الخميس، 27 نوفمبر 2014

فيلم القط بدور العرض منتصف يناير ٢٠١٥ El Ott in cinemas mid January 2015

هشام لاشين يكتب عن شلاط تونس الذي منعه زين العابدين وصرحت به الثورة



  

قبل عرضه في القاهرة تم اختيار فيلم "شلاط تونس" للمشاركة في مهرجان كان 2014 بعد ترشيح من قبل جمعية الأفلام المستقلة للتوزيع إلى جانب ثمانية أفلام طويلة من مختلف أنحاء العالم لعرضه في قسم خاص بأفلام الجمعية ACID .. وتكمن اهمية هذا الفيلم في قالبه الذي يمزج بين الروائي والتسجيلي كما يطرح قضية الجسد والهوية داخل المجتمعات العربية المحافظة.
و يستند فيلم المخرجة كوثر بن هنية على أحداث واقعية حدثت في 2003 بالعاصمة التونسية عندما كان مجهولا يضرب أرداف النساء بآلة حادة، في غالب الأحيان شفرة حلاقة أو سكين، وهو على متن دراجة وذلك بسبب لباسهن "المغري". وبالرغم من أن الشلاط توقف منذ سنوات عن جرح النساء إلا أنه لم يغب تماما عن الأذهان، بل سكن فكر كل فتاة تتزين للخروج أو عائلة ابنة قصدت المدرسة، وكل غيور على حريته في التحرك وعلى حرمته الجسدية. وقد قامت المخرجة بتضفير هذا الشبح كما اطلق عليه في سياق الأحداث ببعض الأراء السياسية والدينية لشيوخ يتحدثن عن الحجاب وأهمية الحشمة للمرأة باسلوب يستدعي المتلقي لإتخاذ موقف مناهض لرجال الدين

وتحمل المخرجة الكاميرا لتتقمص دور مخرجة في رحلة البحث عن الشلاط وعمل  الكاستينج من الشباب  الذين يسعون إلى الفوز بدور البطل، فيقتحم شاب القاعة لوضع حد لهذه "المهزلة" ويؤكد بالوعد والوعيد بأنه هو الشلاط! فكانت رحلة متابعة الشلاط "جلال" والخوض في غمار حيه الشعبي بمختلف شخصياته وفي حياته الشخصية بفراغها الجنسي والعاطفي، والبحث عن ضحاياه. وكان المشهد كافيا للتعرف على شباب مهمش وجاهل يسعون إلى إيجاد مكانة في المجتمع حتي لو كانت العاطفة لاتعني بالنسبة لهم شيئا.. فالمهم هو إثبات الوجود وبأي ثمن.. وهي نظرة راقية لاتنحاز لموقف انوثي مثلا ضد كل ماهو ذكوري بغباء منتشر في نظرات متخلفة كثيرة لقضايا المجتمع علي العكس فكوثر تثبت هنا أنها محايدة وموضوعية وهي ترصد واحدة من اهم القضايا الإجتماعية فهذا الشعب المهمش هو من انتفض على الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وأطاح به في 2011. ومن أقوى صور الفيلم رجل يصطاد في مجرى مياه عكر في قلب حي سكني. المياه تحمل جثة كلب وواق ذكري والصياد "يقتل الوقت" أمام سيل عبثي من حياة راكدة عفنة لاسمك فيها ومن النماذج المهمشة التي تبحث عن نفسها تقدم لنا المخرجة شخصية الشاب الذي يسوق لعبة إلكترونية تتخذ من الشلاط بطلا، تخلق ديناميكية المرآة وتوسع حلقة التداخل بين الواقع والافتراض.
وهو يشبه إسلوب المخرجة في بناء الفيلم وشخصياته ..فالشرطي الذي يتلقى شكاوى الفتيات وراءه متحرش جنسي. والفتاة التي ادعت أنها تعرضت للاعتداء على يد الشلاط وراءها حيلة أرادت بها وشم جلدها الذي رفضه الزوج. ووراء غياب أب الشلاط أم تتكتم على كل ما يرتكبه ابنها وتحميه أكثر من اللازم، وزر ثقيل يمنعه من ربط علاقة سليمة مع فتيات عمره.

وكل ذلك في اطار البحث والتأمل وطرح الأسئلة للمتلقي الذي يجد نفسه امام عرض مثير يختلط فيه الواقعي بالإفتراضي في شكل سينمائي يمكن اعتباره ثوريا بالفعل خصوصا مع مسحة السخرية السوداء التي تحيط بغلالته وهو ماقالت عنه المخرجة انه إسلوب  شعوبنا العربية لمجابهة الأشياء القاتمة، فروح الدعابة هي إحدى طرق المقاومة، وتحطيم الأصنام الفكرية.. إنها حيلة الضعفاء وغير القادرين على المساهمة في التغيرات الكبرى .

كما تري المخرجة ان فكرة الشلاط وقعت في عدة بلدان عربية أخرى ففي  مصر كان اسمه سفاح المعادي، وفي المغرب كان اسمه مولى البكيالة، وكأنه مرض معدي يطفو على السطح من حين الى أخر في مدينة ما وجب أن تتوفر فيها بعض الظروف ليعود الشلاط من جديد.

وقد اتاحت الثورة التونسية للمخرجة- كما تقول-  فرصة الحصول على أرشيف القضية و فهم ما وقع فعليا في تلك الفترة كما أن الثورة سمحت لها بتصوير الفيلم برخصة تصوير رسمية من وزارة الثقافة. وكان التصريح السابق للثورة متاحا فقط بصورة سرية ودون دعم من وزارة الثقافة التونسية والتي تُعد المصدر الوحيد لتمويل الأفلام التونسية وهو مايكشف عن الوجه الإيجابي الأخر للثورة التونسية التي دعمت فيلما مناهضا للتخلف والرجعية ضد المرأة.ز وهو مالم يكن متاحا في عهد كان يمنع تعدد الزوجات والصلاة في المساجد يوم الجمعة..وهي مفارقة تحتاج للكثير من التأمل المنصف بعيدا عن اي كلاشيهات جاهزة



الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

(شحرورة السينما) رحلت في ليلة بكي فيها القمر

  




              
بقلم- هشام لاشين
منذ نزحت إلى القاهرة في منتصف أربعينيات القرن الماضي لتظهر على الشاشة الفضية في أول أفلامها «القلب له واحد/ بركات 1945» أمام أنور وجدي لتؤدي دور فتاة صغيرة، خفيفة الظل، مفعمة الروح بالبهجة والشقاوة، ظل هذا الإطار ملازما صباح لفترة طويلة... أدوار البنت الشقية المثيرة للإغراء حينا، النقية الطيبة العاشقة حينا آخر، كما قدمت شخصية الفتاة المغلوبة على أمرها بتجسيدها دور سندريللا، في أوبريت شهير باسم «فارس الأحلام» من فيلم «لحن حبي/ أحمد بدرخان 1953» أمام فريد الأطرش، الأمير الحزين الباحث عن أميرة أحلامه، وبمثل هذه الأدوار عقدت أواصر القبول والنجاح بينها وبين الجمهور.
ولم تبشر بداية صباح في فيلم «القلب له واحد» بنجاح كبير مستمر، كان صوتها غير ناضج وقدرتها على غناء الألحان المصرية محدودة وتكاد تكون عاجزة. لم تكن ملامحها التي ظهرت في الفيلم ملامح ممثلة جميلة أو مثيرة، كانت أشبه بملامح فتاة قروية، لا تستطيع الصمود في مدينة القاهرة ثم ما لبثت صباح أن صارت فتاة أحلام الشباب، وارتفعت أسهمها في مصر ولبنان وتوالت بطولاتها السينمائية بعد ذلك
تنويعات:
فبمجرد اكتشاف صباح في فيلمها الاول اتيح لها ان تظهر في ثلاثة افلام اخرى بالعام نفسه فقد ادت دورا بفيلم «اول الشهر» امام حسين صدقي احد كبار نجوم تلك الفترة ومن اخراج عبدالفتاح حسن، ثم في فيلم ثالث يحمل عنوان «هذا ما جناه أبي» الذي عاد مكتشفها بركات ليخرجه لها امام ممثل قدير هو زكي رستم، ويعد هذا الفيلم البداية الحقيقية لصباح في مجال السينما لسعة الدور وموضوعه الميلودرامي القوي والمحكم البناء اضافة الى لون الغناء الخفيف والمميز لهذه الفتاة الجذابة التي تتعرض لشتى انواع المآسي والمحملة بالمواعظ والدروس الاخلاقية البليغة ثم النهايات السعيدة لقصص الحب وجمع شمل العائلة وهو ما كان يشكل قبلة جمهور السينما السائدة الذي يغرق في احزان الآخرين وقصص حبهم وغنائهم وضحكاتهم.
ثم استطاعت صباح بعد ذلك القيام بادوار البطولة المطلقة ما بين مصر ولبنان فقد شكلت مع فريد الاطرش ثنائيا ناجحا في ثلاثة افلام هي «بلبل افندي» لحسين فوزي (1948) ثم «لحن حبي» لاحمد بدرخان (1953) وفيلم «ازاي انساك» لبدرخان ايضا (1956) مما مكنها ان تعرض جاذبيتها في افلامها التالية مع محمد فوزي الذي عمل الى جانبها في افلام «صباح الخير» لحسين فوزي (1947)، «الآنسة ماما» لحلمي رفلة و«الحب في خطر» و«فاعل خير» و«ثورة المدينة لرفلة ايضا وفي كلتا التجربتين كانت صباح تبدو في قمة تألقها سواء حين تغني بشكل فردي او ثنائي امام المطرب الذي تقف الى جانبه، فقد غنت ايضا من الحانهما واستطاعت ان تدخل معهما في تنافس باداء الادوار التمثيلية وكانت النتيجة لصالحها، لما تمتاز به من سمات الفتاة المتمردة، وخفة الظل، والفهم الخاص المتميز لقواعد الكوميديا الموسيقية.
الفيلم الغنائي:
نجحت صباح الإسهام في نهضة الفيلم الغنائي العربي في مصر، «وفي حقبة لاحقة في لبنان مع محمد سلمان ووديع الصافي ونصري شمس الدين» فإلى جانب مشاركتها فريد الأطرش أفلامه الغنائية، تقاسمت البطولة مع العديد من المطربين ذائعي الصيت آنذاك مثل: محمد فوزي «الآنسة ماما 1951 - الحب في خطر 1951 - فاعل خير 1953» وكلها من إخراج حلمي رفلة، وسعد عبد الوهاب «سيبوني أغني/ حسين فوزي 1950» حتى عبدالحليم حافظ في «شارع الحب».
لكن الأفلام الغنائية الثلاثة التي تقاسمت صباح بطولتها مع فريد الأطرش: «بلبل افندي، لحن حبي، ازاي انساك / أحمد بدرخان 1956» حققت خلالها حضورا فنيا ونجاحا مميزا على المستويين التمثيلي والغنائي.
تراجع الطرب:
ومن الملاحظ، أن صباح في طريقها للبحث عن مخرج من حصار «شخصية الفتاة الطيبة أو الشقية» بدأت مع عام 1954 سلسلة من الأفلام التي تنحو بأدائها منحى دراميا حيث يتصدر التمثيل أولوياتها الفنية ليتراجع دور الطرب والغناء قليلا، كما يقول احمد عنتر مصطفي بمجلة الكويت ومن هذه الأفلام: «يا ظالمني/ ثورة المدينة/ صحيفة السوابق/ دموع في الليل/ نهاية حب/ توبة/ الرباط المقدس» إلى جانب أفلام أخرى مثل: «سلم ع الحبايب/ العتبة الخضرا/ جوز مراتي/ الحب كدة/ الرجل الثاني/ مجرم في أجازة ».
وقد عملت صباح مع كبار المخرجين أمثال: هنري بركات، أحمد بدرخان، حسين فوزي، حلمي رفلة، حلمي حليم، عزالدين ذوالفقار، محمود ذوالفقار، حسن الصيفي، حسن الإمام.. وغيرهم. وقد أبرز كل منهم جوانب ممميزة في أدائها التمثيلي: «محمود ذوالفقار الأيدي الناعمة» و«حسن الصيفي/ خطف مراتي» و«عزالدين ذوالفقار/ شارع الحب » و«حسن الإمام/ وكر الملذات، إغراء» وكلها أدوار تحسب لصباح.
وقد تألقت صباح في افلام المخرج حسن الامام «وكر الملذات» (1957)، «اغراء» (1957) كما اكدت على طاقتها التمثيلية مجددا امام عبدالحليم حافظ في فيلم «شارع الحب» لعز الدين ذو الفقار (1958) وفيه مزجت بين بنت الاكابر الحسناء، الذكية، العاشقة وبين الفتاة الناضجة التي يغير الحب كثيرا منها وتصبح اكثر احساسا بالمسؤولية.
السينما اللبنانية:
مع منتصف الستينيات عادت صباح إلى لبنان وشاركت في ضخ الدماء في شرايين السينما اللبنانية، فشاركت في أفلام خفيفة الظل مثل «حبيبة الكل/ المليونيرة/ الصبا والجمال/ أهلا بالحب وعقد اللولو» مع مخرجي لبنان: يوسف معلوف ومحمد سلمان وغيرهما.. وغنّت في هذه الأفلام باللهجة اللبنانية التي أخلصت لها، حيث تشكل أغانيها بهذه اللهجة أكثر من ثلثي أعمالها الفنية، وفي هذه الفترة قدمت للمسرح الغنائي 27 عملا مسرحيا، استلهمت فيها الفولكلور اللبناني، نذكر منها: «موسم العز، دواليب الهوا، فينيقيا، القلعة، شهر العسل.. وغيرها» ولم يُنسها استغراقها في الدبكة اللبنانية أن تغني لمصر، التي شهدت ميلادها الفني، أغنيتها المشجية (سلموا لى على مصر)
ختام سينمائي:
في الثمانينات قررت ان تعود للسينما المصرية لتختم مشوارها السينمائي في فيلم غنائي اخرجه احمد يحيى باسم «ليلة بكى فيها القمر» ويتناول معاناة مطربة على الصعيد العاطفي وهو عمل مقتبس من الفيلم الاميركي المعنون «مولد نجمة» لمخرجه جورج كيكور، ومن خلاله عرفت صباح كيف تنسحب من العمل السينمائي في الوقت المناسب فكان مسك الختام الذي انهت به أخر ظهور لها علي شاشة السينما
يشار الي ان صباح خلال رحلة حياتها الفنية الطويلة قدمت تجربة إنتاج سينمائي وحيدة هي  فيلم معبد الحب في عام 1961 . . كما تم تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي  دورة عام 2004


الاثنين، 24 نوفمبر 2014

بالمستندات.. نكشف تكاليف الرحلات واللجان في دورة "التقشف"

الناقد الكبير سمير فريد
الناقد الكبير سمير فريد

تحيقيق: مصطفى حمدى

شن الناقد الكبير سمير فريد، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، هجوما عنيفا علي كل من طالبوا بضرورة التحقيق في الاتهامات التي وجهها له محمد يوسف مدير عام المهرجان السابق.

وسبق وأن تقدم محمد يوسف في شهر يونيو الماضي باستقالته رسميا اعتراضا منه علي ما أسماه شبهة إهدار المال العام بعد عدم التزام رئيس المهرجان، بقرار مجلس الإدارة الذي أوصي بأن يقوم المدير العام ورئيس المهرجان وهالة قدري بتوقيع الشيكات البنكية، خلال التحضيرات الخاصة بالدورة السادسة والثلاثين.

تلك الاتهامات أعيد فتحها من جديد خلال انعقاد الدور التي انتهت الثلاثاء الماضي وتحديدا عقب الكوارث التنظيمية التي شهدها حفل الافتتاح، وخرج وقتها رئيس المهرجان ليصرح بأن وزير الثقافة صفع صحفيا علي وجهه عندما سأله عن حقيقة فتح تحقيق في هذا الأمر، إلا أن الوزير نفي واقعة “الصفع” في تصريحات صحفية أكد فيها أنه لا يوجد أحد فوق الحساب، وبغض النظر عن تهديدات رئيس القاهرة السينمائي للصحفيين خلال المؤتمر الذي عقده ضمن فعاليات المهرجان للرد علي تلك الانتقادات إلا أنه لم يرد من قريب أو بعيد علي أسباب استقالة يوسف والتي فندها في نص الاستقالة الموجهة لوزير الثقافة.

