"ميكانو" فيلم رومانسي أبدع لحظاته الرومانسية المخرج محمود كامل في أول تجربة إخراجية له مع موسيقي "تامر كراون" وكاميرا هشام سري الذي لعب بالضوء وكأنه يرسم لوحة تعبر عن المشاعر وساعده علي ذلك إيجاد إيقاع تناغمي للفيلم لعبته ببراعة المونتيرة "مها رشدي"، ولكن تأتي المشكلة من سيناريو الفيلم الذي أراد السيناريست "وائل حمدي" في أول تجاربه السينمائية تقديم قصتين متوازيتين لشخصية واحدة أدي دورها "تيم الحسن" لمهندس شاب يجعلك في حالة استغراب من أمره مع أول مشهد من الفيلم حيث يظهره السيناريو محاولاً حفظ أسماء قبل الذهاب لاحتفال كبير يقام لأحد مشاريعه، ثم يستعرض الفيلم حياته التي لاتخرج عن أربع حيطان يعيش خلفها في شقته ولا أحد يعرف ما سر هذا المهندس، وهل علاقته بأخيه المهندس الذي أدي دوره "خالد الصاوي" لا تخرج عن كونها استغلالا أم تضحية؟ في عدة مشاهد متوالية لا تستطيع التعرف الي السبب الذي يجعل هذا المهندس العبقري مختفيا عن الوجود ويعتقد المشاهد أنه مصاب بمرض نفسي.. ولكن تأتي لحظة الانفراج عندما نعلم أنه في بداية حياته أجري جراحة خطيرة لإزالة ورم بالمخ وكانت النتيجة إصابته بمرض فقدان جزئي للذاكرة يجعله في بعض الأوقات لايعرف من يكون، وهذا المرض يبدأ بفقدان يظهر كل عدة سنوات ثم مع تقدم السن يزداد فيحدث كل سنة، ومن تلك الانفراجة في معرفة شخصية المهندس خالد نبدأ في استعراض خطين متوازيين في السيناريو الأول بين خالد وأخيه وليد، والخط الثاني بين علاقة المهندس خالد وأميرة التي تعيش قصة حب مع "تيم حسن" وتحاول فك رموز شخصيته الغريبة.. ولقد كانت نور التي أدت شخصية "أميرة" من مميزات الفيلم حيث استطاعت الانتقال بين مفردات شخصيتها ببساطة حيث تبدو تلك المرأة التي تجمع بين الرومانسية عندما تتعامل مع خالد والشخصية القوية المتحملة آراؤها وأفكارها في المشاهد التي جمعتها مع أمها أو زوجها السابق الذي أدي دوره "خالد محمود" ويعتبر من نقط الضعف الموجودة بالفيلم بداية من أدائه الانفعالي وانتهاء بتفاصيل شخصيته التي كتبها السيناريست والتي قرنت شخصيته الشريرة بالانفعال المستمر، والظهور وهو يشرب بيرة، ثم نسي السيناريست "وائل حمدي" الشخصية مع تصاعد الأحداث ولم نعد نعرف شيئا عن الرجل الذي يريد إعادة زوجته إليه.. ومن الأخطاء الموجودة في تركيبة الشخصيات أيضا دخول "خالد" كلية الهندسة رغم أن أخاه يعلم بمرضه وفسر السيناريست ذلك بأن أخاه نفسه يدرس الهندسة إلي جانب عبقرية خالد، رغم أن ذلك التفسير غير منطقي، وأيضا هناك شخصية الطبيب المعالج لخالد الذي يخرج عن إطار آداب المهنة فيستطيع طليق "أميرة" معرفة سر مرض خالد بكل تفاصيله، وفي النهاية يبدو أن فيلم "ميكانو" محاولة جادة لتقديم سينما ذات مفهوم مختلف ورؤية جديدة لأفكار بعيدة عما اعتادت السينما المصرية تقدميه ولكن هناك دائما أخطاء التجربة الأولي التي أعتقد انه سيتم تداركها في الفترات القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق