الأحد، 7 أبريل 2013

الرئيس المطلوب


هشام لاشين                                                                   
في كل الدنيا يتعامل الرئيس المسئول مع المواقف التي تهدد الأمن القومي لبلده بصورة حازمة قاسمة لالبس فيها ولاغموض حتي في أعتي البلاد تشدقا بالديمقراطية والحريات تتراجع هذه المساحة ليكون الأمن القومي للبلد فوق كل شعار.. وقد رأينا ذلك في أمريكا التي تتشدق ليل نهار بالحريات الشخصية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر حيث أقامت معتقلات جوانتانامو وأباحت التنصت علي التليفونات وأدلي رئيسها السابق السيد بوش الابن بتصريحه العنتري السينمائي (من ليس معنا فهو علينا) ..ولازالت أمريكا منذ هذا التاريخ تطبق قوانينها الاستثنائية الثورية لحماية أمنها القومي.. وفي مصر الثورة يطلع علينا البلطجية ليل نهار بصحبة فلول وانتهازيين وغاسلي أموال وأغنياء ثورة يشبهون أغنياء الحرب ليحرقوا ويهدموا ويقطعون الطرق ويعلنون علي الملأ الإعلامي المستباح والمأجور ضرورة إسقاط نظام الحكم الديمقراطي المنتخب ..والرئيس صامت هادئ مؤدب وعندما يفيض به الكيل يبدأ علي استحياء في التهديد الذي يقدم خطوة ويؤخر أخري ورغم ذلك تخرج أبواق الفلول في وسائل إعلامنا المأجور المستباح لتهاجمه وتلعنه وعندما يضيقون حوله الخناق ويعلن أنه علي وشك اللجوء للإجراءات الاستثنائية التي كان لابد أن تبدأ بعد الثورة دون مقدمات تقوم الدنيا ولاتهدأ. فالرئيس مستبد ودكتاتور ويستخدم أصبعه معرفش في إيه.. وتبدأ السخرية وينهال الوعيد والويل والثبور لأن الرئيس تجرأ وهدد البلطجية والخارجين علي القانون ..وكأنه المفروض أن يظل صامتا تاركا أمن الوطن مهددا حتي تسود الفوضي وتفسح الساحة للناعقين كالبوم للخراب والبكاء علي الأطلال بعد أن ماتت ضمائرهم وأعمتهم الدولارات الحرام التي تنهال كالمطر لتنفيذ مخطط الخراب والجلوس علي تلها..ويضطر الرئيس في كل مرة للتراجع وعدم تنفيذ تهديداته مع أن أبجديات أي ثورة في الكون هو اللجوء للإجراءات الاستثنائية.. هكذا تعلمنا في كلية الحقوق قبل أن نشاهد قضاة ونيابات تفرج كل يوم عن بلطجية يتم القبض عليهم متلبسين ليخرجوا ويواصلوا مهمتهم في الدمار مقابل أجر.. واستغرب كيف هان علي هؤلاء أن يستغلوا الخلاف السياسي لهدم الوطن وإفساح الطريق لتدميره.. إن القضاء في مصر يحتاج للتطهر السريع قبل أن يحتل البلطجية ربوع مصر ويعلنوها إمارة مهلبية.. يحتاج وكلاء نيابات الإفراج السياسي للتخلص من مهرجانات البراءة للجميع ليثبتوا أنهم ظل الله في الأرض.. فالعدل أساس الملك ولايجوز للقاضي أن يكوم سياسيا أو يستخدم تصفية الحسابات السياسية علي منصة العدالة. أما الرئيس الذي نحتاجه فلابد أن يكون قويا حازما.. الناس يطالبونه كل لحظة بذلك لإيقاف هذا الانهيار الاقتصادي والأمني وتهديد الأمن القومي الذي يقف علي الأبواب.. والرئيس يترك ذلك وينصت للأقلية.. بل لحفنة من الإبتزازيين الذين يدمرون الوطن بمقابل وليس لمجرد الخلاف السياسي.. استئجار سيدنا شعيب كان لأنه القوي المتين..وسيدنا موسي حكم وتمكن في الأرض لأنه القوي الأمين.. وسيدنا يوسف أستخلف في مصر لأنه العليم الأمين بمعني الخبرة والقوة قبل الأمانة.. ونحن نحتاج رئيسا بهذه المواصفات.. فالحق من غير قوة تحميه مثل اليتيم الذي بلا اب أو أم كما قال نجيب محفوظ في الحرافيش.
نشر بجريدتي الخميس وعاجل الاسبوعيتين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق