الجمعة، 21 أكتوبر 2016

بالفيديو: تفاصيل القبض علي هشام عبد الحميد في تركيا







هل انضم الفنان هشام عبد الحميد إلى جماعة الإخوان المسلمين؟ وهل يمكن محاكمته عن تهمة كهذه بسبب تقديمه لبرنامج من تركيا  على شاشة قناة الشرق لصاحبها الدكتور أيمن نور،بعنوان (بالتأكيد)، حيث يقدم فيه نقدا هادئا للأفكار الفاشية عموما ويدافع عن حرية الاختلاف في الرأي والقناعات للآخرين.


ورغم أنه يقدم برنامجه بمنتهى الهدوء ودون الخوض في توجيه النقد المباشر لأي أشخاص إلا أنه لم يسلم من طرح السؤال باعتباره طبيعة المرحلة للتشكيك في أي شخص يتجه لمنصة معارضة حتى لو كان فنانا عاش معظم حياته في كواليس الحياة الفنية بكل تحررها وتجاوزها للتابوهات الفنية والسياسية وبالتأكيد الدينية.


وبنظرة بانورامية سريعة على مسيرة هذا الفنان قد نجد الرد على هذا الاستفسار الغريب الذي يطل برأسه بين الحين والآخر للتشكيك في أي مجتهد خارج حظيرة التابوهات والمقدسات والكلاشيهات التي صارت من كثرة ترديدها فاقدة للمنطق أو العقل.


ببطء ولكن بتأكيد هذه المقولة الإنجليزية تنطبق تماما على هشام عبد الحميد، فهو منذ بدايته مع فن البانتوميم الذي يعد من أصعب الفنون وهو يتسلل ليسجل أهدافا هادئة في مرمى النجومية دون تعجل.. ورغم أن هذا المجال لا يحقق في الغالب نجومية لمرتاديه في مجتمعنا إلا انه كسر القاعدة وأثبت أنه علم وليس مجرد اجتهادات ليلقي بعدها بموهبته في اتون فن التمثيل غير البعيد عن الملعب حيث بدأ يضرب الكرة بقوة أكبر ويسجل أهداف في هذا المرمى عبر أدوار متعددة عقب تخرجه من معهد الفنون المسرحية من نوعية (غرام الأفاعي)، و(قليل من الحب كثير من العنف) ودوره المتميز أمام أحمد ذكي في (معالي الوزير) وكذلك (المقامر والعجوز والبلطجي والمقامر والملك لله) وغيرها من علامات السينما ناهيك عن أدواره التلفزيونية وأبرزها (أولاد عزام والسرايا وبعد الطوفان) تجاربه المسرحية المميزة (كحب في التخشيبة - قصة الحي الشرقي - جواز على روقة طلاق) وغيرها من الأدوار والبطولات المتنوعة التي أثبت من خلالها أنه فنان معجون بفن التمثيل، وأنه لا يحتاج بالتالي لبرنامج تليفزيوني ليحقق به شهرة إضافية لا يحتاجها أو معارضة يكسب من ورائها بطولة زائفة وهو البطل على الشاشة طول الوقت.


ورغم أن شخصية هشام ليست من النوع الصدامي الذي يعشق الدخول في الممنوع إلا أن حرصه على التنوع وكذلك قناعته بتجريب وسيط جديد ليس ببعيد عن مجاله الفني وهو الإعلام صاحب الرؤية قد دفع به لتقديم برنامجه (بالتأكيد) وهو ما يراه البعض شططا لا يجوز مع فنان يذوب عشقا في الإبداع الحر بعيدا عن قيود السياسة ومحدودية أفق مرتادي عالمها أحيانا، لكنه لم يتوقف وقرر أن يثبت أنه ربما كانت هذه المساحة من الحرية الفكرية قبل الفنية هي التي يحتاجها أي مبدع حقيقي حتى لا يصير أسيرا لتابوهات المرحلة، وهو ما يفسر بدوره تركيز  الحلقات الأولى لبرنامجه على فكرة الحرية للآخرين حتى لو اختلفنا معهم فكريا.

ومن حيث شكل البرنامج فإن هشام يجتهد في مزج فكرته بأداءه الواثق الهادئ الذي عودنا عليه كما لا يسقط في الهجوم القبيح أو الإساءة للآخرين، وكيف ذلك وهو الذي يدعونا لاحترام أفكار وحرية الآخر، كما أنه لا يتشنج ولا ينفعل كما يفعل بعض الإعلاميين الآخرين وهي ميزة أخرى جعلته يتفرد بين طابور من البرامج المباشرة والحادة في هذه المرحلة ليؤكد المثل الإنجليزي بأن الهدوء والتمهل قبل الظهور ونطق أي كلمة هو طريق النجاح بل وتأكيد هذا النجاح.


ربما لهذا السبب فإن هشام عبد الحميد كان دائما حالة إبداعية خاصة قادرة على إثارة الجدل الفني، وها هي تنضم لإثارة الجدل السياسي بعد أن تساءل البعض بسذاجة مفرطة، هو هشام إخوان ولا إيه؟وربما كان رد الرجل في حلقته عن سيد قطب أبلغ دفاع عن هذه التهمة مع أنه لا يحتاجها وهو الفنان المتنوع الحر الذي يطير كأي مبدع في اتجاه ما يحقق له حرية الإبداع والتجديد بعيدا عن كلاشيهات التقديس ومناخات إيثار السلامة وإن كان بتماسك وأدب جم ونقد مهذب وموضوعي والأهم بتأكيد، ورغم ذلك ظل يؤكد في هذه الحلقة أنه مختلف تماما مع الرجل لكنه مع احترام حريته وليس إعدامه كما حدث، وهي دعوة للفهم والتسامي في وقت عصيب نحتاج فيها أكثر من أي وقت مضى للنظرة الموضوعية والابتعاد قدر المستطاع عن ثقافة العنف والعنف المضاد.
 

 /?autoplay_reason=ugc_default_allowed&video_container_type=1&video_creator_product_type=2&app_id=350685531728

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق