الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

شادية.. عزف منفرد في عشق مصر


هشام لاشين
لم تكن شادية مجرد فنانة إستثنائية قدمت أروع الأغاني العاطفية والوطنية علي مدار سنوات طويلة مترعة بالتحولات السياسية والإجتماعية وإنما نجحت بالفعل في تقديم عزف منفرد في عشق مصر في عشرات الاغاني بل والمواقف التي دفعتها للخروج عن صمتها وإعتزالها لأول مرة بعد عقدين تقريبا في عام 2011 وفي قمة سخونة احداث25 يناير ، لتقوم بالدعاء لمصر علي الهواء مباشرة في مداخلة مع الإعلامي عمرو الليثي .
وقالت شادية في مداخلتها.. انا مش مصدقة اللي بيحصل ده.. ادعو ربنا ليل نهار أن يعقل ولاد مصر لافتة ان  مصر إسمها مكتوب في القرأن.. ومؤكدة علي ضرورة ان نحافظ عليها..
وأضافت وصوتها متهدج بالدموع: مصر عملت إيه ياربي.. حاجة تقطع القلب.. محصلش ولاهيحصل.. إذاي نهون علي بعض. الواحد مذهول ..إذاي واحد يضرب في أخوه أو إبن عمه ، ونصحت ولاد مصر وقالت ده حرام.. مش مصر اللي يحصل فيها كدة .
كانت تلك هي كلمات شادية الفنانة والإنسانة التي عشقت تراب مصر وغنت لها أروع الاغاني لدرجة ان تحولت أغنيتها ياحبيبتي يامصر بعد أكثر من ربع قرن إلي مايشبه النشيد الوطني في ميدان التحرير للتعبير عن لحظة حرجة مرت بها في 2011 .
لم تترك شادية مناسبة وطنية إلا وغنت فيها لمصر دون أن تتقاضي مليما واحدا ففي اعقاب نكسة 67 وضرب مدرسة بحر البقر غنت "الدرس انتهي لموا الكراريس" ، وبعد نصر أكتوبر غنت (لما كنا صغيرين) التي لم تتبرع بأجرها فحسب وإنما دفعت ثمن الاشرطة التي تم التسجيل عليها ، كما غنت عبرنا الهزيمة ن مصر ياعظيمة .
وغنت شادية لبور سعيد في اعقاب العدوان الثلاثي امانة عليك امانة  يا مسافر بورسعيد ، امانه عليك امانه لتبوس لي كل ايد حاربت في بور سعيد، وغنت للسويس.. باكتب جوابي من السويس
علشان حبيبي في العريش، مثلما غنت مصر اليوم في عيد بعد إستعادة سيناء كاملة .
كما غنت بلد الاحرار ، ويابنت بلدي زعيمنا قال قومي وجاهدي ويا الرجال، قومي قومي قومي وجاهدي يا بنت بلدي ، وغنت لأمتها العربية (عربي في كلامه عربي في سلامه ، حتي ابتسامه حتي خصامه) ، وهي ايضا التي غنت (هوا يا هوا ياللي انت طاير
هات لي يا هوا وياك بشاير) .
لقد تغزلت شادية بالتعاون مع أسماء كبيرة في التأليف والتلحين مثل محمد حمزة وبليخ حمدي والموجي وفتحي قورة والحبروك وعبد الرحيم منصور وغيرهم في حب مصر باشكال مختلفة فهي التي غنت (رايحة فين ياعروس ، رايحه فين ياعروسه يام توب أخضر) ، كما غنت (ادخلوها سالمين إدخلوها سالمين...إدخلوها آمنين، مصر بلد المؤمنين...مصر بلد الطيبين) و(وحياة رب المدائن، وحياة رب المداين ، لأزرع رملك جناين ، وأبنيلك قصر مرمر،  يا بلدنا يا ست الحسن) .
ويمكن القول بلا مبالغة أن شادية أحبت مصر بصدق ودون أدني إفتعال فكانت بمثابة التعبير الراقي والصادق عن هذا الحب ن وربما لها السبب إستحقت لقب صوت مصر الذي قدم عزفا منفردا ندر أن يتكرر مثله في تاريخ الاغنية الوطنية علي مدار تاريخها .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق