الخميس، 28 فبراير 2013

يعني إيه ثورة(1)


بقلم/ هشام لاشين

يعني إيه ثورة؟ هذا السؤال بات يفرض نفسه بقوة خلال الاسابيع الاخيرة علي مواقع الأنترنت وفي الشارع المصري بعد كم الإحباط الذي اصاب الناس من جراء مايحدث علي مدار عامين وقد إختلفت الإجابات مابين التعريف للثورة التي لم تتحقق حتي الان في مصر من وجهة نظر البعض وبين السخرية المريرة وكلها تكشف في النهاية عن أزمة مفزعة نعيشها الأن وعن حالة من الكفر بهذه الكلمة التي فرضت نفسها علي القاموس طول الوقت:

يري البعض مثلا أن الثورة تعني قيام الأغلبية (الساحقة) المقهورة بتنحية الأقلية الحاكمة والمتحكمة في الأغلبية على ان يكون التغيير شاملاً وجذرياً يتعلق بالشكل والمضمون و يتناول النظام"السياسي و الاقتصادى و الاجتماعى والثقافى" قبل الأشخاص .. ويستهدف الأوضاع والدستور والقوانين والعلاقات الداخلية والخارجية للدولة ولا يستثني شيئاً منها بمعنى أن تكون ثورة شاملة عامة و جذرية انقلابية .. فهل ماحدث في مصر ينطبق عليه هذا التعريف؟!
ويري أخرون أن الثورة يكون لها أهداف وغايات واضحة ومحددة تسعى إلى تحقيقها وهي التي تشغلها وتهمها في المقام الأول والأخير. فإذا ما فُتح أمامها الطريق سلمياً إلى أهدافها وغاياتها، انفضت الثورة في الحال؛ أما إذا أقيمت ووضعت دونها سدود وعراقيل جديدة، حينئذ تتصاعد حدة الحراك الثوري تدريجياً حتى يتحول في نهاية المطاف إلى نيران هوجاء مستعرة تلتهم الأخضر واليابس، إلى أن تأكل نفسها بعدما لا تجد شيء آخر تأكله.. تعريف ساخر  يتساءل قائلا:
ييعني ايه ثوار او ثورة
يعني الرئيس يتغير
انك تتصور جمب دبابه
وموبايلك ماليان كليبات ونكت عن الثوره
تسمع اغاني وطنيه بشجن
تفتح قناه السي بي سي والنهار 24 ساعة
ان تنقسم البلد نصفين قسم مع الثوره والاخر ضدها؟؟
تنتظر تغير كتب التاريخ العام القادم..وتتغير مصطلحاتك وكلماتك
ونقول صباح التحرير وتصبحوا علي بلطجة وخطف وقتل ؟؟!!
بينما يتساءل البعض بشكل أكثر تحديدا:
يعنى إيه ثورة 25 يناير
يعنى تطالب بالديمقراطية وأنت أول واحد يرفض نتائجها
يعنى تطالب بالكرامة وتهين الشعب اللى أختار (نعم)
يعنى تطالب بتحسين المرتبات وتحرق ممتلكات الدولة والمنشأت العامة
يعنى تختار رئيس وزراء ولا يحقق شئ
يعنى تنزل مظاهرة مندد بقتل 6 جنود على الحدود وتنزل أنت تقتلهم فى وسط البلد
يعنى تعمل دعوة للحفاظ على الجيش وتنزل تقاتل فيه فى وسط البلد
يعنى ترفض وجود حد فوق القانون وتقول الثورة خط أحمر
يعنى تطالب بنهضة مصر وبإيدك أنت تهدمها
يعنى تقول أن فى بلطجية مندسيين وأما يموتوا تقول عليهم شهداء
يعني نطالب بالقصاص لشهداء بور سعيد ولما يصدر الحكم نعتدي علي السجن والشرطة ولما يدافعوا عن نفسهم وناس تموت نقول عليهم شهداء ونعمل عصيان مدني؟
يعنى تجرى وراء رأى النخبة السياسية وهم فى الحقيقة النكبة السياسية
يعنى تحرق المجمع العلمى بأسلوب منظم وبعدين تعتبر أحد المتهمين من الثوار والمناضلين
يعنى عدوك يعترف فى 2003 و 2005 بمخططاته ضدك وأنت تنتقد نظرية المؤامرة
يعنى عدوك يرسم خرائط تقسيم الوطن العربى وانت ترد وتقول تقسيم إيه ياراجل
يعنى العراق تنضرب وتتقسم بحجة الديمقراطية و السودان تتقسم
و ليبيا تنضرب وتحتل ونرفض نظرية المؤامرة؟!
نشرت بجريدة الخميس هذا الاسبوع

السبت، 23 فبراير 2013

التت الإعلامي!


هشام لاشين

صرح مصدر مسئول بوزارة الإعلام بشأن الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بإيقاف بث قناة "التت" أن وزارة الإعلام واتحاد الإذاعة والتليفزيون يتفقان على ما رصده حكم المحكمة من سوء المحتوى المقدم على شاشة هذه القناة، إلا أن حقيقة الواقع أن هذه القناة لا تبث مطلقاً على القمر الصناعي المصري "نايل سات" ، بل تبث على القمر الصناعي "نورسات" ، وأنه ليس هناك صلة لوزارة الإعلام واتحاد الإذاعة والتليفزيون بهذه القناة من قريب أو بعيد ، وقد سبق لوزير الإعلام أن صرح بمبادرته فوراً بوقف هذه القناة لو كانت تبث على "نايل سات" .

 وقال المصدر إنه ولا يسع وزارة الإعلام إلا السعي الحثيث مخاطبةً وزارة الإعلام البحرينية والشركة المالكة للقمر "نورسات" ، والتي تتخذ من مملكة البحرين مقراً لها، بصيغة حكم المحكمة .

هذا الخبر جاءني علي الإيميل الخاص بي من وزارة الإعلام مثل أخبار عديدة تصلني دائما لكنه فجر بداخلي بركانا من الغضب من إسلوب معالجة وزير الإعلام للعديد من الأمور كنت قد أجلت الحديث عنها وأول هذه الأمور هو مايكشف عنه الخبر من لجوء الوزير لأسلوب المبادرة المؤيدة وليس قيامه بإتخاذ قرار الإغلاق من نفسه ليس لهذه القناة التي إتضح أنها لاتتبع النايل سات ولكن لقنوات أخري عديدة ألعن ألف مرة من التت مثل درابوكا وتاكسي سينما التي تذيع كل يوم فيلم جنسي في الثانية صباحا وقنوات السبكي التي تقدم حثالة السينما المصرية وقنوات المصارعة الحرة المتجاوزة لكل القيم والأعراف والتي ترعي العنف وتساهم في ترويجه في بلد لم يعد يحتاج مزيدا من العنف.. والمدهش أن معظم هذه القنوات التي ذكرتها وغيرها تبث علي النايل سات ولم تكن تجرؤ في عهد الرئيس المخلوع أن تحلم بالظهور ولو حتي في البوتاجاز رغم رعاية الرئيس المنحل بقرار شعبي لكل أنواع الهلس علي مدار 30 سنة.. فهل كان مبارك يري أن الإنحلال لايجب أن يصل لمستوي محطات تقدم افلاما جنسية كما ذكرت بينما يري يري وزير الإعلام الحالي أنها حلال؟ المفارقة مضحكة بل مبكية وتحتاج من سيادة الوزير لنظرة لما يبث علي النايل سات بعيدا عن الدعاوي القضائية فقد سبق وصدر حكم قضائي بمنع القنوات الجنسية من علي الشبكة العنكبوتية ولازالت وزارة المواصلات تماطل في تنفيذه فصارت أحكام المحكمة مجرد حبر علي ورق تماما كما كان يحدث ايام مبارك..أما قول السيد الوزير بأنه سيخاطب وزارة الإعلام البحرينية فهو ايضا إسلوب غريب فعلاقتنا بمملكة البحرين أكبر بكثير من هذه المخاطبات كما أعلم جيدا والمسألة تحل بمجرد زيارة أو حتي تليفون وتنتهي فورا لما أعلمه من حرص البحرين علي علاقتها الممتازة بمصر .. لكنه نفس الإسلوب العقيم لهذه الحكومة في المماطلة والبطئ والتمييع وهو إسلوب لايناسب ثورة شعبية بحجم 25 يناير تحتاج إلي قرارات سريعة ورادعة.. ليست قناة التت ياوزير الإعلام فقط.. بل يجب إعادة النظر في قنوات عديدة تبث علي النايل سات المصري.. نحتاج لتطهير أنفسنا من تلك الفوضي الإعلامية التي تعلقت بثياب الثورة المصرية وإنتهزت حالة الفوضي لتساهم في المزيد من تغييب الوعي والوجدان.. تطهير الإعلام يبدأ أولا بمحطات الجنس الجماعي التي تبدأ بعد منتصف الليل ومحطات الالفاظ الخادشة والأساليب الرخيصة للترويج وإعلانات دهن النعام وتكبير الاعضاء الجنسية فما هو دورك ايها الوزير إن لم يكن ذلك؟؟ إن إعلام بلد الأزهر الشريف لايجب أن يسمح بهذه المهازل الأخلاقية والإجتماعية وإلا فلايحدثنا أحد بعد ذلك عن التحرش والإغتصاب وإنهيار القيم.. فإذا كان الإعلام بالتت ضارب فشيمة أهل البيت ستكون قطعا كما نري!!!
تم النشر بجريدة الخميس هذا الاسبوع

السبت، 16 فبراير 2013

علي جثتي!



 بقلم / هشام لاشين
( اسف على الازعاج - عسل اسود - الف مبروك – إكس لارج)  مجموعة هامة من الافلام التي نجح بها أحمد حلمي في أن يحفر لنفسه مكانة وسط نجوم الافلام الجادة المهمومة بالوطن ومشاكله خلال السنوات الأخيرة وهاهو يواصلها بفيلمه الجديد (علي جثتي) من حيث الفكرة فقط أما المعالجة والإخراج والإنتاج فقد خيبا أملنا مما يثبت المقولة الخالدة أن النوايا الطيبة لاتصنع وحدها افلاما جيدة ..الفيلم يستخدم حيلة درامية معروفة ومشهورة لاسيما في السينما الإيطالية والأوروبية عموما وهي رصد النفاصيل والوقائع من وجهة نظر رجل بين الحياة والموت أو بالأحري في حالة من الغيبوبة وإسقاط الوقائع والأحداث علي واقع سياسي أو إجتماعي موجود بالفعل ومن أشهر من إستخدم هذا الإسلوب العبقري الإيطالي فلييني في فيلم (المقابلة) وأعمال أخري والفيلم المصري الذي كتب له السيناريو تامر إبراهيم يفتقر للإحكام ويتوه في دهاليز ويركن للمباشرة وهو يقدم لنا شخصية مدير الشركة ومالكها في نفس الوقت الذي يدير من مكتبه جميع موظفيه بميكرفون داخلي وكاميرات مراقبة بحسم واضح وديكتاتورية لاتقبل المناقشة وفي حادثة عبثية تسقط سيارته في النيل وفي المستشفي يرقد في غيبوبة ليري أثناء ذلك كل من حوله من موظفين وحتي زوجته وإبنه الوحيد يخونوه وتتحول شئون الشركة والمنزل إلي فوضي غير مسبوقة تماما كما هو حال مصر الأن بعد خلع حسني مبارك وفي عالم الاشباح يقابل المستشار (نوح) لاحظ دلالة الإسم الذي يكشف له عن خطأه التراجيدي في أهمية تطبيق القانون وروحه معا لتستقر العدالة وينصلح الحال ..وفي إفاقة تحدث مرتين للبطل يواجه من إعتقد أنهم خانوه بالعنف والتوبيخ ورغم ذلك يقرر عمل توكيل لزوجته لتدير أعماله في تناقض غريب وحين يعود للغيبوبة يتابعها من العالم الأخر فيجدها تفرح بموته وتخونه قبل أن يعود مرة أخري ويكتشف والمشاهدين معه أن كل ذلك لم يكن حقيقيا وإنما كان من وجهة نظر رجل لم يفهم طول الوقت إلا قانون جامد يطبقه وإحساس يلازمه بالتأمر من الأخرين ومحاولة حبسهم في إطار صنعه لهم وقام بإخراجه بنفسه إعتقادا منه أن ذلك يحميهم قبل أن يتعلم من هذه الرحلة ومن جولته مع ممثل العدالة الميت إكلينيكيا (نوح) أن إنقاذ سفينة الوطن لايتم إلا بمنحهم الثقة حتي يحصد العدالة والحب كما حدث في المشهد الأخير الذي يدعو للحصول علي فرصة ثانية لعودة الروح إلي جسد هذا الوطن!!
نحن إذن إزاء فكرة ألمعية ومناسبة لوقت عصيب تمر به مصر الان ولكن كيف جاءت المعالجة؟ للاسف المفردات المتناقضة التي رسمها السيناريو لم تصل لابالفكرة ولاالفيلم لبر الأمان فأولا الحاكم لأي وطن لايمتلكه مثل أحمد حلمي في هذا الفيلم وإنما هو موكل للإدارة فقط..كما أن السيناريو يعاني من تفكك مرعب وتشتت لابد وأن ينعكس علي المشاهد رغم المباشرة في العديد من المواقف والحوارات مثل هذا الحوار بين المستشار والبطل عن العدالة وتوقع معظم ردود افعال المشاركين مثل الزوجة والإبن والموظفين في كل مرة.. وللأسف يفتقر الإخراج (محمد بكير) لأي نوع من الإبداع..فظلال الأشباح واضحة علي من يسيرون في الشارع والالوان التي تكسو الفيلم لم تتغير وهي ألوان فترة الستينات والسبعينات دون دلالة واضحة أو جمالية تضيف لمعاني الفيلم والخدع البسيطة لايستخدمها بإستثناء المشهد الوحيد لجلوس البطل والمستشار فوق إعلان فودافون وهوبدوره مسروق من عدة افلام أجنبية ناهيك عن العديد من الإعلانات المحشورة بفجاجة في الفيلم الفقير إنتاجيا والذي شارك في إنتاجه احمد حلمي نفسه ببخل واضح قضي علي أي أمل في إنقاذ عمل كان من الممكن أن يكون له شان أخر لو صرف عليه ووضع في يد مخرج متميز.. تأمل مثلا السيارة الكارتونية التي تغرق في النيل في مشهد هزيل للغاية ثم كيف يركب رئيس الجمهورية صاحب هذه الملايين في الفيلم هذه السيارة المتهالكة وباي منطق.. ولازلت اذكر المخرج سعيد حامد في أول أعماله (الحب في التلاجة) وكان فيلما سياسيا من الدرجة الأولي ويعتمد علي الموت والخدع بالدرجة الأولي أيضا وكان إحدي التحف الفنية التي لازالت ذاكرة السينما المصرية تعتز بها!!
 نشرت بجريدتي الخميس وعاجل 

مدكور.. الإنسان


بقلم/ هشام لاشين
مثل عشرات المعاني النبيلة والذكريات الرائعة رحل الصديق والمبدع والإنسان النبيل الدكتور مدكور ثابت.. عرفته منذ أكثر من خمسة عشرة عاما.. كتلة متوهجة من الحماس والإرادة والمواقف المتميزة.. كان قد تولي وقتها رئاسة المركز القومي للسينما وبدأت خيوط علاقة إنسانية يختلط فيها البحث والأكاديمية بالمشاعر والصداقة لتجمعنا اول رحلة إلي الشقيقة تونس خلال مهرجان قرطاج السينمائي الذي يقام كل عامين.. كان مدكور مهموما بنشرات الأخبار خارج مصر مثل همه الذي لاينقطع بالسينما والتجريب الذي يعتبر من رواده ومنظريه المحدودين وكان يشعر بغربة داخلية لايبددها إلا تجمع الاصدقاء وكان يفتح باب غرفته بالفندق الذي ننزل به طول الليل فنجتمع ونتسامر ونشاهد نشرات الأخبار عبر قناة الجزيرة لأري أمامي كتلة وطنية متحركة تندهش وتنفعل وتصرخ وتفند حتي تقترب ساعات الفجر فاتركه في سلام لينام.. وكان لدي الدكتور مدكور مشروع فيلم عن كتاب الفه بعنوان (تلج فوق صدور ساخنة) عن فترة وجوده في الجيش وموقفه من إسرائيل والصهيونية العالمية وظل يحلم بتنفيذ هذا الفيلم دون أن تتاح له الفرصة لذلك وكان ذلك جزءا مكملا من موقفه الوطني الذي ترعرع معه ومع جيله إبان هزيمة 67 .. وتواصلت العلاقة وتوطدت مع توليه جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية كنت أبحث دائما عن فرصة تجمع الصديق بالإعلامي وإخترعت بابا عن كواليس الحياة في الرقابة ومشاكل بعض الافلام والأغنيات وكنت ألتقيه إسبوعيا لجمع مادة هذا الباب كما شاركت في ملفات السينما التي كان يشرف عليها بأكثر من دراسة ولازلت أذكرتلك الرحلة التي جمعتنا في جنوب تونس بمنطقة (فبلي) انا وهو والناقد الصديق سيد سعيد والزميلة الرائعة وفاء عوض نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون والتي كانت مناسبة لم تتكرر للإقتراب أكثر وأكثر من مدكور الإنسان الذي لايعرف قلبه إلا الحب.. كان رحمه الله بعد وفاة زوجته قد قرر التفرغ لتربية إبنه الجميل ثابت فمنحه إهتمامه وحبه وظل وحده يعاني من الغربة الداخلية والوحدة  رغم الاصدقاء والسهر لمتابعة نشرات الأخبار التي ظلت هي الباب الممتد لعلاقته بما يحدث خصوصا في الفترة الأخيرة بعد مرض نادر كان يصيبه بنسيان حروف الكتابة في نوع غريب من الزهايمر. واذكر انه حدثني تليفونيا وأنا في الإمارات منذ شهرين وكنت أنوي بمجرد العودة الإتصال به لشعوري بالتقصير خصوصا وأنه كان يسعي بكل جهده بمساعدة إبنه لجمع أرشيفه خصوصا وأنه هناك جزء منه كنت قد نشرته بمجلة نصف الدنيا ولكني عدت وإننشغلت.. ويبدو أنه كان يشعر بإقتراب المنية ويسعي بكل جهده لجمع أرشيفه الخاص وهو المشروع الذي أتمني أن يكتمل علي يد إبنه ثابت كما أنني علي إستعدداد تام للمشاركة في ذلك كأقل تقدير ووفاء لهذا الصديق والأكاديمي والباحث المتميز

ويعتبر ثابت من بين المبدعين القلائل الذين اقتحموا ميدان التجريب السينمائي منذ خمسة واربعين عاما لدى اخراجه فيلم عن احدى قصص نجيب محفوظ المعنونة (صورة) ..والى جوار جهوده في النقد والاخراج والتدريس كتب ثابت العديد من سيناريوهات الافلام بعد تخرجه من المعهد العالي للسينما وعمله معيداً وأستاذاً للإخراج بالمعهد، حيث جرى اختياره رئيسا للمركز القومي للسينما في الفترة بين 1993 ـ1999 ثم مديرا عاما للرقابة علي المصنفات الفنية من 1999 -2004، قبل ان يصبح في العام 2004 رئيسا لأكاديمية الفنون لغاية العام 2006.
المخرج ثابت صاحب بصمات كثيرة وواضحة في ميدان السينما التسجيلية حين قدم فيلمه المعنون (ثورة المكن) 1967 ومدته عشر دقائق لكنه احدث صدمة في اوساط جماليات الفيلم التسجيلي المصري ، مرورا بأفلام عديدة أحدثها (سحر ما فات من كنوز المرئيات) الذي تناول فيه عبر الثيقة الفيلمية جوانب من تاريخ مصر 2006 ، إلي جانب فيلمه التجريبي الرائد (حكاية الأصل والصورة) المأخوذ عن قصة (صورة) للاديب نجيب محفوظ العام 1969 وقبل وفاته كان يعمل على فيلم تسجيلي جديد تدور وقائعه عن ثورة 25 يناير المصرية .

وقد أمضى ثابت اواخر سنين حياته في عملية البحث عن نظريات الفيلم، وقد ضمن هذا الاطار سلسلة من الأبحاث السينمائية التي أصدرها ومنها كتاب (الكسر النسبي في الإيهام السينمائي) وفيه يتناول بشكل عميق أحدث النظريات الخاصة بطبيعة التأثير الدرامي للفن السينمائي حسب رؤية المفكر والكاتب والناقد الألماني برتولد بريخت.
 كما قدم كتاب (النظرية والإبداع في سيناريو وإخراج الفيلم السينمائي) ، (الفنان السينمائي)، (ألعاب الدراما السينمائية)، (كيف تكسر الإيهام في الأفلام)، و(فرضياتي لاكتشاف السينما المصرية) بالاضافة الى اصدارات مشروعه الرائد الطموح (ملفات السينما)، التي صدر عنها أزيد من سبعة عشر مؤلفا منها: (صحافة السينما)، (نشرات السينما)، (ايقاع ومونتاج الفيلم المصري)، (تاريخ التصوير السينمائي)، (كتابات الناقد سيد حسن جمعة)، (الكوميديا والغناء في السينما المصرية)، (صورة الأديان)، (مذكرات المخرج محمد كريم)، وغيرها
رحم الله مدكور ثابت واسكنه فسيح جناته

مبولة التحرير!!


بقلم/ هشام لاشين
تحول ميدان التحرير من ايقونة للثورة المصرية الرائعة إلي مزبلة تاريخية للضياع والشم والجنس والبلطجة قبل أن يتسلل الضائعون هناك إلي مترو الانفاق ليلقوا بقاذوراتهم في كل ركن بدءا من حوائط المترو التي تحمل السباب والشتائم الجارحة وألفاظ الشوارع مرورا بالاركان التي تحولت بدورها إلي مبولة وميضة وكنيف ضخم تزكم الرائحة المنبعثة منه الانوف وتصيب المار من هناك بالإختناق حيث الغازات البشرية العفنة التي تفوق غازات قوات الأمن ضراوة.. وقريبا من الميدان حيث ميدان طلعت حرب تحول التمثال الشهير إلي مسخ بفعل الكتابات والشعارات الخارجة عن اللياقة والأدب وهو نفس التمثال الذي قام الثوارالحقيقيون بمجرد نجاح الثورة بمساعدة شباب مثل الورد بغسيله بالماء والصابون مثلما غسلوا الشوارع المحيطة في مشهد عبقري صوره العالم وضرب به الأمثال علي الشباب المصري وعلي جيل واعي مدهش .. حتي الجرافيتي الذي هاج وماج البعض لطلاءه في محمد محمود صار مسخا أخر لاعلاقة له بالثورة أو الجمال أو الإبداع من أي نوع.. وتختلط شعارات الألتراس بشعارات البلاك بوك الذين يرمز لهم بحرفي البي بي مما يشعرك بالقرف والغثيان ليصبح الشغب والبلطجة وجهين لعملة واحدة.. المشكلة الحقيقية في هذا الإختطاف للثورة من حفنة من الإرهابيين وأولاد الشوارع وهوامش المجتمع الملفوظين في ظل غيبة للمعتدلين من المثقفين والمحللين المشغولين الأن بدفع العربة للإرتطام بصخرة الهاوية دون وازع من ضمير ونفس الامر لوسائل إعلام ممولة بأموال قذرة مشبوهة لاتريد سوي الخراب في حين سقط الأمن فريسة للإنتقام من الشعب الذي كسر هيبته في 25 يناير ..ووسط هذا الطوفان أو المستنقع يقفز البهلوانات وتجار الحروب والكوارث يمرحون ويدفعون ويسخنون ويخلطون الأوراق بهدف التقسيم المضبوطة خرائطه ومعروفة للجميع.. وهناك جهات مستفيدة يعتبرها البعض طرفا ثالثا وفي الغالب هي الطرف الفاعل الأن لدفع الأزمة في إتجاه طلب الخلاص الذي تشير الدلالات الأن إلي أنه سيكون من الجيش ذاته.. فهناك لهجة تتكرر الأن بين العديد من الناس حول ضرورة نزول العسكر الذين كانوا هم أنفسهم يرفضونهم في بداية الثورة وينددون بوجودهم.. فهل هذا مقصود؟ خصوصا وأن خطط أمريكا وإسرائيل للمنطقة صارت معروفة للجميع بدعم لوجيستي واضح للأخوان أنفسهم؟ إن السيناريو الاسوأ الأن خصوصا مع تهديد ظاهري من أمريكا بوقف السلاح عن مصر حتي تضمن مزيد من الدعم لأمن إسرائيل وولاءا لاحدود له علي الحدود أن تصبح كماشة الحصار علي الأخوان داخليا وخارجيا فرصة تاريخية لنزول الجيش وسط ركام الفوضي والتخبط والرعب والفوضي الشائعة الأن ولن يمثل هذا السيناريو خلاصا من الأخوان كما يعتقد البعض وربما يكون بوابة الجحيم التي ستنفتح علي مصراعيها لفوضي شاملة لن يدرك أحد مداها ووقتها سوف تطال الجميع.. الناعقون كالبوم والمشجعون للفوضي قبل الصامتون بهتانا وزورا وبعض القوي التي تدفع العربة لحافة الهاوية.. فالقول الفصل الأن في كلمة حق واحدة تنهي ميوعة موقف طال كثيرا هذا الموقف يرفض أن يلعن البلطجية والإرهابيون الذين يرتدون الأن ثوب الثوار في ميدان التحرير وغيره من الميادين والكباري.. فالفارق شاسع جدا بين ثوار تحرير 25 يناير وهؤلاء المرتزقة الذين سيذهبون قطعا لمزبلة التاريخ ولن يبقي منهم سوي تلك الرائحة النتنة المحيطة بالميدان ومترو الانفاق وتمثال طلعت حرب!
نشرت بجريدتي الخميس وعاجل

الثائر والإرهابي والقبيح!



بقلم/ هشام لاشين
لازلت أتذكر جيدا يوم 28 يناير الذي يعتبر تاريخا للثورة العارمة المكتملة حين خرجت الجموع من المساجد والشوارع والبيوت لتواجه مصيرها بشجاعة وتضع نهاية لعهد أسود من تاريخ مصر.. كان الثوار الذين يقودون الجموع يصرون علي كلمة سلمية كلما إشتد الحماس بالغاضبين وإتجه البعض لتمزيق صورة لمبارك أو تحطيم أي شيء واذكر في شارع العباسية قبل قسم الوايلي بقليل أن الحماس دفع البعض للإتجاه لصورة معلقة علي محل لبيع الشارات العسكرية عليه إسم حسني السيسي ويبدو أن صاحب المحل كان يتعمد وضع الصورة ايام المخلوع مقترنة بإسمه وإن كان لم يقصد بالتأكيد كلمة السيسي.. المهم أنه بمجرد الإندفاع لتمزيق الصورة وتحطيم واجهة المحل صرخ الثوار وجروا ليفصلوا بين الغاضبين وبين ذلك الفعل وهم يكررون (سلمية.. سلمية) كان هؤلاء الثوار الحقيقيون يعرفون جيدا هدفهم فأي عنف سوف يحول الثورة الرائعة إلي تخريب وقلة مندسة وغير ذلك من الإتهامات وكان من الممكن أن تنتهي هذه الثورة خلال ساعات أو ايام قليلة بنزول الجيش.. ولكن سلمية الثورة الرائعة منحتها هذا العبق وأكسبتها جلالا جعل منها درسا بليغا للعالم الذي كان يترقبنا وقتها.. والأن وبعد عامين من هم هؤلاء الذين يخربون المنشأت ويتعدون علي المباني ويحرقون ويدمرون ويرتدون الاقنعة السوداء ليعلنوا بلا ذرة حياء وفي صفاقة متناهية أنهم ثوار.. أي ثوار هؤلاء الذين يزرعون الخوف والرعب في الشوارع وعندما يقتلون يعتبرون أنفسهم شهداء؟ اي ثوار هؤلاء القافزون أسوار الإتحادية وسجون بور سعيد بالمولوتوف والاسلحة الحية؟ اي شهيد ذلك الشخص الذي نزل ليزرع الفوضي ويروع الأمنيين في الشوارع ويطالب بإسقاط حاكم منتخب بطريقة ديمقراطية؟ اي ثائر ذلك المكلوم الذي أحرق مقار وإعتدي علي أقسام ووقف أمام الكاميرات ممسكا بالطبنجات ليقتل ويصيب دون وازع من ضمير أو دين يجعل للدم حرمة..إن الفارق كبير جدا بين الثائر والإرهابي.. والذين يعيثون في الشارع المصري الان فسادا وضجيجا وعنفا ليسوا سوي إرهابيون بكل معني الكلمة.. لكن إعلامنا القبيح المزيف الموتور يصر فصيل كبير منه علي أن هؤلاء ثوار..يمنحهم كل لحظة سمات البطولة ويدفع بهم إلي أتون الدمار وينفخ في نار حريق الوطن تحت دعاوي الإنتقام من الأخوان بينما هم ينتقمون من الوطن ويشربون في نخب سقوطه ملايين الدولارات.. ليس هناك إعلام محايد كما يضحك البعض علي الناس فالإعلام لم ولن يكون يوما محايدا.. الإعلام منذ أن إحتضنته بروتوكولات حكماء صهيون لايعرف الحكمة أو العدالة أو النزاهة.. الإعلام ملك لمن يدفع ومن يمول.. والدافعون والممولون الأن لايعدوا ولايحصوا.. أحد هؤلاء باع صوريا قناته لتبث التعصب وتدافع عن الجريمة وتصف البلاك بلوك المجرمون بأنهم ثوار ومناضلون رغم إعترافهم أنفسهم أنهم وجدوا بهدف التخريب وإسقاط الإسلاميين إخوان وغير إخوان.. وهذا الرأسمالي الإمبراطور المتعصب والذي خرج من قضية تسهيل التجسس علي مصر عبر شبكته من إسرائيل يمول جرائد أخري من الباطن منها جريدة تتبني الفتنة ليل نهار تحت ستار الهجوم علي الإسلاميين بينما هي تهاجم الإسلام ذاته ..المدهش في كل مايحدث أن ألفاظ وشعارات مثل ثوار وأحرار ووطنيون تلتصق بكل هؤلاء المناضلين بهدف الخراب وإشاعة الفتنة التي هي اشد من القتل.. لقد إختلط الحابل بالنابل وساهم إعلام الفتنة في قلب الأوراق فصار الشيطان يعظ والتافه يفتي في شئون العامة.. ورغم وثيقة الأزهر الرائعة إلا أن هذا الأزهر ذاته يبدو مقصرا كثيرا في ذلك الوقت العصيب حيث يجب أن يخرج رجالا منه علي كل القنوات ليقولوا بشجاعة وجرأة أن هؤلاء الذين في الشارع تحت ستار التظاهر ومستخدمي العنف وقطع الطرقات وإحتلال القطارات ليسوا سوي إرهابيون يستحقون القتل لوأد الفتنة التي تهدد بسقوط الدولة وإنهيارها كما حذر قائد الجيش.. اي جبهة إنقاذ تلك التي تدعم الفوضي وتدمير مصر؟ اي بشر هؤلاء كيف هان عليهم الوطن وبأي مقابل؟؟ إن الفارق كبير وكبير جدا بين الثوار والإرهابيون.. بين العنف وبين السياسة ..بين التظاهر السلمي والتدمير السلبي.. الفارق كبير بين الخراب وبين  البناء.. بين الموت والحياة.. بين الشهادة والإنتحار.. لقد حاول الأعداء خلط الأوراق بين الشهادة والإنتحار ونجحوا في ذلك إلي حد كبير فتحول الشهيد الحقيقي إلي إنتحاري والإرهابي إلي شهيد.. ونتيجة هذا التصدير العولمي هو مانراه الأن.. ولكن حان الوقت لوضع الامور في نصابها وإعلان رجال الدين ولو مرة واحدة أن هؤلاء الذين يديرون العنف في الشارع الأن ليسوا شهداء.. وإنما جبناء وإنتحاريون وإرهابيون..تماما كما أعلن النائب العام حين وصف في جرأة جماعة البلاك بلوك قبل أن يعلن في نصف تراجع عدم القبض عليهم إلا متلبسين بعد هجوم الإعلام  القبيح علي قراره.. ونتمني من الله إلا يشمت هذا الإعلام في مصر بعد خرابها لأنه يدرك خطورة مايفعله.. لكن سحر البنكنوت عظيم!! والله أعظم من الجميع وسيتم نوره ولو كره الحاقدون!
نشرت بجريدة الخميس

القصاص.. أو الفوضي!!


بقلم/ هشام لاشين
ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب .. أخيرا بدأ القضاء المصري يستعيد عافيته وشرفه الذي حاول البعض أن يلوكه خلال الايام الماضية.. أخيرا بدأنا ندرك قيمة القصاص الذي سيرد الإعتبار لهذه الثورة ويمنح المستقبل لهذا الوطن المنكوب بالفوضي نتيجة عدم القصاص.. ولعلها تكون البداية لقصاص أكبر لشهداء هذه الثورة الذين لم تبرد نارهم بعد سلسلة مهرجانات البراءة للجميع.. القصاص ياأولي الألباب هو المستقبل والأمل والحياة العظيمة لبلد تستحق أن تكون أفضل من ذلك بكثير.. القصاص ياأصحاب العقول يعني البناء والتنمية والخوف من كسر القوانيين والتعديات التي حاصرت كل شبر في مصر.. القصاص يامن تعقلون يعني أن لكل شيئ ثمن وأن من قتل إنسانا دون وجه حق فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياهم ولو بالقصاص فكأنما أحيا الناس جميعا.. بإمكاننا أن نتفهم لماذا عاش الصعيد مرفوع الرأس طوال عمره ربما لأنه أدرك قيمة القصاص ولو بطريقة بعيدة عن معناها الحقيقي ودون تمييز في الغالب.. أن القاتل الذي لايعاقب يتحول مع الوقت لمجرم عتيد الإجرام يذبح الناس ويقتلهم بلا رحمة أو رادع ولكنه لو أدرك أن هناك قانون سيتعقبه وأنه سيدفع ثمن فعلته حياته ذاتها لما لفكر للحظة واحدة في هذا القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.. وماحدث في بور سعيد كان مجزرة بكل معني الكلمة تذكرنا بمجازر إسرائيلية ضد العرب مثل صابرا وشاتيلا وقانا وبحر البقر وغيرها.. فهل كان قتلة المشجعين في بور سعيد يستحقون الرحمة؟ ماسر هذا التدافع الهمجي لبعض البورسعيدية للسجن العمومي ومحاولة رفض القصاص من القتلة؟ إن من يحمي قاتلا واحدا هو نفسه مجرم وهمجي.. ومافعله السادة الهمج ليس له تفسير سوي أنهم أدركوا أن البلد في حالة فوضي يمكن أن تفلتهم من العقاب هم الأخرين.. ولكنهم لم يدركوا أن مصر بعد حكم القصاص التاريخي غير مصر قبلها.. التغيير الحقيقي والنجاح للثورة بدأ مباشرة بعد هذه الحكم وليس قبله.. كانت مصر 25 يناير تحتاج لقوة هذا الحكم.. كانت تحتاج لتطبيق القانون.. نحتاج لتفعيل القصاص والعدل.. نعم العدل الذي أستبيح بفعل الهمج والبلطجية والسادة الملثمين الذين لانعرف هل يتبعون السيد نخنوخ أم نخانيخ أخرين تغلغلوا في الوطن بالسلاح ليفرضوا دولتهم في ظل غيبة القانون وهيبة العدالة.. مصر الثورة تسير الأن في طريقها الصحيح بشرط إستكمال القصاص ممن قاموا بموقعة الجمل ومن قناص العيون ومن كل قناصة وقتلة يسكنون الأن في شبر من وطن أو خلف القضبان ويتم تأجيل محاكمتهم لأسباب لانعلمها.. مصر الأن علي أبواب المستقبل بشرط الإمساك بالفوضويين وشاغلي الطريق وكاسري قضبان المترو والبلطجية في كل مكان وتقديمهم للمحاكمة الفورية.. مصر لن تكتمل ثورتها ياأولي الألباب إلا بتطبيق القانون ومنع الفوضي وكشف السادة الذين قدمت لجنة التحقيق أسمائهم في سرية لأنهم من الكبار كما اشاروا بعد إعترافهم بتعاون حبيب العادلي وكشف أسرار الطرف التالت الذين حان الوقت لفضحهم علي رؤوس الاشهاد لينالوا القصاص العادل هم الأخرين وبغير ذلك لن تهدأ مصر الحرة ولن تنام.. القصاص أو الفوضي.. مقولة الألتراس الذين منحونا درسا لم يعرفه المثقفون وغوغاء الإعلام ليل نهار.. القصاص القصاص لنخلي عيشتكوا رصاص وطين ياأوغاد القرن الحادي والعشرون.. وصدق الله العظيم حين رسم لن الطريق الحر المتين حين قال .. (ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب)
نشرت بجريدة الخميس