الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

أمل الجمل تكتب عن الفيلم الإيراني( يرجي عدم الإزعاج)


• «يُرجى عدم الإزعاج» للمخرج الإيراني محسن عبدالوهاب والحاصل على الجائزة الفضية في مهرجان دمشق السينمائي الدولي الثامن عشر كان واحداً من أهم أفلام مسابقته الرسمية للأفلام الطويلة. لا يمكن وصفه بالعمل العظيم أو الكبير، لأنه شريط سينمائي سهل ويسير، من دون أية تعقيدات أو حوارات فلسفية، ومع ذلك لا يخلو من عمق المشاعر وجمال الرؤية. يُمكن وصفه بالسهل الممتنع. تتحرك فيه الكاميرا المحمولة بسلاسة وخفة لتبث فينا توتراً يغلف الشخصيات والأحداث. يستمد الفيلم قوته وخصوصيته من بساطة المعالجة السينمائية وطبيعتها، من قدرة مخرجه على تقديم حكايات شبه عادية نعايشها يومياً بأسلوب سرد سينمائي مغاير مشدود الإيقاع، مستعيناً بالخط الكوميدي وخفة الظل والسخرية المتكئة على المفارقات، معتمداً على الحوار بدرجة كبيرة من دون إغفال أهمية الصورة.
حوار الفيلم تلقائي رشيق يكشف خلفيات سلوك أبطاله ومنبع بعض مشاكل المجتمع الإيراني التي يمكن تعميمها على كثير من المجتمعات لما فيها من صبغة إنسانية. هو من دون شك فيلم يحمل رسالة إنسانية وأبعاداً درامية، ويبحث في جماليات لا تعتمد على الإبهار.
ينتقل السرد السينمائي من حكاية إلى أخرى عبر الصدفة التي تجمع الشخصيات في أماكن واحدة. يحكي في شكل أساسي ثلاث قصص عن خمس شخصيات رئيسة تتخللها حكايات فرعية وشخصيات أخرى ثانوية. يتناول مواضيع شتى، للمرأة حظ وافر منها، إذ يطرح قضية ضرب الزوجات وانتهاك حقوقهن حتى في الأوساط الثقافية، وإشكالية ارتباط النساء المتقدمات في السن بشباب أصغر منهن، فيثير تساؤلاً استنكارياً عن علاقة الحب بالسن؟ يطرق مشكلة ترك الأبناء لذويهم العجائز واختفاء أواصر المودة والرحمة، ومن ثم حالة الرعب والخوف الشديد عند كبار السن جراء عزلتهم. لا يغفل العمل مشكلة البطالة التي أصبح يُعاني منها كُثر من مختلف الأعمار. يُحذر هامساً بأسلوب كوميدي من مخاطرها وما يُمكن أن ينجم عنها من تدمير للأسر وللروابط الإنسانية.
على رغم عنوانه الذي يُحيل إلى تلك الجملة المدونة على لافتة تُعلق على أبواب الغرف في الفنادق «يُرجى عدم الإزعاج»، فإن لا علاقة للفيلم بالفنادق من قريب أو بعيد. إنه يحكي عن المشاكل التي تزعجنا وتزعج الآخرين. من خلف باب موصد في وجوهنا نسترق السمع إلى الحكاية الأولى. يأتينا صوت عراك وبكاء. ما أن يُفتح الباب حتى تتدفق التفاصيل بسيولة وخفة ظل. مذيع تلفزيوني شهير، لبرنامج «توك شو» قائم على المسابقات، يقوم بضرب زوجته الشابة لأنها تُصر على أن يصطحبها إلى حفل زفاف صديقتها الحميمة. يسمح لها بالحضور من دونه شريطة ألاَّ تُلتقط لها صور بصحبة الرجال. تخرج الزوجة غاضبة باكية. يطاردها الزوج محذراً إياها بأنها ستدمر زواجهما الذي لم يمر عليه ستة أشهر. أمام عناد الزوجة يتحول التهديد إلى رجاء وتوسل بألاَّ تذهب إلى بيت والديها حتى لا تُفسد صورته أمامهما. يحاول الزوج تقديم التبريرات لفعلته المشينة، مؤكداً أنه ليس استثناء بين الرجال، فمنذ العصر الحجري تُضرب المرأة، حتى في القرن العشرين كان الرجل لا يزال يضرب المرأة، حتى وسط المثقفين لا يخلو من مثل تلك التصرفات. مع ذلك ينتهي إلى الإقرار بأنه في حاجة إلى إصلاح ثقافي. تُصر الزوجة على تسجيل محضر ضده في مركز الشرطة. يحاول منعها من دون جدوى. أمام قسم الشرطة يُؤكد له العسكري أن هذا المكان يزوره المشاهير من الفنانين ولاعبي كرة القدم، ثم ينصحه بشراء الهدايا لزوجته، لكنها حتى بعد شراء فستان سهرة لها تُصرّ على الذهاب إلى النائب العام مشددة على أهمية ما تفعله لأنها تقوم بإصلاحه ثقافياً.
طوال الحكاية الأولى يكشف السيناريو، عبر تفاصيل دقيقة سريعة، عن مشاكل أخرى مزعجة منها الضريبة الفادحة للشهرة، حيث تُنتهك الخصوصية ويفقد أصحابها حريتهم الشخصية. يكشف أيضاً تفاهة برامج «التوك شو» وسطحيتها وقيامها بدور خطير في تسطيح الناس. ينزع الغلالة عن رغبة الزوج الشرهة في تكوين ثروة وشراء منزل وفيلا وتحقيق رخاء مادي، فذلك أهم من مصاحبة رفيقته، في حين ترغب الزوجة في علاقة إنسانية قائمة على الود والحب والتواصل حتى في ظل ظروف مادية معقولة. تطلب منه أن يعود إلى عمله كصحافي، أن يعود للتعبير عن رأيه ومشاعره إزاء ما يحدث في مجتمعه، فقد كان يلعب دوراً اجتماعياً لكنه تحول الآن إلى ببغاء.

حنين البحريني.. وشجن جديد







بقلم/هشام لاشين
 
جاء عرض الفيلم البحريني بدورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الاخير ليكشف عن جرأة واضحة في معالجة قضية حساسة تمس كل بيت بحريني لاسيما في الأعوام الأخيرة وهي قضية العرقيات وتحديدا قطبي الأمة من السنة والشيعة والخلاف المصطنع بينهما .. الفيلم هو بالطبع (حنين) للمخرج البحريني الشاب حسين الحليبي وهو ثاني تجربة روائية له بعد فيلم (4 بنات) ، وهومن تمثيل، مريم زيمان، وهيفاء حسين، وعلي الغرير، والمطرب خالد فؤاد، وياسر القرمزي، ومجموعة من الفنانين.

وقد عرض الفيلم مسبوقا بضجة نقدية صاحبت عرضه في مهرجان الخليج الماضي بالإضافة للعرض المحلي بصالات البحرين نفسها .. فقد أثني معظم من كتبوا عن الفيلم علي جرأته  في التطرق لقضية الطائفية وتداعياتها في البحرين، وهي جرأة غير معهودة في السينما العربية، إلا أنهم في المقابل عبروا عن استيائهم الشديد من الفيلم ليس لمستواه الفني وحسب، لكن لما قدمه من نقل غير دقيق للمشهد البحريني الشيعي – السني ولما تسبب فيه من تشويه لواقع الشعب البحريني وتاريخه الحديث.. هكذا بدت الصورة قبل العرض في القاهرة.. والفيلم يحكي عن  "عائلتين أحدهما سنية والأخرى شيعية تجتمعا في بيت واحد ، بسبب  زواج  الأب والأم  بعد  ترملهما، وتجري القصة وسط سلسلة أحداث عاشتها البحرين في الفترة من1982 حتى 2000.والعلاقة التي تربط أبناء كل منهما بعضهما ببعض.

وفي الندوة التي أعقبت عرض الفيلم وكان لي شرف إدارتها.. قمت بالإشادة بالمشهد السينمائي في البحرين ليس باعتباره فقط رائدا في منطقة الخليج ولكن لوجود أسماء حريصة علي النهوض بصناعة السينما هناك مثل بسام الذوادي وحسن حداد وغيرهما  .. واعتبرت الفيلم جريئا بالفعل وشاعريا أيضا رغم بعض الهنات وعدم تماسك السيناريو الذي كتبه خالد الرويعي .. أما المخرج والذي حضر الندوة أيضا فقد علق علي وجود "صورة جمال عبد الناصر وبأنها  مازالت موجودة في كل بيت في البحرين لأنها ترمز للوحدة العربية، ولا يستطيع أحد أن ينكر دور عبد الناصر في المجتمع العربي والمنطقة ككل ..وقال أن هناك مشكلة صناعة سينما في الخليج فلا يوجد هناك أي دعم من الحكومات  لكي تخرج الأفلام بالشكل اللائق إلا في ظروف نادرة مثلما حدث في الفيلم الإماراتي "أهل الحي". مشيرا إلي أنه من الصعب أن نجد إنتاج خليجي خاص وذلك بسبب ضعف التوزيع سواء في دور العرض الخليجية أو حتى في الخارج نظرا لإقبال الجمهور الخليجي علي الأفلام الأجنبية  فالأفلام الخليجية وأيضا الأفلام المصرية لم تعد تجد نفس الاهتمام الذي يعتقده الناس كما كان في الماضي ـ علي حد تعبير المخرج ـ، وعن الطريقة المباشرة التي عرض بها المخرج قضية الفيلم قال أنه حاول تقديم فيلم يفهمه جميع أفراد الجمهور العادي لأنه يحاول حاليا  بناء قاعدة جماهيرية للفيلم البحريني لدي الجمهور العربي لذا فمن الصعب وضع الأشياء في صور رمزية قد لا يفهمها الكثيرون .
أما عن سبب ظهور بعض المشاهد الخاصة بمصر وحبه لها قال ":أنا وجميع البحرينيين وخصوصا جيل الشباب يكنون حبا  عميقا لمصر بسبب وجود العديد من المدرسين المصريين هناك ".. ونحن بدورنا نؤكد علي هذا الحب المتبادل بين الشعب المصري والبحرين.. وهو الحب الذي دعمه بالنسبة لي الفترة التي قضيتها بهذا البلد الودود والذي يحمل شجنا وحنينا خاصا جدا لكاتب هذه السطور.



الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

أحمد عاطف في لجنة تحكيم الفيلم المغربي بطنجة



اعلنت الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم المغربي والتي ستقام في الفترة ما بين 21 و 29 يناير 2011 بمدينة طنجة عن اسماء لجنتي تحكيم مسابقتي هذة الدورة حيث يتراس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة أحمد غزالي رئيس الهيئة العليا للاتصال البصري السمعي بالمغرب و تضم في عضويتها كلا من ماري بيير ماسيا (منتجة فرنسية) ومديرة صندوق سند لمهرجان أبو ظبي ، ودونيس أوديل (منتجة بريطانية) ، وديما الجندي منتجة ومخرجة لبنانية ، وباربيل موش منتجة ألمانية ، وماما كايتا مخرج غيني والمختار آيت عمر ناقد سينمائي مغربي.

أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة التي سيرأسها المخرج المغربي محمد مفتكر ، فتتكون من الممثلة المغربية فاطمة خير والصحفية اللبنانية هدى إبراهيم والمخرج والناقد السينمائي المصري أحمد عاطف والناقد السينمائي المغربي محمد بلفقيه.

وقررت ادارة المهرجان برئاسة الناقد نور الدين صايل مدير المركز السينمائي المغربي إضافة يوم واحد في عمر المهرجان أي تسعة أيام بدل ثمانية، من أجل الاستجابة للعدد المتزايد من الأفلام المشاركة.وتضم لائحة الأفلام الطويلة المشاركة، المنتجة خلال السنة الجارية، سبعة عشر فيلما هي فيلم “الجامع” لداوود ولاد السيد، و”العربي بنمبارك” لإدريس المريني، و”مجيد” لنسيم العباسي، و”المرأة بين الأمس واليوم” لسعد الشرايبي، و”الخطاف” لسعيد الناصيري، و”سوينغم” لعبد الله فركوس، و”الوتر الخامس” لسلمى بركاش، و”ذاكرة من طين” لعبد المجيد رشيش، و”مغيس” لجمال بلمجدوب، و”سراب” لطلال السلهامي، و”واك واك ألحب” لمحمد مرنيش، و”ليلى” لمريم بكير، و”فيلم” لمحمد أشاور، و”القدس باب المغاربة” لعبد الله مصباحي، و”الأستاذة” لمصطفى خياط، والفيلم الوثائقي “أجزاء” لحكيم بلعباس، و”قطعة مختارة” لعبد الحي لعراقي.
وتجاوز عدد الأفلام القصيرة المشاركة في المهرجان 80 فيلما قصيرا ولم يتم بعد تحديد قائمة الأفلام المشاركة في هذة المسابقة
-------------------------------------------
الصورة للمخرج المصري احمد عاطف

الخميس، 9 ديسمبر 2010

الشوق يحصد الهرم الذهبي للقاهرة السينمائي





تمكنت السينما المصرية من اقتناص خمسة من أهم جوائز الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هى: أفضل فيلم روائي طويل، وأفضل فيلم عربي وأفضل ممثل وأفضل ممثلة بالإضافة لجائزة ملتقى القاهرة السينمائي الأول.

خرجت السينما المصرية بنصيب الأسد من جوائز الدورة الـ34 للمهرجان، التي كانت بشهادة الجميع، واحدة من أفضل دروات المهرجان، وأكثرها ثراء بأفلامه ونجومه وضيوفه وتنظيمه، وكانت الجوائز من نصيب كل من:

فاز فيلم "الشوق" بجائزة "الهرم الذهبي" أفضل فيلم روائي طويل بالمسابقة الرسمية، وقدم الجائزة الفنان العالمي عمر الشريف، رئيس شرف المهرجان، وصعد فريق عمل فيلم بالكامل على المسرح لتسلم الجائزة، التي أهداها المخرج خالد الحجر لروح المخرج العالمي يوسف شاهين، ولمهندس ديكور الفيلم الذي توفي أثناء التصوير حامد حمدان.

كما حصل فيلم "ميكروفون" للمخرج أحمد عبد الله، على جائزة أفضل فيلم عربي 100 ألف جنيه، وتقسم بين منتج العمل والخرج، لحداثة الطرح وتصديه لعدد من القضايا العامة والمؤثرة، ، وتسلم الجائزة أحمد عبد الله وخالد أبو النجا، المتشاركان في إنتاج الفيلم، ووجها الشكر لكل من عمل بالفيلم، وللفرق الموسيقية التي شاركت به، ولكل الإسكندرية.

كما فازت المخرجة المصرية الشابة أيتن أمين بجائزة ملتقى القاهرة السينمائي الأول، عن فيلمها "69 ميدان المساحة"، إنتاج إيهاب أيوب.

أما جوائز التمثيل، فكانت جائزة أفضل ممثل من نصيب الفنان عمرو واكد، عن دوره في الفيلم الإيطالي "الأب والغريب"، مناصفة مع الفنان الإيطالي الذي شاركه بطولة الفيلم إليساندرو جاسمان.

وفازت الفنانة سوسن بدر بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "الشوق" للمخرج خالد الحجر، الذي مثل مصر في مسابقة الأفلام الرسمية.

وجاءت باقي جوائز المهرجان كالتالي:


* جوائز المسابقة الدولية:

-جائزة لجنة التحكيم الخاصة "الهرم الفضي"، للفيلم الأيرلندي "كأنني لم أكن"، وسلمها الفنان عزت أبو عوف لمخرج الفيلم.

عمرو واكد يتسلم جائزة أفضل ممثل
- جائزة خاصة للممثلة الفرنسية إيزابيل هوبرت، تسلمها مخرج فيلم "كوباكابانا" مارك فيتوس. - جائزة أفضل مخرج: للمخرج البلغاري سفيتوسلاف أو فتشاروف عن فيلمه "التعليق الصوتي".
- جائزة أفضل سيناريو "سعد الدين وهبة": كانت من نصيب الفيلم الإيطالي "الأب والغريب".
- جائزة أفضل عمل أول للمخرج "نجيب محفوظ": للمخرج البولندي أندرية كوتكوسكي، مخرج فيلم "ولد من البحر".
- جائزة أفضل إبداع فني "يوسف شاهين" للموسيقى للفيلم الفلبيني "أمير" موسيقى أوركسترا الفلبين الهارموني.

* جوائز مسابقة الأفلام العربية:

قدمها المنتج محمد العدل رئيس لجنة تحكيم الجائزة، والفنان فتحي عبد الوهاب عضو اللجنة، الذي تولي قراءة الترجمة للإنجليزية، وأوصت لجنة التحكيم بإجماع الأصوات بأمرين، أولا: التأكيد على استمرار المسابقة ودعم السينما العربية، وثانيا: توسيع قاعدة الجوائز الممنوحة لتشمل كل أفرع العمل حتى لو لم تكن جوائز مادية.

ثم أعلن العدل وعبد الوهاب عن فوز الفيلم المغربي "الجامع" للمخرج داود أولاد السيد بشهادة تقدير من "مسابقة الأفلام العربية".

كما منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفنانة التونسية الناشئة هند الفاهم، عن دورها في فيلم "آخر ديسمبر"، وتميزها في أول ظهور سينمائي لها.

وذهبت جائزة "أفضل سيناريو" وقيمتها 100 ألف جنيه، مناصفة بين فيلمين، الأول: الفيلم العراقي "ابن بابل" تأليف وإخراج محمد الدراجي، ويمنح الجائزة لحساسية موضوعه.
والثاني: الفيلم اللبناني "رصاصة طائشة" تأليف جورج هاشم، وحصل على الجائزة لقوة الحبكة الدرامية وصياغته الدقيقة وصدق المعالجة.

* جوائز أفلام الديجيتال:

حصل الفيلم البلغاري "تعليق صوتي"، الذي استطاع عرض تأثير نظام ديكتاتوري على اشخاص عاديين، وتسلمها مخرجه ستيو فلاف أو فشاروف، على جائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية.

وحصل الفيلم الهولندي "جوي" على الجائزة الذهبية لأفلام الديجيتال 10 آلاف دولار.

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

هشام لاشين يكتب عن الفيلم التركي (كوزموس) )cosmos






في إطار إحتفاء مهرجان القاهرة السينمائي بالسينما التركية بتقديمه أضواء علي السينما التركية الجديدة وعرضه مجموعة من هذه الافلام يأتي فيلم (كوزموس) كتحفة غير مسبوقة ليكشف أن السينما التركية قادمة بقوة بعد أن غزا الأتراك عالم الدراما التلفزيونية.. وتعني كلمة (كوزموس) باللغة الإغريقية (المجرة) التي تحوي جميع الكواكب.. فهي بمثابة (درب التبانة) التي تدور في فلكها باقي الكواكب والمجرات الإخري.. أنها تقريبا نفس صفات بطل هذا الفيلم .. فكل الشخصيات والإحداث تدور في فلك (بتال) أو كوزموس هذا الشخص الغريب الساحر والغامض معا والذي يشبه أبطال الاساطير .. أنه مثل نبي أو مسيح تنبثق المعجزات من بين يديه.

حين يدخل إلي الكادر مندفعا مع الإستهلال نلمح رجلا نحيلا يجري وسط الثلوج والجبال المحاطة بالاشجار الشاهقة الجرداء وكأنه يهرب من مطاردة أو قدر غامض يدفع به نحو المجهول.. نحن الأن علي أعتاب مدينة أسرة تبدو وكأنها خارج الزمن .. يسقط علي الارض وسط الثلوج والصقيع يكاد يفتت ضلوعه.. حين يقترب من الإنهيار يخلع حذاءه ليخرج منه بعض النقود ويلتفت ليدسها بين الصخور منتبها إلي صوت صراخ متتالي .. نكتشف أن مصدر الصوت هو الفتاة( نبتون) فتاة ذات وجه ملائكي مدهش وأن كان يخفي قدرا من الغريزية.. صراخ الفتاة يختلط بصراخ كوزموس علي نحو بدائي يستمر بعد ذلك عند تكرر لقاءهما طول الفيلم دون حوار لنكتشف واحدا من مفاتيح هذا الفيلم فيما بعد حيث تمتزج الرموز لتنسج علاقة ما بين الحيوانات والبشر بل ولغة خاصة جمعت البشر في القرون الأولي قبل أن يعرفوا لغة الكلام..ونكتشف أن جثة أخيها الطفل تطوف فوق الماء ليقفز كوزموس ويحتضن الجثة ويرجها بعنف وسط صراخ متكرر لتدب الحياة في الطفل.. هنا تظهر أولي معجزات هذا الرجل.. حيث تكون هذه الحكاية وحدها كفيلة بالتمهيد لأعتبار أهل المدينة الغريبة لكوزموس كأنه صاحب كرامات يلجأون له في لحظات اليأس الشديد.. وهو مايتكرر بالفعل عبر حكاية غير تقليدية مع أخرين مثل زوجة الضابط المشلولة أو مع العجوز الذي يعاني من السعال الشديد.. ولكن كوزموس الذي يقترب أحيانا من شخصية روبن هود حين يسرق من المحلات الطعام ويذهب به للفقراء والمحتاجين ليس مجرد صاحب كرامات أو لص يحمل قيمة محددة بداخله.. كما أنه ليس مجرد فيلسوف يطرح حكمه حول الحياة والموت بأسلوب يقترب من الوجودية ذاتها.. إنه في هندامه وسلوكه أقرب للمشردين أو الصعاليك الذين يحملون الحكمة في حوارهم اليومي..لكن عالمه الخاص يتزامن مع بدر مكتمل وسحاب يتحرك وحيوانات ساكنة تحرك عيونها في ترقب وغموض.. علي الجانب الأخر يبدأ المخرج التركي (رها أردم ) وبإعتباره كاتب السيناريو أيضا في رسم عالم فيلمه الخاص بشخصياته وطقسه المكاني والزماني فنحن أمام بلدة يلفها الحزن والكأبة والشعور بالبرد والوحدة.. هناك حرب غامضة لم يفصح عنها الفيلم لتأكيد الشعور بالأزمة وإنتظار أمل في الغالب لايأتي ابدا..أننا أمام عوالم عبثية تشبه عوالم ألبير كامي.. وأحيانا نستشعر الفلسفة الوجودية بين ثنايا الحوار والحالات الإنسانية .. حوار الحياة والموت ومابعد الموت يتكرر بين ثنايا الفيلم وعلي لسان معظم الشخصيات.. أن المدرسة التي شارفت علي سن اليأس وإنتحرت في نهاية الفيلم بعد وقوعها في الخطيئة مع كوزموس تعاني من كابوس له علاقة باليأس من الحياة وعدم الرغبة في الخلود الذي يبدو لها مؤلما..ولذلك تقرر عدم إنتظار الموت..انها نفس المرأة التي شفاها كوزموس من صداع مزمن كان ينتابها ورغم ذلك فهي مثل معظم أبطال الفيلم تعاني الوحدة والترقب .. نفس الأمر عند معظم رواد المقهي و غالبيتهم (بالمناسبة) من العجائز.. أنهم يلتفون حول كوزموس بإعتباره أملا.. ولكن إلتفافهم هذا لايخلو من فتور وإحباط يسكن وجوههم بل وضلوعهم فهم مستكينون طول الوقت يحتسون الشاي في صمت وإكتئاب ..ومن خلال سرد بصري تشكيلي فريد للغاية ينسج المخرج لوحاته التي يختلط فيها التجريد بالواقعية والفلسفة بالحكمة والدين بالدجل والعبث اللانهائي.. فكوزموس صاحب المعجزات هو نفسه الذي يصلي في الجامع ويتحدث عن الحياة والموت بحكمة الصوفيين ثم أنه غير قادر علي حماية نفسه من المجهول ومن التشرد..وإذا كان يسرق النقود والطعام إلا أنه لايأكل سوي السكر فهو زاهد تماما في الطعام معظم الوقت.. وهو غير شهواني لكنه يسقط في الرغبة مع المدرسة في لحظة تواصل غير مرتبة.. وهو زاهد وعاشق لنبتون في نفس الوقت.. إنها نفس سمات التناقض داخل الفلسفة الوجودية وأن غلفها المخرج بالعظة والتصوف.. أننا أيضا أمام بلدة تعتبر نفسها ورغم كل الإحباط والشيخوخة بمثابة بوابة الله التي تملك الدين والحكمة وهي بدرجة من الطيبة بالفعل التي تجعل اللصوص يمتنعون رغم زمن الحرب..ورغم ذلك يقدم لنا المخرج حكاية هؤلاء الاشقاء الأربعة الذين يحملون تابوت ابيهم ويتنقلون به من مكان لأخر في محاولة لإثبات تهمة قتله علي رابعهم غير الشقيق لإعتقادهم أنه إستولي علي أرضهم بالحيلة والمكر.. ليتأكد رغم طيبة هؤلاء الناس أن الشرور قد بدأت تتسرب إليهم كما قال كوزموس..إنها خلطة غريبة ومعقدة تماما مثل إسلوب الفيلم الذي يبدو كالقصة القصيرة ذات الإسلوب والحالة المزاجية المكثفة رغم شدة تعقيدها.. بل هي لحظة سينمائية شديدة الروعة في تشكيلها وفي الطقس الإبداعي المغلف وأن إمتلأت بالرموز.. هناك حالة ميتافيزيقية .. حيوانات وطيور وعجائز.. إناس مستسلمون ومدينة إسطورية يلفها الحزن والفلسفة المغلفة بالإكتئاب.. لص لانعرف هل هو صاحب معجزات يتزامن مع ظهوره إشارات ضوئية تشبه الذبذبات القادمة من الفضاء مع التركيز علي عيون لحيوانات مثيرة.. أم أنه رجل مجنون أو ساحر لايملك من أمره شيئا لنفسه.. هناك حيوانات تذبح ودماء تسيل وصراخ يجمع كوزموس ونبتون وكأنه العشق البدائي المتوحش.. والحقيقة أن المخرج الحاصل علي درجة الماجستير من الجامعة بباريس في الفنون التشكيلية قد رصع فيلمه بالفعل بعشرات اللوحات مستخدما الإضاءة والديكور والثلج والبخار والمباني والمقهي والبيوت بصورة مدهشة ..ويعد مشهد طلاء الاظافر بين كوزموس ونبتون واحدا من أبدع المشاهد التي ظهرت في تاريخ السينما علي الإطلاق بكل معطياته الفنية ودلالته التشكيلية الموحية بالدم والجنس.معا.حتي ذلك التقطيع بين البطل والحيوانات والذي يشير له في حواره مع المدرسة حين يقول لها (أن الحيوانات لاتخيف البشر وأنما تخافهم.. وأنها مثلهم ولكن لايعيبها الغرور الموجود بالشر مع أنهم سينتهون للعدم جميعا) .. يكشف بدوره عن وجهة نظره في ذلك المزج بين الإثنين من خلال شخصية كوزموس الأكثر رقيا وسموا.. فهو يريد بذلك أن يقول أن الحيوان قد يكون في أحيان كثيرة أرقي من الإنسان بغروره وعنجهيته..هناك أيضا مشهد اسراب البط.. والابقار وهي تذهب للذبح في تقطيع متوالي مع إنكسار زجاج نافذة وسير زوجة ضابط الشرطة علي عكاز تستند عليه ربما بنفس إسلوب سير البط في تلك اللحظة.
بإختصار نحن إزاء فيلم عن حالة ولايمكن تلقيه إلا في هذا السياق.. حالة وجدانية فلسفية تشكيلية لابد وأن تسري في أنحاء المتلقي بصرف النظر عن صعوبتها وتعقيدها.. (كوزموس) فيلم عن الامل والحلم بالخلود.. وهو فيلم أيضا عن اليأس والبرودة في عالم موحش تحاصره الحروب والدمار من كل مكان.. أنه فيلم البحث عن المطلق واللانهائي عبر صيغة بصرية مدهشة وشريط صوت يسبح في الفضاء العريض مستلهما روح العمل الميتافيزيقي وأداء عالمي لممثلين عرفوا كيف يعبرون عن الحزن والضياع والتشتت والضبابية.. وكاتب سيناريو ومخرج قادر علي صنع إسلوب خاص به لايقل تفردا عن كبار أمثال ستانلي كوبريك وألان باركر وغيرهم.. فنحن بصدد تحفة سينمائية يمكنها الإنضمام بسهولة إلي كلاسيكيات الفن السابع دون تحفظ .


الجمعة، 3 ديسمبر 2010

الجدل حول التطبيع ينتقل من أبوظبي الى مهرجان القاهرة السينمائي


كتب: سلامة عبد الحميد


في ظل احتدام النقاش حول اتهام الدورة الأخيرة لمهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي بالتطبيع فوجئ متابعو ندوة تراث السينما المصرية التي عقدت ظهر الخميس ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ34 بحضور بيتر سكارليت مدير مهرجان أبو ظبي.



وقال مصدر مسئول في مهرجان القاهرة لـ"مصراوي" إن سكارليت مدعوا لحضور المهرجان بشكل رسمي وأنه سيحضر اجتماع رؤساء المهرجانات العربية الذي يقام صباح السبت القادم على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.



وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن المهرجان أن سكارليت موجود بصفته كمدير لمهرجان أبوظبي السينمائي وكأحد خبراء تنظيم المهرجانات في العالم نافيا أن يتم إثارة فكرة اتهام مهرجان أبوظبي بالتطبيع ضمن فعاليات مهرجان القاهرة "فليس المكان ولا الزمان مناسبين" على حد قوله.



وفي رد مقتضب على سؤال مباشر من "مصراوي" رفض سكارليت التعليق على اتهام المهرجان الذي يديره بالتطبيع قائلا إنه يحضر مهرجان القاهرة في مهمة سينمائية محددة وليس موجودا للدفاع عن المهرجان أو التحدث باسمه في هذا الشأن.



وقال سكارليت لمقربين منه في إدارة المهرجان حكوا لـ"مصراوي" على لسانه إن حديث المنتجة البريطانية ليسلي وودوين في أبو ظبي عن كونها اسرائيلية أمر لا يعنيه كمدير للمهرجان مشددا على أن المهرجان ليس مسئولا عما يقوله ضيوفه سواء على الملأ أو في أحاديث خاصة.



وظهر سكارليت في الندوة التي يديرها خالد عبد الجليل رئيس المركز المصري القومي للسينما كمتابع وجلس وسط الحضور دون أن يلتفت كثيرون لوجوده مما دعاه لطلب توجيه سؤال للمنصة مما أثار انتباه كل الحاضرين الذين تهامسوا حول سبب حضوره في ظل حالة الهجوم التي شنتها الصحافة المصرية على المهرجان الذي يديره عقب الحديث عن منحه جائزة الجمهور لمنتجة اسرائيلية في دورته الأخيرة.



واتهمت الصحافة المصرية في تقارير عدة نشرتها على مدار الشهر الماضي مهرجان أبو ظبي بالتطبيع بينما ألمح كثيرون إلى كون سكارليت نفسه يهوديا بينما التزم المهرجان الصمت حتى الأن.



وأصدر اتحاد النقابات الفنية المصري في وقت سابق بيانا يندد فيه باستمرار مهرجان أبوظبي السينمائي في مساعي التطبيع مشددا على ضرورة مقاطعة كل أعضاءه من الفنانين المصريين لكل فعاليات المهرجان طالما أنه لم ينف عن نفسه التهمة ولم يرد على كل التقارير التي نشرت في هذا الإطار.



وقال عزت أبو عوف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي في المؤتمر الصحفي الرسمي للمهرجان إن فكرة التطبيع مع اسرائيل فنيا غير واردة تماما في المهرجان وأنه شخصيا يرفض وجود أفلام أو فنانين إسرائيليين على الإطلاق سواء كان رئيسا للمهرجان أو حتى بعد تركه لمنصبه.



عن موقع مصراوي نقلا