الأحد، 29 نوفمبر 2009

المهندس يوسف أسعد تكلا:لست يهوديا.. والفجر حاولت إبتزازي

والده هو الدكتور المهندس أسعد شريف تقلا وزير الكهرباء والصناعة والنفط السوري سابقاً كما عمل مستشاراً بهيئة الأمم المتحدة.. وجده المحامي السوري يوسف أسعد تقلا.. عائلة كبيرة موغلة الجذور الثابتة والقديمة في الشام.. أما هو فمهندس مدني وفنان عاشق لكل ماهو قديم وربما لهذا السبب إتجه لترميم العمارات القديمة سواء في سوريا أو مصر بحيث يعيد استثمارها فندقياً بصورة تؤكد علي أصالة التراث وعبق الماضي .. وحين سألته عن جدوى هذا الاستثمار من الناحية المادية قال لي .. والله الجدوى ضعيفة جداً ولكني عاشق لهذه العمارات والبيوت التي أشعر أنها جزء من تراث وطننا العربي.. أنه المهندس يوسف أسعد تقلا الذي تعرض لغبن شديد حين نشرت منذ شهرين في جريدة (الفجر) موضوعاً عن شبهات حول قيامه بشراء عمارة قديمة بشارع القصر العيني.. ووقتها حاول الرجل عبر السفارة السورية والمحامين تكذيب ذلك.. دون جدوى..ولم تكتفي الجريدة بذلك وإنما نشرت بعد إرسال التكذيب أن الرجل يتعمد وضع أيات القرأن في حمامات الفندق الخاص به بشارع المعز.. وقد شعرت أن الفرصة سانحة لمقابلته ليس فقط ليؤكد علي ديانته المسلمة فحسب(مرفق صورة زنكوغرافية) ولكن لكي يتحدث عن مشاكل الجالية السورية التي يمثل أمين صندوقها في مصر ويطرح أفكاراً خاصة بتبادل السجناء بين مصر وسوريا وفي نفس الوقت يطرح وجهة نظره حول العقارات القديمة خصوصاً وأنه قام بترميم 9 منازل قديمة بسوريا وهي تعتبر الآن من أجمل البيوت بدمشق وحلب وقد حول ثلاثة منها لفنادق تحافظ علي نفس الشكل المعماري القديم وظل الباقي كمزارات وبيوت تاريخية.. كما قام بترميم فندق تاريخي كان يسمي لوكاندة العائلات بمنطقة شارع المعز بالجمالية فحوله لواحد من أروع وأغلي الفنادق التي يفضلها الأجانب في مصر وسمي بعنوان فندق (الرياض).. وهو تحفة معمارية من الخارج والداخل بعد أن تحول تصميمه الداخلي لغرف تبدو كما لو كانت قطعة من الزمن القديم: • في البداية يقول المهندس يوسف :صدقني لقد ظلمتموني كثيراً بالإصرار علي أني يهودي.. مع أننا لسنا ضد أي ديانة.. فقد بدا الأمر وكأن هناك محاولة لاستعداء الناس والمسئولين ضدي خصوصاً مع فبركة خبر عن أنني أكتب القرآن علي الحمامات..بغرض ابتزازي وإهدار دمي.. فديانتي هي الإسلام ونحن من عائلة معروفة في سوريا وارتباطي بالوطن قائم رغم حصولي علي الجنسية الفرنسية.... لقد بذلت مجهودات كبيرة في تجربة فندق (الرياض) بالقاهرة القديمة وكنت أتمني أن يزورني أي مندوب من السياحة ولو ليقول لي شكراً .. فأنا لاأريد أي دعم سوي الأدبي.. فاهتمامي بالتراث ليس له حدود ..وقد سعدت جدا بمشروع تطوير وسط البلد وإن كنت متحفظا علي تطوير الشوارع الرئيسية وترك الجانبية كما حدث في شارع المعز.. حيث تركت أكوام الزبالة في الشوارع الجانبية ولم يحدث مايتلائم مع تحويل الشارع الرئيسي إلي تحفة حقيقية. • عمارة القصر العيني التي قمت بشرائها بأربعة ملايين جنيه.. ماذا تنوي أن تفعل بها؟ - أطمح في تحويلها لفندق يحتفظ بالطابع المعماري القديم بعد ترميمها مع إزالة التشوهات.. مع عمل مطاعم حلبية أو دمشقية أسفل العقارات أو بوتيك لبيع المنتجات السورية.. وفي نفس الوقت تحويل العقار إلي شقق فندقية.. وأوراقي لدي جهاز التنسيق الحضاري منذ 4 أكتوبر الماضي ولاحياة لمن تنادي.. وكل يوم إجراءات ودعاوي وأوراق رغم أنني لاأريد منهم شيئاً ولدي رخصة صادرة بالقانون رقم 1 لسنة 2005 للتنكيس .... وأنا أطالب بتسهيلات في مصر لسرعة إجراءات الترميم لأن التأخير يضع بالمسئولية الجنائية علي المالك والإجراءات كثيرة جداً.. ورغم أن الإلزام بالترميم لايراعي الإيجارات القديمة التي تصل أحياناً لخمسة جنيهات ورغم المساومات التي يتعرض لها الملك من المؤجرين إلا أننا نريد سرعة الترميم.. وأنا امتلك عمارة بوسط البلد إيجارها 72 جنيها ووصل نور السلم والمياه يصل إلي 720 جنيه.. وأؤكد أن الربح من وراء العمارات القديمة في مصر يبدو مستحيلاً ورغم ذلك أنا متمسك بها. • بصفتك أمين صندوق الجالية السورية بمصر.. حدثنا عن مشاكلكم؟ - الحقيقة هناك مشكلة رئيسية خاصة بالسجناء الذين يقضون عقوبات مختلفة في مصر فنحن نطالب بمحاولة الوصول لاتفاق لتبادل السجناء المصريين في سوريا ..والسوريين في مصر في إطار مايمكن اعتباره معاملة بالمثل.. حيث يعاني أهالي هؤلاء في الزيارات المكلفة جدا لدرجة أن بعضهم يأتي براً عبر أتوبيس للإسكندرية وبرج العرب وأحياناً لايمتلك البعض هذه المصاريف ..ونقل المساجين هنا أو هناك سوف يوفر الكثير علي هؤلاء.. ومن المشاكل التي مرت علينا والخاصة بطلاق السورية من مصري الامتناع عن الإنفاق.. وكانت هناك مشكلة خاصة بالحصول علي الجنسية لأبناء السورية المطلقة من مصري وأظن أنها في طريقها للحل بعد تدخل السيدة الفاضلة سوزان مبارك.. ومن المشاكل التي تواجه الجالية بعض العمال الذين يأتون علي أمل فرص عمل ثم يحبطون وتكون النتيجة ذهابهم للسفارة التي تحيلهم إلينا كثيراً ونبدأ في التصرف بمواردنا الشخصية المحدودة لتسفيرهم. • وبصفتك رجل أعمال.. مالذي ينقص العلاقات الاقتصادية بين مصر وسوريا لتسهيل الاستثمار بين البلدين؟ - الحقيقة أن الشعبين المصري والسوري من أكبر الشعوب تقارباً في العادات والتقاليد .. ونحن أكثر دولتين تحتاجان لتفعيل السوق العر بية المشتركة ..و نتمنى وجود تكامل اقتصادي حقيقي وإلغاء للجمارك بين البلدين.. فحتي المعارض السورية التي تقام بمصر تضطر لجلب أسوأ البضائع وأقلها لتتلافي الجمارك الضخمة .. مع أنه يوجد بمصر مثلاً فوانيس نحاسية ونجف يمكن أن تباع بمبالغ كبيرة جدا في سوريا بسبب تميزها.. لكن الجمارك الضخمة تحول دون ذلك وهناك سلع كثيرة تواجه نفس المشكلة.. حتى تكاليف النقل وتذاكر الطيران تبدو مرتفعة بين البلدين والأمر يحتاج لإعادة نظر • كيف نضمن أن العقارات التي تباع بوسط البلد لاتذهب لآخرين من اليهود الإسرائيليين مثلاً من وجهة نظرك؟ - المسألة بمنتهي البساطة أن العقار لاينقل وبإمكان الدولة إذا اكتشفت أي شبهات أن تؤمم العقار أو تدفع تعويضات وتنهي ملكية هذا الأجنبي.. وسبق وحدث ذلك في الخمسينات والستينيات.. وكانت هناك هجرة للأجانب وكل ذلك بقانون بسيط.. وكلنا يذكر عمارات مصر للتأمين بل ومؤسسات كبيرة مثل الأهرام ومؤسسة دار الهلال وكلها كانت مملوكة لأجانب .. والبعض رفع قضايا منذ 40 سنة ولم يبت فيها.. فليس هناك أي خطورة.. وعلي فكرة نحن متفقين علي أننا لسنا ضد اليهود كديانات ولكننا ضد إسرائيل.. ففي سوريا وضع خاص لليهود وبيوت بعضهم مهجورة منذ 50 سنة ولا أحد يقترب منها.. فهناك لجنة أملاك اليهود السوريين التي تحافظ عليها.. وفي مصر يتملك بنك ناصر هذه العقارات بعد فترة.. فليس هناك موقفاً منهم في مصر أو سوريا.. وبمناسبة الجانب الأثري أذكر أنني كنت أعمل مستشاراً لمجموعة الشركات الفرنسية المنفذة لمترو الأنفاق بالقاهرة وكنا كلما حفرنا وجدنا أثار مصرية.. وفي النهاية طالبتنا هيئة الآثار بالاستمرار.. فحرصي علي هذا البلد وعلي قيمة كل شيء أثري فيه يرجع للثمانينيات ولذلك أرفض المزايدة علي في هذا الموضوع

الفجر.. والابتزاز بالقتل!

يوسف أسعد تكلا.. رجل من أصل سوري وحاصل علي الجنسية الفرنسية.. من عائلة كبيرة بسوريا إستشهد بعض أبنائها في الحرب مع إسرائيل وتملك من الأعمال الإقتصادية الكثير في سوريا وفي مصر وفي الخارج أيضاً.. كنت قد كتبت بجريدة الفجر منذ عدة شهر ونصف عن صفقة بيع إحدي عمارات وسط البلد بالقاهرة لصالح يوسف تقلا وأشرت إلي أن هناك شبهات حول موضوع البيع ربما تكون لصالح الوكالة اليهودية.. ولكن المشكلة أن جريدة الفجر التي تعاملت معها لأول وأخر مرة تعمدت أن تنشر عن الرجل أنه يهودي الديانة وكررت ذلك عن عمد في العنوان وداخل سطور الموضوع الذي أثار جدلاً كبيراً.. ولم أفهم حينها سر هذا الإصرار إلا عندما نبهت لضرورة التصحيح.. بل فوجئت خلال الأيام الماضية أثناء وجودي بمهرجان دمشق السينمائي الدولي أن وزير الثقافة السوري الدكتور رياض نعسان أغا يعاتبني وقال لي أن الرجل سوري وليس يهودي.. بل ومسلم حيث أن عائلة تقلا جمعت المسيحي والمسلم منذ سنوات بعيدة في صورة ندر أن نجدها في سلالات عربية أخري.. المهم أنني التقيت شقيق الرجل وهو أيضاً شخصية اقتصادية مهمة في سوريا يدعي علي تقلا.. كان الرجل مستفزاً وحزيناً وقال لي أنكم تهدرون دمي في سوريا باتهامي بأنني يهودي أعمل لحساب الوكالة اليهودية وأخرج لي الرجل مستندات تثبت أنهم يشترون البيوت القديمة والعمارات ويحولونها لاستثمار فندقي مع المحافظة علي الشكل التراثي القديم.. وأنهم فعلوا ذلك في سوريا تحت إشراف الدولة وهو مايفعلونه في مصر أيضاً.. واعتذرت للرجل عن أسلوب النشر الذي ركز علي الديانة في محاولة للإساءة المتعمدة.. وفاجئني هو للمرة الثانية بأنهم أرسلوا توضيح للجريدة وعبر السفارة السورية أيضاً ولكنه لم ينشر بل وتم التمادي بإعادة نشر الموضوع الأول الذي كتبته وتم تحريفه مع إضافة توابل علي طريقة أن هذه العائلة تحرق المصحف في الحمامات لوضعهم في موقف لايحسدون عليه مع أنهم مسلمون.. وقال لي بوضوح أن هذا الأسلوب في الابتزاز معروف ولكنهم لن يمنحوا جريدة الفجر ماتريده.. واضطررت للاعتذار مرة أخري عن الخطأ الذي ارتكبته بالنشر في هذه الجريدة وعن ماحدث بعدها.. وأنا أروي هذه القصة لكي أدلل علي استغلال البعض لموضوعات تبدو خطيرة بالفعل بل وتستحق كل الاهتمام بعيداً عن قضية الديانة.. فعمارات وسط البلد يمكن أن يدخل بيعها بهذا الشكل في أمننا القومي وهناك وسائل عديدة للحماية مثل قانون التملك للأجانب والذي يكفي في حد ذاته لسد الذرائع في هذه القضية حيث لايجوز تملك أكثر من وحدتين للأجنبي مع ضرورة سد باب التحايلات بعدم التسجيل بشكل تشريعي ..أما إسلوب المزايدة الصحفية وإستغلال الظروف بهدف الإبتزاز فذلك أمر مرفوض.. ويجب علي عادل حمودة أن يعيد النظر في هذه الطريقة وأن يراجع من يعملون معه.. وخصوصاً في الديسك المركزي حيث يستغلون هذه المكان لتحقيق مزايا شخصية تبدو طافحة من بين سطور أقلامهم دائماَ!!

الأحد، 15 نوفمبر 2009

هشام لاشين يحاور وزير الثقافة السوري رياض نعسان أغا

سعة صدره ولباقته إحدي السمات الرئيسية التي لابد أن تستشعرها وأنت تجلس مع مبدع بحجم وقامة وزير الثقافة السوري رياض نعسان والذي كان ذات يوم مستشاراً أيضاً للرئيس الراحل حافظ الأسد ..فهو صاحب تاريخ أدبي وإبداعي أهله لكي يكون بالفعل وزير ثقافة متميز مثلما أصبح رئيساً لمجلس وزراء الثقافة العرب عن جدارة .. حسه الوطني والقومي أبرز مايميز شخصيته.. وقد ألقي كلمة في ختام مهرجان دمشق السينمائي الأخير شديدة التأثير حول القدس التي من المفروض أن تكون العاصمة الثقافية للعالم العربي هذا العام وسط واقع عربي مؤلم للغاية فكان التصفيق حاداً ومتواصلاً وقد أهدي المهرجان دورته للقدس.. مثلما قامت وزارة الثقافة السورية علي مدار العام بعمل عشرات الإحتفاليات التي أهدتها للفلسطينيين المحاصرين وكأن سوريا هي المتنفس لهذه العاصمة الثقافية المحاصرة بالفعل..كانت تلك هي المرة الثانية التي ألتقيه فيها فقد كانت الأولي منذ عامين حين كانت دمشق عاصمة العالم العربي الثقافية.. وماأشبه الليلة بالبارحة.. فالرجل يمارس بنفس الحماس فعاليات ثقافية لخدمة القضية الفلسطينية.. وفي صالة الإجتماعات الملحقة بمكتبه الأنيق بالعاصمة السورية والذي كان ذات يوم مقراً ثانياً لوزير الثقافة المصري ثروت عكاشة دار حوارنا حول الثقافة والعلاقات المصرية السورية التي تمر بحالة من التوتر.. وكذلك شهادته علي كواليس معركة اليونسكو وفاروق حسني وزير الثقافة المصري وأمور أخري: • التركيز علي إهداء دورة مهرجان دمشق الأخير للقدس كعاصمة ثقافية محاصرة فرض نفسه في كلمتي الإفتتاح والختام.. ماتعليقكم ؟ نحن نواجه في هذا العام أخطر مرحلة من التهويد التي تعاني منها الأرض المحتلة وبخاصة القدس.. فالخليل تتعرض لخطة تهويد شاملة مثلها مثل قري فلسطينية أخري وكلنا تابعنا تغيير الأسماء البحقيقية لهذه المدن أو القري وذلك في عام 2009 مع مجيئ حكومة هي الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل رغم أن كل الحكومات كانت متطرفة ومع ذلك فقد عانت القدس بشكل خاص وحوصرت بالمستوطنات حتي صار الأمر مقلقا للمجتمع الدولي كله ..وكان لابد من إحياء القدس في الوجدان الثقافي العربي والإسلامي والمسيحي وقد كنا ننظر إلي البعيد حين قررنا في عام 2002 في مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي عقد في مسقط أهمية أن نحتفل بالقدس إحتفالا خاصا وأن نعلنها عاصمة للثقافة العربية وكنا قد طرحنا يوما بغدادا عاصمة للثقافة العربية لكن وزيرالثقافة العراقي قال أن ظروف بغداد لاتسمح بإستقبال الوفود تحت القصف اليومي مما دعانا أن نقترح القدس وكان صاحب الإقتراح الدكتور الفلسطيني عبد الله السمح وإستجبت علي الفوروكان التساؤل التالي كيف نحتفي بالقدس إذاً وهي تحت الإحتلال وقلت في مداخلة لي نحتفي بها في بيوتنا وفي مدننا وقرانا وعواصمنا وتحمس الجميع وتم إقرار أن تكون القدس عاصمة ثقافية للعالم العربي هذا العام وبدأت العواصم العربية أنشطتها.. وقد نكون في دمشق الأكثر عناية وهذا أمر طبيعي بسبب العلاقة القديمة بين القدس ودمشق حتي أن تحرير القدس من الصليبيين قد إنطلق من دمشق وهو مايحملنا مسئولياتنا التاريخية لاسيما في وجود أشقاء فلسطينيين بمئات الألاف يعيشون بيننا وفيهم مبدعون ومثقفون كبار ..وكان طبيعيا أن نهدي كل نشاط ثقافي هذا العام إلي القدس وأن يبرمج مضمونه في هذا الإطار • حدثنا عن بعض هذه الأنشطة التي تم برمجتها وإدراجها هذا العام للإحتفال بالقدس في سوريا؟ كما رأيت في إفتتاح مهرجان السينما كان لنا عمل فني كبير قدمته فرقة راسخة هي فرقة (نانا) وكان بعنوان صلاح الدين وكان عبارة عن أوبريت فني راقص وكان هذا العمل مشاركة بيننا وبين وزارة الثقافة القطرية وسيبدأ عرضه في الدوحة مع بداية عملها كعاصمة ثقافية العام المقبل وفي نفس الوقت تابعت فرقنا السيمفونية جولاتها في المحافظات السورية لتقديم عملا فريدا نفيساً هو سيمفونية القدس كما برمجنا حفلاً فنيا كبيراً لصالح حفظ التراث الفلسطيني وأحييته فرقة معروفة باسم (العاشقين) وهناك معارض فنية وأدبية وتراثية توجهت إلي أوربا تحركت من فيينا إلي باقي دول أوروبا وتضم لوحات تشكيلية وكتب ومجلات وأفلام سينما وهي نفس الأفلام التي عرضت في مهرجان السينما بعنوان (تظاهرة فلسطينية) وكان هناك مهرجانا للشعر الفلسطيني شارك فيه شعراء الأرض المحتلة و مؤتمر الرواية الفلسطينية وكذلك أيام المسرح الفلسطيني كما دعونا نحو 20 فنانا عالميا من المشاهير للمشاركة في ورشة عمل للفن التشكيلي وسيرسمون لوحاتهم تحت عنوان (القدس في عيونهم) وسنسعي بعد ذلك لبيع هذه اللوحات لصالح أهلنا في الأرض المحتلة ..كما يتم التحضير لأوبريت فني ضخم من تلحين الفنان العراقي نصير شمة وسيغني في هذا الأوبريت الفنان الكبير صباح فخري والفنانة الكبيرة ميادة الحناوي وكذلك الفنان لطفي بوشناق ولطيفة التونسية وعدد كبير من الفنانين وسوف يكون هذا الأوبريت في ختام إحتفاليتنا ..كما نستعد لعمل ملحمي غنائي بعنوان واسطة العقد وكذلك أوبريت راقص يروي تاريخ القدس منذ بدأ الخليقة إلي الأن بعنوان (الإلياذة الكنعانية) وهذه بعض أنشطتنا العديدة هذا العام.. وقد حولنا أموالا لترميم بعض البيوت التي دمرت في القدس وذلك من وزارة الثقافة السورية إلي منظمة الأليكسو وسيتم ترميم العديد من المواقع الأثرية الإسلامية والمسيحية عبر اليونسكو • في تصوركم إلي أي مدي تلعب مثل هذه الإحتفاليات دورا في دعم القضية الفلسطينية وتأثير فكرة العواصم الثقافية في ذلك؟ منذ أواخر القرن الماضي وفي التسعينيات ظهرت الحاجة الماسة إلي إهتمام دولي بالثقافة فظهر برنامج العواصم الثقافية من الأمم المتحدة وبدأ المشروع في أوروبا وسرعان ماتفاعلنا معه في العالمين العربي والإسلامي ووضعت منظمة الأليكسو برنامجاً ضخماً للعواصم الثقافية العربية كما شاركت المنظمة العربية للعلوم والثقافة بوضع برنامج للعواصم العربية بينما وضعت منظمة الأسسكو البرنامج للعواصم الإسلامية والتي بدأت بمكة المكرمة وكانت حلب المدينة الثانية والأن القيروان كما مر البرنامج العربي علي العديد من الدول مثل القاهرة وعمان ومسقط والخرطوم وسوريا في العام الماضي .. ويتم إختيار العاصمة الثقافية في إطار جدول محدد وقد وضعنا برنامجا في إطار المؤتمر الأسلامي بباكومؤخرا وحتي عام 2022 ..ولاشك أن مثل هذه الإحتفاليات تساهم في مزيد من إهتمام الدول بالبناء التحتي للمسارح والبيوت الأثرية وغير ذلك وهو أمر جيد.. ونحن مثلاً قمنا العام الماضي في هذا الإطار بترميم المسجد الأموي بحلب وفي دمشق رممنا العديد من البيوت القديمة والمسارح • في تصوركم كيف يمكن بعث إتحاد الفنانين العرب الذي كان ذات يوم حائط مقاومة الخلافات السياسية العربية ؟ • هناك قاعدة فقهية موضع نقاش تقول يعرف الحق بالرجال وهناك بالطبع من يقول يعرف الرجال بالحق .. وأنا أعتقد أنه قد غاب الرجال القادرون علي إبراز حضورهم عبر مؤسسات قوية .. وقد كنت أحد المؤسسين لإتحاد الفنانين العرب وكان صديقي الراحل سعد الدين وهبة وراء هذا الحضور ومعه أسعد فضة ودريد لحام ومن تونس المنجي وعلي مهدي من السودان وأخرين وقد ظهرت الفكرة بعد إجتماع صغير.. ولاأدري سر هذا التر هل الأن ومنذ فترة مع أن نقيب الفنانين السوريين الأن هو رئيس هذا الإتحاد ونائبة شاهر من الأردن ولكن أين الإتحاد ..والسؤال يطرح علي الفنانين وقد إلتقيت النقيب منذ فترة وقلت له ياأخي مازال محمود ياسين موجودا.. أعد لنا مسرحية وأقدساه التي أنتجناها في الثمانينيات ..وأنا أدعم بقوة عودة الحيوية لإتحاد الفنانين العرب • كيف تعاملتم مع أعباء مهرجان صار سنوياً بعد أن كان كل عامين هو مهرجان دمشق السينمائي الدولي؟ هناك من لامني وقتها قبل عامين علي أساس أنني أكلف الوسط الثقافي عبئاً لكنهم تراجعوا بعد أن شاهدوا رد فعل المهرجان ومردوده الثقافي ونحن نوفر الميزانيات الممكنة دون إسراف.. والمهرجان يكلفنا مليون دولار كل عام والكلفة الكبري التي لاندفعها مالاً هي الموارد البشرية فكل من يعملن بالمهرجان يدركون أنها رسالة ثقافية وحضارية ولو دفعنا الأموال للعاملين بالمهرجان كما يستحقون وكما تدفع الدول الغنية لتجاوزت الميزانية الملايين الكثيرة .. ونحن لانستقبل رعاة ولانريد .. فالمهرجانات القائمة علي الرعاة تدب فيها الفوضي وقد رأيت بنفسي مهرجانات لاتنفق عليها وزارات الثقافة وكانت شديدة الفوضي • أعلم أن هناك شكلاً من أشكال الخصخصة فيما يخص شراء وترميم دور العرض بسوريا.. ماتعليقكم؟ • لاأقول خصخصة.. نحن لانعرف الخصخصة..دور العرض في الأساس ملكا للقطاع الخاص منذ البداية وبعضهم يقوم الأن يترميمها بنفسه والبعض الأخر يبني دور سينما جديدة ونحن في وزارة الثقافة لدينا دور عرض خاصة بنا وهناك بعض المولات التي تظهر الأن وتحوي ثمانية دور عرض أو أكثر أو تخطط لذلك ومن المؤكد أن ذلك سوف يسهم في نهضة السينما • ماهي خطة وزارة الثقافة السورية خلال هذه المرحلة لمواجهة الإنفتاح علي العالم؟ نحن الذين نحقق هذا الإنفتاح وهو مطلبنا.. نحن منفتحون علي العالم منذ أن وجدت الحضارة ولم نغلق بابنا يوما.. مرت فترة هددونا بالعزلة وإكتشف من حاول عزلنا أنه قد عزل نفسه لأننا حاضرون بقوة في كل ميدان • الفيلم السوري (الليل الطويل) لهيثم حقي وحاتم علي فيلم نقدي جريْ.. تردد أنه منع من العرض في سوريا.. ماردك؟ الفيلم ليس من إنتاجنا وتسأل في ذلك وزارة الإعلام وأنا لم أراه وبالتالي لاأستطيع أن أحكم عليه ومع ذلك فموضع تقديري هيثم حقي وحاتم علي ..وأعتقد أن الفيلم معروضاً بسوريا وليس صحيحاً أنه مصادر ولاأدري من أين ظهرت فكرة منعه ونحن نفهم اليوم أن الفن والثقافة يعبران الحدود فليس بوسعي أن أمنع فيلماً ثم تعرضه فضائية عربية فيراه كل الناس وليس من سياستنا المنع • تمر العلاقات المصرية السورية حالياً بحالة برودة واضحة.. كيف يمكن تجاوز ذلك من وجهة نظركم؟وهل هناك معلومات عن خطة لذلك؟ العلاقات تمر بسحابة كالغمام الذي يأتي حيناً فتراه يمطر في دمشق لكنه لايمطر في ريفها فالسحابة لاتغطي بالضرورة كل سماء البلاد .. وسحابة السياسة لم تقترب من الثقافة فنحن في علاقتنا الثقافية بل والإجتماعية والإقتصادية وحتي الإنسانية لم تقترب منا هذه السحابة التي نرجو أن تزول وأعتقد أن الخلاف مركز علي وجهات النظر.. ودائما ماأقول أن الخلافات بين سوريا ومصر ليست خلافات بينية فالخلاف ليس حول علاقات ثنائية ولكن حول وجهات نظر تخص قضايا بعينها ضمن الظرف الإقليمي الراهن والمهم أن هذا الخلاف لم ينعكس علي العلاقات الأخري كما أشرت بل أن مصر وسوريا تعيشان حالة إنسجام كامل ثقافيا وأنت تري مهرجاننا الذي يحتضن أشقائنا المصريين ربما أكثر من السوريين أنفسهم فهم يملأون قلوبنا حباً .وإقتصاديا هناك رواج تجاري يومياً بين البلدين ..اما أن تكون هناك خلافات حول قضية غزة أو حول قضية السلام أو مدي المشاركة في بعض المؤتمرات التي تعقد من عدمه فلاينعكس ذلك علي العلاقات الأخري ونحن نتابع يتوجيهات من سيادة الرئيس بشار الأسد عملنا بعمق في إطار العلاقات الثقافية المصرية السورية • نريد شهادتكم علي معركة اليونسكو التي راج الحديث فيها حول وزير الثقافة المصري فاروق حسني من واقع الكواليس؟ نحن العرب لم نتعامل مع فاروق حسني علي أنه مرشح مصر بل مرشح العرب .. وفي مجلس وزراء الثقافة العرب الذي أشرف برئاسته قررنا دعم فاروق حسني علي أنه مرشح العالم العربي وهو نفس القرار الذي إتخذت منظمة المؤتمر الإسلامي وهناك بعض الدول خذلتنا وكان الفارق ضئيل وكاد أن ينجح لكنه خسر وخسرنا معه ..ويبدو أن هناك من لايريد أن يري عربيا أو إسلامياً علي رأس هذه المنظمة وبالتأكيد هناك مصالح دول أيضاً لعبت وراء ذلك فالأوربيون انتصروا لمرشحتهم الأوربية وهذا حقهم .. ونحن علينا أن نستفيد من هذه التجارب وأن ندرسها كي نفهم كيف يتم صناعة القرار.. ومن المؤكد أن الولايات المتحدة قد لعبت دوراً كبيراً..ولم يكن السفير الأمريكي يهدأ وهو يعمل بوضوح ضد فوز فاروق حسني ويؤسفني أننا لم نوفق فنحن كمجلس وزراء الثقافة العرب الين رشحناه وكنا نتمني فوزه وأعتقد أننا لم نوفق جميعاً وليس فاروق حسني وحده • كيف يمكن تدارك أخطائنا في هذا النوع من المعارك مستقبلياً؟ نحن أمة ضعيفة الأن وعندما نتخلص من هذا الضعف ونستطيع أن نضرب علي الطاولة بقوة سيختلف الأمر وسنكون أكثر إحتراماً والمشكلة أننا لانمكلك قوة حضور في المجتمع الدولي .. الإتحاد الأوربي تكتل وراء مرشحته وهو جدير بالفوز لأنه عمل بجدية رغم إختلاف لغاتهم وجنسياتهم وأعراقهم ووزراء ثقافاتهم.. كان هناك إتحاد حقيقي رغم كل ذلك.. أما نحن فلا • ماهي مشروعاتك الخاصة خلال المرحلة المقبلة؟ هناك كتاب سوف يصدر لي في مصر ربما الشهر القادم بعنوان (سارح في المكان) ولدي كتاب أخر في دمشق بعنوان (رؤي حضارية) وهو يتحدث عن مساهمة العرب والمسلمين في حضارة أوروبا المعاصرة وهناك مسلسل تلفزيوني بعنوان (وجوه في الظلام) وأخر بعنوان (صحوة الضمير) وأكتب حالياً مسلسلاً بعنوان (الواهمون) وسيصور في دبي • وماهي أخر أخبار فيلمك (المهد) الذي صور من عامين؟ الحقيقة لاأدري أين ذهب المخرج محمد ملص بالفيلم وهل لازال بالتحميض أم لا وقد تكلف الفيلم أموالاً كثيرة ولاأدري هل سيظهر أم لا.. فيحزنني أنه لم يظهر للأن فهو فيلم عالمي كتبت له النص ثلاث مرات بناءاً علي تعديلات طلبها المخرج والفيلم يتحدث عن محاولة أبرهة الأشرم هدم الكعبة رمز الأمة ودلالة ذلك