الاثنين، 5 ديسمبر 2011

توبةالبلطجية!!


الهدوء الرائع الذي شهدته كواليس الإنتخابات البرلمانية وحالة الإنضباط الأمني المذهل ودخول البلطجية إلي الجحور خلال هذين اليومين يحتاج لدراسة متأملة وتحليل موضوعي محايد لنعرف ماذا حدث.. فمن المؤكد أن الله لم يهدي فجأة كل البلطجية واللصوص جميعا في نفس واحد خلال هذين اليومين.. ومن المؤكد أنهم أيضا لم يقرروا التوبة جميعا في نفس اللحظة ولمدة يومين فقط.. هناك سر جعل البلد تسعد بشرف الأمن والهدوء لمدة 48 ساعة فقط قبل أن تستأنف نشاطها الفوضوي المرعب.. ولأننا سنتفترض حسن النوايا التي لاتسند زير في مثل هذه الحالات فسنعتبر أن البلطجية قرروا من باب الحيطة والحذر خلال هذين اليومين أن يختبئوا نظرا لحالة الطوارئ والثقة التي أكد بها المجلس العسكري إقامة الإنتخابات في وقتها وعدم التأجيل وهو مايكشف عن إستعدادات أمنية غير مسبوقة وتمكن من المجلس في فرض السيطرة والأمن وهو الأمر الذي كنا متأكدين أنه سيحدث من أول أيام الثورة ويستمر بعد ذلك بمنتهي البساطة المعروفة عن قواتنا المسلحة القادرة دوما علي الردع في الداخل والخارج.. ولكن ماحدث خلال الشهور الماضية كان العكس تماما ..وكأن هناك يد تتأمر لإثبات العكس أو في أسوأ الفروض لإثبات أن مبارك علي حق حين قال أنا أو الفوضي..وإستمرارا مع هذا التحليل سوف نصل إلي منتهي سوء النية وأن بدأنا من الإتجاه الذي يفترض عكس ذلك.. فالمجلس القادر علي فرض الأمن بهذا الشكل الذي حدث أثناء الإنتخابات لدرجة أن الصعيد لم يجروء علي إطلاق رصاصة واحدة وهو الأمر الذي لم يحدث في عز أيام المخفي حبيب العادلي .. هذا المجلس قادر بالتأكيد علي جعل الشارع المصري في الايام العادية يسير كالألف.. وهو قادر علي الضبط والربط والأمن والأمان عندما يريد أن يثبت قدرته علي ذلك ولكن من الواضح أن الهدف لم يكن كذلك وأن هناك علاقة تربط بين مايحدث في الشارع المصري من تخبط وفوضي وبلطجة وفساد وسطو وقتل وبين أوامر عليا وعصا بيد مايسترو يحرك الأمور.. المجلس الذي قال للبلطجية إحذروا الخروج من الجحور يومي الإنتخابات فنفذوا ذلك بالأمر قادر علي أن يفعل ذلك طول الوقت وليس لمدة يومين فقط حين أراد أن يثبت قدرته علي حماية التجربة الديمقراطية بشروطه وإدارته طبعا.. لقد دافعت عن المجلس العسكري طوال الايام الماضية لدرجة أنني أتهمت بالبحث عن دور أو مصلحة معهم وكان هدفي ضرورة الفصل بين المؤسسة العسكرية وبين أي تظاهر أو محاولة لتأليب الجيش علي الشعب والعكس ولكن كل يوم يثبت أن العسكر مستفيد ومساند بوضوح لفلول النظام السابق ولم تكن وثيقة السلمي أو غيرها سوي بالونات إختبار لمدي السيطرة حتي أخر لحظة.. أننا لانريد سوي هذا الأمان الذي ظهر يومي الإنتخابات طالما العسكر قادرين علي ذلك.. لعبة أمن الدولة المنحل يجب أن تتوقف وأن تغيرت الاسماء والوظائف.. تفتييت الناس وجعلهم ينقسمون بالتراشق والبلطجة والإتهامات لعبة حقيرة أجادها تلاميذ اليهود والصهاينة من مبارك ونظامه وأعوانه(فرق تسد).. علي المجلس أن يثبت حسن نيته ويمنح الوطن الأمن والأمان كما أقسم.. أما اللعب تحت الموائد فهو حرفة السياسيين الذين يبررون كل غاية أما الجيش فله إسلوب أخر ومكان أخر.. علي المجلس العسكري أن يثبت حسن نيته ويعيد الأمن للشارع المصري والمواطن المصري ويترك الفرصة للإصلاح وأتمني ألا يقف أمام الحد الأقصي للأجور حين يطرح في البرلمان لأنه ليس في صالحه مثلا او في صالح عشرات القطط السمان في هذا الوطن المنكوب والمترع بالفساد وحتي إشعارأخر!!
هشام    لاشين