الأربعاء، 11 مارس 2015

دولة الكلاب! مقالي الممنوع من الصحف المصرية!



                      

بقلم- هشام لاشين
قرر وزير الاوقاف خصم شهر لمن يبث أذان الفجر بمكبرات صوت.. هذا هو اخر اخبار ومخترعات العصر الحديث في مصر ام العجايب.. وانا شخصيا لاشأن لي بالرد علي كلام السيد وزير الأوقاف من الناحية الدينية فهناك من هم أجدر مني علي ذلك ولكني اتوقف امام محاولات سيادته وكل الكارهين للدين الإسلامي في وطن قالوا عنه انه بلد الأزهر الشريف في إضفاء بعدا إنسانيا عقلانيا علي القرار من خلال الإشارة إلي إزعاج النائمين والأطفال والعواجيز ليتحول الاذان ببساطة شديدة الي مصدر إزعاج للسلطات والمواطنيين ، وقبل ان نتطرق لموضوع الإزعاج هذا للرد عليه نود ان نذكر بأنه قبل ثورة 25 يناير رحمها الله واسكنها فسيح جناته كان هناك قرارا بدأ تنفيذه بالفعل في توحيد الاذان بصوت جميل وعبر أجهزة في مساجد مصر بحيث لايصبح كل من هب ودب يقوم بالاذان ويزعج الناس وينفرهم بالنهار او بالليل ورغم معارضة بعض المتحذلقين لهذا القرار الا انه كان من افضل القرارات التي ظهرت في عصر المغبور ، فالصوت الجميل دعاية حسنة لأي فكر او دين كما كان هناك حظر بدأ تطبيقه بالفعل لإقامة شعائر الصلاة في مكبرات الصوت وهذا هو المزعج فعلا والذي لايليق ولايتفق مع روح الدين الإسلامي خصوصا وان هناك اصحاب ديانات اخري من حقهم ألا نضايقهم ، ولكن ان نمنع الاذان اصلا بحجة الإزعاج فهنا أسأل السيد وزير الاوقاف والسادة مسئولي الأمن وعشاق الوطن والشعب والخائفين عليه من نسمة الهواء العليل.. مارأي سيادتكم في انتشار ظاهرة اقتناء الكلاب في العامين الأخيرين وتركها بالشوارع بحجة الحراسة تنبح طول الليل والنهار بصورة اصبحت تثير فزع الجميع؟ اين القانون من هؤلاء؟ لماذ تترك الدولة الكلاب الضالة ترتع في شوارع مصر وتسمح لظهور مشكلة من المتوقع ان تثير حرب أهلية في الايام القادمة دون رادع؟ ألم تحقق سيادة الدولة الكريمة في اسباب مذبحة الكلب الذي أعلنت عليه الفضائيات الحداد والنباح لتعرف ان سيادة الكلب المصون هو ومن اقتنوه قد أثار الذعر بين العباد وفي البلاد وانه عض 8 اشخاص دفعة واحدة.. تصوروا 8 من البني ادميين لم يحزن عليهم احد واقاموا الدنيا علي ذبح الكلب!! لم يهتم محللي فضائيات النباح ليل نهار الاسباب الحقيقية  واكرر للحرب الأهلية القادمة بسبب الكلاب في الشوارع واهتموا فقط بالجانب الإنساني في الذبح وهو طبعا مرفوض تماما ولكنه ليس الموضوع الأصلي فالأخطر هو ترك الكلاب بهذا الشكل الذي لم نشاهده في القاهرة من مئات السنيين.. وهناك عشرات المشاكل اليومية والحوادث والمشاجرات في شوارع مصر الأن بسبب الكلاب والحكومة لاتتحرك الا عندما شعروا ان الاذان يزعج السادة المرتعشين من مجرد صوت اذان وهو الأمر الذي يذكرني بتونس بورقيبة ومن بعده زين العابدين ، فالأمر لاعلاقة له بالتطرف وإنما له علاقة بالخوف والرعب من بيوت لله يذكر فيها إسمه ، فهل صار صوت الاذان إرهابيا هو الأخر ليخيفهم ويدفعهم لإعلان الحرب عليه وايهما اجدر برعاية المواطن الغلبان من الإزعاج صوت الاذان ام نباح الكلاب؟ وهل صرنا دولة الكلاب التي تنبح ليل نهار ولاتفعل شيئا حقيقيا ومنطقيا لرعاية بني الإنسان ؟! فعلا إنها لاتعمي الابصار ولكنها القلوب التي في الصدور!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق