الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

هشام لاشين يكتب عن الفيلم العراقي المرشح للأوسكار (إبن بابل) son of babylon




يمكننا إعتبار هذا الفيلم هو الأكثر إحتفاءاَ في كل المهرجانات الدولية والعربية.. فهو حاصد الجوائز الكبري بلا منازع.. في بروكسل نال الجائزة الكبرى للدورة الحادية عشرة من مهرجان سينما المتوسط.. وفي الدورة السابعة لمهرجان "سيفيليا" الاسباني للسينما الاوروبية، أعلن المنظمون فوزه بالجائزة الكبرى للمهرجان، وهي جائزة "الجيرالدا الذهبية" وقالت اللجنة في بيان اعلان الجوائز، ان الفيلم هو "اول فيلم طويل مهم عن العراق" لانه "يحكي احدى التراجيديات الاكثر غموضا في عالم اليوم"، كما انه يظهر "بلغة سينمائية خلاقة صورة الكارثة التي حلت في العراق" وكان لافتا ان يحصل الفيلم على كبرى جوائز مهرجان مخصص في الاساس للسينما الاوروبية ..أما مهرجان برلين السينمائي فقد حصل فيه الفيلم على جائزتين لعام 2010، الجائزة الأولى هي جائزة افضل فيلم من منظمة العفو الدولية، وجائزة الابداع السينمائي. وقد خصص فريق انتاج الفيلم مبلغ الجائزتين وهو سبعة الاف ونصف يورو لدعم حملة التوعية للمقابر الجماعية في العراق.أما مهرجان أبوظبي السينمائي فقد أعلن عن اختيار المخرج العراقي محمد الدراجي من قبل مجلة "فارييتي" للفوز بجائزة "مخرج الشرق الأوسط" التي تقدمها المجلة في كل عام وقد وصفت مجلة "فارييتي" الدراجي بأنه "السينمائي الأكثر اجتهاداً في المنطقة" وأشادت بتصويره الآسر للحياة في عراق ما بعد صدام، الموضوع الذي تناوله في كلّ من أعماله الوثائقية والروائية. وقد تلقى فيلم "ابن بابل" منحة مهرجان أبوظبي السينمائي و تم ترشيحه إلى مسابقة جائزة الأوسكار للأفلام الأجنبية لعام 2011، وبهذا يدخل التاريخ كأول فيلم عراقي يترشح لهذه الجائزة العالمية.. وعلي الجانب الإخر فإن فيلم (إبن بابل) شارك في انتاجه عشرات الشركات الكبري في أمريكا وأوروبا والعالم العربي حيث يمثل "ابن بابل" تعاونًا عالميًا؛ اجتمع فيه عدد كبير من المنظمات ذات الثقل، وتشمل منظمات من المملكة المتحدة وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة، مثل Sundance Institute (الولايات المتحدة)، والمجلس السينمائي بالمملكة المتحدة، و Screen Yorkshire (المملكة المتحدة)، و CNC (فرنسا)، وHivos، وDoen، وصندوقي نيدرلاند وروتردام للسينما (هولندا)، بينما تولى المبيعات العالمية Roissy Film فرنسا. ..كما شارك في إنتاجه صناع السينما مثل المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي والمخرج اليمني بدر بن حرسي والمؤلف الجزائري كاد عشوري والإعلامية المصرية نشوي الرويني .. وهو فيلم لايختلف علي روعته وشجنه وصدمته إثنان وإن كان التحفظ الوحيد هو عدم إدانته الواضحة للإحتلال الأمريكي للعراق.. علي العكس فهو يكاد يرحب به من وجهة نظر مشاركيين في إنتاجه وعلي رأسهم أمريكا وإنجلترا الضالعتان في إسقاط العراق.والفيلم يشارك أيضا في مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للفيلم العربي

بناء الشخصيات:
---------------
تدور أحداث فيلم "ابن بابل" في شمال العراق، عام 2003، بعد مرور ثلاثة أسابيع على سقوط صدام حسين، حول أحمد الصبي الكردي الذي يبلغ من العمر 12 عام- ويعيش مع جدته، التي تسمع أن بعض أسرى الحرب وجدوا أحياء في الجنوب، فتقرر أن تعرف مصير ابنها المفقود (إبراهيم)، وهو نفسه والد أحمد، الذي لم يُعد إلى منزله منذ حرب الخليج عام 1991
وتمتد رحلة البحث التي تجمع الإثنان..الجدة والحفيد طوال أحداث الفيلم حيث تذهب إلي بغداد ثم إلي الناصرية وبابل وفي الطريق تمتد المشاهدات ويحدث التنوير لتكتشف أن الإبن في الغالب ضمن عشرات المشوهين والمدفونيين في مقابر جماعية تمتد بطول الرحلة .

يستهل الفيلم أحداثه متسللا بنعومة حيث تراقب الكاميرا الطفل أحمد يجري في صحراء العراق المترامية بإتجاه سيارة نصف نقل يقودها سائق أشعث ليستوقفه طالبا منه توصيله هو وجدته إلي بغداد بينما يخبره السائق أن الأمر يحتاج إلي 500 دينار ليفاجئ بثورة الطفل الذي يعتبره مستغلا.. لكن في المشهد التالي يكون الطفل وجدته في داخل السيارة لنري أحمد يعزف علي الناي الذي كان يمتلكه والده كما نفهم من الحوار الساخر حيث يطلب السائق من الطفل أن يعزف لمايكل جاكسون في إشارة إلي الثقافة التي باتت تسيطر فيما بعد الإحتلال .. ويبدأ السيناريو في الكشف التدريجي وبنفس البساطة والنعومة عن الشخصيات والمعلومات .. فالطفل يتحدث عن أبوه الشجاع الذي أنقذ أصدقائه كما روت له جدته.. وهو يحلم بزيارة حدائق بابل المعلقة التي وعدته بها الجدة أيضا.. وهو فخور بوالده الذي لم يراه منذ ولادته ويصر علي إرتداء جاكت الجندية الذي يمتلكه ابوه وسط توبيخ الجدة ..أما الجدة نفسها فهي محطمة لكن الأمل يحدوها أن تصل بالحفيد إلي ابوه الذي هو إبنها أيضا في سلام.. وأن تجده ولو في سجن (الناصرية) حيث تحتفظ بخطاب من أحد أصدقاء الإبن يبلغها أنه تم القبض عليه أثناء غزو الكويت بواسطة الامريكان وأنه موجود حاليا بهذا السجن..أما السائق فهو يثرثر طول الرحلة بسخرية من التاريخ ومن صدام حسين الذي يذهب لقضاء حاجته بإسم مكالمة تليفونية معه يلعنه خلالها.. كما يغني أغنيات كردية بصوت أجش يؤكد فيها حنينه وعشقه لهذا الوطن..والأهم أنه يقرر في أحد الدوريات التي تستوقف السيارة أن كلاب أمريكا أفضل منهم!! فهو لازال منبهرا وسعيدا بدخول قوات الإحتلال علي مايبدو..ونكتشف أن السائق قد فقد بدوره إبنته التي إختفت منذ عامين بعد زواجها رغما عنها وعنه.. وحين يسأله الطفل أحمد (من هم الأنفال) الذين يذكرهم في أغنياته يخبره بأن صدام حسين قد إتخذ قرارا بتدمير العراق بدأه بقتل الكردستانيين ثم العرب.. وأنه في طريقه لذلك قام بتدمير المنازل والقري والأطفال والعائلات وهم يسمون(الأنفال) .. هكذا يمهد السائق لمشاهدات الرحلة التي سيتابعها الولد والجدة بعد إنفصالهماعن السائق في بغداد وبعد أن تكون علاقة إنسانية ما قد نبتت بين السائق وأحمد مما يدفع الاول لإعادة النقود له فيما يناديه الثاني (بعمي).. خطوة إنسانية في إتجاه نضج الطفل التدريجي وبناء الفيلم ذاته والذي يعتمد علي التراكم خلال هذه الرحلة الكاشفة والتي تقطر مرارة وشجن ونبل إنساني .

رحلة البحث:
--------------
وأذا كان هذا هو الامر فيما يخص الشخصيات فإن الرحلة ذاتها وسواءا من الشمال إلي بغداد أو بعد ذلك تكشف بدورهاعن أشلاء بلد.. حرائق في بعض المباني وفوضي وقذارة وكأننا عدنا للعصور الوسطي.. و في بغداد يجلس الثنائي(أحمد وجدته) في المحطة الرئيسية بإنتظار الحافلة المتجهة إلي الناصرية.. في هذا اللوكيشن سوف نري كل الجدران مشوهة بكتابات وشعارات مختلفة من نوعية (يسقط البعث) يبرز من بينها (مرحبا ببغداد صدام.. عاصمة العرب).. هكذا هي عاصمة العرب محتلة ومنكسرة ومشوهة.. الصورة تشي بذلك بينما تجلس نساء عجائز يفترشن الارض بشكل قروي فوضوي.. وحين تأتي الحافلة يتدافع الركاب في زحام غير أدمي بالمرة ويكاد يتوه الحفيد الذي تدفع به الجدة من نافذة الحافلة للداخل وتفشل في اللحاق بها بعد التحرك ليتوالي صراخ أحمد.. وينجح صديقه (قاسم )الذي تعرف عليه في ساحة إنتظار السيارات في إيقاف الحافلة وتسليم الحفيد للجدة الملتاعة.. لنري مشهدين متتابعين لهما دلالة في إتجاه نفس التراكم الإنساني الذي يعتمد عليه بناء الفيلم.. الأول لوداع أحمد لقاسم رغم الدقائق القليلة التي جمعتهما كأصدقاء والثاني للفزع الرهيب الذي سيطر علي الطفل وكذلك الجدة عنما شعر كلاهما بإمكانية الإفتراق عندما سارت الحافلة بعيدا.. فهناك خوف وإرتباط ..فزع من المجهول ومن تكرار اللوعة والإختطاف بعيدا.. وحين يتقابلان مرة أخري يرتميان في حضن طويل يكشف طول المشهد فيه وكذلك أداء الممثلين عن لحظة مدهشة من الحميمية في مجتمع يفقد فيه الأحباء كل يوم دون عودة.. هاهي الرحلة تكشف لأحمد عن عواطف جديدة وصداقات سوف تتصاعد قبل أن يحل الفراق ودائما.. .
دلالات وقراءات:
--------------------
داخل الحافلة المتجهة للناصرية يحدث الصبي جدته عن خوفه من الموت.. فتروي له قصة سيدنا إبراهيم مع ذبح سيدنا إسماعيل.. ينام الصبي علي حكاية الجدة دون أن يتوقع أن أول توقف للسيارة المتهالكة سوف يكون بجوار بيت أو مقام كبير مكتوب عليه (بيت نبي الله إبراهيم ابو الانبياء) وحين يهرع ليزف البشري لجدته شبه النائمة بالحافلة (جدتي .. إبرهيم .. إبراهيم) فتسأله في سذاجة(أبوك؟) فيقول لها( لا.. النبي).. فتعاود النوم في لامبالاة..وفي الناصرية يبدأ السؤال عن مكان السجن لنكتشف ومعنا ابطال الفيلم أن معظم ركاب الباص من النساء متجهات إلي هناك..ليبدأ فصل جديد من المأساة حين نكتشف أن المكان ماهو الا تجمع لإعلان أسماء المفقودين في مدافن جماعية .. ونري نحيب النساء وغنائهن الفلكلوري الحزين لرثاء شهدائهم.. الطفل الكردي الذي يفهم العربية يصرخ ويثور حين لايجد إسم أبوه.. يجري في إتجاه الزنازين المهجورة.. يردد في هستيريا( أبي.. أين أنت؟) يندفع للأسماء المعلقة علي الجدار عله يجد أي خبر عن الأب دون جدوي.. وحين يلتفت لجدته يجدها منكبة فوق صورة الاب التي ترافقها داخل برواز ملقي علي التراب .. وكأنها تشم رائحته في المكان وتقول للصبي( أبوك هنا).. هذا المشهد يتكرر مع الجدة في كل مرة يذهبان فيها للبحث عن مقبرة جماعية.. وهو مشهد يريد به المخرج أن يقول.. أنه ليس مهما أن يكون إبراهيم في مقبرة بعينها.. فهو مثل الألوف موجودا بأحدها.. وهذه الأماكن ماهي إلا نصب تذكارية لمفقودين بنفس الطريقة.. ولذلك تصر قبل مشهد النهاية علي أن جثة إبنها التي صارت عظام وجماجم هي جثة بعينها في أحد المقابر الجماعية.. وحين يبدأ الحفيد في قراءة الاسماء المرفقة بكل جثة في المقبرة لايكون الاب من بينها.. ويبلغ الجدة بذلك لكنها وبنفس الدلالة الرمزية تصر علي أن إحداها هي للإبن.. فأي جثة من هؤلاء يمكن أن تكون هي.. كما يكشف هذا المشهد بدوره ومن خلال الاسماء التي يتلوها الحفيد أن كل الاعراق موجودة.. فالمقابر لم تفرق بين شيعي أو سني أو مسيحي أو كردي.. الجميع كانوا ضحايا القتل الجماعي والدفن أحياء.. وهذا المعني في الحقيقة يمنح الفيلم ابعاداَ إنسانية أكبر وأخطر.. فإبن بابل يمكن أن يكون أي عراقي.. الجميع ضحايا الفاشية والجبن..وحين يلتقي ثنائي الفيلم عبر رحلتهما (بموسي) الذي كان ضمن قوات الحرس الجمهوري التي إستخدمت في القتل دون ذنب يستمر الفيلم في بناء الجدار الإنساني الذي يتصاعد.. ويسعي موسي للتكفير عما إضطر إليه لتسامحه الجدة الرافضة له في النهاية.. فموسي الذي قتل كان مثل نبي الله هو الأخر.. لقد تورط ثم تاب وبدأ في الإصلاح .. تماما مثل إبراهيم الذي إفتدي إبنه وكان الإبن له من الصابرين مثلما كان المبتلي من عبدة الأصنام بوضعه في حفرة حياً لحرقه.. فدلالات الاسماء ليست ببعيدة كثيرا عن سياق الفيلم وبناءه الدرامي .. وربما كانت الجدة هي نفسها سارة أو هاجر التي سارت الرحلة مع سيدنا إبراهيم بكل قسوتها ومعاناتها.

حدائق الموت:
---------------
ويبدو إستخدام الناي مع الحفيد وقراره بأنه يتمني أن يصبح موسيقيا لاجنديا كما كان يتمني طول الفيلم بدوره يحمل ذلك المعني الشاعري الحالم.. فالرصاص لن يكون الامل لإنقاذ هذا المجتمع وإنما الناي والحلم والموسيقي.. إننا نكتشف أن إبراهيم ذاته لم يكن يوما جنديا أو قاتلا وإنما موسيقي حالم قضت نزوات الديكتاتورية علي حلمه بالمدينة الفاضلة.. أما الحفيد فهو نسخة من هذا الأب ولذلك تناديه الجدة كثيرا بإسم إبراهيم بينما يبدو مستغربا أحيانا..أن شخصية الجدة التي تبدو أنها قد بدأت تفقد صوابها يرسمها السيناريو بأبعاد أخري يمكن أن تدلنا علي أنها في منتهي الحكمة.. بل هي ضمير جيل كامل في هذا الفيلم .. جيل عاني الإضطهاد وسرق منه الامان ورغم ذلك ظل متمسكا بالامل وبالحكمة..
الان تمر حدائق بابل (التي كانت ذات يوم حداق معلقة أو من عجائب الدنيا السبع فصارت حدائق للموت) أمام السيارة التي يركبها الحفيد وجدته.. يبلغها في سعادة..( جدتي.. هاهي حدائق بابل.. جدتي..) لكن هيهات.. لقد أو أوان رحيلها هي الاخري.. لذلك لن ترد..بينما تنزل التترات لنقرأ علي الشاشة أنه( خلال الأربعين سنة الماضية فقد العراق أكثر من مليون شخص بين أطفال ونساء ورجال.. وحتي أبريل 2009 إكتشف مايقارب من 300 مقبرة جماعية تحتوي مابين 150 إلي 250 ألف جثة.. الغالبية لاتزال مفقودة أو مجهولة الهوية)

إنها تراجيديا أواخر القرن العشرين وبداية الحادي والعشرون.. ففيلم (إبن بابل) هو بكائية اللوع والحرقة وإدانة كل النظم الفاشستية.. إنه الفيلم الذي يعري الظلم والهمجية أينما كانت ليبقى الموت الحقيقة الأزلية والحكمة الأبدية.. وهو نموذج للبناء الدرامي الذي يمزج الواقعية بالسرد السينمائي المدهش في بساطة وسلاسة.. إنه نفس إسلوب محمد الدراجي في فيلمه ألأول " أحلام " حيث حركة الكاميرا الواسعة .. واللقطات الثابته الطويلة والأحجام القريبة والمتوسطة المجسدة لخلجات الممثلين والذين هم في الغالب من الناس العاديين غير المحترفين لتأكيد النزعة الواقعية.. ولكن هيهات أن يكون هؤلاء من غير المحترفيين.. فنحن أمام جدة تستحق الاوسكار بلا جدال عن هذا الأداء المدهش والذي جسدته كما لو كانت بالفعل قد عاشت هذه المأساة.. والصبي بدوره كارثة تمثيلية في كل لفتتاته وإنحناءاته.. صراخه ودموعه.. كل شيئ.. والحقيقة إنه لولا وجود مخرج متمكن لما أمكن أن نحصل علي هذا الاداء العبقري.. إنه بالفعل العمل الفني الخارق بصدقه وإحكام بناءه وشمولية قضيته.. ربما لكل هذه الاسباب وغيرها إستحق كل الجوائز التي نالها والتي سيحصدها.. مثلما كان جديرا به أن يشارك في إنتاجه كل هذه الشخصيات والمؤسسات.. فإذا كان (إبن بابل) قد تم إهداءه إلي كل مفقود.. وكل عراقي.. فإننا نراه جديرا أيضا أن يهدي لكل طلبة معهد السينما في العالم.. فهو درس بليغ في الصدق والشجن والمتعة.. حتي لحظات النهاية ومابعدها!!

السبت، 27 نوفمبر 2010

هشام لاشين يكتب عن الفيلم اللبناني (شتي يادني)


شتي يا دنيي تيزيد موسمنا ويحلا..وتدفق مي و زرع جديد بحقلتنا يعلا......كانت الكلمات السابقة هي مطلع واحدة من روائع الإغنيات التي قدمتها الفنانة الكبيرة فيروز بصحبة الرحبانية والتي اعتمدت على الدبكة اللبنانية والإيقاع وأداء الكورال.. وهي أغنية تكشف عن تفاؤل وعن شجن وحنين للحب والاسرة وللزمن الذي يفل من بين أصابعنا.. ربما لهذه الاسباب كان إختيار المخرج بهيج حجيج لهذه الإغنية لتصبح عنوانا لفيلمه الروائي الثاني موفقاً إلي حد كبيروالفيلم يشارك في مسابقة الأفلام العربية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام.. فإنتظار المطر مرتبطا بإنتظار الامل وترقب الخير بعد سنوات عجاف يعادلها في الفيلم سنوات الحرب اللبنانية ومانتج عنها في نفوس اللبنانين من خلال "رامز" العائد إلي الحياة بعد غياب 20عاما كان مختفيا تماما خلالها حيث اختطف في احد الحروب اللبنانية وألقي به في السجن وتعرض للتعذيب وعندما يفرج عنه يكون قد بلغ الخمسين من عمره. هذا الرجل المريض والذي يبدو منفصلا عن الواقع بات مهووسا بجمع أكياس الورق الفارغة وهاهي عودته وهو علي هذه الحالة تهز عائلته هزة قوية ..سنوات المعتقل وآثار العنف الجسدي والمعنوي تأبى ان تتركه يعيش بسلام بينهم. إنه يظل أسير هواجسه وكوابيسه وقلقه وعجزه عن استعادة التوازن المطلوب مما ينعكس على عائلته التي بدلاً من ان تعيش سعادة عودة الأب والزوج باتت مهددة بالإنهيار.. الابنة (ديامون بو عبود) طار حلمها الكبير بالالتحاق بالمعهد الموسيقي الباريسي مع عودة والدها..أما. الابن (ايلي متري) فقد وجد نفسه عاجزاً عن التعامل مع أب غريب الأطوار لايعرفه وهو بدوره يعيش حالة من التخبط والضياع وسط السكاري في المرابع الليلية ...أما الأم «ماري» (جوليا قصار) فهي بدورها متابعة لأحوال الزوج العائد وهو ينهار نفسيا بجوارها.. إنها تحاول أن تساعده وتساعد نفسها لأستعادة أسرتها المفككة دون جدوي ..وفي هذه الظروف المأساوية يلتقي بزينب(كارمن لبس) التي تنتظر عودة زوجها الغائب منذ 20عاما حيث تنشأ بينهما صداقة عميقة.. وزينب هذه هي المعادل الاخر لشخصية (رامز) فقد إختطف زوجها هي الأخري وكانت تسأل عنه رامز وهل إلتقاه في السجن أم لا.. فهي تجد في رامز نوعاً من تطهّر أو أمل أخير بالمعرفة الحقيقية بمصير الزوج لكن رامز يحاول أن يتذكره دون جدوي بينما تطارده هلاوس تؤكد له عكس ذلك حتي يتأكد مع المشهد الأخير بالفيلم أنه كان بالفعل زميله بالسجن لسنوات طويلة.. أن زينب بالنسبة لرامز تبدو بدورها بمثابة أمل لحياة جديدة مثلما هو بالنسبة لها.. إنه يستعيد شيئاً من اتزّانه النفسي والمعنوي.. وفي مشهد متميز يطلب منها أن ترافقه في نزهة خارجية وفي قارب صغير بالبحر يتنزهان وفرحة طفولية تعتريهما.. لكن فجأة يصاب بأزمة ربو تجعلها تحتضنه طويلا ليتوحد كلاهما في حالة واحدة من المعاناة والوحدة والخوف والحاجة للأخر..لكن توحد الجميع في ذات الهم يدفع بالزوجةماريا لكي تبحث عن زينب وتستدعيها لأن الزوج الراقد في المستشفي يهلوس بإسمها.. وعلي باب الغرفة بالمستشفي نري الزوجة والصديقة والابن والإبنة بينما يعترف رامز لزينب بأنه كان يعرف زوجها حيث كان معتقلا معه وأنه كان يخبره بمدي حبه لزينب وبمدي قلقه عليها.. .
والفيلم تتصاعد احداثه علي إيقاع رسائل (نايفة نجار) الأربع التي نشرتها تباعاً في جريدة «السفير» اللبنانية في الثمانينات وتحديا في عام 1984 بإعتبارها«ضمير الفيلم» الوثائقي فنايفة نجار ليست الا واحدة من أمهات كثيرات انتظرن ابناءهن المخطوفين دون جدوى،فإنتظرت 9 أشهر قبل ان تضع حداً لانتظارها الطويل فكان انتحارها هو الحل الوحيد .. هذه المرأة هي العد التنازلي للفيلم والمخرج يريد بذلك أن يقدم لنا مزجا موحيا بين الواقع والمتخيل وبين التسجيلي والروائي بهدف منح عمله مصداقية أكبر ولذلك يبدأ فيلمه بهذه الرسائل وينتهي بها قبل أن يقدم مشهدا متخيلا للحظات السابقة للإنتحار حيث طلبت إستدعاء مصور الجريدة وطلبت منه أن يصورها صورا تبدو فيها جميلة.. ربما لتتركها مخلدة لأخر رسائلها التي ترثي بها إبنها الشاب المخطوف ذو الأربعة عشرة ربيعا .
وقد سبق وقدم المخرج ملف المفقودين في الحرب اللبنانية في فيلمه الوثائقي «مخطوفون» عام 1998 ولكنه يقدم فيلمه هذه المرة عن عودة هؤلاء المخطوفين وليس عن كواليس إختطافهم إن الفيلم كما يقول المخرج نفسه عن (المجتمع اللبناني الراهن لا عن قضية المخطوفين. إنه فيلم عن العودة. وهي عودة مستحيلة وذات دلالات). فإذا كان فيلمه الروائي الاول (زنار النار) عن الحرب اللبنانية،فقد اختاران يكون فيلمه الثاني عن بيروت اليوم من خلال قضية تعتبر من أبرز ملفات الحرب العالقة.. وهي قضية 17 ألف مفقود أو بالأحري عن عودة نموذج منهم وكيف يمكن أن يعيش مثل هؤلاء بعد فترة إختطاف وتعذيب طويلة.. فالفيلم الجديد معني بهذه المشاعر مثلما هو معني بمشاعر المحيطين بمثل هؤلاء.. كيف يواجهون الواقع .. وماذا واجهوا في الماضي من عذابات.. فإذا كانت زوجة رامز قد نجحت في التغلب علي أثار هذذا الماضي للم شمل الاسرة حيث صارت الاب والأم لإبنتيها إلا أن أمثال رامز وزينب سوف يظلان مشدودين إلي هذا الماضي الذي يطاردهما طول الوقت..حتي حين يفكرا في التخلص منه.. حيث يرسم سيناريو بهيج حجيج بداية علاقة يمكن أن تنبت بين رامز وزينب,, وفي لحظة فاصلة يكتشف كلاهما أنه مطارد بهذا الماضي ففي أعقاب لقاء يمهد لإمكانية تواصلهما تفاجيء زينب بالجارة تخبرها أن نشرات الأخبار قد أعلنت أنه سيتم الإفراج عن دفعة جديدة من المعتقلين.. لتفيق علي الأمل في عودة الزوج (خليل) من جديد.. الفيلم يبرع أيضا في إشارته غلي أن المحنة تشمل المسيحيين والمسلمين معا.. فهم في مركب واحد سواء علي مستوي الطرح المياشر بعائلة رامز المسيحية أو عائلة زينب المسلمة أو ببعض المشاهد السينمائية كمشهد القارب الواحد الذي اشرنا إليه وجمع زينب ورامز في عناق طويل في اعقاب أزمة الربو المعادلة بدورها للأزمة الاكبر للمجتمع وسط البحر المترامي.

في الفيلم أيضاً تحية الى المرأة (كما يقول حجيج نفسه)، سواء من خلال ضمير الفيلم (نايفة نجار) او من خلال الزوجة («زينب») التي لا تزال تعيش على ذكرى زوجها المخطوف أو الزوجة («ماري») التي ربّت اولادها وحدها ثم اختارت ان تواصل حياتها، ولكن ما ان ظهر زوجها المفقود حتى حاولت جاهدة إعادة الروابط الى العائلة المفككة.. وإن كان لم يفسر لنا سر ذلك الإنهيار السريع لنموذج (نايفة النجار) في الواقع أو إنهيار الإبنة داخل دراما الفيلم.. فهما النموذجان الأضعف في بناء الشخصية النسائية داخل النسيج وإن نجح إستخدامهما للتدليل علي الإنهيار الذي صاحب الإختطاف.. الإبن لإي الأولي والاب في الثانية.

الممثلين بدورهم كشفوا عن براعة مدهشة في الممثل اللبناني ..حسان مراد الذي جسد شخصية «رامز» المضطربة والمكسورة، و جوليا قصار في دور «ماري» المحاولة لإستعادة أسرتها المرتبكة عقب عودة زوجها المخطوف المفاجئة، الى كارمن لبس في دور «زينب» التي وجدت في «رامز» عبق زوجها المخطوف والأمل في السعادة من جديد، ثم (ديامون بو عبود) المحبطة من عدم الالتحاق بالمعهد الموسيقي بباريس، وكذلك ( ايلي متري) الذي يعاني الإضطراب والضياع بعد عودة والده.

الموسيقى جزء رئيسي من الشجن المهيمن علي أحداث الفيلم سواء تلك الكلاسيكية الحزينة التي تعزفها الفتاة الشابة لباخ وغابريال فوري وأخرين، أوموسيقى الفيلم ذاته بإنسيابيتها المناسبة للأحداث وأجواءه التأملية.. عناصر الفيلم المختلفة من تصوير ومونتاج وصوت وغيرها تكشف عن كاتب سيناريو ومخرج متمكن يعرف كيف يصيغ قضيته الدرامية وكيف يدير أدواته وممثليه.. والأهم إصراره علي إعتبار السينما رسالة يجب أن تفتش في الواقع وتبحث في المشاعر والإحباطات لتدفع بالبحث عن حلول لمشاكل ظلت لسنوات طويلة معلقة .. لن يكون أخرها بالطبع مشاكل المخطوفين والمفقودين في حرب عبثية طالت الأخضر واليابس في وطن كبيرلازال يجتر هذه الألام.


الخميس، 25 نوفمبر 2010

محمد الأحمد ينال جائزة مركز العرب الثقافي الأمريكي التقديرية للعام 2010

منح مركز العرب الثقافي الأمريكي الداعم لأنشطة منظمة اليونيسيف ومقرة الرئيسي كاليفورنيا جائزة المركز التقديرية للعام 2010 للسيد محمد الأحمد رئيس مهرجان دمشق السينمائي ، حيث قام الدكتور وضاح السعيد ممثل المركز بالشرق الأوسط ورئيس مجموعة رديانت للإعلام والدعاية والإنتاج في دبي (الشريك الإعلامي والتجاري لمركز العرب الثقافي الأمريكي بكاليفورنيا) بتسليم الجائزة للسيد محمد الأحمد في ختام مهرجان دمشق السنيمائيي ، يذكر أن المركز قد سبق وأعلن في مقره الرئيسي بكاليفورنيا عن دور مهرجان دمشق السينمائي في دعم الثقافة العربية وتحسين صورة العرب في الغرب وتفعيل الحوار الايجابي بين الشرق والغرب وأعلنت خلالها الدكتورة نهال كامل مديرة المركز عن منح جائزة المركز التقديرية للعام 2010 لرئيس مهرجان دمشق السينمائي ، بعد أن نجح المهرجان في أن يحمل إلى العالم العربي والغربي من تاريخ السينما أهم الأفلام والأعمال والنجوم وأطياف مختلفة من الفنون الراقية والإبداعات ولقاءات هامة استطاعت أن تسد الكثير من الهوة في الأفكار والثقافات والرؤى بين الشرق والغرب ، كما أستطاع المهرجان أن يبرز صورة سورية ذات الوجه المشرق والمتحضر في العالم ، فكان المهرجان بمثابة مهرجان لثقافات العالم أجمع وفرصة قوية لجمع الأواصر الثقافية والفنية والاجتماعية وتبادل الآراء والنقاشات ، بل واستطاع مهرجان دمشق أن يتحول الى قيمة فنية كبيرة يشعر بها كل فنان لأنه يشعر أن ما يقدمه من أعمال قيمة تُقدَّر وتُتابع ويُكرَّم عليها إذا نال التميز, كما حفر مهرجان دمشق السينمائي لنفسه بصمة في تاريخ الدراما استمدها من قوة عروضه ونسبة الحضور العربي والعالمي الكبير وحرص النجوم على المشاركة فيه، هذه التظاهرة الجميلة جعلت لمهرجان دمشق السينمائي خصوصية ثقافية كبيرة ولهذا كانت جائزة المركز التقديرية للعام 2010 لرئيس مهرجان دمشق السينمائي.




نقلا عن موقع سيريا بوست

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

دكتور رياض نعسان أغا يصحح ماكتبه هشام لاشين عن دمشق السينمائي

تعليقا علي المقالة التي كتبتها حول مهرجان دمشق السينمائي جاءني اتصال من السيد وزير الثقافة السوري السابق رد رياض نعسان أغا يؤكد اعتزازه بما أكتب حول السينما والمهرجانات عموما ولكنه أبدي تحفظا حول بعض المعلومات المنشورة بالمقالة خصوصا في مقدمة الموضوع وهي التي تتعلق بتأخر الإعداد للمهرجان حتى قبل ثلاثة أشهر فقط من بداية الدورة الثامنة عشر وكذلك مايتعلق بالتدخل لدي وزارة المالية لرفع ميزانية المهرجان وانعقاده من الأساس وعملا بحق الرد والتصحيح ننشر هذا الرد مع الاحتفاظ بحق التعليق عليه




يقول الدكتور رياض نعسان أغا: (الحقيقة أن هناك معلومات غير دقيقة بمقالك ياعزيزي..فأولا المهرجان لم يتعثر ولايعاني من مشاكل مالية علي الإطلاق علي العكس فقد تم رفع ميزانية هذه الدورة منذ العام الماضي ولم يكن ذلك وليد اليوم .. كما أن الإعداد للدورة الثامنة عشر قد بدأ بالفعل في موعده تماما وقد أرسلت الدعوات قبل أكثر من شهر لضيوف المهرجان.. وقد حرص صديقي المبدع والفنان وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت ومعه الناقد الجميل محمد الأحمد علي الإعداد الجيد للمهرجان مبكرا جدا وهو ماظهر للنور وشاهده الملايين علي شاشات الفضائيات .. فقد كان موعد هذه الدورة معروف سلفا وتم كل شيء في وقته تماما بما في ذلك البرمجة والتكريمات والدعوات وهو مايحسب للقائمين علي المهرجان.. ولذلك أردت التوضيح خصوصا وأنني أحترم قلمك وأعتز بك ككاتب وصديق ولم أرد أن تقع في خطأ من المعلومات الكاذبة التي قد تكون قد استقيتها من أشخاص غير ذي صفة أو ربما لهم مأرب من تشويه للحقائق الثابتة.. وأعتقد أنك تتابع المهرجان منذ سنوات مثلما تابعت هذه الدورة وأتمنى أن أسمع رأيك فيها.. مع تحياتي وتقديري.. دكتور رياض نعسان أغا)

وبدوري أشكر المبدع الكبير الدكتور رياض علي هذا التوضيح الذي أنشره كما هو ولكن بدوري أحاول تفسيرماكتبت فببساطة أنا متابع بالفعل لمهرجان دمشق السينمائي منذ أكثر من عشر سنوات وهو واحد من الفعاليات المحببة جدا لقلبي مثلها مثل سوريا الحبيبة التي نعتبرها وطننا الثاني مثلي مثل مصريين كثيرين لازالوا يذكرون أيام الوحدة وأيام العبور العظيم الذي كان لسوريا دورا لايمكن إنكاره فيه.. فالتاريخ والجغرافيا والشجن يربط بين الشعبين المصري والسوري مهما حدث ويحدث.. وقد حرصت علي التنويه بذلك داخل سطور نفس المقالة محل التصحيح الواجب واللازم.. بل أنني انتقدت بصراحة موقف بعض النجوم المصريين من الضغط للحصول علي الجائزة وقلت أن جائزتنا الحقيقة هي حب وتدليل السوريين وبالذات صناع المهرجان لمصر والمصريين.. واعترضت بشدة علي هذا الاسلوب من النجوم المصريين بل وقلت أن (الوتر) فيلم بوليس محكم الصنع وليس فيلم مهرجانات وبالتالي لايجب أن يغضب من حرمانه من أي جائزة .. وقلت أيضا بالحرف الواحد في نهاية المقال (هكذا لم يشفع الاحتفاء السوري المتكرر بمصر حين وقف الأمر علي جائزة وكأنه لابد أن يصل الاحتفاء إلي فرض جوائز علي لجان التحكيم.. وهو منطق بغيض ومتغطرس ولا يمنح قيمة للفيلم المصري.. فالمجاملة لاتصنع فنا مثلما لايمكن أن تكون بوابة للسياسة.. فالبوابة الحقيقية هي ذلك الحب المتكرر الذي نتعاطاه دائما وأبدا بين ربوع دمشق الفيحاء من خلال السينما وخارج السينما).. هذا هو موقفنا الثابت والمعلن.. أما مسألة الأخطاء الواردة بخصوص تعثر الدورة أو تدخل وزير الثقافة السابق فأعترف أنني استقيتها من صحفية وناقدة سورية كانت تتابع المهرجان وكنت أظنها مقربة لكواليسه ويبدو أنها ضللتني لعلة في نفس يعقوب.. وبدوري أعتذر عن هذا الخطأ وأؤكد كل تقديري لصناع المهرجان وعلي رأسهم محمد الأحمد الرائع دائما والأخ رأفت جركس أمين عام المهرجان الذي يحتفي بنا دائما وأخيرا وليس أخرا وزير الثقافة الحالي والفنان المبدع الدكتور رياض عصمت.. فكل هؤلاء منظومة من الإبداع أكدها ويؤكدها مهرجان دمشق طوال سنوات إقامته





السبت، 20 نوفمبر 2010

هشام لاشين يكتب عن دورة مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر





لم يكن من المتوقع أن تظهر الدورة الثامنة عشر لمهرجان دمشق السينمائي الدولي للنور هذاالعام .. فقبل ثلاثة أشهر فقط كان هناك اتجاها من وزارة الثقافة السورية التي تولي رئاستها د رياض عصمت بدلا من الدكتور رياض نعسان أغا إلي إلغاء الدورة تقليصا للنفقات وضيق الوقت قبل عيد الأضحي مباشرة لكن الوزير السابق جلس مع الوزير الحالي في سابقة فريدة من الحب والتعاون الذي ندر أن تجده في عالمنا العربي في مثل هده الحالات بل وجلس مع وزير المالية ومعه رئيس المهرجان ونجح في إقناع الأخير بأهمية إستمرار المهرجان الذي صار سنويا بعد أن كان كل عامين في الماضي بالتبادل مع قرطاج السينمائي في تونس وقامت وزارة المالية برفع ميزانية الإنتاج السينمائي من 45 مليون ليرة إلي 135 مليون.. ورغم ضيق الوقت إلا أن رئيس المهرجان الناقد المثقف وعاشق السينما محمد الأحمد نجح في التحرك سريعا وترتيب أقسام المهرجان ودعوة الضيوف وكل شيئ بحيث من المستحيل اكتشاف أن هذه الدورة قد سبقها إعدادا لمدة ثلاثة أشهر فقط.

شمس البارودي:
 فبعيدا عن كم الأفلام والبرمجة المنتظمة كانت هناك أكثر من مفاجأة فرضت نفسها ربما كان أبرزها جماهيريا تكريم النجم المتجدد حسن يوسف الذي كان سببا في مفاجأة أخري هي ظهور زوجته السيدة شمس البارودي معه خلال فعاليات المهرجان وهو أول ظهور لها في مناسبة سينمائية منذ أكثر من عشرون عاما تقريبا ورغم رفضها التصوير كالمعتاد إلا أن كاميرات التصوير نجحت في كسر هذا الحصار فظهرت في أكثر من مناسبة بدءامن وصولها لفندق الشام الذي يستضيف المهرجان مرورا بحفل العشاء الذي أعقب الإفتتاح في قصر النبلاء وكذلك حفل الختام.. وبدوره شعر حسن يوسف بالحرج من تكرار طلبات التسجيل معه فقرر عقد مؤتمر صحفي أعلن فيه إعتذاره لكل من طلبوا حوارات وأنه مستعد للإجابة عن أي أسئلة وكان بالفعل مؤتمرا شاملا كثف حالة حب من الصحافة والجمهور السوري للفنان الذي إشتهر بالشقاوة في عشرات الأدوار قبل أن يتجه مؤخرا للأعمال الدينية ثم الإجتماعية

أما المفاجأة الأخري فقد تمثلت في ذلك الظهور الباهت جدا لهيفاء وهبي التي حاول المهرجان الإستفادة من شعبيتها كنغمة إغراء يتم تكريمها لتستقطب كاميرات التصوير وكانت المفاجأة أنها لم تثر شهية الصحافة الفنية السورية بل علي العكس فقد واجه المهرجان هجوما بسبب إستضافتها بإعتبارها دخيلة علي فن السينما التي إستثمرتها بدورها لأسالة لعاب جماهير المراهقين حين قدمهاخالد يوسف في (دكان شحاتة) .. وكان ظهور شمس البارودي بحجابها الطويل كفيلا بأن يسرق الأضواء من هيفاء بالكامل0

أول فيلم قطري:
وتأتي المفاجأة الثالثة من العيار السينمائي حيث عرض المهرجان أول فيلم قطري روائي طويل داخل المسابقة الرسمية وهو فيلم (عقارب الساعة) تأليف وإخراج خليفة المريخي..وهو فيلم يستلهم التراث القطري من خلال إستلهام إسطورة قطرية قديمة حول رجل عجوز يبيع الساعات في سوق قديم يحن لماضيه كمغن وأحد المبدعين في الفن الغجري الذي إندثر وبعد وفاة صديق عمره يعود بنا إلي الثلاثينات من القرن الماضي في رحلة الي عالمه.. والفيلم محاولة جادة نحو صناعة سينمائية قطرية لاتخلو من إجتهاد.. وقد تصادف أن عرض فيلمإ إماراتيا أيضا للمخرج سعيد سالمين بعنوان (ثوب الشمس) وعقدت لمخرجه ندوة ضمن فعاليات المهرجان..ومن الطريف أن عرض الفيلمين الخليجيين قد كشف عن مفارقة وجود مهرجانات خليجية بدون أفلام من هذه الدول في حين أن أول إنتاج لها يعرض بدمشق فالفيلم القطري إنتاج خاص للمخرج.. أما الفيلم الإماراتي فقد عاني من التمويل حتي قدم مهرجان ابو ظبي له المساعدة ليظهر للنور.

تركيا والسياسة:
وبدورها كانت السينما التركية ضيف شرف المهرجان وكان هناك وفدا تركيا ومجموعة أفلام من تركيا وعلمت أن اول دورة لمهرجان إسطنبول السينمائي سوف تعقد العام القادم وكان رئيس الوفد حريصا علي طلب دعوة لحضور مهرجان القاهرة السينمائي لفتح أسواق سينمائية بين مصر وتركيا خصوصا وأن مهرجان القاهرة يقدم هذا العام بدوره أضواءا علي السينما التركية.. وقد فسر البعض إهتمام تركيا بمنطقة الشرق الأوسط سينمائيا الأن بأن له علاقة بالتوجه السياسي والإنفتاح التركي الحالي علي المنطقة وعلي القضية الفلسطينية بشكل خاص .. وهو ماحاول رئيس المهرجان محمد الأحمد أن يؤكد عليه حين قال أن إختيار تركيا كضيف شرف للمهرجان تحكمه عدة إعتبارات منها أن هذا البلد الجار معني اليوم بالهم العربي والفلسطيني وهو يقدم محاولة نبيلة في سبيل هذا الهم .. كما أن السينما التركية سينما عريقة طافت مهرجانات الدنيا المهمة وخرجت بجوائز كبيرة وفي جعبتها أفلام حائزة علي جائزة الأسد الذهبي في فينسيا وكذلك السعفة الذهبية في كان وبرلين)..

إحتفاء سوري بمصر:
السياسةإذن تلعب دورها في مهرجانات السينما في دمشق أو غيرها وهو وضع صار طبيعيا فلا فصل بين الفن والسياسة.. كلاهما وجهان لعملة واحدة.. فالفن وسيلة تقارب وتواصل حين تضع السياسة أوزارها أو يضيق الحال.. فحتي في قمة برودة العلاقات السورية المصرية الرسمية هاهي دمشق تحتضن مصر والمصريين.. ودائما مايكون الوفد المصري هو أكبر وأهم وفد في هذه الإحتفالية السنوية.. كانت هناك سميرة أحمد وماجدة الصباحي ونبيلة عبيد التي جاءت في اليوم الأخير.. وكان هناك منال سلامة وأمل رزق والمنتجون عادل حسني وصفوت غطاس وإسماعيل كتكت وسميةالخشاب ونقاد وصحفيين.. وكان هناك غادة عادل ومجدي الهواري ومصطفي شعبان بصحبة فيلمهم (الوتر) وقد جاءت فرقة شعبية سورية علي باب فندق الشام لتحتفل بالفيلم وبمصر وسط غناء ورقص متواصل وسط جمهور الشارع العريض.. وهو مايتكرر للإفلام المصرية كل عام حتي ,أن خرجت هذا العام خالية الوفاض من أي جائزة.. ربما لأن الوترليس فيلم مهرجانات بالمرة فهوفيلم بوليسي محكم الصنع لكنه ليس من نوعية الأفلام التي تصلح للمهرجانات.. ولذلك كان غريبا غضب الوفد المصري ومحاولة الضغط تجاهلا لأعراف أي مهرجان دولي.. وقد وجد محمد الأحمد نفسه أمام هذه الضغوط إلا أنه إحترم في النهاية لجنةالتحكيم ولم يسع للتدخل وهو مادفع غادة عادل ومجدي الهواري لتقرير السفر ليلة الختام وبصحبتهم (ساندرا نشأت) احدي عضوات لجنة التحكيم.. وقد حاولت ساندرا أن تنفي أن دفاعها عن الفيلم المصري ورفض رئيس اللجنة الموافقة علي منحه جائزة هو السبب في إنسحابها مع المخرج السوري نجدت أنزور وقالت مثلماقال نجدت في المؤتمر الصحفي الذي أعقب إنسحابه بأن جليطة رئيس اللجنةالروسي هي السبب في الإنسحاب.. ولكن لم يفسر أي منهما لماذا تأخر هذا الإنسحاب حتي اليوم الأخير..أما الفنانة السورية سوزان نجم الدين فقد أقامت أكثر من إحتفال للوفد المصري علي مدار أيام المهرجان أبرزه ذلك الإحتفال بمزرعتها بزابادان بالجبل وقد جمع هذا الحفل بالإضافة للوفد المصري وزيري الثقافة السوريين الحالي والسابق وكذلك السفيرين المصري واللبناني بسوريا وكان حفلا بديعا.. هكذا لم يشفع الإحتفاء السوري المتكرر بمصر حين وقف الأمر علي جائزة وكأنه لابد أن يصل الإحتفاء إلي فرض جوائز علي لجان التحكيم.. وهو منطق بغيض ومتغطرس ولايمنح قيمة للفيلم المصري.. فالمجاملة لاتصنع فنا مثلما لايمكن أن تكون بوابة للسياسة.. فالبوابة الحقيقية هي ذلك الحب المتكرر الذي نتعاطاه دائما وأبدا بين ربوع دمشق الفيحاء من خلال السينما وخارج السينما.. أما الأفلام الهامة خلال هذا المهرجان فلها حديث أخر ذو شجون أخري..  .

الخميس، 4 نوفمبر 2010

مصر تحظر التعامل مع مهرجان أبو ظبي السينمائي وتتهمه بالتطبيع


أصدر اتحاد النقابات الفنية بمصر "التمثيلية والسينمائية والموسيقية"، بيانًا حظر فيه تعامل أعضائه مع مهرجان أبو ظبي السينمائي، في ضوء قرارات النقابات الثلاثة منذ عام 1981 بعدم التعامل أو التطبيع مع إسرائيل، مؤكدًا أن ذلك ثوابت لن تتغير ما دامت إسرائيل تنتهك حقوق الفلسطينيين.

وأوضح بيانٌ للاتحاد أصدره مساء الأربعاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أن هذا القرار تم اتخاذه نظرًا لقيام مهرجان أبو ظبي بتوجيه الدعوة إلى المنتِجة الإسرائيلية ليسلي وودوين ومنحها جائزة "الجمهور" عن فيلم "الغرب غربًا"، والبالغة قيمتها 30 ألف دولار.

وأكد البيان أن هذا الحظر لن يُرفع إلا بعد قرار رسمي من مهرجان أبو ظبي باستبعاد كل ما هو إسرائيلي أو له علاقة بإسرائيل من المهرجان. ودعا الاتحادُ أعضاءَ النقابات الثلاثة إلى الالتزام بهذا القرار، فيما حذر غير الملتزم بالقرار بالفصل من عضوية النقابة.

وقد وقَّع على البيان كلٌّ من رئيس اتحاد النقابات الثلاثة ممدوح الليثي، ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، ونقيب المهن الموسيقية منير الوسيمي، ونقيب المهن السينمائية مسعد فودة.

وكان مهرجان أبو ظبي في دورته الرابعة التي انتهت مؤخرًا، قد منح المنتِجة البريطانية ليسلي وودوين جائزة "الجمهور". وقالت وودوين في ندوةٍ لتكريمها إنها تفتخر بكونها إسرائيلية، "وسط صمت مطبق" من قِبَل إدارة المهرجان وكل وسائل الإعلام المحلية والعربية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وقال الناقد المصري المقيم في باريس صلاح هاشم، إنه لا يستغرب أن يقع التطبيع في مهرجان أبو ظبي الذي يديره الأمريكي بيتر سكارليت. ورجَّح أن يكون لهذا الأخير "رغبة في تمرير أفلام إسرائيلية".

وأضاف هاشم: "يجب- في رأيي- ألا نشكوَ ما دمنا سلمنا قيادة مهرجان سينمائي في بلد عربي لأجنبي، وأرى أن سكارليت لا ينبغي أن يُلام، بل اللوم على الإدارة أو الحكومة التي عينته"، مشيرًا إلى أن توظيف بيتر سكارليت جاء "لتنفيذ مخططات وتوجهات سياسية لا تخضع لإرادة شعبية، بل لإرادة حكومية".

ومن جهته، قال الناقد الفلسطيني بشار إبراهيم: "ما حدث تواطؤ من قِبَل إدارة المهرجان، ومجرد كتابة قائمة بأسماء فريق بيتر سكارليت الذي يدير المهرجان، وخلفياتهم ودياناتهم وجنسياتهم، تكشف الكثير من الأمور"، وأضاف: "المهرجان في قبضة فريق أمريكي يهودي"، في الوقت الذي طالب فيه رئيس تحرير موقع "شبكة السينما العربية" أشرف البيومي نقابة الصحفيين المصرية بالتحقيق مع كل أعضائها الذين حضروا الدورة الأخيرة للمهرجان؛ لكون أيٍّ منهم لم يعترض على وجود منتِجة إسرائيلية، ولم يكتب أيٌّ منهم على الإطلاق عن الوقعة، فيما يبدو أنه محاولة لتمريرها.

وقال الناقد المصري محمد قناوي إن موقف مهرجان أبو ظبي تجاه التطبيع واضح منذ الدورة الأولى التي صدر قبل انطلاقها قرارٌ من اتحاد النقابات الفنية المصرية بالمقاطعة ردًّا على مشاركة الفيلم الإسرائيلي "زيارة الفرقة الموسيقية"؛ ما دفع إدارة مهرجان أبو ظبي إلى التراجع واستبعاد الفيلم، لكن الدورة نفسها ضمَّت عددًا من الأفلام التي تتناول العلاقات العربية الإسرائيلية بنوعٍ من الانحياز لصالح إسرائيل؛ ما يُعَد دعوةً غير مباشرة إلى التطبيع، حسب قوله.

وأشار إلى غرابة موقف الصحفيين المصريين الذين حضروا المهرجان، والذين لم ينسحبوا بعدما علموا أن هناك تطبيعًا حقيقيًّا؛ "ربما لأن اختيارهم تم بناءً على علاقاتٍ شخصيةٍ بالمنسق العربي في المهرجان الذي يقال إن أصوله يهودية أيضًا".
نقلا عن mbc  نت

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

الأحد انطلاق فعاليات مهرجان دمشق السينمائي الدولي


تنطلق يوم الأحد المقبل فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان دمشق السينمائي الدولي بمشاركة 45 دولة عربية وأجنبية وبحضور مجموعة من أبرز المشتغلين العرب والأجانب في قطاع السينما.

وبحسب وكالة الأنباء السورية، يتنافس في المهرجان 24 فيلماً في المسابقة الرسمية فضلاً عن فعاليات ونشاطات مرافقة أهمها طاولة مستديرة حول أثر المهرجانات السينمائية العربية في تنشيط الإنتاج المحلي.

وقال محمد الأحمد مدير المهرجان في تصريحات لوكالة الأنباء السورية، إن الأفلام الأربعة والعشرين التي ستشارك هي "إذا أردت أن أصفر فسأفعل" من رومانيا، و"مصففة الشعر" من ألمانيا، و"على الممر" من البوسنة، و"كوزموس" من تركيا، و"كونفوشيوس" من الصين، و"كيف أمضيت هذا الصيف" من روسيا.

كما تشارك أفلام "لا تدعني أرحل" من بريطانيا، و"سعادتي" وهو إنتاج ألماني هولندي روسي أوكراني مشترك، و"ما يخص شقيقة" من اليابان، و"حياتنا" من إيطاليا، و"ثعالب" من سلوفينيا، و"الغواصة" من الدانمارك ،و"يرجى عدم الإزعاج" من إيران، و"فينيزيا" من فنزويلا ،و"أميرة مونبونسييه" من فرنسا، و"الزنزانة 211" من إسبانيا، و"الخارجون عن القانون" من الجزائر، و"آخر ديسمبر" من تونس، و"الجامع" من المغرب، و"الوتر" من مصر، و"ثوب الشمس" من الإمارات، و"عقارب الساعة" من قطر إضافة إلى "مطر أيلول" و"حراس الصمت" من سوريا.

4 أفلام عراقية فى الدورة ( 34 ) لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى




     مشاركة عراقية كبيرة تشهدها الدورة ( 34 ) لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى                                            ( 30/11 إلى 9/12/2010 ) اذ وصل عدد الأفلام العراقية التى ستشارك فى الاقسام المختلفة لهذه الدورة                      إلى أربعة أفلام منهم فيلم فى المسابقة الدولية لأفلام الديجيتال و هو :

·   فيلم " متشابك باللون الأزرق " هو انتاج مشترك بين العراق وايطاليا وانجلترا والامارات العربية             "2010" و إخراج حيدر رشيد وبطولة فلاح هاشم و زوى ريجبى و إيان اتفيلد و الفيلم يطرح معاناة وغربة شاب انجيلزى من اصل عراقى يعيش فى لندن حيث تسيطر عليه حالة من الضياع والفشل فهو ينام فى سيارته تاركاً بيته ، ويتسكع فى شوراع لندن بلا هدف ولايدرى مايريد ، و يحاول الخروج من عزلته وتجاوز محنته لكن لايعرف كيف يفعل ذلك .. لضعف شخصيته ، كما أنه شاب مستقيم ليس لديه علاقات عاطفية الا مع صديقة مغربية يحبها فى صمت منذ أربع سنوات ولايحب الاختلاط بالعالم أو الاتصال بأحد أو أن يتصل به أحد حتى أنه لايملك هاتفاً جوالاً ليتصل بوالدته ويحاول أكتشاف والده الكاتب العراقى المشهور من خلال الاشرطة التى سجلها والده  التى تعكس حبه وعشقه وحنينه للعراق ويبحث عن ناشر لكتاب يتحدث عن والده الذى تم اغتياله بعد عودته إلى العراق عقب سقوط نظام صدام حسين .  
** المخرج " حيدر رشيد" ولد عام 1985 في مدينة "فلورنسا" بإيطاليا لأب عراقي و أم إيطالية. و تربى  في ظل ثقافات متعددة  في إيطاليا و كان دائما يبحث بأهتمام  عن القصص ذات الثقافات المختلطه.
أنخرط  في العمل السينمائي منذ سن صغير فعمل في البداية كممثل في عرض تليفزيوني يتحدث عن التراث العربي في شرق إيطاليا ، بعدها تحول للعمل كمخرج  و مصور و مونتير في أفلام قصيرة.





في سن التاسعة عشر أنتقل للندن لدراسة الأخراج و لكنه قرر عدم الذهاب للجامعة و أستغل  الروايات التي جذبت انتباهه في عمل أفلام قصيرة. و منها فيلم "بين أرضين"  الذى يناقش  قضية الجيل الثاني من المهاجرين العراقيين  الذين يقيمون في لندن .
و يعد فيلم فيلم " متشابك باللون الازرق " أول أفلامه الروائية الطويلة ، كما يقوم حالياً بالاعداد لفيلم روائى طويل أخر يتناول فيه الحرب العراقية الأيرانية من منظور انسانى .

و فيلمان فى قسم مسابقة الافلام العربية هما :


·   فيلم " حى خيالات المآته " انتاج 2010  و اخراج حسن على وبطولة "عبدالله شوكت" ،             "فاليد معروف"  و "سولاف غريب "  وتدور أحداثه حول أسراب الغربان التى تهاجم الأراضى الزراعية ويحاول أصحابها حماية محاصيلهم من هذه الغربان ، فتقوم معركة شرسة بين الجانبين  " الغربان" و  " أصحاب الأراضى " ينتح عنها أن  يكون أطفال القرية هم الضحايا .

·   فيلم " أبن بابل " إنتاج عام 2009 و إخراج "محمد الدراجى" ، وبطولة  "بشير الماجد" ويتناول المخرج علي مدي 90 دقيقة قضية المفقودين العراقيين منذ حرب الخليج عام 1990  وقد أطلق المخرج إلي جانب فيلمه حملة لجمع مليون توقيع من أجل التقدم بإلتماس بفتح التحقيق حول المفقودين وعند بلوغ الحملة المرافقة لعروض الفيلم العدد المنشود سيتم رفع الإلتماس إلي الأمم المتحدة والجامعة العربية والإتحاد الأوربي .
 وتدور أحداث الفيلم في شمال العراق عام 2003 بعد مرور أسبوعين علي سقوط صدام حسين من خلال قصة الولد الكردي "أحمد" الذي يبلغ من العمر 12 عاما ويعيش مع جدته ، وتسمع الجدة أن بعض أسري الحرب وجدوا أحياء في الجنوب فتقرر أن تعرف مصير أبنها المفقود والد أحمد الذي لم يعد إلي منزله قط منذ حرب الخليج عام 1991 ، وطوال الرحلة من جبال الشمال إلي أرض بابل كانا يستوقفا العربات ليركبا مجاناً متطفلين علي الأغراب ، والتقيا بالكثير من الرحالة مثلهما يقومون برحلات مشابهة فأخذ أحمد يتبع خطي منسية لأب لم يعرفه قط محاولاً فهم ما تبحث عنه جدته وأثناء الرحلة ينمو الولد وينضج .






و لقد نال فيلم " ابن بابل " جائزتان في مهرجان  برلين  السينمائي الدولى  لعام 2010 جائزة  منظمة  العفو  الدولية  وجائزة  نوبل  للسلام  للابداع  السينمائي، كما تم ترشيحة لجائزة أوسكار لأفضل فيلم اجنبى لعام 2011 بدعم من وزارة الثقافة العراقية .

و فيلم فى قسم السينما العربية الجديدة و هو :    

·   فيلم " ضربة البداية " انتاج 2009 و إخراج "شوكت كوركيشى" وبطولة "شوان عطوف"  و "كوفار أنور"  و "سهيلة حسن"  و "ناصر حسن"  وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الأسر المهاجرة وتعيش فى ملعب كركوك الدولى ، حيث يربط الفيلم بين لعبة كرة القدم وتأثيرات الحرب على تلك الأسر .
  الفيلم شارك فى عدة مهرجانات ونال عدد من الجوائز منها جائزة أفضل فيلم روائى طويل فى الدورة الثالثة لمهرجان الخليح السينمائى ، كما نال الجائزة التقديرية فى مهرجان دبى وجائزة من مهرجان بوسان الدولى بكوريا الجنوبية و بجائزة أفضل فيلم روائي شرق اوسطي طويل في الدورة العاشرة لـ"مهرجان بيروت الدولي للسينما .