الاثنين، 10 أكتوبر 2016

وفاة مخرج المذابح السوفيتيية في بولندا

https://al-ain.com/article/polish-director-wajda




هشام لاشين
توفي اليوم  المخرج البولندي الشهير آندريه فايدا عن عمر يناهز التسعين عاما، وهو المخرج الذي أدخل السينما البولندية إلى العالمية بفيلمه الشهير «Ashes And Diamond» أو الرماد والماس عام 1957، الذي ناقش فيه تأثير الحرب على العقول.
وقال المخرج البولندي، "جاسيك برومسكي": «إن فايدا فارق الحياة، بعد رحلة حافلة من النضال في سبيل الحرية، قدم خلالها مجموعة من الأعمال الرائعة التي بلغ عددها 49 فيلما سينمائيا».
ويعتبر "فايدا" واحد من أعظم ثلاثة مخرجين في تاريخ السينما البولندية، مع "رومان بولانسكي" و"كريستوف كيشلوفسكي"، وفاز بالعديد من الجوائز العالمية من بينها جائزة الأوسكار الفخرية عام 2000 عن مجمل أعماله السينمائية.

وترشحت أربعة أفلام من أعماله لجائزة الاوسكار من بينها "الرجل الحديد" وكاتين " ، كما فاز "فايدا" بجائزة السعفة الذهبية في عام 1981 عن فيلمه "الرجل الحديدي"، وفي عام 1983 فاز بجائزة سيزار لافضل مخرج عن فيلم "دانتون".
قبل «فايدا» لم تكن هناك سينما بولندية، فهو يعتبر المخرج الذي وضع الحجر الأول في أساس السينما ببلاده، خاصة أن السينما في بولندا في بدايات القرن العشرين، كانت تحت سيطرة الحكومة والألمان بدءا من الإنتاج والإخراج حتى التوزيع، فهو مخرج بدرجة مناضل رفض كل القيود الشيوعية .
وفي 1981، أرخ فايدا لحركة «تضامن» البولندية في فيلم يحمل عنوان «مان أوف أيرن» ، وقد نال الفيلم جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان، إلا أن انضمام فايدا إلى حركة «تضامن» دفع السلطات إلى اغلاق شركة الإنتاج المملوكة له ، كما تناول فيلمه «كاتين» 2007 القصة المأساوية لمذبحة الحقبة السوفيتية لحوالي 20 ألف ضابط ومثقف بولندي ، خصوصا وان والد فايدا الحقيقي قد قُتل على يد السلطات السوفيتية في المذبحة المعروفة باسم «مجزرة كاتين» التي راح ضحيتها آلاف البولنديين، الأمر الذي جعل «فايدا» ينضم عام 1942 إلى المقاومة البولندية؛ للانتقام لوالده، والطريف انه أخرج هذا الفيلم في سن الواحدة والثمانون بعد ان إختمرت الحادثة والتواريخ في ذهنه وهضمها تماما .
بلغت واقعية فايدا التصويرية ذروتها في المشهد الأخير. وهذه الواقعية تقدم لوحة مليئة بالتفاصيل البعيدة من المبالغة الدراماتيكية المبتذلة.

ويحتوي فيلم (كاتين) علي لقطات خالدة فنيا تعرض صور إعدام شرطة ستالين السرية ضباطَ الجيش البولوني في غابة كاتين، في نيسان أبريل 1940، فعملاء الجيش السوفياتي وجنوده أمطروا الضباط بالرصاص من غير أن يرمش لهم جفن ، بينما تم إلقاء جثث الضحايا في حفرة كبيرة، غطتها الجرافات .. وبعد سقوط الإتحاد السوفيتي حجبت موسكو الملفات المتعلّقة بكاتين ، وانتظرت بولندا 76 عاماً لتشاهد المجزرة على الشاشة الفضية، بعد ان بعثها أندري فايدا  الذي ترشح لأوسكار افضل فيلم أجنبي عنه ، ونال عنه أيضًا عدة جوائز عالمية .
ولـ«فايدا» لمسات واضحة في أعماله وأسلوب  واقعي خاص به، رغم أن معظم أعماله كانت تنحصر في فكرة النضال والمقاومة والتمرد ضد الأنظمة السياسية، حيث جعل من هذه الفكرة تناولا شعبيا لانخبويا مثل الكثيرين وهو مالفت له الانظار بسرعة ، كما تقدر أعداد جوائز المخرج الكبير نحو خمسين جائزة عالمية، وترشح 31 مرة لنيل جوائز أخرى، كما بلغ عدد أعماله 54 عملا.
يذكر ان اللجنة البولندية لـ «الأوسكار» اختارت فيلم "فايدا " الأخير الذي يحمل اسم "افتيريماجي" لتمثيل بلاده في المسابقة عام 2016،عن أفضل فيلم باللغة الأجنبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق