الاثنين، 10 سبتمبر 2012

ربيع الإمارات (3).. الإنفراد عربيا في قائمة (دافوس)


وأنت تتجول في الإمارات متنقلا بين أبو ظبي ودبي والشارقة أو حتي العين وعجمان والفجيرة وأم القوين لابد وأن ينتابك شعورا واحدا هو الإحساس بالفخر والسعادة لأن هذه النهضة تحدث في بقعة ليست ضخمة من حيث المساحة في عالمنا العربي وإن كانت ضخمة بمشروعاتها وتحدياتها وعمقها الإقتصادي وطموحها اللامحدود.. فهناك حركة دائمة طول الوقت من العمل كما نري في بلاد أوروبا المتقدمة.. فالنهار للبناء والحركة والليل للسكون وللمتعة المشروعة أيضا خصوصا مع نهاية الأسبوع..وقد إستخدمت الإمارات كل مالديها من إمكانات وثروات وعلاقات للبناء والنهضة في سنوات قليلة حتي وصلت الإسبوع الماضي إلي الإنفراد عربيا وللعام السابع علي التوالي في تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدي الإقتصادي العالمي بدافوس 2013 ضمن مرحلة الأقتصادات القائمة علي الإبداع والإبتكار في حين وصلت للمرتبة 23 في التنافسية العالمية بنفس التقرير.. وقد جاءت الإمارات متفوقة في إعتماد إقتصادها علي الإبداع والإبتكار علي دول رائدة مثل نيوزيلندا واستراليا وإيطاليا واسبانيا.. في حين إرتقي مؤشر (جودة المؤسسات المالية) إلي المرتبة 12 عالميا متقدمة 10 نقاط عن العام السابق.. ومن أهم ماجاء بتقرير دافوس ترتيب الإمارات بإعتبارها الخامسة عالميا في فئة أسواق السلع ذات الكفاءة العالية والسابعة عالميا من حيث إستقرار الإقتصاد الكلي بينما جاءت في المرتبة الثالثة من حيث التحسن العام والثقة في السياسييين .. وهي مراكز متقدمة جدا في مناطق حساسة لها علاقة بمفاصل أي دولة إقتصاديا وسياسيا.. ولم يستند ذلك بالطبع وكما يظن أي متابع سطحي إلي البترول فقط وإنما إلي إستقرار محاط بشفافية وجهد تنموي يستند لخطط اتاحت القيادة الواعية هنا لها المجال.. فما معني مثلا جملة التحسن العام والثقة في السياسيين سوي أنها ترجمة للجدية والتخطيط والمسئولية والرجولة في التصدي للشأن العام.. وكلها أمور إفتقدناها لفترة طويلة في الجبهة الجمهورية المقابلة من العالم العربي حيث ساد السلب والنهب من حكام لم يكونوا يوما لارجالا ولامحترمين.. ولذلك تقدمت الإمارات وتراجعنا نحن.. لقد تابعت هنا كيف يتم الترويج السياحي للمشروعات العملاقة.. فتم إستغلال توم كروز للدعاية لبرج ومدينة دبي وتم إستخدام مارادونا للدعاية للأحداث الرياضية.. بينما يتم قريبا إستضافة منتدي الطاقة لأول مرة خارج الأمم المتحدة بتمهيد الطرق والشوارع.. كذلك طريق الكورنيش التحفة الذي إفتتح هذا الإسبوع في الشارقة ليتيح مسالك ودروب جديدة .. وفي الإمارات ستجد كل أصناف ماهو جاذب إقتصاديا وسياحيا بدءا من مدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للإعلام ومصانع الألمونيوم الضخمة ومواد البناء وصولا لذلك المترو المدهش والفخم ثم تلك المطاعم الرائعة بما فيها ذلك المطعم الإيراني الشهير هنا ويسمي مطعم (دانيال) وبالمناسبة فكل العاملين به من الإيرانيين بما في ذلك المالك طبعا.. وهو نموذج علي الإقتصاد الواعي المنفتح الذي لايعرف العداوة السياسية.. بينما لاينتهي الأمر بتلك المولات الشاسعة الجامعة والتي تحوي من الإبرة للصاروخ كما يقولون.. ثم دور العرض الفخمة التي تقدم أحدث الافلام أول بأول في قاعات شديدة الرقي والنظافة !
بقلم/ هشام لاشين
تم النشر بجريدة الخميس الإسبوعية