكرية بينى وبين زوجها الكاتب لينين الرملى، تتعلق بدعوة زوجها للمحلق الثقافى الاسرائيلى فى عرض من انتاج قطاع الانتاج الثقافى الذى تديره سيادتها. أما المذكره الثانية فقد قدمتها للسيد فاروق عبد السلام وكيل وزارة الثقافة، و مستشار مكتب السيد الوزير، حيث ان تلك السيدة قد تجاوزت حدود اللائق فى القول والفعل امام مجموعة من الصحفيين والاعلاميين، وامام كلا من د. اشرف ذكى ود . على ابو شادى رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، وامام السيد فاروق عبد السلام نفسه، فى فعاليات مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى الاخير، ولم يرد مكتب السيد الوزير على شكوتى حتى هذه اللحظة، وهناك المخرج عادل عبده والمخرج خالد جلال الذى كان رئيسا للقطاع وقتها، بالامكان سؤالهما الى جانب البحث عن مصير الشكاوى فى مكتب الوزير، لا ان تسألوا الجلاد عن الضحية، كما فعلتم!! الأمر الأهم ،، والذى يتعلق بموضوع النقابة وتعنتها لمنحى عضويتى، فاولا لقد وفقنى الله وحصلت على دبلومة المعهد العالى للنقد الفنى وادرس حاليا بمرحلة الماجستير تخصص مسرح، وبناء على اللوائح والقوانين النقابية العضوية العاملة من حقى، ومنذ عام ونصف وانا ألهث وراء النقابة للحصول على حقى فى العضوية،خاصة واننى حاصل على نفس مؤهل رئيس الاكاديمية الحالى الاستاذ الدكتور سامح مهران، وكل ما اطلبه هو معاملتى بالمثل، بل والى جانب ذلك عملت كمساعد مخرج، ومخرج منفذ أيضاً فى عدد لاباس به من الاعمال، منها اعمال وقع عليها النقيب بنفسه كرئيس للبيت الفنى للمسرح، حيث عملت فى مسرحية "مأساة الحلاج" بمسرح الطليعة من اخراج الفنان احمد عبد العزيز، ثم قدمت معه اوبريت " يوم له تاريخ " على المسرح الكبير بدار الاوبرا المصرية، ثم مع المخرج حسام عطا عرض " قطر الاحلام "، ثم مسرحية " امير الخيال" اخر اعمال الراحل عبد المنعم مدبولى، وهو العرض الذى قدم فيه الفنا ن محمود الجندى الشخصية بعد رحيل مدبولى رحمه الله. كما أن الجميع يعلم ان رئيس لجنة القيد الحالى هو الفنان محمود الجندى، ومع ذلك لم اطلب منه ولا من احد مجاملتى رغم ان علاقاتى بالجميع تسمح بذلك ، ثم قدمت مسرحية " زى الفل " على مسرح البالون والتى قدمنى فيها المخرج عادل عبده كممثل لاول مرة منذ سبع شهور بعده شاركت فى مسلسل ناصر مع المخرج باسل الخطيب ثم فيلم روائى قصير من اخراج اسعد الغريرى ثم جسدت شخصية السيد عبد الجواد ، وبعدها قدمت اوبريت "دعوة حب" على مسرح درويش والان اشارك مع د خالد بهجت فىمسلسل الوتر المشدود هذه هي سيرتي المهنية، وهذه الشهادات التى حصلت عليها الى جانب جوائز فى التاليف والاخراج كل هذا حتى الان لم يمنحنى عضوية النقابة فى مصر رغم اننى حاصل على العضويه الفخريه من دول عربيه شقيقه ، حتى عندما توجهت للحصول على تصريح بالعمل هذا الاسبوع لمشاركتى فى مسلسل "الوتر المشدود" حصلت على اول رفض فى تاريخ النقابة، واجد نفسى كدارس للماجستير اعامل فى البلاتوه ككومبارس ولا احمل اى صفة تربطنى بالنقابة، بينما الراقصة مروى التى حاربها النقيب تتصدر افيشاتها شوارع مصرنا الحبيبه ، بل والأدهى من ذلك عندما نفكر فى تكوين اتحاد للممثلين المصريينيحاول البعض ان يشيع بانه كيان مواز للنقابه لضرب اهدافه قبل ان تولد ، هذا الاتحاد كل هدفه هو البحث عن الطرق والاساليب القانونية للحصول على حقوق اعضاءه التى كفلها لهم الدستور فى مبدأى حق العمل مكفول للجميع وحرية الابداع ونحن جميعا نطرق ابواب النقابه ونسعى للطرق المشروعه للمشاركه فى عضويتها ، والسؤال هل فى تقدمنا لمجلس الدوله بقضايا لرفع الظلم عنا وحماية الفن المصرى من هذا القرار الذى يحرم مصر من ان تنجب موهبة جديده خلال عام واذا فعلت مصر ذلك ذلك فالضبطية القضائية تنتظرها لتضعابنائها المبدعين جنبا الى جنب مع تجار الممنوعات واصحاب السوابق وماوجه الشبه الذى يجعل كاتب السطور يهددنا بالسجن وان يشبهنا بمن فكر فى تكوين نقابة صحفيين مستقلين فكان مصيره السجن اليست هذه التشبيهات اشبه بالتهديد والوعيد واقحام اراء وافكار خاطئه على المبادى التى يجتمع عليها اعضاء اتحاد الممثلين المصريين الذين اجتمعوا فقط لرفع قضايا ترفع عنهم الظلم ، . لم يسألنى الزميل او يدخل على الجروب الذى يضم اكثر من خمسمائة موهوب ينتظرون حلم انتهاء هذا الكابوس المسمى بمنع منح اى تصاريح فنية، فالقضيه لم تعد تعنينى وحدى واذا كانت عضوية النقابة من حقى، فالقانون هو الفيصل ولم اطلب من احد ان يجاملنى لاننى اود ان ابادل الجميع احتراما باحتراما. وفى نهاية سطورى اؤكد احترامى للجميع وكافة ابناء المهنه أصدقائى ولازلت عند وجهة نظرى فى ان هناك تؤاطؤ من النقيب والسيده فاطمة المعدول لعدم الحصول على حقوقى كخريج الاكاديمية وكدارس بمرحلة الماجستير، وكممارس للمهنة التى تملأ شهادات تقديرها أركان حجرتى، واذا كنت قد حصلت على أول رفض للتصريح بالتمثيل فهذا شرف لى، لان الدافع وراء حرمانى من ذلك اصبح معلوما لدى الجميع. وانتظر منكم ان تشاركونا الواحده ظهر الثلاثاء القادم فى مقر جريدة البلاغ 24 ش حسين حجازى بجوار مجلس الوزراء شارع القصر العينى. حيث اول مؤتمر صحفى تطرح فيه الوجوه الجديده قضاياها امام الاعلام المصرى دون التجريح فى شخص بعينه، ودون كيل الاتهامات ضد فلان. كل ما نرغبه هو حقوقنا فى حرية الابداع وحق العمل فى المجال الذى عشقناه وسنسعى بكافة الاشكال الحضارية لإبطال هذه القرارات التى بسببها رفعت غرفة صناعة السينما، برئاسة منيب شافعى قضية ضدها، كما سنرفع نحن قضايانا لا ضد النقيب أو الأعضاء، بل ضد القرارات واتحاد الممثلين ليس كيانا نقابيا موازيا بل هو تجمع حضارى على الانترنت لنخبة من المبدعين الشبان يسلكون الطرق القانونية للحصول على حقوقهم وقد يكون ما ذكره النقيب بان الموضوع اقل من ان يعلق عليه شيئا هينا بالنسبة له، لكنه يعنى للاخرين امالهم وطموحاتهم واحلامهم ابواب رزق تغلق فى وجوههم وفن له الريادة يتراجع بسبب غيابهم عنه ، ورحم ارض خصبة تلد فى كل يوم موهبة جديده من الصعب بل ومن المستحيل ان يقف احد فى مواجهتها خاصة واذا كانت القرارت تخالف القانون والدستور المصرى بل واللوائح النقابيه نفسها تحياتى وحبى وتقديرى لجميع من ساندونا ويساندونا الممثل الشاب ناصر عبد الحفيظ

السبت، 11 أبريل 2009

فريد رمضان يكتب عن فيلم جنينة الأسماك

يحاول المخرج المصري المتميز يسري نصرالله في فيلمه الأخير "جنينة الأسماك" ان يقول لنا: هناك في بلد كبير، وهناك في ناس، وهناك في حواجز شاسعة بين الدولة والمجتمع، وهناك في فساد، وهناك في ليل، وفي الليل أسرار. ولكن السؤال البارز بعد مشاهدة هذا الشريط السينمائي، يأتي سؤالنا كمتفرجين: هل نجح يسري نصر الله في تقديم كل ذلك بشكل إبداعي وطرح عميق لكل هذه الحزمة من القضايا؟ الفيلم يتعمد على سرد أحداثة ليلا، حيث كل شيء يحدث تحت لحاف الظلام. العلاقات العاطفية، بوح الناس لمشاكلهم بحرية، عمليات الإجهاض السرية، الخوف من الحكومة ومن امريكا وإسرائيل، الخوف من مرض إنفلونزا الطيور، مرض الإيدز وغيرها. في الظلام تنفتح نافذة التلصص على الآخرين بحرية أكبر. يبدأ الفيلم بمشهد ليلي على مدينة القاهرة المزدحمة من خلال لقطة عامة، لاتقترب من حركة البشر، بل تتعمد خلق مسافة وحواجز بينها وبين ما يحدث على أرض الواقع، نسمع معها صوت اشخاص يتحدثون في برنامج إذاعي عنوانه "أسرار الليل"، والذي تعده وتقدمه المذيعة ليلى، قامت بالدور الفنانة هند صبري، وهي تجرجر المتحدثين للبوح، للكشف، لفضح الأسرار بكل أشكالها: الاجتماعي، مثل العلاقات السرية، العلاقات العاطفية، العلاقات الجنسية. وما يعتريها من خوف إنساني. خوف من سلطة الحكومة، سلطة المجتمع، سلطة الدين. الاقتصادي، وما يتربت عليها من مشاكل غلاء المعيشة، إنتشار مرض إنفلونزا الطيور، البحث عن لقمة العيش. وما يعتريها من خوف حاد لأيام قادمة ستكون بالتأكيد صعبة على المواطن المصري. السياسي، وما يترتب عليها من الخوف المعلن لسطوة الأخوان المسلمين على حركة المجتمع، هشاشة حركة "كفاية" السياسية في بلؤرة رؤية سياسية ناضجة في شعاراتها. وهكذا تشكل ليلى وبرنامجها الإذاعي "أسرار الليل" جوهر الفيلم، وسياقه الرئيسي، إلى جانب حكاية الدكتور يوسف، قام بالدور عمرو واكد، بين حريته الشخصية حيث يعمل كأخصائي تخدير في مستشفى عام في النهار، وعمله الآخر السري في عيادة تختص بعمليات الإجهاض والترقيع في الليل. إنه يستمتع وهو يمارس فعل التنصت على المرضى في لحظات الهلوسة بعد عمليات التخدير، ويتابع اللحظات الأخيرة لوالده الذي يرفض تناول حقن المورفين كي لا يهلوس أمام أبنه. وتجواله الليلي بين كوبري الليل متلصصا على مشاهد المحبين وهم في خلوتهم تحت ستار الظلمة، مع صديقه الذي يستمتع بسرد مغامراته مع نساء عن طريق الهاتف، حيث يضحى الصوت وسيلة جوهرية للبوح بكل شيء، طالما ان الآخر لا يرى محدثه، سواء في إتصالات المستمعين والمشاركة في برنامج "أسرار الليل" أو في النساء اللواتي يقمن بعلاقات غرامية عن طريق الهاتف مع صديق يوسف. الشخصيتان ليلي ويوسف لا تلتقيان إلا في نهاية الفيلم، ويوسف ليس سوى صوت يشارك بالتعليق في برنامج ليلى "أسرار الليل". تتعرف عليه في عيادة الأجهاض حين تقوم بمساعدة جارتها في عملية إجهاض سرية، وهناك تسمع صوته وهو يتحدث عن جنينة الأسماك، الذي سبق وان تحدث معها حول نفس الموضوع في برنامجها الإذاعي... والفيلم يطرح إشكالية كبيرة، تبدأ مع هرم السلطة، إلى العلاقات الإنسانية البسيطة، حيث الحواجز التي تكبر في المجتمع وتتحول إلى مرض عضوي يشل التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، الجميع يتحدث من خلف ستار، بالضبط مثل حركة الأسماك التي تعيش خلف أقفاص زجاجية، وحين تنكسر هذه الحواجز تنفلش هذه الأسماك مع ماء الحياة ليموت الجميع فهل أراد يسرى نصرالله وهو يكتب السيناريو مع ناصر عبدالرحمن، ان يقول أننا مجتمعات معرضه للموت، كوننا كائنات ليلية لا تجهر بما في قلبها إلا من وراء حاجز! وهل جاءت مشاهد تترات بداية الفيلم وهي تستعرض لنا مساكن السمك ذات الممرات العميقة التي تسمح بالسمك بالاختفاء خلف جدرانها والعيش في سرية بعيدة عن العيون، ويصبح هذا المجاز مساكن بشرية تحقق لهم هذه العزلة... ورغم أهمية هذا الخطاب وخطورته، إلا ان الفيلم أخفق في بلورة هذا الطرح بشكل عميق، واضحى كل هذا القول في سلة واسعة لا يحتمله الخط الدرامي الذي كان يسير بشكل متناسق وسلس لولا بعض الركود الذي سببته بعض مشاهد الفيلم التي تتضمن مونلوجات طويلة للممثلين الثانويين وهم يتحدثون بشكل تقريري ومباشر، مستخدما الأداء التلفزيوني، حيث تسرد الشخصيات حكايتها وواقعها المأزوم على المستوى الخاص والعام، والتي كان يراد منها تعميم خطاب الفيلم ليضحى كقضية عامة، رغم انه لا يحتاج إلى كل ذلك، إذ ان الواقع الذي تعيشه ليلى، ويعشيه يوسف يعطي هذه الدلالة الواضحة للفكرة، سواء على المستوى الفردي، أو المستوى الاجتماعي الذي يعيشانه مع من حولهما. مثل مشاهد عشيقة يوسف "مروه" وزميل ليلى "زكي" والممرض والمسيحية "مارغريت". وكذلك في إقحام قصة "الأميرة والعصفور" التي بدت خارج سياق العمل فنيا ودراميا، وإثرت بشكل كبير على مسار وإيقاع الفيلم.

