الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

بعد تكرار سيناريو العراق في سوريا..المنطقة علي أبواب حرب شاملة


                               ---------------------
بقلم/ هشام لاشين

يتكرر بالحرف الأن سيناريو الاسلحة الكيماوية كذريعة لتوجيه ضربة لسوريا كما حدث في العراق.. الخطوة القادمة لتكريس المرحلة الأخيرة من المؤامرة الأمريكية في المنطقة بمساعدة الخونة من حكامنا العرب أمثال صدام حسين وبشار الأسد هي تمكين إسرائيل وتأمين حدودها من كل الجوانب.. فالجولان الأن ستصبح جزء من المستعمرة الإسرائيلية الكبري بعد إضافة باقي الأراضي السورية.. ولبنان التي هي علي بعد خطوات بالسيارة من سوريا سوف يتم القضاء نهائيا علي حزب الله بها وتأمين الحدود الجنوبية ومزارع شبعا مع إسرائيل.. ومصر مشغولة حاليا بفيلم الإنقلاب العسكري وحدودها مع إسرائيل من جهة سيناء متهاوية.. ومشروع إسرائيل الكبري يتحقق بيسر حتي الأن لدرجة أن تركيا نفسها تشجع الأن ضرب سوريا في تناقض عميق للقراءة السياسية الصحيحة للمشهد حتي وإن إتسق الموقف الرسمي مع مايعلن ومع مايبدو ظاهريا من أن القضاء علي بشار سوف يمكن الإسلاميين من سوريا وهو وهم كبير وفكرة إسرائيلية خبيثة يروج لها الأن.. فما سيحدث في سوريا في أعقاب الغزوة العسكرية لن يزيد عن ماحدث في العراق أو حتي ليبيا.. وأظن أن الوضع الحالي  خير شاهد علي نتائج التدخل العسكري في هذه المناطق.. هذه هي القراءة السياسية للمشهد الذي يعد له منذ فترة ويقترب من التحقق خلال اسابيع أو شهور.. لكن بقراءة أخري من منظور أكثر إستشرافا يبدو لي الأمر مختلفا تماما.. فردود الأفعال غير المحسوبة في رأيي تدفع بالمنطقة إلي حرب شاملة اراها غير بعيدة خلال الفترة الوجيزة القادمة.. وزير الخارجية السوري مثلا هدد في مؤتمره الصحفي اليوم بإدخال تركيا في الحرب وهو أمر وارد جدا مثلما هدد الأردن في حالة تسهيل ضربة من علي أراضيها.. وإيران أيضا هددت وأعتقد أن إيران صادقة هذه المرة حيث أنها لن تسمح بشل كل أذرعتها في المنطقة بالتمكين النهائي لإسرائيل وقتل أحلامها في هذه البقعة الهامة.. ثم أن خير وسيلة للدفاع عن التهديدات المستمرة لمشروعها النووي هو الهجوم.. وليس ببعيد أن تكون إيران قد تملكت السلاح النووي بالفعل وهي جاهزة لدخول الحرب الشاملة من هذه الزاوية.. وتبقي مصر.. وانا أري أن التحولات الدراماتيكية الحادثة الأن علي أرضنا يمكن ان تقود المشهد بطريقة عكسية ويجد الجيش المصري نفسه متورطا في الحرب الشاملة التي سيجتمع فيها المسلمون للمواجهة المتوقعة من إسرائيل كما تقول بذلك نبؤات إسلامية ومسيحية بل وتوراتية.. فكل الحسابات التي يراهن عليه بني إسرائيل في أعقاب العلو الكبير الحادث لها الأن فاتها شيئ واحد لم تعمل حسابه طوال تاريخها وهو أن للأقدار رأي أخر.. قد يبدو هذا الكلام مفتقرا للعمق السياسي وقد يعتبره البعض نوعا من الخزعبلات التي لاتتسق مع الواقع.. وأنا أراها متجسدة أمام عيني كأنها فيلما سبق وشاهدته بحذافيره.. نعم هناك قراءات دينية عميقة تؤكد أن المنارة البيضاء في سوريا سوف تشهد نزول المسيح والمعركة الأخيرة مع إسرائيل التي سيتحرر بعدها القدس.. وهناك حصار سياسي مرعب الأن يجري له التدشين علي  قدم وساق للإسلاميين في مصر وفي كل المناطق المجاورة بما في ذلك تونس التي تم إعتماد جماعة أنصار الشريعة بها اليوم كجماعة إرهابية!! لكن النبؤة الدينية أكدت أيضا أن ذلك سيحدث في أخر الزمان وأن حصار الإسلاميين هو المقدمة الطبيعية لإنفجار الوضع حين تصل الأمور إلي اسوا حالاتها؟ ولذلك لاأستبعد الحرب الشاملة خلال الشهور والأسابيع القادمة في أعقاب وصول الرسم البياني إلي منحناه النهائي في تكريس خطة السيطرة النهائية علي المنطقة.. نعم.. تقدرون وتضحك الاقدار.. والأمر يبدو لي علي وشك تحول كبير سيغير كل مقاييس التاريخ بعد أن ظل أهل أمريكا والصهيونية العالمية أنهم قادرون عليها.. ليأتي أمر الله ليلا أو نهارا!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق