الخميس، 5 مارس 2009

حنان أبو الضياء تكتب عن فيلم (ميكانو‮)

‬ ‬ ‮"‬ميكانو‮" ‬فيلم رومانسي‮ أبدع لحظاته الرومانسية المخرج محمود كامل في‮ ‬أول تجربة إخراجية له مع موسيقي‮ "‬تامر كراون‮" ‬وكاميرا هشام سري‮ ‬الذي‮ ‬لعب بالضوء وكأنه‮ ‬يرسم لوحة تعبر عن المشاعر وساعده علي ذلك إيجاد إيقاع تناغمي‮ ‬للفيلم لعبته ببراعة المونتيرة‮ "‬مها رشدي‮"‬،‮ ‬ولكن تأتي‮ ‬المشكلة من سيناريو الفيلم الذي‮ ‬أراد السيناريست‮ "‬وائل حمدي‮" ‬في‮ ‬أول تجاربه السينمائية تقديم قصتين متوازيتين لشخصية واحدة أدي دورها‮ "‬تيم الحسن‮" ‬لمهندس شاب‮ ‬يجعلك في‮ ‬حالة استغراب من أمره مع أول مشهد من الفيلم حيث‮ ‬يظهره السيناريو محاولاً‮ ‬حفظ أسماء قبل الذهاب لاحتفال كبير‮ ‬يقام لأحد مشاريعه،‮ ‬ثم‮ ‬يستعرض الفيلم حياته التي‮ ‬لاتخرج عن أربع حيطان‮ ‬يعيش خلفها في‮ ‬شقته ولا أحد‮ ‬يعرف ما سر هذا المهندس،‮ ‬وهل علاقته بأخيه المهندس الذي‮ ‬أدي دوره‮ "‬خالد الصاوي‮" ‬لا تخرج عن كونها استغلالا أم تضحية؟ في‮ ‬عدة مشاهد متوالية لا تستطيع التعرف الي السبب الذي‮ ‬يجعل هذا المهندس العبقري‮ ‬مختفيا عن الوجود ويعتقد المشاهد أنه مصاب بمرض نفسي‮.. ‬ولكن تأتي‮ ‬لحظة الانفراج عندما نعلم أنه في‮ ‬بداية حياته أجري جراحة خطيرة لإزالة ورم بالمخ وكانت النتيجة إصابته بمرض فقدان جزئي‮ ‬للذاكرة‮ ‬يجعله في‮ ‬بعض الأوقات لايعرف من‮ ‬يكون،‮ ‬وهذا المرض‮ ‬يبدأ بفقدان‮ ‬يظهر كل عدة سنوات ثم مع تقدم السن‮ ‬يزداد فيحدث كل سنة،‮ ‬ومن تلك الانفراجة في‮ ‬معرفة شخصية المهندس خالد نبدأ في‮ ‬استعراض خطين متوازيين في‮ ‬السيناريو الأول بين خالد وأخيه وليد،‮ ‬والخط الثاني‮ ‬بين علاقة المهندس خالد وأميرة التي‮ ‬تعيش قصة حب مع‮ "‬تيم حسن‮" ‬وتحاول فك رموز شخصيته الغريبة‮.. ‬ولقد كانت نور التي‮ ‬أدت شخصية‮ "‬أميرة‮" ‬من مميزات الفيلم حيث استطاعت الانتقال بين مفردات شخصيتها ببساطة حيث تبدو تلك المرأة التي‮ ‬تجمع بين الرومانسية عندما تتعامل مع خالد والشخصية القوية المتحملة آراؤها وأفكارها في‮ ‬المشاهد التي‮ ‬جمعتها مع أمها أو زوجها السابق الذي‮ ‬أدي دوره‮ "‬خالد محمود‮" ‬ويعتبر من نقط الضعف الموجودة بالفيلم بداية من أدائه الانفعالي‮ ‬وانتهاء بتفاصيل شخصيته التي‮ ‬كتبها السيناريست والتي‮ ‬قرنت شخصيته الشريرة بالانفعال المستمر،‮ ‬والظهور وهو‮ ‬يشرب بيرة،‮ ‬ثم نسي السيناريست‮ "‬وائل حمدي‮" ‬الشخصية مع تصاعد الأحداث ولم نعد نعرف شيئا عن الرجل الذي‮ ‬يريد إعادة زوجته إليه‮.. ‬ومن الأخطاء الموجودة في‮ ‬تركيبة الشخصيات أيضا دخول‮ "‬خالد‮" ‬كلية الهندسة رغم أن أخاه‮ ‬يعلم بمرضه وفسر السيناريست ذلك بأن أخاه نفسه‮ ‬يدرس الهندسة إلي جانب عبقرية خالد،‮ ‬رغم أن ذلك التفسير‮ ‬غير منطقي،‮ ‬وأيضا هناك شخصية الطبيب المعالج لخالد الذي‮ ‬يخرج عن إطار آداب المهنة فيستطيع طليق‮ "‬أميرة‮" ‬معرفة سر مرض خالد بكل تفاصيله،‮ ‬وفي‮ ‬النهاية‮ ‬يبدو أن فيلم‮ "‬ميكانو‮" ‬محاولة جادة لتقديم سينما ذات مفهوم مختلف ورؤية جديدة لأفكار بعيدة عما اعتادت السينما المصرية تقدميه ولكن هناك دائما أخطاء التجربة الأولي التي‮ ‬أعتقد انه سيتم تداركها في‮ ‬الفترات القادمة‮.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق