الأحد، 14 أبريل 2013

هل يتبرع مبارك بأمواله للفقراء؟


بقلم / هشام لاشين
في يوم 6 يوليو من عام 2009 نشر هذا الخبر في الصحف العالمية والمحلية ونصه (قام رئيس كوريا الجنوبية "لى ميونج باك" بالتبرع بكامل مدخراته أمس للفقراء والطلاب..وقد جاء تبرع الرئيس الكورى بثروته المقدرة بأكثر من 33.2 مليار ون أى "26.2 مليون دولار"، للوفاء بوعده الذى قطعه على نفسه إبان حملته الانتخابية لاستخدام ثروته الخاصة ليس من أجل أسرته، ولكن لكل ذوى الحاجة..ومن المقرر أن يتم استخدام أموال الرئيس لإنشاء مؤسسة تقدم منحا دراسية ومساعدات مالية أخرى للطبقة الفقيرة، حسب ما أعلنه المحامى سونج جونج هو، الذى تم اختياره لرئاسة مؤسسة تقديم المنح الدراسية.) ويضيف الخبر (وحول دواعى  تبرعه بثروته قال الرئيس لى فى بيان صحفى له "إنه خلال حياتى، فإن ما جعلنى سعيد حقا هى علاقتى بجماهير الشعب الذين قابلتهم والإنجازات التى حققتها فى العمل، وليس المال الذى جمعته..وأضاف قائلاً "وعندما أعود بذاكرتى إلى الوراء فإننى أدرك أن من ساعدنى لكى أصل إلى الوضع الذى أنا عليه الآن كانوا من الفقراء، وأعتقد أن إحدى وسائل رد الجميل الذى قدموه لى هو استخدام ثروتى من أجل غرض نبيل".
انتهي الخبر الذي مر مرور الكرام منذ أكثر من 4 سنوات دون أن ينتبه أحد لاسيما في بلادنا الذين يقولون عنها أنها متدينة وليست ملحدة مثل كوريا الجنوبية ..وبعد اقل من عامين قامت الثورة المصرية ويحاكم الرئيس المصري المخلوع عنوة ضمن إتهامات متعددة عن تهريب مليارات الدولارات هو وأبنائه وزوجته خارج مصر.. ولايريد أحد أن يسال نفسه.. ألم يفكر الرئيس المسلم الذي من المفترض أنه يعلم بوجود حساب في الأخرة في التطهر والتبرع بأمواله لفقراء المصريين وهو علي مشارف القبر؟ لماذا يصر مبارك وعائلته علي الاحتفاظ بالمال الحرام حتي أخر نفس بدم بارد والشعب يأن تحت وطأة الحاجة ويسكن فقراءه العشوائيات التي لم يحاول مبارك للحظة واحدة تطويرها ؟ أليست هذه المليارات التي لايعرف أحد حتي الأن حجمها وأماكن تهريبها السرية وشكل وإسلوب إخفائها من دم الغلابة الذين سرقوا علي مدار ثلاثون عاما؟  السؤال الأهم هل يعتقد مبارك وأسرته بوجود الله؟ وإذا كانت الإجابة بنعم فكيف يرضون بالمال الحرام وكيف سيحاسبون عليه من رب العباد الذي لايغفل ولاينام؟ أما السؤال الأخطر فيتعلق بالمنطق.. وهذا المنطق يقول أن الإنسان مهما أكل وشرب ولبس وسكن وبدد فله طاقة وأن كل هذه المليارات مجمدة وفي خزائن ولن تذهب مع الإنسان للقبر كما قال مبارك نفسه في بداية توليه في خطاب رسمي قال فيه حينها (الكفن ملوش جيوب)..وبهذا المنطق عمل الرئيس الكوري الملحد رغم أن المبلغ كله 26 مليون دولار ليس مليار دولار؟ هل لابد من المحاكمات والبحث لتعود الأموال المنهوبة لمصر أم أن الأوان لإستخدام المنطق والتخلي عنها طواعية والتبرع بها للفقراء ربما يغفر الناس.. اقول ربما لمبارك مافعله بنا علي مدار 30 عاما.. والأهم وبالمنطق أيضا أن ذلك التصرف لو حدث قد يعيد هيبة وإحترام وربما أيضا تعاطف مع الرجل الذي هو بالفعل علي مشارف القبر!                                  
                              نشر بجريدتي الخميس وعاجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق