الاثنين، 29 يوليو 2013

مطلوب زعيم!





بقلم/ هشام لاشين

حين قامت ماتسمي بالثورة المصرية علي التوريث والتعذيب والرشوة والفساد رفعت شعار (عيش .. حرية.. عدالة إجتماعية)..وبعد عامين تقريبا من هذه الثورة إزدادت أحوال الناس بؤسا فلا يجد بعضهم العيش الحاف ليأكله.. وإستبدلنا الحرية بفوضي مرسومة بدقة كبديل بشرنا به المخلوع قبل خلعه حين قال ياأنا يالفوضي.. أما العدالة الإجتماعية فقد تحولت لإستئثار وظلم علي يد حفنة من الشطارجمعوا ثروات طائلة وهم يشبهون أغنياء الحرب تاجروا بالثورة إعلاميا وإقتصاديا وإنتفخت جيوبهم من المال الحرام ومن دعم الفتن والعنف بمنتهي الخفة وببراعة سحرة فرعون حين ألقوا بعصييهم لإخافة الناس من المجهول بهدف السيطرة الكاملة وفي الجانب الأخر إرتفعت البطالة وإرتفعت الأسعار التي لم تعد في مقدور غير هؤلاء الأغنياء  وطبقة صغيرة لازالت تناضل من متوسطي الدخل بينما دهس تحت الأقدام أغلبية كاسحة فهل تحققت بذلك العدالة الإجتماعية؟ بالطبع لا.. أما الأسباب التي قامت من أجلها هذه الثورة المزعومة فكانت هي نفسها تقريبا اسباب ثورة 23 يوليو الذي إحتفلنا بها منذ ايام بطريقة تقليدية فيها من الدلالات مايوحي بإخراج اللسان لتأكيد أنها الثورة الوحيدة الصحيحة في المنطقة وفي مصر والتي ناصرت الغلابة وإنحازت للفقراء وهو طبعا حق يراد به باطل.. لأنه وكما قلنا في المقدمة قامت 25 يناير لنفس الاسباب التي قامت من أجلها ثورة يوليو وكأن شيئا لم يتغير.. فالإقطاع يزدادون كل يوم والغلابة يتزايدون كل ساعة.. والرشوة تضرب في جنبات مصر مثل السيول التي لاتجد مخرات لتتسرب منها والفساد تضاعف فلم يعد مقصورا علي مجموعة أو كهنة السلطان فحسب لكنه طال كل الطبقات ولو أنصف التاريخ سيقول لنا يوما ما أن تجار المخدرات والأثار قد حققوا ثروات خيالية خلال هذين العامين تتجاوز ماحقق4وه علي مدار تاريخهم بالكامل.. فمصر كلها الأن تنقب عن الاثار وتبيعها في السوق السوداء.. ومصر كلها الأن تتاجر في المخدرات والسلاح ولكن بدرجة أقل..ومصر كلها الأن تتاجر في السحر والدجل بهدف التنقيب عن المومياوات وبهدف الخداع أيضا وجمع الأموال بأي طريقة.. عشرات الحالات والأشخاص أعرفهم شخصيا يسيرون في هذه الإتجاهات الأن فهل قضينا علي الإقطاع وعلي الرشوة الفساد وانصفنا الفقير بهذه الثورة العرجاء؟ لقد نجحت ثورة 23 يوليو بالفعل لأته كان لها رأس وقيادة تعرف كيف تحدث التماس مع جروح وألام وأحلام الطبقة الكاسحة أما 25 يناير فقد وضعت في الحضانة بمجرد ميلادها ثم رفعوا عنها الأكسجين وماتت إكاينيكيا بعدها بساعات حين بدأت الصفقات في المطابخ القذرة وبدأ تجار الحروب والجهابذة في الإعداد للإستيلاء علي كل المكاسب لينتهي بنا الحال إلي هذا الوضع المذري.. ولست متفائلا بالايام القادمة لأنه لم يتغير شيئا حقيقيا في عقول من يحكموننا حتي هذه اللحظة.. ربما نحتاج لزعيم حقيقي له رؤية واضحة وتجربة من المعاناة تجعله ينحاز لفقراء ومهمشي هذا البلد.. نعم نحتاج لزعيم لايرتدي ثوب عبد الناصر ليحقق المكاسبا لسياسية ولكنه يكون بقلب ناصر الذي أحب هذا الشعب  وأنصفه وأفني نفسه ليرفع كرامته ويصون شرفه فخلده.. ولازال!

الخميس، 4 يوليو 2013

الجيش هو الحل!



بقلم/ هشام لاشين

كما راهن كثيرون نجحت الثورة المضادة في دق عنق عنق مصر ومرمغتها في التراب ووضعها علي حافة هاوية بلا قرار..الأن الأرض ممهدة تماما لعودة رجال مبارك إلي الحكم وعودة الدولة العميقة لإستئناف قمة فسادها الذي قامت بسببه الثورة.. لاشرعية بعد اليوم إلا للإنقلاب والسلب والنهب وأيضا الفوضي الممنهجة.. نجحت خطة العودة للمربع صفر ولم يعد أمامنا إلا الخطة البديلة لأنقاذ مصر من مصير لانتمناه لها وسط عالم يريد لنا الإنهيار والإستسلام.. هذه الخطة تتلخص في نزول قوات الجيش فليس هناك بد كما قلنا في بداية الثورة من حكم العسكر في بلد لايفهم من الديمقراطية المستوردة لدعم مشروع الفوضي الهدامة غير الفوضي.. الإستقرار في مصر الأن يحتاج ليد من حديد.. يحتاج لربط وضبط وإنضباط.. مصر والمنطقة العربية لاتتفهم بحكم تكوينها غير الحزم مع ضرورة تحقيق العدل قدر المستطاع.. أثبتت التجربة أننا لانفهم من الديمقراطية إلا التسيب والمولوتوف وصراع الديوك علي شاشات الفضائيات..الإستقرار القائم في منطقة الخليج ومع حكام الإمارات الصغيرة وملوك البلاد المحيطة بنا أثبت أن أكذوبة الديمقراطية لاتصلح معنا.. فالديمقراطية في عالمنا تعني الرجوع للمربع صفر عقب كل خطوة للأمام.. والتجارب الأخري الفاشلة بإمتياز أمامنا.. أنظروا للعراق.. وأنظروا لليمن وليبيا وتونس بعد الثورة سوف تدركون علي الفور أن مستقبلنا هنا ليس مع هذه الكلمة الغربية التي ام تصديرها للقضاء علي ماتبقي منا.. ورغم أن أكثر المستفيدين من هذه الكلمة هم الإسلاميون بمختلف أشكالهم وإنتمائاتهم مابعد أكذوبة الربيع العربي إلا أن فصيل كبير منهم كان ولازال يرفض الخروج علي الحاكم ويرفض بالتالي هذه الكلمة الإفرنجية التي خربت البلاد وتهدد العباد في أمنهم وإستقراراهم.. والتجربة المصرية نفسها خير دليل.. اما الجانب العلماني الأخر أو حتي اللليبرالي فقد عاد هو الأخر لينادي بنزول الجيش وهو الذي كان يزايد طول الوقت وينادي بسقوط العسكر.. فماذا حدث في عامين وجعله يغير أجندته التكتيكية؟! إن الحق من غير قوة تحميه مثل اليتيم الذي بلا اب أو أم كما قال نجيب محفوظ في الحرافيش.. ومصر البلد التي عرفت في تاريخها نظام الفتوات مثلما عرفت كيف تتكيف مع القهر علي مدار تاريخها وكيف تتكيف مع الطغاة واساليب الذل.. يبدو أنها نفس مصر التي لاتحترم الضعف وتتوه في دهاليز الفوضي والرأي والرأي الأخر.. نعم مصر لاتحترم طوال تاريخها إلا القوي قبل الأمين.. المصريون يعشقون الإسقاط والنكات من خلف ستار القهر والضرب والسحل ولكنهم يكرهون بنفس الدرجة وربما الكيفية أن يتمرمغون في الفوضي أو يطلب منهم قول الرأي الصريح أو تركهم للمناقشة أو حكم النفس للنفس.. هل يشعر أحد بالصدمة من هذه الحقيقة؟ هل هي موجعة؟ أظن أن وجع الأن أفضل من وجع عامين من الذل والفوضي والدماء والإنهيار والقادم مرشح للأكثر سوءا إذا إستمر الوضع.. دعونا نعترف.. العسكر هو الحل.. ولتسقط الديمقراطية التي لم ولن تصلح مع من هم علي شاكلتنا.. نعم.. الفاشية هي الحل.. والضرب بيد من حديد هو الحل.. ولن يعود الإستقرار والأمان لهذا البلد إلا بحكم الجيش. والجيش فقط.. اللهم إني قد بلغت!!

الأربعاء، 3 يوليو 2013

المقال الممنوع لهشام لاشين من جريدة الخميس

المؤامرة!!
بقلم/ هشام لاشين
في السياسة كما في الإعلام الأن لاشئ يحدث بالصدفة.. كل كلمة وكل تسريبة وكل بلطجة او حريق بل وكل حكم قضائي يخص المخلوع ومجموعته تتم بحساب ودقة متناهية.. لاشيئ متروك للإحتمالات أو التكهنات.. ومعظم سيناريوهات مابعد ثورة 25 يناير.. هذا إذا سلمنا جدلا أنها ثورة بالصدفة وليست من ترتيب المخابرات الأمريكية شخصيا لدعم مشروع الفوضي الخلاقة المعروف في المنطقة وهو مانراه يتحقق بحذافيره.. معظم هذه السيناريوهات تتم بحسابات شديدة الدقة من طرف ظل البعض لفترة يطلق عليه إسم الطرف الثالث دون أن يحدده.. لكن الجميع يعرف أنه الحزب الوطني المنتشر أفراده كطابور خامس بطول البلاد وعرضها وأمن الدولة المتخصص في الدراسات الإخوانية من الناحية النفسية والإجتماعية ويعرف كل صغيرة وكبيرة عنهم مثلما يعرف كيف يهزمهم..وقد إجتمع الطرفان مستغلين ضعف الإخوان وجهلهم بالسياسة لتمهيد الأرض للثورة المضادة وماقبلها بسيناريوهات إعلامية وقضائية حيث تبدأ الثانية بعزف ماسمي بمهرجان البراءة للجميع يليه أحكام متتالية ببراءة مبارك بينما يبدأ كونشرتو القسم الإعلامي بعزف متتالية الضحية والوطنية للرئيس المخلوع ومجموعته متزامنا مع هجوم متصاعد علي الإخوان طول الوقت ونثر الشائعات المضادة بطريقة ممنهجة ومنتظمة وصولا للحظة الصفر وهي 30 يونية .. ومن يتأمل مثلا مجموعة الحوارات التي تمت داخل السجن بين مجدي الجلاد شخصيا رغم إنكاره وبين مبارك ونشرها في سلسلة قبل 30 يونية لتمهيد التعاطف الكامل مع المخلوع وغسيل سمعته ويديه من قتل المتظاهرين مع إضفاء الحس الوطني وقوة البصيرة.. ثم يتابع توزيع صور مبارك في ميدان التحرير وسط متظاهري مايسموا بحركة تمرد يدرك العلاقة المباشرة بين الأثنين.. وحجم المؤامرة وماصرف عليها للوصول بمصر للحالة الراهنة.. وبشكل أكثر دقة لعودة فلول مبارك ونظامه بعد سيطرة الجيش علي الموقف في أعقاب العنف المفرط المتوقع في هذا اليوم!! ومن ضمن التصرفات التي لم أفهمها شخصيا موقف الحرس الجمهوري من إتاحة الفرصة لدخول معتصمين من الاساس لحرم القصر الجمهوري واقامة الخيام رغم أن الشواهد العسكرية المنطقية تقول أن الوقاية خيرمن العلاج وان إغلاق المكان من الخارج ولو بالدبابات في مثل هذه الظروف المتوقع خلاها كوارث هو أمر بديهي في هذه الحالات فكيف ادع البنزين بجوار النار واقول أنني مع الشعب.. في هذه الظروف لاحيادية مطلقا فإما حماية القصر والشرعية وإما سيناريو أخر لانعرفه!!

لقد تفجرت مفاجأة من العيار الثقيل الأسبوع قبل الماضي وكشف عنها محمد الدماطي، وكيل نقابة المحامين، نائب المجلس القومي لحقوق الإنسان وهي أن نجل المستشار محمود كامل رشيدي "قاضي محاكمة قضية القرن ، متزوج من بنت شقيق سوزان مبارك.. وأنه طبيب اسنان من السويس، وهذا يفسر بما لا يدع مجالا للشك سلسلة البراءات التى حصل عليها الرئيس المخلوع فى قضاياه الأخيرة.. هكذا تنجلي نظرية المؤامرة لتكشف عن أخطر جزء فيها وهو القانون الذي من المفروض أن يحقق العدالة فإذا به يدفع بالبلد إلي أتون مجزرة لاعلاقة لهذا الشعب المسكين الملعوب به فيها.. ووسط الحلبة أو السيرك المنصوب إتفق القاتل وشركاءه  ومعارضيه الشكليين علي دمنا.. فهم يرقصون بمهارة ويعجنون وسائل الإعلام بالأكاذيب ويصدرون لنا معارك وهمية مع حكام لايقلوا سوءا وغباءا عن النظام السابق.... أنه 30 يونية حيث شهر النكسات والهزائم والحروب الأهلية.. فحتي التاريخ جاء ليخدم الأجندة الصهيونية في تكريس الهزيمة وتجاهل يوم العبور الذي قلب الموازين قبل أن تعود إسرائيل الكبري من الفرات إلي النيل في مشروع أثيوبي وتقسيم طائفي وهدم المعبد علي رؤؤس العرب جميعا