الاثنين، 9 مارس 2015

مالمو تفتتح ربيعها بسينما المرأة العربية









استقبلت مدينة مالمو السويدية عاصمة السينما العربية في أوروبا يوم السبت المهرجان الخاص بسينما المرأة العربية، الذي ينظمه مهرجان مالمو للسينما العربية سنويا، رغم أن المدينة شهدت في هذا اليوم عشرات الأنشطة احتفاءً بيوم المرأة العالمي، إلا أن ذلك لم يحل دون توافد المئات من عشاق السينما العربية سويديين وعرب، لمشاهدة عروض المهرجان الذي افتتح بتكريم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، واللافت أن نسبة كبيرة من الجمهور واكبت المهرجان من البداية حتى النهاية، فيما كان يتجدد ويزداد الجمهور مع بداية كل عرض
وعلى مدار أكثر من ساعة استقبل الجمهور نجمات وصانعات السينما العربية المشاركات في المهرجان، وهن المخرجة المصرية ماجي أنور، المخرجة التونسية أسمهان الأحمر، المخرجة المصرية نادين خان، ونابت الناقدة الفلسطينية أماني اللوباني عن المخرجة الفلسطينية ليلى عباس، وبعد حفل الاستقبال على وقع الموسيقى والأغاني العربية المتنوعة  التي قدمها الفنان طارق الحاج، قام المخرج محمد قبلاوي مدير مهرجان مالمو للسينما العربية بافتتاح المهرجان تحت اسم تكريم سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة وتكريم المرأة العربية والعالمية


وقد تألقت المخرجة المصرية ماجي أنور بفيلمها الوثائقي التسجيلي الفاتنة، الذي أثار عاص الشجن تكريما لروح سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي شعر الجمهور بوجودها، من خلال رسالتها التي كانت قد سجلتها لمهرجان المنصورة في مصر، والتي تقول فيها " اشتقت لكم واشتقت للمنصورة وكان نفسي أكون معكم وبعد عرض الفيلم التقت المخرجة المصرية ماجي أنور مع الجمهور وتحدثت عن فاتن حمامة ودورها ومكانتها وعن الفيلم وظروف صناعته بعشرة أيام
وبكثير من الفرح والدهشة استقبل الجمهور الفيلم التونسي "تزوج " للمخرجة أسمهان الأحمر، التي عبرت عن فرحها بالعودة إلى مالمو مرة ثانية للقاء الجمهور والتحدث عن فيلمها، الذي عرض في الدورة الرابعة لمهرجان مالمو، وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الروائية القصيرة، وبعد عرض الفيلم دار حوار بين المخرجة أسمهان الأحمر والجمهور، وادارته الناقدة أماني اللوباني ، وعن فيلمها تزوج  قالت أن رسالته الأولى الضحك والتهكم على الواقع المرير. ورغم أن فيلمها تزوج يحمل الكثير من المعاني السياسية والاجتماعية، إلا أن أسمهان الأحمر تصر على التحدث عن الفن كإبداع وعن الإخراج وصناعة السينما، وعن دور المرأة في صناعة السينما ترى أسمهان أنها متواجدة وحققت حضورا كبيرا، ولا فرق في معاناة المخرجين سواء كانوا رجالا أم نساء


أما الفيلم الوثائقي الفلسطيني "صقيع وغبار" للمخرجة ليلى عباس ، فيسلط الضوء على معاناة المرأة العربية في الهجرة واللجوء وداخل الوطن، وقد شعرت الكثير من النساء اللواتي حضرن الفيلم أنه يتحدث عنهن وعن معاناتهم، وأنهن جميعا مررن بذات المواقف التي تعرض لها الفيلم، وقد عبر عن ذلك من خلال الحوار الذي دار بين الجمهور والناقدة أماني لوباني، التي نابت عن المخرجة ليلى عباس في مناقشة الفيلم، فكان النقاش بمثابة ندوة تسلط الضوء على المرأة العربية ومعاناتها في الهجرة .
واختتم المهرجان بالفيلم الروائي الجميل " هرج ومرج" للمخرجة  المصرية نادين خان، وهو فيلمها الروائي الأول الحاصل على عدة جوائز في عدة مهرجانات، ، وتقول نادين أنها تشعر بسعادة كبيرة لأنها للمرة الأولى تشارك في إحدى فعاليات مهرجان مالمو للسينما العربية، وتقول أن المهرجان يتمتع بتنظيم جيد، وجمهور واسع،


وعن هرج ومرج تقول نادين خان أنه لامس الواقع، وهو ابن الواقع المصري، ولكنه يعبر عن أي مجتمع، إذ يتشابه واقع المجتمعات من حيث المنطق، مع اختلاف التفاصيل ومستويات العيش، لكن حالة المجتمع المغلق والمدار بالكنترول، والذي تأتيه الموارد بأشكال مختلفة، إلا أن هذه الموارد توزع على الناس، بشكل يبقيهم ضمن مستوى معين من العيش، وتكون الحالة أكثر مأساوية وقسوة في المجتمعات الفقيرة، تقول نادين أيضا أن هرج ومرج لا يتحدث عن مجتمع وليد، بل يتحدث عن شعب قديم وعريق وله ثقافته وحضارته وتطلعاته التي يجب أن تحترم

وعن فكرة الإذاعة في الفيلم تقول نادين أنها قصدت أن يكون لهذا المجتمع إعلامه الخاص، والميدايا الخاصة به، وهي رسالة عن خلق الإعلام في المنطقة ككل
فيلم هرج ومرج عبر عن مدرسة نادين خان الخاصة بالإخراج، والتي تصفها نادين بالسير وراء المشهد ليصنع ذاته بذاته. وحول المرأة ترفض نادين استغلال المرأة في السينما بشكل نمطي واستثماري، وتقول أنه يجب تكثيف حضور المرأة كموضوع في السينما بكل معانيها
وهكذا أسدل الستار على المهرجان الخاص لسينما المرأة العربية في مالمو، إلا أن الستار لم يسدل على الأنشطة والفعاليات التي وعد مهرجان مالمو للسينما العربية بأنها ستستمر طوال العام، وها هو مهرجان مالمو يستعد لدورته الخامسة بين 2- 6- أكتوبر 2015، إذ كان قد أعلن قبل فترة وجيزة عن فتح باب تسجيل الأفلام الراغبة في المشاركة، وإلى حين حلول موعد المهرجان المركزي، سوف يواصل المهرجان جولته على عدة مدن سويدية، من ضمنها العاصمة السويدية استوكهولم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق