الكيل بميكيالين سمة من سمات
الفاشية والظلم الصريح ومعروف أن وضع الضحية ورأسه ووجهه للحائط هو أقصر الطرق
لبعث الإرهاب وليس العكس.. فأنا أستغرب مثلا محاولات فض إعتصامي رابعة والنهضة
بحجة تعطيله للمصالح وتهديده للأمن القومي بمياه المجاري وبالخرطوش الحي قبل ذلك
مع وجود الألوف بينهم نساء وأطفال في نفس الوقت الذي يدلل فيه مجموعة من البلطجية
الصغار والمحترفين في ميدان التحرير في حماية المدرعات؟ مع أنهم يقطعون الطريق
أيضا وحولوا الميدان الرائع أيقونة الثورة المختطفة إلي مراحيض عامة رائحتها نتنة
وتمارس فيها كل الموبقات..فماذا يعني هذا التميز غير الظلم والإفتراء والفاشية
والإرهاب؟ إنني أستغرب محاولة تحويل الضحية إلي جلاد وإرهابي بينما نمارس نحن
الفاشية والإرهاب كل يوم..فإذا قتل العشرات عند الحرس الجمهوري وفي النهضة وفي
رابعة فإن الإعلام الفاجر يتجاهل الأمر وحين يسحل ممثل درجة تالتة عند الإتحادية
بإتفاق مسبق مع الكاميرات يتحول الأمر إلي مناحة وصور مركزة علي الجريمة الكبري
التي إرتكبها الأمن بسحله للمواطن الغلبان المسكين الذي ذهب ليقذف القصر الجمهوري
بالطوب.. أليس ذلك عهرا إعلاميا؟ وعندما نغلق القنوات الدينية علي أبواب شهر رمضان
ونترك قنوات الفتنة تحرض علي القتل ليل نهار أليس ذلك كيل بمكيالين وكفر بأبسط
قواعد العدل والرحمة؟ وحين نتهم الإخوان بأنهم إقصائيون ولايريدون إشراك أحد معهم
وحين يتحول الأمر نصبح نحن الإقصائيون والفاشيون لأقصي حد فماذا يعني ذلك سوي أننا
شعب يعشق الفاشية ويستمتع بفرض رأيه وكأنه يمارس الجنس لأول مرة في حياته؟ منذ
أيام تحدث أحد الكتاب الصحفيين في مؤتمر عقدوه.. شعرت بالذهول من كلمات زميلنا
الذي يطالب بإبعاد الإسلاميين عن السياسة تماما بل وإعتقالهم وأن تصبح مصر دولة
علمانية رسميا؟ في حين رأيت صحفيا ثانيا يقدم برنامج ويسأل الضيف (هل السيسي مشروع
ناصر جديد) ياسلام؟ ناصر جديد ؟ هل هناك صناعة للفرعون من مدعي الثقافة أكثر من
ذلك ؟ماهذا الجنون وهذا النزق وهذا التطرف وهذا الإرهاب.. فإذا لم يكن ذلك إقصاءا
بالتلاتة فماهو الإقصاء.. أم أنه حرام عليهم حلال لكم؟ إن الظلم ظلمات يوم القيامة
ومن يتصور أنه خالد في الأرض يثير فيها الفزع والفتن لايفهم شيئا في الدين ولم
يتعلم من التاريخ؟
أحيانا أتساءل هل قامت في مصر
ثورة في 25 يناير ؟ واين ذهب دم الشهداء؟ هل سقط النظام العسكري الذي حكم مصر ستون
عاما أم هو عائد بكل صلفه وجبروته؟ ماسر هذا الصمت المطبق حيال مايجري؟ المؤكد أن
الإستعدادات تجري علي قدم وساق لتدشين حكم العسكر مرة أخري بالإعداد لإنتخابات
يخوضها عسكر متقاعدون سواء كان السيسي نفسه أو أخرون يتم إعدادهم الأن؟ فلماذا
قامت الثورة؟ وهل كانت لأبعاد شخص بعينه فقط عن السلطة قبل أن يورث ويصبح الحكم
مدنيا؟ ماهو حجم المخطط الذي لعب بمصر علي مدار عامين ومن الطرف الثالث الذي ظل
الجميع حريصا علي عدم الإشارة إليه طول الوقت؟ وهل كان حرق الإسلاميين مخططا له
لإثبات فشلهم ولدفع الناس للحسرة علي الايام السوداء لرئيس سرق مصر هو وحاشيته
ورجاله ثلاثون عاما بلا شبع أو ضمير؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق