الأربعاء، 31 يناير 2018

حصاد مسرح مصر وعلاقته بعودة سينما المقاولات



ودع النجم أشرف عبد الباقى آخر حلقات الموسم الثالث من العرض المسرحى «مسرح مصر»، بمشاركة النجوم المشاركين بالمسرحية ، وذلك بعد أن صار رصيده مع فريق عمله 100 مسرحية تم تقديمها على مدار خمس سنوات، موسمين تحت اسم «تياترو مصر» وثلاثة مواسم تحت اسم «مسرح مصر».
ويعتمد مسرح مصر على نوعية العروض الكوميدية القصيرة التي لا تتعدى الساعة، وهي من تأليف وإخراج "نادر صلاح الدين" وإخراج تليفزيوني "سعيد حامد" وإنتاج "صادق الصباح"، ويرأس الفرقة الفنان "أشرف عبد الباقي" مع مجموعة من الشباب الصاعدين من أمثال على ربيع وأوس أوس ومحمد أنور وويزو.
والسؤال الذي يفرض نفسه الأن ماهي البصمة التي تركها هذا المسرح علي أحوال الفن عموما والسينما بشكل خاص بعد أن افرز مجموعة من الكوميديانات تصدين لبطولة العديدج من الافلام مؤخرا ؟! والامر يستدعي أن نستعرض طبيعة هذا المسرح والإنتاج الذي قدمه خلال هذه الفترة .
والحقيقية أنه عندما ظهر مسرح مصر منذ عدة أعوام بقيادة النجم الكوميدي اشرف عبد الباقي وكان إسمه في البداية (تياترو مصر)كان كفيلا في ظل احداث سياسية متسارعة ومرتبكة بعد يناير 2011 في أن يجذب قطاع عريض من الجمهور المتعطش للبسمة بعد أن أرهقته أخبار السياسة والأزمات الإجتماعية المتتالية ، فوجد إلتفافا كبيرا من الجمهور الذي لم يعد في حاجة ليقطع تذكرة ويذهب للمسرح بعد أن جاءه المسرح حتي باب بيته عبر الفضائيات ، ونجحت التجربة في إفراز مجموعة من الكوميديانات الذين شكلوا جماهيرية لابأس بها ، وهو مايحسب بالتأكيد لأشرف عبد الباقي الذي كان بمثابة من يلقي بحجر في مياه الكوميديا الراكدة والتي صارت مرتبطة بأسماء بعينها فلم تعد حكرا علي أصحابها وإنما ظهر فرسان جدد مثل مصطفي خاطر ودينا محسن ومحمد اسامة ومحمد أنور وحمدي مرغني وعلي ربيع ومحمد عبد الرحمن وعمر مصطفي متولي ، لينطلق هؤلاء بعدها للمشاركة في أفلام ومسلسلات مختلفة وبعضهم حصل علي البطولة المشتركة بل ونجح أحدهم وهو مصطفي خاطر في تقديم برنامج شهير هو (عم شكشك) إستغلالا للشخصية الكرتونية الشهيرة في حلقات بوجي وطمطم التي أخرجها رحمي منذ سنوات طويلة في مسلسل شهير للاطفال خلال شهر رمضان ، وأعاد خاطر إستنساخها علي نحو كاريكاتيري في مسرح مصر بعد أن منحها مذاق كوميدي خاص .

والملفت أيضا أن هناك نجوم كوميديا كبار فشلوا فيما نجح فيه اشرف مثل (محمد صبحي) الذي قدم برنامجا كوميديا منذ عامين بعنوان (مفيش مشكلة) وفشل في الإستمرار وكذلك محمد سعد الذي قدم برنامجا أخر به عرض كوميدي بعنوان (وش السعد) وواجه هجوما كبيرا ليس بسبب إبتذال بعض فقراته وتكرار إسلوب سعد الكاريكاتيري فحسب ، ولكن يبدو ان هناك سببا أخر لعدم إستمرار هؤلاء الكوميديانات وهو إعتمادهم علي إبراز نجوميتهم وحدهم ، وهو ماتلافاه  أشرف عبد الباقي بتقديمه الوجوه الجديدة .
إلي هنا والأمر جيد حيث أن ظهور نجوم جدد لاسيما في مجال الكوميديا هو أمر مطلوب لتجديد دماء هذا الفن الصعب وإشاعة المنافسة في الساحة لكسر إحتكار نجوم تربعوا لسنوات دون ان ينجح في زحزحتهم أي ممثل ، مع إنضمام محدود وعلي إستحياء كل فترة ، فقبل مسرح مصر قدم أشرف عبد الباقي سامح حسين في حلقات (راجل وست ستات) وقام الأخير بعدها بلعب بطولة أكثر من فيلم ،وهناك من خرج بعيدا عن هذه العباءة كأحمد فهمي الذي بدأ حياته كممثل وكاتب سيناريو مصري قبل أن يقدم مجموعة من الاعمال التي سخرت من الافلام المصرية الشهيرة مثل فيلم (رجال لاتعرف المستحيل) ثم مسلس (أفيش وتشبيه) وتوالت الأعمال مثل (ورقة شفرة وحسن وبقلظ وكلب بلدي) ، ولكنها أعمال لاتختلف كثيرا عن الاعمال التي قدمها زملائه المتخرجين في مسرح مصر من حيث  الكوميديا الغليظة التي تفشت في سنوات الثمانينات والتسعينات في المسرح قبل أن تنتقل للسينما في عشرات الافلام مما أطلق عليها أفلام المقاولات التي كانت تتم بمجموعة من الممثلين الهادفين للإنتشار باقل تكلفة ولتعرض فقط في الفضائيات بعيدا عن دور العرض لتحقق سعر التكلفة مع هامش من الربح ، ولذلك أطلق عليها سينما المقاولات التي نشاهد نماذج لبعضها علي الفضائيات بين الحين والاخر .

وهنا تبدأ المفارقة الساخرة فقد تحولت الساحة السينمائية بعد تحقيق هؤلاء الفرسان الجدد لنجاحات مادية وجماهيرية ، إلي منافسة ساخنة في الإنزلاق لكوميديا الفارس ، بل وتحول الامر إلي مبارزة في التهريج وإطلاق أحط الإفيهات والشتائم والإيحاءات اللفظية الفجة في ظل تراجع دور الرقابة علي المصنفات الفنية أو إنعدامه تقريبا ، ليتوازي ظهور مجموعة من نجوم الفن الشعبي المبتذل ممزوجا بوصلات غناء ورقص ماأنزل بها من سلطان، فلم يعد المتفرج يميز الرجال من النساء في التلوي وهز المؤخرات وتبادل الملابس والباروكات إلي غير ذلك .
وقد وجدت السينما ضالتها في هؤلاء النجوم الذي بدا أنهم مستعدون لتقديم أي تنازلات من أجل الإضحاك في موضوعات مكتوبة بركاكة ، بل ووصل الأمر أن يظهر ممثل المفروض أنه ينتمي لفئة الإنسان الذي كرمه الله بإعتباره –وياللفظاظة- (راضع من كلبة) وبالتالي فله أم من فصيلة هذا الحيوان يقتضي بها وتدافع عنه،  بينما أمه الحقيقة من بني الإنسان متوحشة وتتعامل معه بمنتهي اللامبالاة في فيلم يحمل إسم (كلب بلدي) ، وهو أمر ليس له نظير في عالم الكوميديا حتي اللامعقول منها ، ولكنه يستخدم أبطاله المتخرجين من مسرح مصر ومن مدارس أخري تعتمد علي الضحك باي ثمن لدغدغة الحواس مما ساهم في إنهيار الذوق العام بعد أن أعاد مسرح مصر نفسه إنتاج هذه الكوميديا الرخيصة التي شاعت في الثمانينات والتسعينات لتغزو العقد الثاني من الالفية الثالثة .

وللاسف فإن الأمر مرشح للتفاقم مع إستمرار مواسم أخري من مسرح عبد الباقي بنفس المفاهيم التي تعتمد علي الغلظة والإيحاءات الرخيصة ، مع إرتفاع أسهم النجوم الجدد وتهافت صناع سينما المقاولات الجديدة علي إستثمار حالة الفوضي الثقافية والفنية وغياب اي نوع من الرقابة الرسمية لتحقيق الأرباح ، والخاسر الوحيد للأسف هو الذوق العام  الذي صار مستباحا أيضا من تجار أغاني المهرجانات والهمبكة المشبعة بدخان المخدرات وراقصات الملاهي الليلية دون ضابط أو رابط ، بينما تعاني السينما الجادة من الشح والإحتضار في ظروف إنتاجية صعبة وحتي إشعار أخر .

الأحد، 21 يناير 2018

الإحتفال بمرور عام علي إقامة نادي السينما الأفريقية



شهد الدكتور فتحي عبد الوهاب، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، مساء اليوم السبت بقاعة السينما بمركز الإبداع الفني بالقاهرة، الاحتفال بمرور عام علي إقامة نادي السينما الأفريقية، والذي أقامه مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وبالتعاون مع قطاع الصندوق .
جاء ذلك بحضور السيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، مدير التصويرالدكتور محسن أحمد، المخرجة إنعام محمد علي، الدكتورة نيفين الكيلاني رئيس قطاع الصندوق الأسبق ، السفير محمد عبد الغفار سفير منظمة بان أفريكان موفمنت، اجلال عبد الحليم مسئول الإعلام بمندوبية الإتحاد الأفريقي بالقاهرة، عزة الحسيني مدير المهرجان، وعدد من سفراء الدول الأفريقية.
وقد قام السيناريست السيد فؤاد والمخرجة عزة الحسينى بتكريم عددا من سفراء القارة السمراء بمركز الإبداع الفنى بدار الأوبرا بمناسبة مرور عام على إنشائه ، كما تضمن الحفل وصلات غناء لفرقة جنوب السودان وفرقة جميزة، وبعدها تم عرض فيلمي "نحبك هادى" من تونس للمخرج محمد بن عطية ، والفيلم الروائى القصير "الولى الصالح " Marabout " من السنغال للمخرج الحسن سى .



وقد تحدث سفير دولة روندا بالقاهرة قائلا: " يشرفنى أن فيلم (سمك على الرمل) كان من الأفلام المهمة التى شاركت فى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية".



يذكر أن نادي السينما الإفريقية أسسه مهرجان الأقصر بالتعاون مع قطاع الصندوق وانطلقت أولى فعالياته في التاسع من يناير الماضي ، وهو أول نادي للسينما الإفريقية في القارة السمراء ويهدف لفتح نوافذ للفيلم الإفريقي.

الجمعة، 5 يناير 2018