الثلاثاء، 31 مارس 2009

هشام لاشين يكتب عن الدورة 7 لمهرجان آمال الدولي

تحتضن مدينة سانتياغو دي كومبوستيلا في أسبانيا بداية من يوم 23 إلى غاية 31 من شهر اوكتوبر المقبل الدورة السابعة لمهرجان آمال الدولي للسينما العربية الاوروبية. وقد اطلق مهرجان آمال سنة 2003 بهدف خلق تعاون في المجال السمعي البصري بين اسبانيا والعالم العربي والترويج للصناعة الصاعدة للأفلام في تلك البلدان و تسعى تلك التظاهرة الثقافية لخلق فضاء للتعاون على أرض إسبانيا بين الثقافتين العربية والإسبانية كما يرغب المهرجان في الإسهام في تطوير الحوار الثقافي ودعم التعارف المتبادل وتطوير المشاريع المشتركة بين اسبانيا وبلدان العامل العربي. وتتنافس الافلام المشاركة علي جوائز موزعة علي النحو التالي (5000 يورو) لأفضل فيلم طويل، (3500 يورو) لأفضل وثائقي، (1200 يورو) لأفضل فيلم خيال قصير،(1200 يورو) لأفضل فيلم وثائقي قصير (4000 يورو) لأفضل مخرج، جائزة تذكاريةلأفضل ممثل و جائزة تذكارية لأفضل ممثلة وقد بلغ عدد الأعمال التي عرضت في المهرجان خلال الدورة السابقة 2008 اكثر من400 اعمال منها أفلام قصيرة، أفلام مطولة و أفلام وثائقية، أغلبها عُرض لأول مرة بإسباني وذلك تحت شعار «مهرجان أمل يعيش مع الحواس» وضم خمسة أقسام مختلفة مثل كل قسم واحدة من الحواس الخمس. ومن أهم الأفلام التي عرضت في تلك الدورة «في انتظار بازوليني» لداود ولاد سيد، و«الأندلس» لآلان جوميس، و«تحت نفس السماء» لسيلفيا مونت، و«أحلام» لمحمد الدراجي.. وقد حقق مهرجان امل الذي يديره غالب جابر إبراهيم - رئيس مجموعة اراغوانى لانتاج البرامج والتسجيلات ورئيس مؤسسة اراغوانى لتعزيز التبادل الثقافي- في دورته الثانية عام 2004 نجاحاً باهراً من حيث الجماهير وكذلك من حيث إثراء البنية السمعية البصرية الإسبانية. وتم تكريس هذا النجاح سنة 2005 ..وفي دورته الرابعة عام 2006 ، تأكد لمؤسسة آراغواني المنظمة للمهرجان أن أهدافها وتطلعاتها قد تحققت. وكان إقبال الجمهور الذي قارب الثلاثة آلاف متميزاً بحيث تبين من خلاله الاهتمام الذي يوليه لواقع العالم العربي وللصناعة السينمائية. وفي عام 2007 إقيمت الدورة الخامسة للمهرجان الذي أرسي دعائمه كمهرجان دولي، بحيث بلغ عدد الأعمال التي عرضت بالمهرجان خلال تلك الدورة ثلاثة أضعاف.كما إقيم نشاطان موازيان: معرض “Colorist in wartime” (ملوِّن في زمن الحرب) وضم لوحات الرسام العراقي جبر علوان والتي عرضت لأول مرة بإسبانيا..وبرنامج العروض الخاصة “From Middle East with love” (من الشرق الأوسط مع حبي) أعمال تجريبية لنخبة من المبدعين الشباب العرب العاملين في المجال الفني الدولي المعاصر. وتعتبر مؤسسة اراغوانى المنظمة للمهرجان - جسراً للثقافات- حيث تتعامل مع جميع المؤسسات الشرقية والغربية وتمارس الكثير من النشاطات فى السينما والمسرح والادب والموسيقى والفنون. .كما تنظم اكثر من 50 محاضرة سنويا عن الثقافة العربية وهي تستقبل عدة مشاريع سينمائية وتلفزيونية وتسعي لتقديمها للحصول على دعم من مؤسسات اسبانية وتم فعلا انتاج العديد من الافلام المغربية والتونسية واللبنانية واعمال تلفزيونية عديدة. وقد تقرر أن يكون أخر موعد لتقديم طلبات التسجيل هو 30 يونيو /حزيران 2009 للمزيد من المعلومات: www.amalfestival.com