الأربعاء، 24 يونيو 2009

أول فيلم كارتون سعودي في صالات أوروبا

غالبا ما تنتهي الأفلام الروائية والوثائقية التي تتناول القضية الفلسطينية والنكبة بصورة لاجئ مسن يحلم بالعودة ويحتفظ بمفتاح منزله المصادر، الا ان فيلم الرسوم المتحركة "حلم الزيتون" ينتهي بعودة فعلية الى قرية عين كارم بعد رحلة بحث عن مفتاح ضائع، مع تجنب الخوض في المشاكل الفلسطينية الداخلية. ويحكي الفيلم بشكل مشوق قصة فلسطين للأطفال عن طريق الرسوم المتحركة، من خلال عائلة فلسطينية نزحت من عين كارم إلى جنين عام 1948، تحكي قصتها المأساة الراهنة المستمرة للفلسطينيين. والفيلم الذي تستقبله صالات العرض في أوروبا والدول الأوروبية خلال الايام القادمة هو أول فيلم كارتون سعودي ، أنتج بتقنيات عالية على غرار أفلام ديزني ..ويتميز بمستوى فني عالٍ، كما يضاهي الرسم والإخراج ما أنتجته شركة "ديزني" الأمريكية من أفلام الكرتون، وقام على رسمه فنانون عرب وبعض الفنانين الأتراك، وتجاوزت ميزانية إنتاج الفيلم مليوني دولار ( 7 ملايين و500 الف ريال ). . ويتميز الفيلم بمستوى فني عالٍ، فالموسيقى التصويرية وألحان أغاني الفيلم وضعها الملحن اللبناني إلياس رحباني .. وإلى جانب خليفة ورحباني؛ عمل في كتابة سيناريو الفيلم وإعداده كتّاب من مصر وسورية والأردن والعراق، ومرّ السيناريو بمحاولات إنضاج متعددة واستغرق تصميم شخصيات الفيلم البالغ عددها 85 شخصية اكثر من سنة، وقد استفاد الفيلم من أرشيف ضخم عن فلسطين حوى أكثر من ثلاثة آلاف صورة (سلايد) عن المناطق التي تدور أحداث الفيلم فيها، وهي (عين كارم، القدس، مدينة جنين)، وقد روعي الالتزام بأشكال المواقع لكي تكون مطابقة لما هو عليه في الحقيقة مع إضافة لمسة كرتونية عليها. وتبلغ مدة الفيلم 90 دقيقة والفيلم الذي نفذ الجزء الاكبر منه في السعودية فضلا عن تنفيذ جزء مهم في تركيا، "فيه جانب كوميدي ويستند الى الواقع بدرجة كبيرة" على حد قول مخرجه أسامة خليفة الذي اشار الى صنع الفيلم بالاستناد الى مئات الصور التاريخية لقرية عين كارم ولمخيم جنين للاجئين فضلا عن صور للقدس..وذكر في هذا السياق "ان ابن القدس او جنين عندما سيشاهد الفيلم سيشعر بانه في شوارع طفولته وذكرياته ويشير خليفة الى ان البارز في "حلم الزيتون" هو انه "اول فيلم كرتون عربي بطلته امرأة فلسطينية اسمها مريم اذ يحكي الفيلم قصتها كطفلة فقدت بيتها وأرضها وأباها في نكبة عام 1948، ويتابع حياتها بعد أن تصبح جدة تبحث مع أحفادها عن المفتاح الذي ضيعته لبيتها في عين كارم، في انتظار العودة"..الا أن مريم، وبعد مغامرات مشوقة، تعثر على المفتاح حفيدها "وتعود إلى البيت والأرض لتحقق حلمها وتغرس فيها شتلة زيتون".. وأضاف إن الفيلم خلاصة تجربة عمرها عشرين عاماً في إنتاج الرسوم المتحركة بالعربية، بدأت بفيلم "جزيرة النور" عام 1988، وامتدت على مدى عقدين من الزمان بأفلام عديدة تناولت قصص شخصيات إسلامية تاريخية، من أمثال طارق بن زياد ومحمد الفاتح.