وقال الناقد سمير فريد، في تصريحات صحفية سابقة، إن ميزانية المهرجان بلغت 16 مليون جنيه ورفعنا شعار "التقشف"، وهو تصريح مثير للجدل خاصة وأن الرقم الذي ذكره يمثل أعلي ميزانية في تاريخ المهرجان، ومع ذلك لم ينجح في تحقيق ما هو أفضل من الدورات التي هاجمها في مقالاته سابقا بل إن إدارته فشلت في دعوة نجم عالمي يضفي بريقا علي المهرجان كما كان الحال في السابق.

هذا "التقشف" الذي تحدث عنه رئيس المهرجان لم ينعكس علي جميع القرارات التي أصدرها منذ توليه رئاسة القاهرة السينمائي، وربما أكثر تلك القرارات إثارة للجدل كان تشكيل وفد رسمي من إدارة المهرجان لحضور فعاليات مهرجان "كان" السينمائي الدولي وذلك لعقد عدة لقاءات مع صناع السينما واختيار مجموعة من الأفلام، وضم الوفد سبعة أسماء هم سمير فريد رئيس المهرجان ومحمد سمير المدير الفني وجوزيف فهيم مدير العلاقات الدولية وعصام زكريا رئيس لجنة اختيار الأفلام وأحمد مار مدير قسم كلاسيكيات الأفلام الطويلة وسعد هنداوي مدير قسم كلاسيكيات الأفلام القصيرة، وتم إصدار قرار منفصل برقم (65) لإضافة اسم سيد فؤاد مسئول برنامج "أفاق السينما العربية" الذي تقيمه نقابة السينمائيين علي هامش المهرجان، وذلك بالرغم من أن مهرجان "كان" ليس معنيا في الأساس بالسينما العربية ولا يضيف حضور سيد فؤاد لفعاليات "كان" شيئا لهذا البرنامج، بل وصرفت له الإدارة بدل سفر قدره 20 ألف جنيه وفقا لما نص عليه القرار.

وبناء علي ما سبق تحملت إدارة القاهرة السينمائي تكاليف سفر ستة أعضاء شاملة "الطيران والإقامة" أما رئيس المهرجان فقد دفعت جريدة "المصري اليوم" ثمن تذكرة الطيران الخاصة به "فقط"، بينما تم صرف بدلات متفاوتة لفريق الرحلة الذي كان يمكن اختصاره في فردين هما رئيس المهرجان ومديره فقط إذا كانت هناك نية صادقة للتقشف.

قرارات غريبة

المدهش أن سياسة "التقشف" التي اتبعتها إدارة المهرجان كشفت عن بند غريب في قرار السفر تمثل في المادة 6 من القرار والتي نصت علي صرف 5 آلاف يورو لرئيس المهرجان تحت حساب تكاليف الاشتراك في المهرجان وبطاقات الدخول والانتقالات الداخلية وغيرها من التكاليف – التي لم تحدد بدقة في المادة- ،وهذا بالرغم من أن الصحفيين المدعوين لأي مهرجان في العالم – وهو منهم- يحصلون علي "كارنيات" لدخول العروض ومشاهدتها دون دفع مليم واحد.

الغريب أن نفس البند تكرر أيضا في قرار سفر سمير فريد إلي مهرجان برلين السينمائي الدولي وبصحبته محمد سمير وجوزيف فهيم وتم صرف خمسة آلاف يورو أخري، وذلك طبعا بخلاف بدل السفر المخصص لرئيس المهرجان والذي بلغ 3 آلاف يورو في "كان" و2000 يورو في برلين.

ونشرت إدارة المهرجان في تلك الرحلة – علي سبيل التقشف- 3 إعلانات في مجلة فارايتي وهوليود ريبورتر وسكرين انترناشيونال للدعاية للمهرجان، والنتيجة من وراء هذا الوفد اقتصرت علي اختيار 5 أفلام فقط لتشارك في مهرجان القاهرة، كل هذا "التقشف" من أجل خمسة أفلام فقط.


لقد أعلن رئيس القاهرة السينمائي في مؤتمرة الصحفي أن الجريدة التي يعمل بها تحملت تكاليف سفره وهو كلام عار تماما من الصحة بناء علي المستندات التي حصلنا علي نسخة منها والتي كشفت عن أن الجريدة لم تتحمل سوي تذاكر طيران رئيس المهرجان فقط بينما الإقامة وبقية النفقات كانت علي حساب إدارة القاهرة السينمائي، إن حديث رئيس المهرجان عن "التقشف" يبدو كمحاولة لتزييف الحقائق فوزارة الثقافة لم تبخل علي المهرجان بشيء وخصصت له ميزانية هي الأضخم في التاريخ بعد أن ألغي رئيس المهرجان دورة عام 2013 بحجة إعادة هيكلة المهرجان والتحضير الجيد وبالتالي تم دمج ميزانيتي 2013 و2014 ولكن تلك الميزانية الضخمة لم تنفق علي استقدام ضيوف يضيئون المهرجان ولم تنفق علي الدعاية السياسية لمصر بل انفق جزء كبير منها في صورة أجور فعلي سبيل المثال اصدر رئيس المهرجان قرارا رقم (64) بشأن تعيين توفيق حاكم مندوبا للمهرجان في باريس مقابل 20 ألف جنيه رغم أن حاكم لم يعمل من قبل في أي مهرجان وليس خبيرا في هذا المجال بل هو صحفي متخصص في مجال السينما فقط .


خبراء من أجل "التقشف"
واستمرارا لسياسة التقشف أصدر رئيس المهرجان قرارا آخر –رقم 51- بتعيين الخبير الأمريكي جي ويسبرج مستشارا للمهرجان مقابل 50 ألف جنيه.

أما قرار تشكيل المركز الصحفي للمهرجان فقد حرص سمير فريد علي أن يمثل فيه أكبر عدد من الصحف المؤثرة أملا في بناء خط دفاع قوي عنه أمام أي نقد، وتنوعت الأدوار داخل المركز ما بين رئيس للمركز ومدير للصحافة العربية وآخر للصحافة المصرية ومدير للصحافة الأجنبية ومدير للراديو والتليفزيون ومدير للملف الصحفي – منصب غير مفهوم- وأمين للمركز، وذلك مقابل أجور ربما هي الأعلى في تاريخ المهرجان حيث تراوحت مابين 20 ألفا و10 آلاف جنيه، إضافة إلي تخصيص مكافأة قدرها 10 آلاف جنيه لكل عضو بلجنة المشاهدة وعددهم 12، كما تم تعيين رئيس لتحرير كتالوج المهرجان مقابل 20 ألف جنيه.. 

فعلا تقشف

ليس هذا فقط بل إن كشوف مرتبات بقية العاملين بالمهرجان شهدت مبالغات لا تتفق علي الإطلاق مع ظروف الدولة الاقتصادية ولا سياسة التقشف التي تحدث عنها سمير فريد، كما أن اللجان المختلفة للمهرجان شهدت شبهة مجاملات بتشغيل زوجات بعض المسئولين والنقاد والمخرجين.


كل هذه الأرقام بخلاف ما أنفق خلال انعقاد المهرجان ويخرج علينا رئيسه ليصف الدورة بالمتقشفة، ويكيل اتهاماته لكل من طالب وزارة الثقافة بمساءلة إدارة القاهرة السينمائي عما أنفقته وفي ماذا؟ نحن لسنا جهة تحقيق أو اتهام ولا نسعى للتشكيك في الذمم المالية لأحد، ولكن ما سبق مجرد رد بالمستندات والوثائق ليعرف القارئ والرأي العام حقيقة "سياسة التقشف" التي ترددها إدارة مهرجان القاهرة السينمائي طوال الأيام الماضية .









مشروع "نوافذ" ينطلق في 10 محافظات مصرية
ليلي علوي تتعهد بتوفير مركز سينمائي مجهز خلال 3 شهور

"سينماتوغراف" ـ  هشام لاشين، تصوير: منال الليثي

قبل سنوات كانت نوادى السينما مدرسة مستقلة لتذوق الفن السابع واستطاعت أن تستقطب  أجيالا من عشاق السينما وتكتشف مواهب كبيرة  ومنذ اختفت تلك النوادى وتهدمت سينما الحى زادت ظاهرة التطرف فى المجتمع، وفى محاولة لإحياء فكرة نوادى السينما جاء مشروع "نوافذ" الذى تقيمه وزارة الشباب المصرية بالتعاون مع مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وقد أعلن  عن انطلاق المشروع من خلال مؤتمر صحفى عقد مساء أمس بحضور الفنانة ليلى علوى رئيس شرف المشروع، و د.أمل جمال وكيل وزارة الشباب والمشرف على المشروع، وسمير فريد رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، ومسعد فودة نقيب السينمائيين، وأكدت د. أمل جمال دعم الوزير  للمشروع.

وذكرت عزة الحسيني مدير مهرجان الأقصر السينمائي أن الفكرة جاءت بمثابة تأكيد علي مقولة وزير الثقافة د.جابر عصفور بأن الثقافة ليست قاصرة علي الوزارة فقط وإنما يشارك فيها كل الجهات المدنية والرسمية الأخري، وقالت أن ذلك بلور فكرة المشروع أكثر بإعتباره يحمل صبغة قومية، وأشارت إلي ضرورة دعم نقابة السينمائيين والتي يمثلها النقيب مسعد فودة والذي بادر بقوله معلقا بأن المسألة ليست مجرد دعما ماديا ولكن أقاليم مصر تحتاج للدعم الأدبي والثقافي الكامل بعد أن إنشغلنا عنها ونسيناها فكانت النتيجة ترعرع التطرف.. وقال فودة أن الدعم اللوجيستي من النقابة موجود ولكن هناك محاور أخري سوف تعمل عليها النقابة منها ضرورة وصول الفيلم المصري للقري ودعم المواهب هناك.


حلم قومي

وقد تحدث سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما وقال إن مشروع "نوافذ" هو حلم قومي لعودة السينما لدور العرض واحياء لقصور الثقافة وسينما الحي التي انقرضت وكذلك عودة الفيلم المصري والأوربي والافريقي إلي المتلقي،  وتمني أن توفر وزارة الشباب صاحبة الفكرة دور العرض التي تساعد علي ذلك،  وقال سيد فؤاد انه يتمني وصول الأفلام ومناقشتها مع صناعها في كل شوارع مصر لمكافحة التطرف ولذلك يعتبره مشروعا قوميا وطالب بدعم النقاد وكذلك وزارة الشباب للسفر للأقاليم لنشر الفكرة بإعتبار أن المستهدف هو المواطن البسيط .



وأكد علي أن المشروع يستهدف إنشاءعشرة نوادى سينما فى عشر محافظات كمرحلة أولى، هى القاهرة والجيزة وبنى سويف والفيوم والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان، وسيتم تعميم المشروع بعد ذلك على باقى المحافظات، ويتضمن ورش عمل فى السيناريو والتصوير والإخراج السينمائى لتطوير أدوات شباب المبدعين، وإكتشاف المواهب الشابة، وإقامة ندوات ولقاءات مفتوحة مع الفنانين وصناع الأفلام والنقاد، بهدف إطلاع الشباب على الثقافات والقضايا المصرية والعالمية، وكذلك زيادة المساحة الثقافية والخيال والوعى لدى الجيل الجديد. كما يتضمن برنامج الأفلام، عرض أفلام مصرية وعربية حديثة وكذلك كلاسيكيات الأفلام الأوروبية والعالمية، مع التركيز على تقديم السينما الأفريقية للشباب، وتقام جميع العروض والفعاليات بالأندية ومراكز الشباب المنتشرة فى المحافظات.


وعد ليلي

أما الفنانة ليلي علوي رئيس شرف المشروع فأكدت أنها تشعر بمسئولية كبيرة كمواطنة قبل أن تكون فنانة لما يجب عمله في ظل هذه الظروف ولذلك لم تتردد في رئاستها للمشروع وطالبت بوجود عروض لأفلام قديمة بالإضافة للحديثة في أماكن تجمعات الشباب بالقري وتعهدت في حالة ظهور نتيجة إيجابية للمشروع خلال 3 أشهر بتوفير وتجهيز مركز متكامل يضم شاشات عرض وكافة أدوات السينما لإستغلال هذه المواهب وتشجيعها للتخلص من جانب كبير من بطالة الشباب.

وأشار الناقد سمير فريد في كلمته للدور الذي باتت وزارة الشباب والرياضة تلعبه بمثل هذه المشاريع مشيرا لتجاوز المفهوم السابق الذي كان يركز فيه الوزير علي مفهوم الرياضة فقط مقترنا بالشباب وأكد علي ضرورة تغيير هذا المفهوم ولضرورة وجود نوادي للسينما خصوصا وأننا فقدنا اماكن الترفيه المفيد في حياتنا وصار هناك اهمال لتوظيف مفهوم اوقات الفراغ في مجتمعاتنا.

يذكر أن الفعالية بدأت بعرض فيلم "شكاوي الفلاح الفصيح" الذي كتبه وأخرجه شادي عبد السلام عام 1970 من إنتاج المركز القومي للسينما وتم ترميمه في 2010 عن طريق مؤسسة سكورسيزى.

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

ايران تحصد ذهبية مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والسلطات المصرية منعت مخرج الفيلم من دخول مصر لتسلم الجائزة!

الفيلم الايراني ملبورن
--------------------------------------------------------
هشام لاشين
---------------------
كما بدأت في طقس مشبع بالبرودة والصقيع  ومقاطعة للنجوم الكبار والشباب من داخل قلعة صلاح الدين  وتأخر الحفل ساعة كاملة ، إختتمت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي السادس والثلاثون في طقس مشابه من سفح الهرم عند الصوت والضوء حيث جاءة متأخرا ساعة كاملة بالاضافة للبرودة الواضحة والمقاطعة المذهلة ربما هذه المرة حتي لايتعرض المدعويين لنفس مغامرة الإفتتاح حيث فضل معظمهم متابعة الحدث فضائيا من تحت البطاطين .
الجوائز التي اعلنت لم تمثل مفاجأة كبيرة للمتابعين لفعاليات هذه الدورة فقد حصل الفيلم الأردني (ذيب) علي شهادة تقدير خاصة من المهرجان وهو الفيلم الذي اثار الاعجاب خلال المهرجان وتم عمل عروض اضافية له ليتسني متابعته لمن لم يستيطعون اللحاق بفرصة عرض له داخل الفعاليات ، والفيلم من اخراج ناجى أبو نوار ، و يحكى قصة الكفاح من أجل البقاء التى يعيشها صبى بدوى صغير فى الصحراء العربية أثناء الحرب العالمية الأولى. وقد صور الفيلم باشتراك بدو حقيقيين ويخلق إنتاجه نوعا جديدا من الأفلام يدمج بين أفلام الغرب الأمريكى ورعاة البقر وقصص البدو.
وسبق وحصل فيلم ” ذيب” على إحدى جوائز مهرجان فينسيا الدولى.
كماحصل الفيلم اللبناني (حكايات شهر زاد) علي جائزة صلاح ابو سيف  كأحسن فيلم عربي وهو فيلم وثائقي لبناني تغوص خلاله نساء سجن بعبدا، في أعماق تجاربهنّ الذاتيّة، وتُعبرّن عن صعوبة حياة المرأة في مجتمع تحكمه العقلية الذكورية، من خلال تحضيرهن و تقديمهن لأول عمل مسرحي داخل أسوار سجنٍ نسائي عربيّ.. وقد سبق وحصد هذا الفيلم العديد من الجوائز ومنها -  جائزة أفضل فيلم وثائقي ضمن المهرجان السينمائى الدولى للفيلم الشرقي بجنيف FIFOG، جنيف، سويسرا (2014).

بينما تم منح جائزة سعد الدين وهبة لأفضل اسهام فني للفيلم المغربي (صوت خفي) للمخرج كمال كمال وقد سبق بدوره وفاز بالجائزة الكبرى للدورة السابعة عشر لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة.. وقصة الفيلم  مستمدة من أحداث واقعية، زمن المقاومة الجزائرية والمغربية ضد الإستعمار.
هكذا جاءت جوائز افاق السينما العربية معقولة الي حد كبير رغم  تجاهلها الفيلم التونسي (شلاط تونس) وهو واحد من الأفلام المتميزة التي تناقش بأسلوب ثوري النظرة للمرأة في المجتمع التونسي قبل الثورة وعالم المهمشين الذكوري الذي يبحث عن إثبات ذاته ولو عبر التحرش الجنسي الذي يعتمد الفيلم علي تيمته .
اما جوائز المسابقة الدولية فقد منحت الهرم الفضي لأحسن إسهام فني لمدير التصوير (ذكي عارف) عن الفيلم المصري (باب الوداع) والذي يعد تجربة سينمائية مختلفة اثارت الكثير من الجدل والإعجاب ورغم ذلك لم يحظي الفيلم سوي بهذه الجائزة عن التصوير ..بينما تم منح الهرم الفضي لأحسن ممثلة  في الفيلم الفرنسي (الحب من اول صراع)وهو الفيلم الذي شارك مؤخرًا في برنامج نصف شهر المخرجين بمهرجان كان 2014 وفاز بجائزتين، هما: جائزة الاتحاد الدولي للفن السينمائي وجائزة جمعية النقاد في كان.
وكان حصول الممثل المصري خالد ابو النجا علي جائزة الهرم الفضي كأفضل ممثل عن الفيلم الفلسطيني (عيون الحرامية) متوقعا الي حد كبير حيث قدم شخصية "طارق" وهو الفلسطينى الذى فقد زوجته وتاهت منه ابنته وخرج ليبحث عنها بعد انقطاع أخبارها طيلة العشر سنوات التى قضاها فى السجن ، والفيلم يصور معاناة الفلسطينيين فى ظل الاحتلال الاسرائيلى.. كما جاءت جائزة احسن الهرم الفضي لأحسن سيناريو لفيلم التحريك البرازيلي (الصبي والعالم) وهو اول فيلم تحريك يعرض في مسابقة المهرجان مما اثار لغطا كبيرا خصوصا وأن الفيلم عرض تجاريا في البرازيل وفرنسا منذ عدة أشهر‏ وهو مايتعارض مع لوائح المهرجان وهي مخالفة يمكن ان تهدد دولية المهرجان لو تم تصعيدها للإتحاد الدولي للمهرجانات.. فيما حصد الفيلم اليوناني (الي الأبد) جائزة افضل مخرج و يدور حول ثنائى هما أنا وكوستا، واللذين يعيشان حياة صعبة تكسوها الوحدة، والرتابة والروتين، وفجأة تنتهى وحدتهما بعد وقوع كل منهما فى غرام الآخر.
وأخيرا جاءت جائزة الهرم الذهبي للفيلم الإيراني (ملبورن) وهو الفيلم الذي نال مؤخراً جائزتين من مهرجان ستوكهولم السويدي هي جائزة أفضل سيناريو وجائزة أفضل تصوير حيث ذهبت الأولى للمخرج والمؤلف نيما جاويدي والثانية للمصور هومن بهمنش.
والفيلم هو التجربة الإخراجية الأولى لنيما جاويدي وكان قد عرض لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان فجر السينمائي الدولي في دورته الثانية والثلاثين العام الماضي.
وتدور قصة "ملبورن" حول زوجين شابين يريدان السفر، إلا أنهما يدخلان في أحداث معقدة ، والطريف ان المخرج لم يحضر لتسلم جائزته حيث رفضت السلطات المصرية منحه تاشيرة للحضور وإستلام الجائزة.. ويبدو أن وزير الثقافة المصري قد أراد التخفيف من وقع الموقف الذي يبدو مثل مقاطعة للمهرجان من النجوم الذين حصلوا علي الجوائز فبادر في كلمته في ختام المهرجان بالإشارة ألي ان هناك فارقا بين الخلاف السياسي مع ايران وبين الفن الذي يجمع الشعوب.. لكن كلمته لم تكن كافية بالتأكيد لإزالة الاثر السلبي لمنع مخرج الفيلم الفائز بالجائزة الذهبية من الحضور لمصر لتسلم جائزته!
هشام لاشين


الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

50 فيلما يتنافسون على التانيت الذهبي "لأيام قرطاج السينمائية"



"سينماتوغراف" ـ تونس: ضحى السعفي
كشفت مديرة الدورة 25 لأيام قرطاج السينمائية درة بوشوشة عن البرنامج النهائي للمهرجان الذي ينعقد في العاصمة التونسية يوم 29 نوفمبر الجاري ويستمر حتى السادس من ديسمبر.
وقالت بوشوشة في مؤتمر صحفي انه تم اختيار 50 فيلم للمسابقات الرسمية وسيكون الافتتاح بفيلم موريتاني يحمل عنوان "تومبكتو شجن الطيور" للمخرج عبد الرحمن سيساكو مؤكدة ان وزارة الثقافة خصصت للمهرجان 10ر1 مليون دولار.
وقالت بوشوشة ان ادارة المهرجان ستنصب شاشات عملاقة تعرض فيها حفل الافتتاح في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في قلب العاصمة للاقتراب اكثر من المجتمع التونسي.
وذكرت مديرة الدورة في مستهل المؤتمر الصحفي ان هذه الدورة استثنائية نظرا للصعوبات التي مرت وستمر بها من ذلك تزامنها مع موعد الانتخابات الرئاسية التي تعيشها البلاد والتحولات التي تمر بها تونس كذلك تزامنها ايضا مع عدد من المهرجانات العربية الاخرى هذا الى جانب أزمة القاعات وغياب المستشهرين.
وأكدت بوشوشة أن هذه الدورة ستنفتح على كل محافظات تونس من خلال عرض 6 أفلام في كل من مدن القيروان ومدنين وقفصة وتالة ومنزل بورقيبة وجندوبة وقد تم اختيار هذه المحافظات استنادا الى طلبهم والإمكانيات المتوفرة لديهم للعرض .
وأشارت إلى أن الدورة الـ 25 من أيام قرطاج السينمائية ترشح فيها 560 فيلما من من 48 بلدا تم اختيار 50 فيلما للمسابقات منها 15فيلما طويلا و19 وثائقيا و16 فيلما قصيرا و39 فيلما تكميليا اختاروا منها 11 شريطا، وأن 60 بالمائة من العروض هي لمخرجين شبان وهي أولى او ثانية لأصحابها وتشارك تونس ولأول مرة بفيلم طويل واحد للمخرج الجيلاني السعدي.
ومن الأسماء التونسية المشاركة في لجنة التحكيم سلمى بكار ورجاء عماري وغالية لاكروا و اختارت الدورة الخامسة والعشرون لأيام قرطاج السينمائية المصريتان ليلى علوي ومنة شلبي والفرنسية غايات جولي إلى جانب الممثلين بسام سمرة وآسر ياسين والممثل الفرنسي كانتونا ايريك والمخرج الفرنسي السويسري جان لوك غودار ضيوف شرف الأيام.
http://www.washwasha.org/?p=169366

(إنفراد) .. إحالة إدارة القاهرة السينمائي للتحقيق بسبب فضيحة “الإفتتاح”

كتب: محرر وشوشة
سمير فريد
علم وشوشة من مصادر بوزارة الثقافة أن جابر عصفور وزير الثقافة أمر بإجراء تحقيق عاجل مع إدارة مهرجان القاهرة السينمائي برئاسة الناقد سمير فريد عقب الفوضى التي شهدها حفل إفتتاح المهرجان .
وقد شهد حفل الافتتاح أخطاء كارثية منها الاعلان عن تسليم وزير الثقافة درع تكريم النجمه نادية لطفي لها شخصيا ولكنه فوجيء بعدم حضورها وبث شريط فيديو مصور تلقي خلاله كلمة للمهرجان ، كما كانت الادارة قد اعلنت في بيان سابق عن تسليم تكريم جاك لانج رئيس معهد العالم العربي لمندوب من سفارة فرنسا بعد تراجع المهرجان عن تكريمة بشكل رسمي اثر حملة “أخبار اليوم” ولكن اسم لانج لم يعلن على المسرح على عكس بيان ادارة المهرجان وهو مايؤكد تدخل الدولة لالغاء التكريم بشكل رسمي عكس ما قالة بيان رئيس المهرجان .
- See more at: http://www.washwasha.org/?p=169366#sthash.j83S0Kqs.VWSPHKhS.dpuf

شبهات التطبيع تحيط بمهرجان القاهرة السينمائي في عهد سمير فريد!


·      الطائفية والصهيونية تحيطان بمعهد العالم العربي بباريس الذي سعي المهرجان لتكريم رئيسه!
·      استبعاد سمير فريد من ابو ظبي والاسماعيلية كان بسبب شبهات التطبيع
--------------------------------------------------
ليس هناك من شك ان الشيئ الحقيقي الذي يهدد دورة مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام هو أصرار رئيس المهرجان الناقد سمير فريد علي أرسال درع تكريم الصهيوني الفرنسي جاك لانج رغم قيام جريدة الاخبار بكشف الكثير من خبايا هذا الرجل الذي لم يتوقف يوما عن دعم اسرائيل وسياساتها الصهيونية ويرتبط بعلاقات وثيقة وواسعة مع قيادات الكيان الصهيوني.. وأنه ينتمى للتنظيم المعلن لمنظمة الماسونية العالمية.. وهذه حقائق خطيرة بعيدا عن قضاياه المتعلقة بإغتصاب الاطفال وشذوذه الجنسي وتكريسه  للزواج المثلي بإعتباره من أوائل من أقدموا علي  زواج الشواذ.. فرغم وجاهة هذه الحقائق التي يجب عدم تجاهلها في بلد شرقي له تقاليده فإن موقف سمير فريد من التطبيع يشوبه قدر كبير من الإلتباس طول الوقت .. بل لايمكن أن ننسي وقت رئاسته لمهرجان الإسماعيلية في دوراته الأولي عندما إحتفي بفيلم المخرج خالد الحجر الذي يكرس التطبيع  ويرتدي فيه الشاب المصري الطاقية اليهودي مما تسبب في توقف المهرجان لعدة سنوات بعدها واستبعاد فريد منه.. وهجومه علي مواقف الناقد الجاد أحمد رافت بهجت في العقد الماضي بسبب كشفه لدور اليهود في السينما المصرية والعالمية وتشويههم للشخصية العربية كان من الاشياء التي اثارت العديد من علامات الاستفهام تحت حجة ضرورة الفصل بين اليهودية والصهيونية وهو مالايختلف عليه إثنان.. حتي ادارته الأولي لمهرجان ابو ظبي السينمائي حين اسماه مهرجان الشرق أوسط السينمائي والإحتفاء بالعديد من الأفلام اليهودية والصهيونية التي فضحت وقتها كان أمرا مثيرا للاستغراب قبل ان يتم استبعاده مرة اخري من صرح سينمائي مهم
وقد سبق وقال سمير فريد انه صدر عنه كتاب في اسرائيل وكأنه يفتخر بذلك فما هو سر هذا الإحتفاء الإعلامي الإسرائيلي الذي يفخر به ناقدنا الكبير ولماذا هو بالذات؟!! .. اما قصة ان جاك لانج رئيسا لمعهد العالم العربي بباريس كدلالة علي العلاقة الوحيدة له بالسينما فلا تعني انه ليس صهيونيا بل ان المعهد نفسه تحيط به عشرات الشبهات ويتبني سينمائيين متطرفين علي رأسهم اللبناني مارون بغدادي الذي كان يقدم أفلاما متطرفة تطالب بقتل المسلمين فتم تكريمه بعد سقوطه من بئر اسانسير العمارة التي يسكنها بتقديم جائزة سنوية بإسمه لتكريس الطائفية والتطرف في عالمنا العربي كما ان مواقف جاك لانج الذي يرأس معهد العالم العربي بباريس والداعمة لإسرائيل دفعت الجامعة العبرية باسرائيل لمنحه درجة الدكتوراة الفخرية دون جهد علمي يذكر.. وهو مايذكرني بالمغربي الصهيوني أندري أزولاي  مستشار الملك المغربي والذي يعد واحدا من ‘السيان’ «sayan»”. و ‘السيان’ وفق ما يقول جاكوب في كتابه الأخير “ربيع السيان” هو “مخبر يهودي”والسيان’ هم يهود “الدياسبورا” الذين من منطلق الروح القومية يقبلون بالتعاون تحديدا مع جهاز المخابرات الصهيوني “الموساد”، هذا الأخير الذي يمدهم بالمساعدة اللازمة في مجال اختصاصهم لينجحوا في المهام الموكلة إليهم.وهذا الرجل هو نفسه نائب رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي صنع لضرب مهرجان القاهرة السينمائي في بدايته ومع ذلك يتم تكريم احد رموزه وهو نور الدين صايل في نفس القاهرة السينمائي هذا العام أيضا ..فالعلاقة بين السينما والجاسوسية مفتوحة علي مصراعيها , ولانج نفسه وبعيدا أيضا عن ميلاده لأب وام يهوديين لم يخفي يوما دفاعه عن إسرائيل ولاإنحيازه لها وقد لاقي ترشيحه لرئاسة «معهد العالم العربي» بالفعل ترحيبا كبيرا في الأوساط الاسرائيلية , فلماذا يغامر سمير فريد بكل ذلك في مهرجان القاهرة السينمائي الذي ظل الراحل سعد الدين وهبة يدافع فيه بكل حماس وقوة ضد إختراقه الإسرائيلي ليأتي سمير فريد وفي لمح البصر ليهدم كل ذلك ويخاطر بالترويج للصهاينة ومنحهم (الهرم الذهبي) في دلالة لايخطأ إشاراتها اي منصف أو متابع موضوعي!!


الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

رحيل المتمردة.. معالي زايد




"سينماتوغراف" ـ هشام لاشين
بعد صراع مع مرض السرطان رحلت السمراء المتمردة معالي زايد وتركت رصيدا فنيا مميزا منه مجموعة من الأفلام التي تعتبر ذات بصمة خاصة جدا في تاريخ السينما المصرية، حيث ظهرت معالي زايد لأول مرة في السينما المصرية من خلال فيلم "ولا من شاف ولا من دري" وجسدت دور"باتعة"، زوجة مرسي "عادل إمام" مدرس التاريخ الفقير، الذي يعيش معها في منزل والده وأمه.. شخصية بسيطة لإمرأة مصرية طيبة ومنكسرة تقف بجوار زوجها حتي يتجاوز محنته ونزوته التي كادت تتسبب في القضاء علي مستقبله قبل أن تنتقل لتقديم أول أدوارها الحقيقية في السينما في فيلم "وضاع العمر يا ولدي" عام 1978 لتثبت امتلاكها لموهبة فنية حقيقة ولمقومات الفنانة التي تجيد تشخيص الأدوار الصعبة والمعقدة وليبلغ رصيدها السينمائي حوالي 80 فيلماً.
تنويعات
ويعتبر فيلم "الصرخة" التي قدمته معالي زايد مع المخرج محمد النجار واحدا من الأفلام المهمة في تاريخها السينمائي حيث قدمت شخصية باحثة في علوم الصم والبكم تستغل البطل الأخرس في دراساتها لنيل شهادة الدكتوراه وبإعتبارها خبيرة في لغة الإشارة تستعين بها المحكمة لترجمة دفاع الأخرس عن نفسه في مواجهة اتهامه ظلما بالإغتصاب إلا أنها تترجم أقواله بطريقة خاطئة لتخفي تهمة محاولتها مراودته عن نفسه، أما فيلم "كتيبة الإعدام" فهي ابنة الريس غريب التي تسعي للثأر والإنتقام من الخونة الذين قتلوا والدها وسرقوا رواتب الجيش الثالث .. شخصية قوية مشبعة بالوطنية ودوافع الإنتقام ممن غدروا بابيها والوطن أيضا في فيلم ينتمي لمدرسة عاطف الطيب المميزة خلال أعوام الثمانينيات.
وفي فيلم آخر مختلف هو "البيضة والحجر" لعلي عبد الخالق سوف نلمح تنويعة علي بنت البلد الجاهلة التي تعتقد أن سر عنوستها هو الأعمال السفلية والسحر فتلجا للدجالين والعرافين لفك العمل، وفي "السكاكيني وبيت االقاضي والفرن" تنويعات أخري مختلفة علي الشخصية الشعبية لبنت من الحارة الشعبية فهي (بسبوسة) مدمنة المخدرات التي سقطت في كل انواع الرذيلة في السكاكيني حتي تجد يد تحتضنها وتعيد لها الثقة بنفسها، وهي أيضا (طعمة) الجدعة التي تنتقم لنفسها ولأبيها من ظلم المعلم داغر في الفرن.
صراع القوة
أما فيلم "الشقة من حق الزوجة" فهو نوعية أخري قدمتها معالي زايد مع مخرج اخر له بصلمته الإجتماعية والكوميدية هو عمر عبد العزيز، حيث نري كريمة ابنة رئيس زوجها فى العمل عبدالمقصود والتي تواجه الحاح أمها بالضغط علي زوجها نتيجة شعورها بالملل وانشغاله عنها لزيادة دخله مما يدفعها للتمرد وطلب الطلاق، ليبدأ النزاع بعد ذلك علي ملكية الشقة، وربما يكون هذا الفيلم تحديدا مع نجاحه الجماهيري الكبير هو مفتاح واحدا من الأفلام المهمة التي قدمتها فيما يشبه السلسلة مع المخرج رأفت الميهي وهو فيلم "سيداتي أنساتي" والذي يسخر بشكل فانتازي من قضية تعدد الزوجات في إطار مفارقة اقتصادية تنتهي أيضا بالنزاع علي الشقة في ظل ازمة إسكان كبيرة إجتاحت مصر منذ اوائل السبعينيات من القرن المنصرم، وفي هذا الفيلم كما في أفلامها التالية مع رأفت الميهي سوف نري تنويعات من الفانتازيا أيضا علي شخصية المرأة القوية فهي في فيلم مثل "للحب قصة أخيرة" تقدم شخصية الفقيرة التي تسعي لإنقاذ حياة زوجها المريض بالقلب ورغم عدم إيمانها بالمعجزات تلجأ للتبرك بـ "الشيخ التلاوى" و"القديسة دميانه" لكن الزوج يموت وتفقد إيمانها بكل رموز الشعوذة وتبدأ فى تكسيرها.. وهو واحد من الأدوار التي اثارت الجدل حولها وكادت تتعرض للسجن بسببها وخصوصا بسبب جرأة المشاهد التي قدمتها بداخلها حيث تم توجيه تهمة تصوير فعل فاضح وإحالتها الى نيابة آداب القاهرة .
المتمردة
وقد واجهت معالي السجن مرة أخري بعدها بسنوات في فيلم محدود القيمة هو "أبو الدهب"، ولكنها تعود مع رأفت الميهي لتقدم المرأة القوية والمتمردة في "السادة الرجال" ففي نفس القالب الفانتازي سوف نري الـزوجة فوزية إمرأة ناضجة مفعمة بالأنوثة والجمال، متزوجة من صحفي له ثقله وسطوته، لكنه ينظر إليها نظرته لمجتمع الحريم، وينهاها على أن تتجاوز حدودها كإمرأة، ويردد دائماً بأن الرجل هو صاحب الأمر والنهي في الحياة الأسرية وفي المجتمع ككل، لذا نرى فوزية تتمرد على هذه الحياة ويصل بها الأمر الى حد الثورة على مجتمع الرجال وعالمهم المضطهد للمرأة، فتقرر أن تصبح رجلاً.. وقد حصلت عام 1987 على جائزة أحسن ممثلة عن دورها في هذا الفيلم الأخير من جمعية الفيلم.
وتتوالي السخرية عبر هذا الواقع المقلوب كما في باقي سلسلة الميهي ومنها "سمك لبن تمر هندي" والتي قدمت فيه معالي أيضا شخصية "إدارة الفقيرة" والتي بدورها تبحث عن شقة للزواج وتظل مطاردة هي وخطيبها طوال الفيلم حتي الموت, ففي سلسلة الميهي تحديدا سوف نلمح سمة مشتركة في أدوار معالي الممثلة وهي الإنسحاق الذي يتبعه قوة واصرار المرأة علي تجاوز الواقع المفروض عليها سواء من المجتمع أو من كينونتها إمرأة وهي غالبا ماتنجح في ذلك لتؤكد علي شخصية الفتاة المتمردة التي لازمت معالي زايد في معظم إن لم يكن كل أدوارها السينمائية علي الإطلاق، ويذكر أن إدارة المهرجان القومي للسينما، برئاسة المخرج سمير سيف كان قد وقع اختيارها على معالي زايد لتكريمها خلال فعاليات الدورة رقم 19، والتي تقام داخل الأوبرا خلال شهر ديسمبر المقبل لكن القدر لم يمهلها لحضور هذا التكريم.

فيلموغرافيا
ولدت "معالي عبد الله المنياوي" يوم 13 مايو عام 1953م في القاهرة، وهي تنتمي لعائله فنية فوالدتها الفنانة "آمال زايد"، وخالتها الفنانة "جمالات زايد"، تخرجت من كلية الفنون الجميلة عام 1975، كما حصلت على بكالوريوس من المعهد العالي للسينما، وقد اكتشفها المخرج الراحل "نور الدمرداش" الذي قدمها لأول مرة على شاشة التلفزيون عام 1976م من خلال مسلسل "الليلة الموعودة"، وفيما يلي رصد لرحتها السينمائية وأشهر أفلامها:
عنبر والالوان (2001)
قدر امراه (2001)
ابو الدهب (1996)
المكالمه القاتله (1996)
رجل مهم جدا (1996)
المراكبي (1995)
لولاكي (1993)
الزمن الصعب (1992)
الصرخه (1992)
المتهمه (1992)
البيضه والحجر (1990)
الخطر (1990)
سيداتي انساتي (1989)
كتيبه الاعدام (1989)
سمك لبن تمر هندي (1988)
السكاكيني (1987)
الزوجه تعرف اكثر (1987)
الساده الرجال (1987)
الطعنه (1987)
بصمات الوهم (1987)
شاهد اثبات (1987)
امراه متمرده (1986)
للحب قصه اخيره (1986)
عسل الحب المر (1985)
قضيه عم احمد (1985)
استغاثه من العالم الاخر (1985)
الشقه من حق الزوجه (1985)
دنيا الله (1985)
بيت القاضي (1984)
الارمله والشيطان (1984)
انا اللي قتلت الحنش (1984)
الفرن (1984)
العربجي (1983).

الأحد، 9 نوفمبر 2014

كمال الشيخ.. راهب السينما


بقلم- هشام لاشين
كنت واحدا من المحظوظين الذين اتيح لهم الجلوس بجوار المخرج الكبير كمال الشيخ لعدة سنوات خلال لجنة مشاهدة وإختيار الافلام لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ..كنت اصغر عضوا باللجنة التي إختارني لها الراحل المبدع سعد الدين وهبة والذي كان يشجع اي موهبة حقيقية يراها جديرة بالتشجيع فاتاح لي بذلك فرصة كبيرة إستفدت منها كثيرا بمشاهدة مئات الأفلام علي مدار أكثر من 10 سنوات قبل أن يتعرض المهرجان للتصفية والسطو والإنهيار في أعوامه الأخيرة.. وفي نفس الوقت كان كمال الشيخ هو أكبر الاعضاء سنا هو والمبدع الراحل صلاح أبو سيف والذي كان يجلس علي يسار كمال الشيخ فجمعتني الصحبة والمناقشات بإثنان من أهم المخرجين في تاريخ السينما المصرية علي الإطلاق .
كان كمال الشيخ كعادته دمثا هادئا يتأمل الأفلام في صمت الرهبان ونادرا مايدخل في جدل حول مدي أهمية الفيلم من عدمه فكان يكتب تقريره في هدوء بعد إنتهاء العرض وكنت أنا وصديقي الناقد الجميل محي الدين فتحي نلجأ لاستفزازه لنعرف رايه ووجهة نظره في الفيلم وكان يجيب بكلمات قليلة  مكثفة ولكنها دافئة كشخصيته وموجزة ومشحونة مثل أفلامه.. ويبدو أن عمله الشيخ كمونتير لفترة طويلة قد اثر في شخصيته فجعله شديد التحديد والايجاز مما قد يراه البعض نوعا من التعالي أو العزوف عن الجدل ولكنه في الحقيقة كان اشبه بمتأمل او فيلسوف لايهدر طاقته في الثرثرة بلا طائل كما كان يترك مساحة لمن يعرفه من الغموض والتحليل تماما كما كان يفعل في أفلامه.. مونتيرا مدهشا ثم مخرجا مبدعا يعرف كيف يصيغ بناء أعماله بنسق هرمي متقن لاتجد فيه غلطة من فرط الدقة والبراعة..فلم يكن الشيخ مجرد محاكاة لإسلوب هتشكوك المثير كما يحلو للبعض تشبيهه بإعتباره كان من المعجبين به ففي أعمال مثل  (المنزل رقم 13) اول أفلامه والذي حقق نجاحاً كبيراً لدى عرضه او حتي فيلم (حياة أو موت) والذي تم اختياره ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في السينما المصرية. سوف تجد عالما متكاملا يختلك فيه الواقعي بالخيالي والاثارة والتشويق  بطبائع المجتمع وشكل شوارعه وحواريه وهو مايبدو جليا في (حياة أو موت) والذي يستعرض منطقة وسط البلد بزحامها وبعض الفوضي المبكرة مما يجعل من هذا الفيلم نوعا من التوثيق لشوارع شهيرة في وسط البلد في تلك الفترة .. وقد كرس كمال الشيخ هذا التشريح الإجتماعي والجغرافي فيما بعد خصوصا في الأفلام المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ  كما في (اللص والكلاب) عام 1962، و(ميرامار) عام 1969 حيث يمكن ان تلمح بوضوح شوارع القاهرة القديمة وكذلك الإسكندرية بعين مخرج يعرف طبيعة التفاصيل التي يجب لأأن يركز عليها بينما هناك تفاصيل أخري يجب إخفاءها حتي لاتصيب المشاهد بالتشتت او تدفعه لإستنتاج لاعلاقة لها بالفكرة الرئيسية ..ناهيك عن الإستفادة في مرحلة الأبيض واسود من الظل والانعاكسات الضوئية لخلق حالة الترقب والإثارة المطلوبة كما في الليلة الأخيرة  وغيرها .
ومثلما برع الشيخ في الافلام الإجتماعية والروائية  الادبية برع أيضاً في تقديم الفيلم السياسي  وبعضه أيضا عن روايات مثل: (غروب وشروق) 1970 (شئ في صدري) 1971، (على من نطلق الرصاص) 1975، و(الصعود إلى الهاوية) 1978 والذي تم اعتباره أفضل أفلام الجاسوسية التي قدمت في السينما المصرية. فقد كانت لمسات الاثارة والتشويق قائمة مخلوطة بنفس الهدوء التأملي ومساحة الإندماج والتفكير التي كان دائما مايتركها للمشاهد في كل أفلامه تقريبا بما فيها الخيال العلمي كما في (قاهر الزمن) !


الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

تأميم الضباط الاحرار!!



بقلم- هشام لاشين
جاءت خبطة هشام زعزوع، وزير السياحة، بإخلاء 286 من كبائن المنتزه  بصورة تلجأ لشكل اشكال التأميم وماتبعه من مظاهرات لأسر المنتفعين الكبار ليكشف عن واحدة من اشهر قضايا الفساد الثوري الذي أعقب حركة 23 يوليو والتي رفعت شعار التخلص من الإقطاع وسيطرة راس المال والفساد لتستبدله  بإقطاع جديد وفساد وسيطرة راس مال جديد لضباط مجلس قيادة الثورة وحاشيتهم والذي إستمر طيلة العقود الماضية ..فقضية "الكبائن"تعود إلى عام 1954 ، حيث تم تأميم هذه الكبائن لتصبح ملكيتها لأبناء وعائلات الرئيسين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات وأيضا حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية الأسبق، بالإضافة إلي أعضاء من مجلس قيادة الثورة في هذا التوقيت ليصبح الإقطاع الجدد هم نفس من رفع شعار التخلص من الإقطاع القدامي اصحاب الأرض الاصليين!!
وفي عام 1979، أصدر السادات قراره رقم 435 بتسليم المنتزه إلى وزارة السياحة، بعد أن كانت تابعة لرئاسة الجمهورية ، وبعد سيطرة مبارك على الحكم صدر القرار رقم 201 لسنة 1982 باستمرار تبعية المنتزه لوزارة السياحة ومنحها حق تكليف شركة بإدارتها وفي نفس العام وقع توفيق إسماعيل وزير السياحة الأسبق عقد إدارة للمنطقة مع شركة المنتزه للسياحة والاستثمار ومنذ ذلك التاريخ لم تعرف عوائد وأرباح المنتزه طريقها إلي خزانة الدولة.
وبعد ذلك بسنوات، جدد أحمد المغربي وزير السياحة الأسبق، عقد إدارة المنتزة مرة أخري عام 2004 لتقنين أوضاع النهب المنظم لعائدات المنطقة السياحية، ثم توالت المفاجآت في عهد خلفه زهير جرانة حيث أصدر قراراً في عام 2007 بتشكيل لجنة لإبرام عقد إدارة فندق فلسطين مع إحدي الشركات التابعة له بما يخالف القانون.
وعلى الرغم من أن شركة المنتزه للسياحة والاستثمار أعطت حق انتفاع شركة إيجوت للأرض والتي تدور حولها شبهات خاصة بالوزير احمد المغربي والمقام عليها فندق هلنان فلسطين بمنطقة قصر المنتزه، فإن شركة إيجوت لم تقم بسداد القيمة حتى الآن!
وبالإضافة إلى ما سبق، لم يتم توريد أي أموال للوزارة من أرباح المنطقة منذ عام 2006، حيث سعى المغربي إلى تحويل كبائن المنتزه إلي ملكية خاصة للوزراء وكبار رجال الأعمال عن طريق إصدار قرارا بنقل حق الانتفاع إلي حق تملك بعد دفع مقابل رمزي لشركة المنتزه لا يتجاوز 30 ألف جنيه، لتتحول 960 كابينة إلي ملكية خاصة لرموز النظام السابق ومنهم المغربي وجرانة وأحمد نظيف وجمال مبارك ورشيد محمد رشيد الهارب والوزير منصور حسن، وعبدالحكيم جمال عبدالناصر، وورثة المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، وعلاء محمد السيد حسني مبارك، وورثة المشير محمد عبدالغني الجمسي، وسعاد محمد السبكي، وورثة الأمير مبارك عبدالله الصباح.

وقد تضمن قرار الوزير إخلاء  كبائن  هؤلاء بالاضافة إلي كبائن اخري قام بالسطو عليها ثروت عكاشة وزير الثقافة إبان حركة يوليو، وورثة صلاح نصر، والفريق أول محمد علي فهمي، وورثة كمال حسن علي، وكبائن لورثة زكريا محيي الدين، وورثة حسين الشافعي، وورثة عبداللطيف البغدادي، وورثة كمال الدين حسن، وورثة الرئيس السادات ومنها كبائن لجمال أنور السادات، وورثة يوسف السباعي، وورثة كمال الشاذلي، وورثة ممدوح سالم ومحمد محمد فايق، وورثة محمود لطفي أمين منصور، وهشام طلعت مصطفى، وممدوح كمال جبر، وكبائن لبهاء الدين أبوشقة، وصبري حلمي نخنوخ واخرين مما يكشف عن حجم الفساد المرعب في قطاع واحد فقط منذ 23 يوليو وحتي نهاية عصر المخلوع.. ورغم ذلك لازال البعض مصرا علي ان يحدثنا عن الطهارة الثورية منذ 52!!!