الاثنين، 9 فبراير 2009

حجاب الحب) يجوب القاعات السينمائية المغربية متحديا تهديدات المنع

( تشهد القاعات السينمائية المغربية، حاليا، عرض الفيلم المغربي "حجاب الحب"، للمخرج عزيز السالمي، الذي أثار الكثير من الجدل بسبب تناوله موضوع الحجاب.وقال عزيز السالمي إن "حجاب الحب يصور واقع خمس نساء، لكل واحدة منهن موقفها الخاص من الحجاب، ويتحدث عن حياتهن اليومية والمشاكل التي يعشنها". وأضاف السالمي، في تصريح لـ"المغربية"، أنه طرح "موضوعا عاديا، موجودا في مجتمعنا، وهو معاناة فتاة تائهة بين الحداثة والمحافظة، بين احترام القيم الدينية، والغرق في الحب". وأصر السالمي على أنه لا مبرر لوجود معارضة لفيلمه، وقال إنه "لا يسيء لأحد، فبطلة الفيلم، حياة بلحلوفي، ترتدي الحجاب خلال شهر رمضان الكريم، كما هو حال غالبية النساء العربيات"، وأوضح "لم أقصد في فيلمي النساء المتدينات المحجبات، لكنني أردت، من خلال الفيلم، إثارة نقاش حول التناقضات، التي يشهدها المجتمع المغربي، وكشف الصراع بين الأصالة والمعاصرة، ولم أفعل سوى إثارة تساؤلات، يمكن أن تطرح حول موضوع الحجاب، وحول توظيفه من طرف بعض النساء لغاية ما، من دون المس بالمحجبات عن قناعة". وبخصوص مشاهد في الفيلم تتضمن قبلات ولقاءات حميمية، قال السالمي إنه اقتبسها من الواقع. وأكد أنه، عندما كان يستعد لتصوير الفيلم، لم يتوان عن التجول في منتزهات المدينة، حيث شاهد فتيات محجبات "يتبادلن القبلات مع أصدقائهن في أوضاع أكثر من حميمية"، مشيرا إلى أنه لم يفعل سوى نقل ممارسات اجتماعية موجودة، ومتفشية في المجتمع. كان عبد الباري الزمزمي، عن حزب النهضة والفضيلة، ذي التوجه الإسلامي، صرح لعدة مواقع إلكترونية إسلامية بالقول إن "الأمر ليس بهذه البساطة، فالفيلم يسيء للمجتمع والتقاليد الإسلامية"، مضيفا "الفيلم يظهر فتاة متحجبة تقيم علاقة غير شرعية مع شاب، ويظهر كذلك فتيات متحجبات يدخن الشيشة". وتعهد الزمزمي بحمل الجدل إلى البرلمان، وربما سيذهب به إلى أبعد من ذلك. وقال "سأعمل للحصول على قرار بمنع الفيلم من وزير الاتصال، كما أطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها". من جهة أخرى، شنت الصحف الجزائرية حملة مستعرة على الفيلم، ووصفته بالإباحي، وهاجمت بطلته الفنانة المبدعة حياة بلحلوفي، التي اعتبرت بعض وسائل الإعلام الجزائرية مشاركتها في فيلم مغربي "بمشاهد جريئة، إساءة واضحة ومقصودة للجزائر والجزائريين"، وقالت إن الخطاب المهيمن في الفيلم "موجه، وغير بريء، ويفتقر إلى الموضوعية والواقعية". بيد أن عزيز السالمي أعرب عن استغرابه من موجات النقد التي تعرض لها الفيلم، "خصوصا من أشخاص لم يشاهدوه". وزاد موضحا، في تصريح سابق لـ"المغربية"، أن حياة بلحلوفي ممثلة فرنسية محترفة، لم يرغمها أحد على المشاركة في فيلمه، مشيرا إلى أنها لو لم تكن مقتنعة بالدور لما وافقت على أدائه. من جهتها، قالت بلحلوفي، في تصريح سابق، على هامش عرض الفيلم في مهرجان طنجة الوطني الأخير، إنها قبلت دور"البتول، ولم يجبرها أحد على ذلك"، وأوضحت أنها استفادت كثيرا من مشاركتها في الفيلم، مؤكدة أن المشاهد الحميمية، التي أدتها، "لم تكن مجانية، بل تخدم مسار القصة في الفيلم"، مشيرة إلى أنها "معجبة بالسينما المغربية، التي حققت تطورا مهما في الآونة الأخيرة"، وتتمنى أن تشارك بأدوار مقبلة في أفلام مغربية أخرى. ويتناول فيلم "حجاب الحب"، تيمة الحجاب، إلى جانب مواضيع أخرى اجتماعية، منها العنوسة وسط الموظفات، ويربطه بعلاقة المرأة بالرجل، فالبطلة، الجزائرية-الفرنسية، التي بالكاد تنطق الحروف العربية، تؤدي دور "البتول"، طبيبة أطفال شابة وجميلة، نشأت في وسط بورجوازي محافظ، لا يسمح بتاتا بأن تعاشر المرأة الرجل قبل الزواج. فضاء البطلة الاجتماعي ينحصر، في الفيلم، بين المستشفى وصديقاتها الأربع، اللواتي يجتمعن باستمرار خارج البيت في الملاهي الليلية، إلى ساعة متأخرة، أو في بيت إحداهن للثرثرة، أو في محل للحلاقة والتجميل، حيث لا حديث لهن إلا عن الجنس والرجال. ومرة تلتقي "الباتول" و(هو اسم له دلالة دينية، فالكلمة تعني في القاموس العذراء، وهو من أسماء مريم، أم المسيح)، برجل اسمه "حمزة"، (يونس مكري)، فيعجبان ببعضهما، رغم أنهما مختلفان كليا في السلوك والتفكير. فالبتول محافظة وملتزمة دينيا، وتفكر في ارتداء الحجاب، إلا أن لقاءها بحمزة يوقعها في غرامه، ويدفعها، من دون أدنى تفكير، إلى مرافقته إلى البيت، وإقامة علاقة جنسية، تتكرر على مدى مدة الفيلم لتصبح السبب الوحيد الذي يجمعهما. تظهر "البتول" بشكل مغاير تماما في بيت العائلة، حيث ترتدي الحجاب وتتلو القرآن، لكن، بمجرد لقائها حمزة، لا تتردد في الارتماء بين أحضانه، دون اعتبار للحجاب، ودون شعور بالذنب، طالما أن ما تفعله ليس سوى "تعبير عن الحب"، وليس "حراما"، كما يأتي على لسانها في أحد مشاهد الفيلم. تتورط البتول في حمل خارج مؤسسة الزواج، فتطلب من حمزة تصحيح الوضع بالزواج، لكنه يرفض، بسبب تجربة فاشلة مع زوجته الأولى، التي سافرت، وتركته يربي ابنتهما الوحيدة، معتبرا حملها ادعاء وحيلة للإيقاع به، لتكتشف البتول أنه كان يتلاعب بمشاعرها، وأنه ربط علاقة جديدة مع إحدى صديقاتها، بعدما فشل في إقناعها بخلع الحجاب، واستمرار علاقتهما من دون زواج، فتقرر تركه، بدورها، وتؤكد أنها ستربي طفلها المقبل، بمفردها من دون أب، بعد أن رفضت فكرة الإجهاض. وينتظر أن يحقق الفيلم إقبالا جماهريا واسعا، خصوصا بعد التنويه به، أخيرا، خلال عرضه في مهرجان مراكش الدولي خارج المسابقة الرسمية، ضمن أفلام "نبضة قلب"، وانتزاعه جائزتي السيناريو، لعزيز السالمي، وثاني أحسن دور نسائي، للممثلة السعدية لديب، أثناء مشاركته في المسابقة الرسمية للدورة العاشرة من مهرجان طنجة للفيلم الوطني... نقلاً عم موقع شبكة السينما العربية

الأحد، 1 فبراير 2009

هشام لاشين يكتب عن التجربة البحرينية (الموقع محظور)

في كل تشريعات العالم العربي بل والغربي تنظيماً لقواعد النشر والإعلام بحيث لاتصبح الساحة سداحاً مداحاً أو يختلط الحابل بالنابل.. فحتي الأفلام الخليعة أو البورنو التي يسمح بعرضها علي المحطات الغربية مقننة بقواعد وقت العرض الذي يكون في الغالب بعد منتصف الليل بحيث لايشاهد هذه النوعية الأطفال أو المراهقين كما أن بعض الأعمال التي تحتوي علي مشاهد جريئة يتم عرضها تحت حرف c بحيث يتم تحديد الفئة المستهدفة من العرض ولايتم تجاوزها إلي فئة أخري .. ولكن الأمر مختلف تماما في عالمنا العربي .. فرغم أنه لايخلو تشريع عربي خاص بتنظيم الصحافة والطباعة والنشر من مواد تمنع النشر بصور معينة تهدف لإثارة الفتنة الطائفية أو تحرض علي نظام الدولة أو تعرض أعمالاً خادشة للحياء أو مثيرة للغرائز إلا أن هذه الدول تقف عاجزة في غالبيتها عن التصدي للمواقع الإلكترونية التي تقوم بعكس ذلك .. وبعضها يكتفي برصد مواقع مناوئة سياسياً فقط ليقوم بمنعها ولكن من المستحيل أن يمتد هذا المنع إلي المواقع الجنسية الخطيرة التي علمت المراهقين والأطفال أساليب شاذة وغريبة وقدمت إعلانات مفتوحة ومجانية لكل أنواع الرذيلة .. والرسالة طبعاً مقصودة وموجهة والحكومات صارت متواطئة في ترك هذه المواقع تحت شعار حق يراد به بطل وهو حرية العولمة وأننا في عصر السماوات المفتوحة التي لايمكن فيها منع شيء.. وقد اتخذت مملكة البحرين في الفترة الأخيرة إجراءات مهمة في هذا الصدد بتصديها للفتنة القادمة من كل صوب وحدب بقرار جرئ لم تتخذه دول أخري تملك من التقنية والبوليسية ماتستطيع به فعل ذلك.. لكن البحرين التي تجد دعماً غير مسبوق وإشادة من منظمات حقوقية وإنسانية اتخذت هذه الخطوة وهي إغلاق عشرات المواقع المحرضة للفتنة والمثيرة للغرائز والتي باتت مثل الخطر الذي يهدد شعوب العالم العربي والإسلامي بانقراض وفقد الهوية والانهيار الأخلاقي التام ..وهكذا ماأن تفتح موقعاً من المواقع إياها حتى تجد هذه الجملة (الموقع محظور) وأنه تم حجب هذا الموقع بقرار من وزارة الثقافة والإعلام استناداً إلي المادة 19 من المرسوم بقانون 47 لسنة 2002 بشأن تنظيم الصحافة والطباعة والنشر بمملكة البحرين.. إذن القوانين قديمة وليست مستحدثة وكل ماكانت تحتاجه هو التطبيق وهو مافعلته الشيخة مي الوزيرة الجادة والمثقفة الدءوبة بعد توليها حقيبة وزارتي الثقافة والإعلام بشهور قليلة.. وقد وجدت الدعم والمساعدة من أجهزة الدولة المختلفة وعلي رأسها وزارة الداخلية المنوط بها تنفيذ القانون.. وقد وجدت هذه الخطوة ترحيباً كبيراً وارتياحا غير مسبوق بين أوساط الرأي العام .. بل وهناك أصوات تتعالي الآن بتحويل أصحاب مواقع الفتنة والغريزة الشاذة إلي المحاكمة.. وهو أمر منطقي .. فزارع الفتنة هو مشعل للنار وهادم لقيم المجتمع ومروج للفاحشة.. فماذا ستفعل أي حكومة عربية لو قام مواطن بممارسة الجنس أمام مرآي ومسمع من الناس ؟؟ بل ماذا لو قام مواطن بخلع ملابسه في الشارع؟ هل سينجو من المحاكمة ؟ الأمر لايتعلق إذن بحرية أو عولمة أو سماوات مفتوحة .. وإنما يتعلق بتراخي متعمد مع مثيري الفاحش ومروجي فتن الليل المظلم التي نعيش في عصرها.. وفي مصر الآن علي سبيل المثال دعوة يتبناها أعتي جهاز رقابي علي المصنفات الفنية برئاسة رجل يعمل ليل نهار بمساندة مجموعة من غوغاء المثقفين الذين خلعوا ورقة التوت الأخيرة وزايدوا علي كل شيء..هذا الرجل هوعلي أبو شادي والدعوة هي أن أي هجوم علي رئيس الجمهورية أو الداخلية في أي عمل فني ممنوع ومرفوض.. وماعدا ذلك من الإساءة للأديان أو الحرية الجنسية وخصوصا حرية الشذوذ والسحاق المنتشرة مؤخرا في أفلامنا ..فهي حرية مدعمة ومتاحة تحت شعار ألا نكون كالنعامة وندفن رؤوسنا.. فالشذوذ موجود والجنس غريزة بشرية وتلبية لنداء الطبيعة ولذلك فإن ترويج هذه الأشياء مطلب هام وإلا صرنا متخلفين!! والنتيجة زيادة في نوعية جرائم الاغتصاب والشذوذ . إن التجربة البحرينية في حظر المواقع الخطيرة لدرء الفتن وحماية القيم تستحق بالفعل الإعجاب والإشادة.. وهي نموذج خرج من بلد وجد إشادة دولية في الإعجاب بتجربة التعدد وحماية حقوق الإنسان حتى لايزايد أحد.. أما أصحاب أفكار السماوات المفتوحة فهم يريدونها مفتوحة فقط علي هواهم وغرائزهم وسياساتهم التدميرية للأمة.. وعندما تتعلق الحرية بفكر أخر فإن العربة تستدير الي الخلف.. وتنفتح المعتقلات علي مصراعيها! التجربة البحرينية جاءت درساً في دور الدولة عندما يتعلق الأمر بثوابت ومصير وطن وقيم أمة .. فهل يستفيد دعاة الفوضى الخلاقة من هذه التجربة التي تفصل بين الحرية والفوضى كما ينبغي ودون مخالفة لأي قانون؟؟!!