الأحد، 1 فبراير 2015

هل يكشف فيلم PK “الممنوع من العرض” حقيقة المُتاجرين بالدين؟

نقلا عن موقع أراجيك
بقلم- محمد كمال        
كعادته.. لا تجده إلا بصحبة القضايا الشائكة والمثيرة للجدل، يختار أفلامه بعناية فائقة، لا يتطرق إلى الأعمال الرديئة والمُستهلكة، يحاول بجميع أفلامه تقديم رسالة واضحة للعالم مفادها “أفيقوا”، إنه البوليوودي آمير خان أو عامر خان كما ينطقه البعض.
أنهى عامر عام 2014 بفيلم جديد أثار جدلاً شديداً حول العالم خاصة في بلده ، مما أدى إلى منع عرضه تماماً في الهنـد لما به من إساءة واضحة ومباشـرة للأديان “الغيـر سماوية” المنتشـرة بجميع أنحاء الهند؛ وهو ما أثار سخط جميع معتنقي هذه الأديان، وما أكثرهم هناك.
ss
#محمد عامر حُسين خان مسلم الديانة، وُولد لأب وأم مُسلمين في مومباي عام 1965، وهو من عائلة فنيّة، حيث بدأ مسيرته الفنية في فيلم Yaadon Ki Baaraat عام 1973 مع عمه ناصر حُسين.. ويكيبيديا
على مدار ساعتين ونصف، يناقش PK معتقدات الناس وأديانهم بشكل كوميدي، عقلاني، وبحذر شديد .. يحاول توضيح حقيقة بعض رجال الدين وكيف يَسُوقون عقول الناس، يتحدث عن عَبدة التماثيل والبقر والحيوانات وغيرهم من معتنقي الأديان غير السماوية في الهند وينتقدهم نقداً لاذعاً.

أين الرب؟!

تدور قصة الفيلم حول هذا السـؤال؛ أين الرب؟! قد يثيـر هذا السـؤال سخط الكثيرون وأثار سخطي شخصياً في بداية الفيلم، ولكن مع تتابع الأحداث تداركت حقيقة الرسالة القوية التي يوضحها الفيلم، وهي توضيح القيم والمبادئ التي يجب أن يتحلى بها رجال الدين المتحدثين بإسمه قبل الأشخاص العاديين.
PK 15
يقابل PK العديد من هؤلاء الرجال، يحاول كل شخص أن يتقيأ بما لديه في رأسه، ولكن يرفض أن يخضع لهم بعد عدة تجارب وتكون النتيجة الإستمرار في البجث عن الرب الصحيح إنتظاراً منه أن يُراسله أو يُقابله، أو ربما يعطيه بعض العلامات، أملاً في تحقيق رغبته بالعودة إلى موطنه مرة أخرى.. في الواقع لن أتطرق إلى سرد قصة الفيلم بالكامل لكي لا أفسده، ولكن يمكنك الإكتشاف بنفسك.
يستمر في البحث بين عشرات الآلهة والمعتقدات التي يقابلها يومياً، إلى أن يُدرك أن الرب الصحيح هو من يضع تلك المبادئ والقيم، الرب الصحيح هو من يدعو الناس إلى حُسن الخلق والرفق بالآخرين ومساعدة الفقراء، وغيرها من القيم التي تسردها الأحداث، وليس عن طريق شراء تماثيل الآلهة ليرضوا عنك، أو وضع المال داخل صناديق المعابد لتذهب في الأخير إلى رجال الدين المزعومين!

ازحف إلى الرب..

يقول PK: لطالما تساءلت؛ لماذا يقولون إن كنت تريد أن تطلب شيئاً من الرب ازحف إليه؟! لماذا يريد الرب تذليل عباده بهذا الشكل؟ فنحن جميعاً أبناء الرب، فأي أب هذا الذي سيقول لأولاده ازحفوا إلي وكل طلباتكم ستُجاب! هل قال لك والدك من قبل ازحف إليّ لأحضر لك ملابس جديدة؟!
PK 9
وهناك سكب الحليب أيضا، هل ترضى الآلهة بسكب الحليب عليهم قرباناً لهم وهناك الملايين من الجوعى المشردين بالشوارع.. دعهم يشربون هذا اللبن الذي تعطوني إياه!
PK 14
ويتابع: ثمة أمر خاطئ هنا، الرب لا يضع مثل هذه القوانين والطقوس لمذلة أبنائه أو تركهم جوعى، ولكن هناك بعض الأشخاص المُسمون برجال الدين هم من يضعون هذه القوانين بما يناسبهم وتتوارث جيلاً بعد جيل بدون عقل مُفكر.

من هو الرب الصحيح إذن؟!

ينحاز PK بشكل واضح إلى الأديان السماوية؛ أدياننا جميعاً، نرى من السابق ذكره أنه يقوم بسرد السلبيات التي يراها في الأديان الأخرى ليوضح الفرق بينها وبين الأديان السماوية، فهو شخص من عالم آخر لا يعرف ولا يفقه شيئاً عن عالمنا و معتقداتنا ولا يعرف ماهية الإله أو الرب.
فقط يستطيع معرفة الرب الصحيح عن طريق مايراه في الناس من أفعال، قيم، ومبادئ، وهي القيم والمبادئ التي اختفت من الكثيرين لذا كان من الصعب التعرف عليها بسهولة، ولكن تتمركز الفكرة حول بما يدعو إليه الله وليس بما يفعله الناس، فاللوم يقع على الأشخاص وليس الدين.
يكتشف PK أن سبب ربكته هي رجال الدين الذين يَسوقون البسطاء من أجل مصلحتهم الشخصية، فإذا ماذهب إلى واحد منهم يجد كلاماً متنافياً مع ماسمعه من رجل دين آخر، ويستمر على هذا النحو إلى أن يشعر باليأس والإرهاق والملل من البحث عن الرب الصحيح..
إلى أن يتمكن في النهاية من تجميع الصفات والمبادئ والقيم التي يحدد من خلالها من هو الرب الصحيح، وهي تلك الصفات والقيم المتواجدة في أدياننا السماوية.. فيكتشف بالنهاية أن هناك إلهان..

إله خلقنا.. وإله خلقتموه !

لا نعلم شيئاً عن الإله الذي خلقنا، لكن الإله الذي خلقتموه يشبهكم تماما .. كاذب، مُتصنّع، يعطي وعوداً كاذبة، يلبي رغبات الأغنياء ويضع الفقراء على قائمة الإنتظار، أما الإله الذي خلقنا فأضع كل ثقتي به، يدعونا إلى مساعدة الفقراء، يدعونا إلى حُسن المعاملة، لا يطلب أموالاً ولا قرباناً ولكن كل مايطلبه هو طاعته في الخير وحب الناس .. هذا هو إلهي.
PK 2
كانت هذه كلمات PK التي أنهى بها أحداث الفيلم ليكشف لجميع العابدين لغير الله أنه وجد الإله الصحيح، أما الآلهة المزعومة عليكم أن تدمروها.
ملحوظة: لا تقوم فكرة الفيلم على الدعوة -إن ظن البعض كذلك- ولكنها فقط توضح لعَبدة التماثيل الفرق بين معتقداتهم وطقوسهم والذي يدعونا إليه إلهنا الذي خلقنا.
لم يكتفي PK فقط بالتوضيح لهؤلاء أن تماثيلهم ماهي إلا محض هراء وليست آلهة، ولكن تطرق إلى الدخول في بعض القضايا الشائكة الأخرى ومناقشتها بشكل عقلاني وصارم..

مظهر الشخص يتناسب طردياً مع ديانته !

يناقش PK هنا قضية أخرى من أقوى القضايا التي ، نُعاني منها بشكل مُثير للإشمئزاز؛ وهي قضية تعلق المظهر بالدين .. هذا الرجل مُلتحي فهو إرهابي إبتعد عنه، هذه المرأة غير مُحجبة فهي كافرة.
PK 5
PK 6
PK 7
يوضح PK أن الديانه لا تتعلق بالمظهر بل هي شئ داخلي بين الشخص وربه لا يحق لأي شخص التدخل بها والحكم عليه من خلالها..

إباحة القتل تحت إسم الدين..

لم يخلو الفيلم من مناقشة واحدة من أبرز القضايا المُسيطرة على العالم حاليا؛ وهي إباحة القتل وإراقة الدماء تحت إسم الدين، بسبب أيضا رجال الدين ! فيحللون قتل المُعارض لهم، ويحللون الدماء من أجل مصلحتهم، فهم يتخفون تحت عباءة الدين ولا صلة لهم بالدين.
صور الفيلم هذه القضية من خلال حادث إرهابي قام به بعض الإرهابيين رداً على من يُشككون بدينهم وآلهتهم، وأن هذه ستكون نتيجة كل شخص يُفكر في التطاول أو تعدي حدوده.
PK 12
إذا مانظرنا إلى واقعنا الأليم الآن، سنجد أنه إنعكاس لما يصوره PK ويناقشه في الفيلم، فما أكثر رجال الدين المزعومين الذين يُبيحون القتل بإسم الدين، ولا ضرر من قتل الأبرياء !

الصراع الطائفي

ناقش أيضا الفيلم الصراع الطائفي الأزلي بين المذاهب والطوائف المتعددة، وركز بشكل خاص على الصراع الهندي – الباكستاني القائم منذ عقود .. يمكنك معرفة المزيد عن الصراع الهندي الباكستاني عبر ويكيبيديا
PK 13
وضح الفيلم أن الصراعات القائمة هي بالأساس من إختلاق رجال السياسة ورجال الدين، فيختلقون الأزمات والصراعات من أجل مصلحتهم، يفرقون بين الأديان، يحللون ويحرمون كما يحلو لهم.

حقيقة رجال الدين

يحاول PK الكشف عن حقيقة المتاجرين بالدين الذين يسعون وراء مصالحهم الشخصية عن طريق استغلال البُسطاء واللعب بعقولهم، فهم يبثون السموم في عقول البُسطاء ويُرهبونهم بالدين فتكون نتيجة هذه الرهبة والخوف الخضوع التام لهم، فالدين ترغيب وليس ترهيب.
PK 8
أصبح هؤلاء هم المسؤولون عن التحريم والتحليل، عن إصدار الفتاوى، وعن الدين بالكامل .. يوضح أن رجال الدين ماهم إلا أشخاصاً عاديين، ليسوا أنبياءً ولا مبعوثين الله في الأرض، ولكنهم حصلوا فقط على بعض العلم ووجدوا من يسيطروا عليهم بأفكارهم من السذج والضعفاء وصغار العقول.
ولكي أكون عادلاً لم يناقش PK قضية رجال الدين خارج حدود الديانات غير السماوية، ففكرة الفيلم بالكامل تتمحور حول رجال الأديان الأخرى الذين يَسوقون السذج من عَيدة التماثيل ورائهم، ولكن ظهر تشابه سلبيات هؤلاء الرجال بشكل واضح وصارم مع سلبيات بعض رجال الدين المُنتشرين في كل مكان وزمان حول العالم..
فهم يحللون ويحرمون كما يحلو لهم ، يخضعون إلى مذاهبهم ويُشككون في المذاهب الأخرى ويكذبونها، يطلقون الفتاوى كما يحلو لهم، يُبيحون القتل والدمار والخراب من أجل السُلطة وحماية مذاهبهم مُدعين أنهم يحمون دينهم وربهم!
PK 11
هل تستطيع أن تحمي ربك؟ أنت؟ عالمكم صغير هكذا، مقارنة بباقي العوالم .. هل تريد إقناعي أنك وأنت جالس في هذا العالم الصغير في هذا المكان الصغير تقوم أنك ستحمي إلهك الذي خلق كل تلك العوالم؟ إنه لا يحتاج حمايتك.. PK

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق