السبت، 9 ديسمبر 2017

القدس في السينما العربية.. سبعون عاما علي النكبة



مع حلول الذكري السبعون علي النكبة الفلسطينية الشهر القادم التي أعقبها تأسيس دولة إسرائيل، وتشريد أكثر من 700 ألف فلسطيني من ديارهم ، وفي ظل القرار الاخير للرئيس الامريكي بتدشين القدس عاصمة لإسرائيل يصبح لزاما علينا أن نستدعي موقف السينما العربية من هذه القضية منذ نشأتها وحتي الأن وإلي أي مدي كان شكل الإنتاج السينمائي خلال هذه الفترة .
وقد كانت البداية من خلال عزيزة أمير إحدى رائدات السينما المصرية التي أنتجت وكتبت قصة وسيناريو فيلم «فتاة من فلسطين» الذي أنتج بعد النكبة مباشرة في عام 1948 وأخرجه محمود ذو الفقار ،تلاها افلام من نوعية «الله معنا» اخراج أحمد بدرخان  و«أرض الأبطال» إخراج نيازي مصطفى، ، وكذلك و«وداع فى الفجر» لحسن الإمام ،  و«أرض السلام» مع المخرج الكبير كمال الشيخ، و«الناصر صلاح الدين» ليوسف شاهين الذي يعتبر من أهم الافلام التي ركزت علي قضية القدس بإعتبارها عربية يجري حولها الصراع وكيف أنها أكثر امانا في يد العرب لكل الحجاج والزائرين من أي فصائل أو كيانات أخري .


كما تم تقديم افلام أخري هامة عن هذه القضية مثل «فداكي يا فلسطين» الذي أخرجه عام 1970 أنطوان ريمي وشاركت في بطولته المصرية سناء جميل والفلسطيني-اللبناني محمود سعيد وفيلم «السكين» الذي كتبه غسان كنفاني وأخرجه خالد حمادة  و«المخدوعون» لتوفيق صالح و«ظلال على الجانب الآخر» للمخرج غالب شعث وصولا «لناجي العلي» لعاطف الطيب و(باب الشمس)  ليسري نصر الله وافلام حديثة أكثر بساطة من نوعية (ولاد العم) و(اصحاب ولابزنس) و(صعيدي في الجامعة الامريكية) وغيرها .

بعد ذلك -وكما يقول الناقد والباحث عماد النويري في كتابه المهم ( القدس في السينما) - حضرت القدس سواء بالصور، أو الإشارات المسموعة والمحكية، في العديد من الأفلام العربية، وعبر خطين روائي تجاري، ووثائقي تسجيلي، فبعد حرب 1967 وبروز القضية الفلسطينية كقضية آنية وملحة لدى الجماهير العربية أكثر من أي وقت مضى، وظهور الفدائي الفلسطيني المعادل التعويضي للانهزامية العربية الرسمية، لجأ المنتج التاجر إلى استثمار القضية مادياً باعتبارها سلعة رائجة وأسلوباً ناجحاً في استغلال عواطف الجماهير ومشاعرها الوطنية.

لكن من المهم الإشارة أيضا أن السينما الفلسطينية نفسها قدمت العشرات من الافلام المهمة عن القضية وعن القدس تحديدا فاذا كانت هناك افلاما فلسطينية  فمن روادها ما قبل 1948 محمد صالح الكيالي، إبراهيم حسن سرحان، أحمد حلمي الكيلاني، وجمال الأصفر،لكن الافلام التي ظهرت عن مدينة القدس بدأت متأخرة كثيرا وخصوصا في العقد الاخيرة من الالفية المنصرمة مثل  «القدس تحت الحصار» للمخرج جورج خليفي، و «بيان عن مآذن القدس» للمخرج جمال ياسين، وفيلم «القدس، أبواب المدينة»، للمخرج فرانسوا أبو سالم، و «القدس.. احتلال مثبت في الحجر»، للمخرج مارتي روزنبلوث، و«النار القادمة» للمخرج محمد السوالمة، وفيلم «ومحوطة بالسور» للمخرج وليد بطراوي، ، و«كوشان موسى»، للمخرجة عزة الحسن، و«القدس يوم إلك ويوم عليك» للمخرج ليون وليامز بالاشتراك مع تينوس كرارم، وفيلم «القدس وعد السماء»، للمخرج إياد داود، و"الذاكرة الخفية، حكاية الجواهرة الثلاثة، عرس الجليل" لميشيل خليفي .

كما ظهرت افلام مع الالفية الثانية مثل فيلمي (خلف الأسوارو تذكرة إلى القدس ) للمخرج رشيد مشهراوي ، وفيلم «جوهر السلطان»، للمخرجة نجوى النجار ، وفيلم «آخر الصور» للمخرج أكرم الصفدي ، وفيلمي «فورد ترانزيت» وأفلام«القدس في يوم آخر» و(عمر) و (الجنة الان) للمخرج هاني أبو أسعد ، وفيلم «عبور قلنديا» للمخرج صبحي الزبيدي ، و فيلم «صباح الخير يا قدس» للمخرجة سها عراف ، فيلم «يد إلهية» للمخرج إيليا سليمان .
وبالطبع فإن هناك افلاما أوروبية صنعت أو صورت في مدينة القدس وفي الارض المحتلة عموما مثل الفيلم الفرنسي «فلسطين»، «ساعة ونصف الساعة» لبول لوي سولييه، وقد أنتج بمعاونة الاستعلامات الجزائرية، وهو عبارة عن ريبورتاج صور داخل الأرض المحتلة، وفي الأقطار العربية، كما ان هناك افلاما يهودية وصهيونية ظهرت في مراحل مختلفة لتصوير القضية بوجهة نظر مزيفة وكان ذلك علي مراحل طوال السنوات الماضية، لكن تظل السينما العربية ورغم تعاملها الخجول نسبيا بالنسبة لهذه القضية مكتظة بالمشاهد والافكار المهمة حول فلسطين عموما والقدس بشكل خاص طول الوقت .

ومن المهم أيضا ان نعرف ان هناك العديد من المؤتمرات والمهرجانات التي حملت لافتة القدس مثل مؤتمر المقدسات الفلسطينية بإتحاد الفنانين العرب في التسعينات وصدرت عنه عدة مطبوعات ابرزها (الصهيونية وسينما الإرهاب)  للناقد والباحث (احمد رافت بهجت) ، كما ظهرت بعض الكتب وابرزها كتاب (القدس في السينما العربية ) للكاتب والباحث عماد النويري و كتاب (فلسطين في السينما) للمخرج قيس الزبيدي الذي  يجمع ما رصدته الكاميرا عن فلسطين في تسعة عقود، من وعد بلفور إلى ملحمة جنين، من خلال حوالي 800 فيلم شارك فيها فنانون مختلفوا  الجنسيات من فلسطينيين وعرب وأجانب، وتشمل طيفاً واسعاً من الأفلام الروائية والتسجيلية، الطويلة والقصيرة، ويشكل هذا الكتاب تحديداأرشيفاً كاملاً لتاريخ السينما الفلسطينية .

كما حمل مهرجان الإسكندرية السينمائي قبل الاخيرشعار "القدس في السينما العربية" حيث عرض فيلم (الطوق الأبيض) للمخرجة الفلسطينية حنين جابر في حفل افتتاح المهرجان، إلى جانب مشاركة مجموعة من الأفلام الفلسطينية التي تتحدث عن القدس سواء الروائية والوثائقية والقصيرة.

الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

اكاديمية الفنون تمنح الدكتوراه الفخرية لمديحة يسرى ونادية لطفى



فى لفتة انسانية رائعة قرر مجلس اكاديمية الفنون برئاسة الاستاذة الدكتورة احلام يونس منح الدكتوراه الفخرية لكلا من الفنانة القديرة مديحة يسرى والفنانة القديرة نادية لطفى وذلك يوم الجمعة القادم الموافق 8 من ديسمبر الجارى.

هذا وسوف ينتقل مجلس الاكاديمية برئيسته ا.د احلام يونس  و ا.د عادل يحيى نائب رئيس الاكاديمية والسادة عمداء المعاهد الى مقر اقامتهم بمستشفى المعادى و دار المنى وذلك لتكريمهم واجراء مراسم منحهم الدكتوراه وهو ما يعد سابقة فى تاريخ الاكاديمية .

والجدير بالذكر ان الفنانتين لهما تاريخ حافل ومشرف للسينما المصرية والعربية وقد علموا اجيالا متتالية  كيفية احترام الفن باعتباره قيمة كبيرة للمجتمع وجسدوا ادوارا مازالت تدرس حتى الان على الساحات الفنية.


يذكر ان الدكتورة  احلام يونس قد سبق وزارت الفنانة مديحه يسرى لتهنئتها والاحتفال معها بعيد ميلادها ولتبلغيها بخبر تكريمها من الاكاديمية حيث اعربت سمراء النيل عن سعادتها بهذا التكريم من اكاديمية الفنون منارة الفن والفنانين على مستوى الشرق الاوسط