الثلاثاء، 29 أبريل 2008

هشام لاشين يكتب عن مهرجان حقوق الانسان الاول بالبحرين

يفتتح مهرجان البحرين لحقوق الانسان يوم الاربعاء الموافق 30 مايوً برعاية من ملك البلاد حمد بن عيسى ال خليفة ، ويعتبرهذا المهرجان هو الأول من نوعه في المنطقة العربية، ويشارك فيه 18 دولة من مختلف دول العالم تعرض 27 فيلماً سينمائيا روائيا وتسجيليا من نوعيه الافلام التي تهتم بطرح موضوعات حقوق الإنسان.

وأكد مدير مهرجان البحرين الدولي الأول لأفلام حقوق الإنسان ناصر بردستاني أن اللجنة المنظمة للمهرجان رفعت عدد الجوائز التي ستوزع في حفل الختام إلى 6 جوائزبعد الإقبال الكبير الذي حظي به المهرجان.

وتنظم المهرجان جمعية الحريات العامة لأول مرة، وتجري مراسم الافتتاح بفندق الخليج، بينما تبدأعروض المهرجان في الأول من شهر مايو(آيار) المقبل، وسيستمر لمدة أربعة أيام وستركز الأفلام على البعد الإنساني بعيدا عن التركيز السياسي المباشر..وأكد بردستاني أن المهرجان يعد الأول من نوعه على مستوى العالم العربي، وسيضع مملكة البحرين على الخارطة العالمية لمهرجانات أفلام حقوق الإنسان في العالم، موضحاً أن القائمون على المهرجان قرروا الاحتفاء في الدورة الأولى له بالزعيم الهندي المهاتما غاندي صاحب نظرية اللاعنف الذي كان له دور كبير في تحرير بلاده من الاستعمار، ومحاربة التعصب، والطبقية، والجهل، والذي اغتيل في العام نفسه الذي تم فيه التوقيع على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وقال بردستاني إن الأفلام ستعرض في دور سينما السيف، وسينما الدانة، وصالة معهد البحرين للتدريب، مشيراً إلى أنه من بين الأفلام المشاركة في المهرجان: ''إنه عالم حر'' و''أحلام'' و''تحت القصف'' و''السلاحف تستطيع الطيران ''و ''الماء الصامت'' و ''نوع خاص من الجمال'' و ''العراق في أجزاء'' و '' التراب و الرماد''.

وأوضح أن حفل الختام سيشهد توزيع ست جوائز خمس منها ستحددها لجنة التحكيم، ومنها أفضل فيلم روائي، وأفضل فيلم تسجيلي، وأفضل مخرج روائي، ومخرج تسجيلي، وأفضل ممثل أو ممثلة، والجائزة السادسة ستكون لأفضل فيلم يقيمه الجمهور، مشيراً إلى أن لجنة التحكيم تتكون من خمسة أعضاء بالإضافة إلى الرئيس وهو المخرج المعروف بسام الذوادي بالإضافة إلى أختيار عبد النبي العكري ناشط حقوقي، والناقد السينمائي حسن الحداد، ورئيس النادي البحرين للسينما نادر المسقطي، ومستشار وزير الإعلام صلاح أحمد، وكاتب سيناريو فريد رمضان أعضاء في لجنة التحكيم.

الثلاثاء، 22 أبريل 2008

هشام لاشين يكتب عن الفيلم الهولندي (ضربات)

(kicks) ولا يزال مايطلقون عليه ( صراع الحضارات) هو الهاجس المسيطر علي عقول العديد من المثقفين والمخرجين في أمريكا وأوروبا في أعقاب 11سبتمبر .. فالنظرة الي المسلمين والعرب يختلط فيها التوجس بالعداء المسبق ووسط حاله إعلاميه نجحت في غسيل المخ الغربي صارت امكانيه الفهم الصحيح خصوصا للمهاجرين العرب أكثر صعوبة .. ومن هنا يمكن فهم استفحال النظرة غير الموضوعية للسلوك العربي والإسلامي والتي طفت علي سطح معظم الأفلام التي حاولت التحليل والفهم خلال السنوات الاخيره .. وفي وسط هذا المناخ يأتي الفيلم الهولندي (kicks ) أو ضربات للمخرج ألبرت تيرهيلديرت ليكرس مزيدا من سوء الفهم حول المهاجرين العرب لاسيما المغاربة في المدينة القديمة أمستردام وهو مايمكن اعتباره جزءا ثانيا للفيلم السابق للمخرج والذي قدم نفس الأجواء تقريبا في (شوف شوف حبيبي) وهو الفيلم الذي يهزأ الي حد كبير من السلوكيات العربية المتخلفة في قالب كوميدي لدرجه انه تحول لمسلسل تلفزيوني هولندي ناجح! ولكن الجزء الثاني يميل أكثر للجدية وان كانت الكوميديا السوداء يمكن ان تتفجر من ردود أفعال المتلقي الغربي للشخصيات العربية إزاء المواقف العادية بالنسبة للمواطن الهولندي عموما وان لم تكن كذلك بالنسبة للعرب مثل موقف الضابط المتطوع (مروان) والذي يعتبر شخصا متأقلما مع المجتمع الغربي لكنه في أول مواجهه حقيقية مع هذه الحضارة يفشل حين يرفض الزواج بحبيبته (عاليه) لمجرد أنها أخبرته إنها ليست عذراء وان اتضح بعد ذلك أنها كانت تختبر رد فعله كرجل متحضر ثم اتضح لها هي الاخري انه ليس كذلك ورغم ذلك تزوجته !! في البداية يحرص الفيلم علي الإيحاء بأن كل القصص داخل الفيلم مأخوذة من مصادر حقيقية بينما يقدم لنا 10شخصيات من المواطنين الهولنديين ذوي الأصول العربية والتركية تتشابك حياتهم وتعكس ازمه الاندماج لدي معظمهم حتى وان انخرط بعضهم في الجيش الهولندي مثل (مروان) حيث تتغير الأحداث في أعقاب إطلاق شرطي ابيض النار علي اثنان من المهاجرين يبدو إنهما كانا يخططا لسرقه احد المتاجر وليلقي احدهما (رضوان) مصرعه في الحال وهنا يبدأ شقيقه المندمج (سعيد) والذي يحترف الملاكمة في التحول .. فرضوان لم يكن يسرق المتجر وإنما كان يهدف للانتقام من صاحبه بسبب فصله من العمل هناك .. وسعيد نفسه مأزوم فهو ملاكم خاسر دائما وهو عاده مايتلقي الضربات الموجعة ليقدم به المخرج معادلا موضوعيا لكل أنواع الضربات التي يتلقاها هؤلاء المهاجرون في هولندا بسبب عدم التكيف .. أما (نور الدين) عاشق المغني الهولندي (بودفاين دوخروت) وبحلم بالمشاركة في احدي البرامج الغنائية فنراه في لحظه عبثيه يغني مع صديقه قبل مقتل الأول أغنيه متطرفة تقول ان قتل اليهود عمل مقدس بينما ينصحه رضوان بالذهاب للعراق ليفعل شيئا بدلا من الغناء وعلي هامش هذه الشخصيات يقوم احد المغاربة بتصوير فيلم عن المغاربة أنفسهم في المهجر ونراهم متسكعين في الشوارع ورافضين للانخراط بل ولمروان لأنه جند بالجيش الهولندي وربما يكون تشتيت المخرج بين العديد من الشخصيات قد اضعف قليلا من بناءه فقد كان الأجدر التركيز علي شخصيتين مثل الشاب ذو الأصول المغربية الذي يتطوع للجيش الهولندي وما يسببه ذلك من مضايقات من أصدقائه المغاربة أو مع والد خطيبته الذي يتهمه بالخيانة كذلك قصة خطيبته وعملها في الشرطة في أجواء لا تخلو أحيانا من العنصرية للمهاجرين ، هناك أيضا قصة الملاكم المغربي المنسجم مع نفسه والذي يساهم في الحي الذي يسكن فيه بمساعده الكثير من الشباب المهاجر في التخلص من غضبهم الكبير على هولندا والعالم الغربي ولذا يرون ان العدالة تغيب فيه هذا الملاكم الذي تقتل الشرطة أخيه الصغير بسبب سطوه على محل يجد نفسه مترددا بين كل قيمه الحضارية وعاطفته وضغط خسارة شقيقه ..ولذلك ينقص الفيلم التسلسل النفسي والانتقال السلس من قصه الي أخري وارتباط القصص المختلفة ببنيه درامية وزمنيه متماسكة .. لكن الفيلم لايغفل -رغم ذلك الفلكلور المتكرر الآن - مشاكل الإرهاب كذلك سؤال الانتماء للجيل الثالث من المهاجرين و تأثير الفضائيات العربية في تهيج مشاعر شباب لايحتاج لمزيد من الإحباط بسبب ظروف معقدة هي الأخرىثم مشكلة العذرية قبل الزواج للفتيات الشرقيات وأزمات الهوية والدين وأجيال المهاجرين الأوائل والسعي لمظلة متسعة قليلا لتضم الكثير من مفردات الهوية الأصلية والتزامات العيش المشترك في البلدان الجديدة .. وفي مشهد بليغ وموحي تدخل الشقراء كيم الي احد المقاهي العربية لتقول للنادل في سذاجة واضحة ( أنت أول تركي ادخل معه في نقاش جدي ) هنا يدرك المتلقي حجم جهل المواطنين العاديين بطبيعة وصفات المهاجرين العرب والمسلمين وربما من جنسيات أخري وهنا يشير المتحدث العربي لها بمرارة لردود الفعل السلبية تجاه الشباب العربي الأسمر وكأنه تلويح بمدي العنصرية التي يواجهها هؤلاء المهاجرون في المجتمع الهولندي . انه باختصار فيلما عن الفارق الحضاري .. وعن الصفعات المتتالية التي يتلقاها العرب والمسلمون في المجتمع الغربي نتيجة أفكارهم المغلقة علي أنفسهم .. وهو أيضا فيلم المخرج الثاني عن تزايد الهوة مع أحداث من نوعيه مقتل مخرج هولندي العام الماضي علي يد احد المغاربة ولذلك يبدو هذا الجزء أكثر تشاؤما وتهكما واقل فهما موضوعيا حتى وان حاول الاشاره العابرة في سياقه للعنصرية الغربية التي ساهمت وتساهم كل يوم في تزايد هذه الهوة

الاثنين، 14 أبريل 2008

لمى طيارة " هي فوضى؟" فيلم من الطراز الأول بكل المعايير

إن المتطلع لواقع الحياة التي نعيشها بكل أبعادها الاجتماعية والاقتصادية ، ليجد أن الفوضى قد عمت المكان ، بكل المقاييس والمعايير ، وامتدت هذه الفوضى لتصل بطبيعة الحال إلى السينما التي تعتبر مرآه تعكس الواقع فتحول الإنتاج في السنوات الأخيرة إلى أفلام الاكشن والهز والرقص وبعض مشاهد الإباحة والجنس، ولو نظرنا من أعلى إلى الوضع العام لوجدنا أن نتائج العولمة لم تكتف بالتخريب في عقولنا وملبسنا ومأكلنا بل تدخلت في قيمنا وحولتنا إلى صورة مشوهه عن مجتمع أبعد ما نكون عنه في أخلاقنا وديننا وعاداتنا ، ولكنه مجتمع امتلكنا في شهواتنا وغرائزنا فسيطر علينا وعلى عقولنا وأقحمنا فيه سواء كنا منتجين للأفلام أو مشاهدين ونقاد ومتتبعين لإنتاجها . ولكي لا أظلم السينما العربية كثيرا فأنه لا بد لي أن أقول أن أفلام عديدة ظهرت في الفترة الأخيرة كانت تتعرض لحياتنا ومشاكلنا الاجتماعية بشكل إما كوميدي خفيف أو درامي مسطح ، محاولة التعرض لهموم الشارع من بطالة وفقر وتخريب .. الخ ، كلامي هذا طبعا بالنسبة للسينما المصرية ، أما لو نظرنا إلى السينما سواء في سورية أو المغرب العربي أو حتى في الخليج الذي دخل حديثا هذا المضمار ليعكس لنفسه صورة حضارية . تلك البلاد كان لها رصيد لا بأس به سواء في الإنتاج أو المهرجانات وحصدت أفلامها بعضا من الجوائز ، اغلب الظن وزعت هذه الجوائز على أساس اعتبارات سياسية أو دبلوماسية ،عموما ، لو تتبعنا إنتاجها السينمائي لوجدنا أن بلدا مثل سورية إلى الآن لم يقدم فيلما يطرح هموم الشارع فالفيلم السوري حبس نفسه ولفترة طويلة في أفلام البيئة الضيقة والمحدودة والتي على الأغلب لا تحقق انتشارا ولا عالمية ،حتى ولو شاركت هذه الأفلام في مهرجانات عالمية ، وقد اعذر مؤسسة السينما على هذا التصرف نظرا لان صناعة السينما في سورية ليست بصناعة ربحية كما هو الحال في مصر فقلة هي صالات العرض وقلة هي جماهيرية الأفلام ، والأفلام على الأغلب نخبوية ولا توزع إلى الخارج ، والأمر كذلك سواء في المغرب العربي أو حتى في الخليج المتمكن ماديا ، فالسينما لم تصل إلى مرحلة الصناعة ، ولم تحمل معها ميزان الربح والخسارة . إن مقدمتي الطويلة هذه جاءت رغبة مني لأقول أن " فيلم هي فوضى؟" هو من الأفلام القليلة في الساحة العربية عامة ، التي استطاعت كسر هذا الحاجز بكل شفافية وجرأة ، فالفيلم يتعرض لمواضيع هامة تخوض في هموم الشارع المصري بما فيه من أخطاء وعيوب وظلم وفقر متخطيا كل حواجز الرقابة ، لقد عاد بنا يوسف شاهين إلى زمن الأفلام الهامة التي كان قد قدمها سابقا كأمثال فيلمي " باب الحديد "و " الابن الضال" بعد أن كان قد حصر نفسه ولفترة طويلة في أفلام السيرة الذاتية و أفلام الرموز التي قللت كثيرا من جماهيرية أفلامه ، نظرا لان الشارع بما فيه من نسبة أمية حتى بين المتعلمين لا يفهمون هذه الرمزية في أفلامه.... وفيلم "هي فوضى؟" يحكي عن (حاتم) أمين الشرطة بقسم شبرا الذي يقطن في حي شعبي و يقع في حالة حب أشبه ما تكون بالمرض (لنور) جارته الحسناء التي تعمل مدرسة و التي تقع بدورها في حب ابن الناظرة ( وداد) الذي يعمل وكيل نيابة ويدعى شريف... ويصور الفيلم فساد أمين الشرطة هذا المحمي بمأمور القسم المهزوز الشخصية والمرتبك ، وكأنه في دوله من الفوضى يقوم بكل أنواع التجاوزات في وضح النهار بدءا بإهانة المعتقلين السياسيين و التعذيب الجماعي لهم وانتهاء بالرشوة والابتزاز. ربما لا بجدر بنا حقيقة أن ننسب هذا النجاح كله ليوسف شاهين بل لكل العاملين في الفيلم بدء من سيناريو العمل الذي كتبه المبدع ( ناصر عبد الرحمن) دون تدخل من يوسف شاهين دخولا بأداء الممثلين الرائعين الذين كانوا أكثر من مبدعين فالفنان " خالد صالح" الذي لمع نجمه في الآونة الأخيرة , يؤدي في هذا الفيلم شخصية مركبة ،قاسية جدا وعاطفية ،أما النجمة الشابة " منه شلبي" فهي تخطو خطوات كبيرة وواسعة بدء من ظهورها الأول في فيلم " الساحر" مرورا بفيلم " بنات وسط البلد" إلى " هي فوضى؟" والنجمتين هالة فاخر وهالة صدقي واللتين بدتا بشكل جديد ..وصولا إلى النجم يوسف شريف . كما لا يمكننا تجاهل المخرج اللامع خالد يوسف التلميذ الأستاذ صاحب البصمة التي كانت واضحة في معظم مشاهد الفيلم بما فيها من قوة في إظهار المعنى وتجسيد للمواقف وخاصة التي اعتمدت على المجاميع ، وقد أعطت الفيلم بريقا ورونقا إضافيا ، طالما افتقدناه في أفلام يوسف شاهين السابقة التي اعتمدت الرمزية الشديدة ، كما أضافت الموسيقا التصويرية التي قدمها " ياسر عبد الرحمن " تكثيفا بصريا للمشاهد ، ولن ننسى المونتاج الجيد والمتقن الذي هو أساس نجاح أي فيلم . ولكن حين نسأل أنفسنا كيف استطاع فيلم بهذه الجرأة أن يعبر عبر الرقابة المصرية وهو فيلم مهرجانات من الطراز الأول بما تعنيه هذه الكلمة من مستوى في الأداء والإنتاج والإخراج.. وأن يطرح بشده ويعكس بهذه الجرأة واقعا عربيا تخشاه الحكومات قبل الأفراد نظرا لما يعكسه من صورة سيئه لنا لدى الغرب عند مشاهدته ، نتأكد أن نفوذ وقوة يوسف شاهين بالإضافة إلى قوة الشركة المنتجة "السيد..جابي خوري.." التي آمنت بالعمل كما تؤمن بيوسف شاهين ، هي التي وقفت خلف هذا النجاح مجملا ، فبدءا من طلب الرقابة حذف بعض المشاهد التي اعتبرتها إباحية وانتهاء بإضافة إشارة الاستفهام إلى افيش الفيلم ليتحول العنوان من تأكيد على حالة الفوضى إلى سؤال و استفسار عنها لطالما نسمعه في الأحياء والشوارع وعلى لسان العامة حين حدوث أمر غير طبيعي " هي فوضى؟" ، في الحقيقة النتيجة واحدة لدى المتلقي سواء أضافت الرقابة هذه الإشارة أم لم تضفها فالرسالة المقدمة عبر ثنايا الفيلم وصلت ، فالمشاهد يخرج من الفيلم وهو يشعر بحالة تأكيد وتأكد من الفوضى الموجودة وليس مستفسرا عنها ... في النهاية كل ما نتمناه أن تنتج لنا السينما العربية على الأقل، فيلما واحدا في السنه بقوة وجرأة فيلم " هي فوضى". لمى طيارة / مجلة افروديت

الثلاثاء، 8 أبريل 2008

هشام لاشين يكتب عن الشذوذ الجنسي في السينما المصرية

ماذا حدث للسينما المصرية؟ وهل نحن علي أبواب موجه شرسة من أفلام الجنس والشذوذ سوف تسود خلال الأيام القادمة ؟ السؤال بالطبع لايأتي من الفراغ بل هو وليد حاله مزعجه من سينما تحاول استثمار مناخ الانفلات الرقابي والذي يقف بالمرصاد لأي فيلم سياسي جاد بينما يتجاوز عن كل مايمس القيم الاجتماعية والاخلاقيه في الصميم علي اعتبار أن الرقيب لن يسأل من الناحية الأخيرة وان كان التاريخ لن يعفيه مما وصل إليه الحال علي يد بعض من يرفعون شعارات رنانة مثل ضرورة ألا ندفن رأسنا في الرمال وانه لابد من مواجهه ماتسمي بالسينما النظيفة ولو بالسينما القذرة التي تروج للشذوذ الصارخ في مشاهد اقل ماتوصف بالإباحية والتجاوز الأخلاقي والمدهش أن بعض الفضائيات صارت تنقل هذه المشاهد للبيوت العربية دون تمييز بين مايصلح للعرض الأسري وما يعرض في القاعات المظلمة لتكتمل منظومة الهدم العشوائي وهو ماحدث مؤخرا عند عرض فيلم المخرج خالد يوسف (حين ميسره ) والذي يتخلله مشاهد فاضحه تروج للسحاق بين بعض بطلاته فالفنانة غادة عبد الرازق والتي تؤدي دورا قصيرا يتجلى في خمسة مشاهد تجسد خلاله دور امرأة شاذة تحاول الإيقاع بسمية الخشاب، وهذه الأخيرة هي البطلة المقبلة من منطقة عشوائية فقيرة، لكنها تتمتع بأنوثة صارخة، تجعلها فريسة للرجال الذين يجبرونها على امتهان الرقص بعد تعرضها للاغتصاب ويتضمن الفيلم مشاهد لغادة تقبّل فيها سمية الخشاب، بينما الأخيرة تعلّق "هو انتو ملقتوش غير جسمي، تطمعوا فيه رجالة ونسوان"، فيما ترد عليها غادة بحدة "هو أنت عندك غيره يا روح أمك ويحتوي الفيلم علي مشاهد سحاق فاضحه تعرضها الفضائيات أيضا في سابقه مثيره للدهشة وهي مشاهد تجاوزت جرأتها فيلم (الصعود إلي الهاوية) الذي أخرجه كمال الشيخ في السبعينيات وكانت تؤدي فيه مديحه كامل شخصيه الجاسوسة التي تعمل لصالح العدو الإسرائيلي وكان الهدف من وصم الشخصية بالشذوذ تقديم مبررات درامية اضافيه لرفض الشخصية واستنكارها عكس فيلم (حين ميسره) والذي يطالب بالتعاطف مع البطلة، التي تهرب من تحرش زوج أمها لتقع ضحية جريمة اغتصاب بشعة، وتتحول في النهاية إلى راقصة، بينما يعيش طفلها بين مقالب الزبالة وربما لاتكون هذه هي المرة الأولي التي يتجرأ فيها خالد يوسف علي القيم في أفلامه وربما تكون القضية التي أثارها فيلمه (ويجا) والتي حاول فيها الإساءة للنقاب ووصلت القضية لمجلس الشهب وكذلك اضطراره لتغيير اسم فيلمه (خيانة شرعيه) إلي خيانة مشروعه بسبب اعتراضات دينيه تعتمد علي أن اسم الفيلم يحاول أن يجعل للخيانة سندا شرعيا فجا يعتبر مقصودا ومهينا.. كل ذلك ومواقف أخري يحاول بها خالد أن يكون مثيرا للجدل علي طريقه أستاذه يوسف شاهين يكشف عن هوس الشهرة علي طريقه خالف تعرف .. ورغم ذلك فقد كان يوسف شاهين نفسه ابرز من تعرض للعلاقة المثلية ففي فيلم مصري سوفيتي مشترك تحت اسم (النيل وناسه) أوجد يوسف شاهين صراعاً فرعياً يظهر حب خبيرسوفييتي لشاب مصري وفي فيلمه (المصير)، جاءت لقطة سريعة عابرة لأحد أبطال الفيلم في حمام للشواذ كما قدم شاهين الفرعون باعتباره رجلا شاذا في فيلمه (المهاجر) وفي ثلاثية شاهين التي يحكي فيها قصة حياته(إسكندرية ليه – حدوتة مصرية – إسكندرية كمان وكمان)، جاء في الجزء الأول أن خال البطل وقع في غرام جندي إنجليزي أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد ظهرت هذه العلاقة الخفية من خلال مشهد يوقظ فيه الجندي الخال، وهو بملابسه الداخلية وفي الجزء الثالث – الذي من المفترض أنه يجسد شخصية يوسف شاهين – وقع في غرام شاب آخر(!!) ولكن هذه العلاقة لم تظهر إلا من خلال أغنية ورقصة في إحدى لقطات الفيلم! وإذا كان هذا هو حال خالد يوسف وأستاذه شاهين فأن الأمر لم يختلف كثيرا بالنسبة لإيناس الدغيدي والذي أثار آخر أفلامها ضجة وصلت بدورها لمجلس الشعب بتناولها علاقة شابين شاذين في (ماتيجي نرقص) والمدهش أنها كانت تنحاز للدفاع عن هذه العلاقة في إطار ماتسميه بالحرية التي يجب أن نحترمها.. وعلاقة إيناس بموضوع المثلية قديمه وقد سبق وطرحتها في فيلم مثل (ديسكو ديسكو) وربما كانت هناك إشارات واضحة في فيلمها (دانتيلا) لكي تتنصر علاقة امرأتان علي علاقتهما برجل فهي من وجهه نظرها الابقي والأكثر أمانا!! وقد اخترقت السينما المصرية في السنوات الاخيره تابوه الشذوذ الجنسي في عده أفلام وعبر مشاهد مثيره للدهشة فقد كررها المؤلف وحيد حامد في مشهد لقاء عمرو واكد بالشاذ (رؤؤف) في فيلم (ديل السمكة) والذي يقول له في مشهد طويل أن هناك آخرين مثله وانه مريض قبل أن يتحول الحوار إلي مشاهد بصرية مزعجه أثارت بدورها جدلا كبيرا في فيلم( عماره يعقوبيان) وهو الدور الذي رفضه ممثلين كبار قبل أن يوافق عليه خالد الصاوي.. وقد سبق وأشار وحيد حامد في فيلم (سوق المتعة) إلي علاقة شاذة حدثت عن طريق الاغتصاب لمحمود عبد العزيز في الفيلم داخل السجن وقد قدمها الفيلم بأسلوب ساخر لايخلو من تقززكما تكررت إشارات الشذوذ خلف أسوار السجون حيث تصبح (المثلية) قهرية في ظل كبت وحرمان المساجين في أفلام عديدة مثل (المزاج) وغيرها كما تطرقت أفلام أخري لنفس الموضوع مثل (قطه علي نار) المأخوذ عن مسرحيه تنسي وليامز الشهيرة كذلك (حمام الملاطيلي) الذي أخرجه صلاح أبو سيف أوائل السبعينات وأثار بدوره ضجة كبيرة وهناك فيلم (الطريق)الذي قدمته فاتن حمامه في الستينات وظهرت فيه المدرسة ملك الجمل تراودها في تلك المنطقة النائية .. ولكن ظلت معظم هذه الأفلام تقدم الشذوذ في إطار الاستنكار والرفض لهذه النماذج أما التحول الموجود في سينما هذه الأيام نحو المهادنة وطلب التعاطف والتصوير التفصيلي للشذوذ فهو تحول دراماتيكي خطير يكشف عن حجم الكارثة والانفلات السينمائي الذي يتبناه حفنه من صناع سينما الرفض لكل ماهو نظيف تحت بصر رقابه تبارك بالصمت كل أنواع الانفلات الأخلاقي..المهم ألا يكون هناك كلاما في السياسة وإلا ستوقف الفيلم حتى يتم وضع علامة استفهام بعد اسم الفيلم كما فعلت مع (هي فوضي) مع حذف المشاهد التي تنتقد المؤسسة الامنيه.. وهو تناقض يحتاج للعشرات من علامات الاستفهام لكنه لايجد إجابة واحده شافيه !!

الثلاثاء، 1 أبريل 2008

لمى طيارة تحاور المخرج محمد خان والكاتبة وسام سليما ن في شقة مصر الجديدة

المخرج محمد خان والكاتبة وسام سليمان صانعا فيلم " شقة مصر الجديدة"/ الفيلم الحائز على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السينمائي15 لعام 2007في لقاء مع مجلة افروديت س.محمد خان المخرج المصري المتميز بأعماله ، من أين أتيت بفكرة الفيلم ؟ الفكرة هي لوسام سليمان صاحبة فيلم " بنات وسط البلد" ، يحكي الفيلم عن فكرة القدر والحب التي طالما تمنيت أن أقدم فيلما عنهما ، وأنا محظوظ لأنني فوجئت وأدهشت فعلا انه بعد تقديمي لـ21 فيلم بردة فعل جديدة لدى الجمهور, سواء في مصر أو سوريا ، فالمتفرج يخرج من الفيلم ومباشرة يقول أن لديه حاله , قاصدا طبعا " حالة حب" أو حالة بحث عن الحب . س. وهل واجهتم صعوبات في تنفيذ الفيلم ؟ لم يكن هناك صعوبات ، الفيلم كان سلسا جدا ،الصعوبات عاده ما تكون في (الكاستينك) اختيار الممثلين ، فمثلا غادة عادل كانت آخر من تم اختياره للدور ، و في الإنتاج والميزانيات ، أما التنفيذ فسلس جدا. والاكتشاف الحقيقي في هذا الفيلم كان الفنانة " غادة عادل" التي كانت قد ظهرت في أفلام أخرى بشكل أخف ، ولكن هذا الفيلم كان نقطة تحول في حياتها كممثلة س. الفيلم هل هو شبيه لخيالك كمخرج أم لخيال وسام سليمان الكاتبة ؟ ردا ضاحكا أنا أيضا كمخرج لي بصمتي ، الفيلم كان من خيالي كمخرج ومن خيال وسام ككاتبة*أما عن لحظة ولادة الفيلم بالنسبة للكاتبة فردت وسام سليمانأنا لا أعرف من أين بدأت ، كنت أريد أن اكتب فيلم رومانسي يروي قصة حب ، فتحول الفيلم من قصة حب إلى قصة بحث عن الحب من خلال طبعا شخصية " تهاني" مدرسة الموسيقا ، والحقيقة أن أبله تهاني هي مدرسة الموسيقا التي كانت تدرسني في الإعدادية و التي أحببتها جدا ولكنها اختفت في ظروف غامضة جدا، فجأة تذكرتها وقررت أن اكتب أحلام اليقظة التي كنت أعيشها في تلك المرحلة من عمري ، وكنت أنا" نجوى" التي كانت تعيش في المنيا والتي ذهبت للقاهرة بحثا عن مدرستها القديمة و خلال رحلتها وجدت ما كنت تبحث عنه حقيقة إلا وهو الحب المتمثل في شخص يحيى· س.عندما شاهدت الفيلم على الشاشة هل رأيته مشابها لخيالك؟ والله الفيلم كان أجمل بكثير من خيالي ، كنت اشعر بالفيلم عند كتابته ولكن الروح هي أجمل ما كنت أشاهده بالفيلم ، فمحمد خان أضاف للفيلم الكثير ، ابسط شي ممكن ذكره ذلك " السحر" الذي هو روح محمد خان، وأنا أرى أن الفيلم أولا وأخيرا هو رؤية المخرج .· هل حصل اختلاف في وجهات النظر بينك ككاتبة وبين محمد خان كمخرج وخصوصا على اعتباره زوجك؟في الحقيقة لم يكن هناك أي نقاط اختلاف ، ولكن طبعا هناك نوع من الاستفسارات ، سؤال عن جملة ما ، و التعديلات التي أضافها محمد خان للسيناريو أضافت للفيلم الكثير . س. بالنسبة لجيلك ,ككاتبة شابة ," ليلى مراد" ماذا تعني وخصوصا ان الفيلم مهدى لليلى مراد ؟ أولا جيلي ليس صغيرا جدا ، وهناك الكثيرون من جيلي يحبون ليلى مراد وشادية ويستمعون لها كثيرا ، أما عن علاقتي أنا بليلى مراد ، فأنا اشعر أنها جزء من عائلتي لأنني منذ صغري استمع لها ، أرى فيها رمزا للجمال وللرقي ، وعندما استمع لها اشعر أن الدنيا تضحك ، وفي الفترة التي كنت اكتب فيها الفيلم كنت بالصدفة استمع لإذاعة اسمها " إذاعة الأغاني" وفجأة بثوا أغنية " لليلى مراد" " أنا قلبي إليك ميال" شعرت أن أبله تهاني يجب أن تشرح كلماتها وتفسر معانيها للطالبات الأغنية من كلمات الابياري والحان القصبجي وهي من أجمل ما غنت وهذه الأغنية بالذات اعتقد أن كل من في سني يحبها ويسمعها. س. كونك كتبت فيلما رومانسيا فهل ترين أن الرومانسية وزمنها عاد أم أنها لم تغب أصلا؟ دائما هناك حب ، يمكن أن يكون زمننا نفسه لا يسمح بالأشياء الجميلة وانه بخيل علينا ويقهرنا أكثر مما يساعدنا على البهجة ، ولكن في الفيلم أردت فعلا آن أقول شيئا ،وهو أننا لو بحثنا بجدية سنجد الحب والبهجة أو على الأقل سنأخذ وعدا بالحب والسعادة .يذكر ان الفيلم من بطولة: غادة عادل ،خالد أبو النجا ،عايدة رياض ، أحمد راتب ،مروة حسين ، يوسف داود لمى طيارة / مجلة افروديت

هشام لاشين يحاور المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد

منذ فيلمه الأول (ليالي بن آوي) مرورا بأفلامه الاخري ( رسائل شفهية – صعود المطر-قمران وزيتونه –مايطلبه المستمعون) وغيرها وصولا لفيلمه الذي عرض بمهرجان دمشق السينمائي الأخير ( خارج التغطية) وهو يحصد الجوائز بينما تتزايد شعبيته ليس في أوساط المثقفين فحسب ولكن بين جمهور عريض في سوريا يجد في ( عبد اللطيف عبد الحميد ) متنفسا لهمومه الاجتماعية والنفسية .. بل لانبالغ إذا قلنا انه المخرج الأكثر حميميه مع الشارع السوري رغم لجوء بعض أعماله للرمز لتقديم أبعادا اضافيه للحكاية البسيطة في ظاهر أعماله .. وبعد حصوله علي الجائزة البرونزية في دمشق عن فيلمه الأخير كان لنا معه هذا الحوار والذي يكشف فيه أسرارا لايعلمها الكثيرون عن عالم هذا المخرج المتميز ؛ مالذي جذبك لتقديم مثل هذا الفيلم ؟ الذي جذبني ويجذبني في أي فيلم تصديت لإخراجه هوا لصراع الداخلي في النفس البشرية..عندما يفعل الشخص بنفس النسب الشر والخيروانا أتحدث في هذا الفيلم عن أناس ربما هم خارج التغطية ..التكنولوجيا التي تقتحم حياتنا بهذه الطريقة تسيء الي حد بعيد بعلاقتنا وأرواحنا.. هي نعمه ونقمه في نفس الوقت كما يظهر في اللقطات الأولي للفيلم ان الموبايل يقتحم حياتنا بقله أدب فهو لايستأذنك في أي مكان أنت فيه وفي أي ظرف تواجهه. ماهو شكل علاقتك أنت شخصيابالموبايل ؟ أنا ظللت فتره رافضا لاستخدام هذه التكنولوجيا ثم بدأت أفكر في الجانب المضيء لها وكان السبب أنني وجدت نفسي ذات مره مقطوعا في احد الأماكن دون حتى التليفون الأرضي ..كنت مسافرا وكان اقرب تليفون للمكان علي مسافة 15 كيلو متر مربع وشعرت وقتها بأهمية الموبايل مثلما شعرت بالوحدة عبد الطيف الذي صنع (نسيم الروح) (وقمران وزيتونه) وما يطلبه المستمعون) وغيرها من الأفلام التي ترتبط بالأيام الخوالي .. هل تشعر ان الموبايل قد جعلنا مجتمعا خارج التغطية إنسانيا ؟ لو لاحظت في نسيم الروح سوف تكتشف ان هناك اتصالا بشكل اخر كان هناك تواصلا ارضيا .. أنا اعشق كلمه الأرض واعتقد ان تحليلك صائبا الي حد كبير بطل فيلمك رومانسيا الي حد كبير فقد صبر 10 سنوات وتفاني من اجل حبه.. الي أي مدي تحكمك الرومانسية فنانا وإنسانا ؟ أنا اعشق الجانب الرومانسي في الإنسان وأنا شخصيا مزيجا من الرومانسي والواقعي وربمااكون أكثر واقعيه الآن بينما كنت أكثر رومانسيه في مراحل تكويني الأولي في الدراسة وما بعدها وأظن أنني وقعت في الحب مرات عديدة بسبب ذلك ألازمنه اختلطت علي بطل الفيلم في احد اللحظات فصارت 1995و1965 و1956 في اشاره لهزائم أو انتكاسات مختلفة هل قصدت ذلك ؟ بالتأكيد فهذه التواريخ لها دلالتها وتكشف عن معني الاستمرارية دون مباشره فيما نعانيه علي المستوي العربي القهر والاعتقال السياسي ظاهر أيضا في أكثر من مشهد ؟ أرجو ألا يدوم ذلك طويلا وأرجو ان تتغير العلا قه بين هذا المسجون وبين المواطن وفي الحقيقة أنا اعتبر ان الموافقة علي إنتاج مثل هذا الفيلم من المؤسسة العامة للسينما وبموافقة وزير الثقافة السابق الدكتور محمود السيد هو أمر حضاري وهي خطوه في الاتجاه الصحيح اشكرهم عليها أنت تركز علي الريف في أفلامك ولكنك هنا تظهر المدينة علي نحو رائع ..ماذا حدث ؟ المدينة موجودة أيضا في فيلمين سابقين هما (صعود المطر ونسيم الروح) وأنا ككاتب لأفلامي أتأثر بالمكان الذي أعيش فيه واعتقد أنني حققت قفزه مرعبه بعد فيلمي الأول والثاني (ليالي بن آوي ورسائل شفهية) بفيلم (صعود المطر ) حيث تصور البعض أنني سأاستمر علي نفس النهج بالتصوير في الريف وكانت هناك صدمه لكني قبل ان أكون ابن الريف فاانا ابن الوطن لقد تغربت وعشت في أماكن عديدة والمسألة ليست تخصصا ..هناك فكره تقتحمني واشعر أنها تحدث في المدينة وليس الريف والعكس صحيحا وهذه الفكرة تفرض نفسها علي المكان في ( قمران وزيتونه ) مثلا ستجد الريف والمدينة معا وكذلك الأمر في فيلم (مايطلبه المستمعون ) وفي فيلمي القادم ( أيام الضجر ) والذي ينتهي بعد شهرين مكانا اخر مختلفا تماما . حدثنا عن هذا المشروع ؟ الأحداث تدور في الجولان عام 1958 خلال الفترة الأولي للوحدة بين مصر وسوريا وعندما نزل الأسطول السادس الأمريكي بلبنان وتبعات ذلك التي تشبه كثيرا مايحدث حاليا وكل أبطالي من الوجوه الجديدة وهناك أربعه أطفال للأطفال وجود شبه رئيسي في معظم أفلامك ؟ ربما لم اصنع أي فيلم للأطفال ولكن كل أفلامي بها أطفال مثلما هم موجودون في الحياة وأنا يستهويني وجودهم مع ملاحظه أنني أب لفتاه واحده وعلاقتي بهامن أروع العلاقات فهناك تفهم وحرية وهي عمرها 27 سنه وتدرس حاليا بايطاليا الفن التشكيلي بالاضافه لدراسات سينمائيه في الإخراج الذي يستهويها شريط الصوت يمثل جزءا أساسيا في أفلامك ويلاحظ تكرار أصوات بعينها داخل الشريط مثل صوت أم كلثوم وآخرين أنا أتمني ان يكون صوت أم كلثوم حاضرا في كل أفلامي وهو ماحدث بالفعل وأنا ابحث دائما عن الصوت المناسب للمشهد سواء أكان أم كلثوم اوعبد الوهاب أو فيروز وهكذا وربما يرجع ذلك لكوني موسيقيا واعزف العديد من الآلات وقد واجهت صراعا في مرحله من حياتي بين الالتحاق بدراسة الموسيقي أو السينما وقد نجحت في اختبار الموسيقي لكني اخترت الإخراج وميلي الي أم كلثوم ربما له علاقة بسؤالك في البداية حول الرومانسية فهي تعينك علي الخروج من هذا الزخم وذلك الزحام والحياة المتشابكة .. أم كلثوم هي زمن الفرح وهي زمن الهدوء النفسي والحب والعطاء والكفاح من اجل إبداع حقيقي لتقديم شيء للمستمع هناك سيمفونية حب من كل الإطراف في (خارج التغطية) ورغم انك تتحدث عن عصر بغيض نعيشه الآن ؟ طبعا الحب لايزال موجودا وان كان كل واحد يحب بطريقته .. وكما يقال فمن الحب ماقتل فالزوجة في الفيلم تحب زوجها لدرجه الهستريا والنساء طبائع فهي تعاني هنا من احتراق داخلي( وعامر) واجه الفتور في لحظه معينه مع الزوجة لكن إحساسه بالمسئولية كان كبيرا تجاه المرأتين وفي رأيي هذا هو الأهم لأن هناك رجالا يفتقرون حتى لذلك الإحساس بالمسئولية ويكتفون بجانب واحد وهو الذي يحقق لهم رغباتهم لجوءك للتعامل مع عناصر تقنيه أجنبيه في أكثر من عمل ماهو أسبابه ؟ الحقيقة ان المصورين محدودين في سوريا الآن كما ان بعض العناصر تحقق لك رغبات فنيه معينه وأنا لست الوحيد الذي افعل ذلك واتمني خلال عام أو عامين ان نجد حلا لهذه المشكلة وان يحدث إحلال تدريجي بتقنين سوريون خصوصا وان معظم أفلامي كانت مع مصورين سوريين متميزين ماهو نوع اوشكل الاضاءه التي تخيلتها وتحققت لك في فيلم (خارج التغطية )؟ كان هناك حوارا مع مدير التصوير الياباني بالفيلم وكان الحل البصري والحركي بسيط وواقعي ..كنا نتحدث عن اضاءه كل (لوكيشن) علي حده فاضاءه منزل زوجه السجين مثلا يغلب عليها الشعور بالضغط النفسي ومنزل عامر ألوانه مختلفة والبلكونه بها أسوار كما السجن الداخلي وهي واقعيه وعاده في بيوت دمشق حتى لايسقط الأطفال وهي مثل القفص المنفوخ والمفتوح علي العالم كيف تعاملت مع الممثل الياباني ؟ أولا هو يتحدث العربية الذي تعلمها هنا بدمشق وهو خفيف الظل للغاية وقد تحدثت معه قبل التصوير وطرح هو علي أكثر من 30 سؤال وقرأ السيناريو مرتين حتى أعطاني الموافقة وكان إحساسه بالمسئولية مرتفعا رغم أنها المرة الأولي التي يعمل بها في حياته بالتمثيل وبعد الفيلم أعلن عشقه للمثيل وتمني مني تكرار التجربة هناك ازمه في التلقي لدي فئات عريضة من جمهورك لأفلامك ألا تفكر في تقديم أعمال أكثر جماهيريه ؟ ربما تكون هناك نفس الازمه أيضا لدي بعض المثقفين لكن دعني أصارحك انه ورغم ذلك فأن بعض أفلامي يبقي بدور العرض عاما كاملا في بعض الأحيان وأحيانا تواجه أفلامي تلقيا مدهشا وواعيا أكثر مما أتخيل وأحيانا تكون هناك بعض الصعوبات في التلقي وأحيانا يري المتلقي أشياء قد لاتخطر علي بالك وهذا أمر طبيعي في الفن ولايقتصر علي أعمالي بشكل خاص فدائما هناك تفاوتا في طريقه الرؤية هل تعتبر نفسك مخرج محظوظ خصوصا وان مخرجي جيلك ينتظرون لسنوات حتى يقدمون فيلما بينما تقدم أنت فيلما كل عام أو عامين علي الأكثر ؟ الأمر ليس حظا ..هناك اناس يقدمون نصا كل 10 سنوات وأنا لدي المقدرة لتقديم عمل كل عام وليس هناك طابورا قمت باختراقه مثلا ..أنا اجتهد وكل واحد له إيقاعه الخاص.. غيري يقدم نصا كل عده سنوات وأنا لدي مقدره متواصلة للعمل كل عام فهل اخترع طابورا خاصا بي حتى لاانتج أو انتظر وبالمناسبة أنا لااحل مكان أي زميل أو احصل علي فرصه احد واتحدي من يقول غير ذلك أو فليسمي لي أي عمل تجاوزته هل لديك طقوسا خاصة في كتابه أفلامك؟ بعد ان تراودني الفكرة انتظر ان تتخمر وتعشش في عقلي وقد يستغرق ذلك شهرين وأحيانا عامين ثم ابدأ في الكتابة فأصحو في السادسة والنصف صباحا وامكث في غرفه صغيره مربعه بالمنزل لأكتب ويختلط عندي الفطور بالعشاء بالغذاء فلا اعرف الوقت حتى انتهي وهل تستخدم التكنولوجيا مثل (الكمبيوتر) في الكتابة ؟ لا ..فلا زلت اكتب بقلمي الذي اعشقه وهذه حميميه لااستطيع التخلي عنها ولدي كتابه أولي وأحيانا ثانيه وثالثه ماهو الكاتب الذي تمنيت ان تخرج له عملا من غير مؤلفاتك ؟ جابرييل جارسيا ماركيز في معظم أعماله فأنا عاشق له وللأجواء التي يقدمها .. فهذا العالم الغني الواسع والثري المتدفق في صوره يجذبني ولديه شحنات إنسانيه تشعرني أنني الذي اكتب وليس هو .. واحلم أحيانا أنني أقدم روايته (الحب في زمن الكوليرا) وكذلك روايته ( مائه عام من العزلة ) رغم صعوبتها واحتياجها لإمكانيات كبيره ولكنه ستظل أحلاما أتمني تحقيقها وماهو الفيلم الذي لم تكتبه وتتمني ان تقدمه ؟ من الصعب الاجابه علي هذا السؤال لكن هناك فكره تراودني بالتحضير لحكاية تدور أحداثها في دمشق وهي ليست حكاية واحده ولكن مجموعه حكايات قصيرة جدا في فيلم طويل بعناوين قصيرة تكون فيها الغرابة والكوميديا ..الحزن والشجن ..الحر والبرد والناس الغلابة.