السبت، 16 فبراير 2013

مبولة التحرير!!


بقلم/ هشام لاشين
تحول ميدان التحرير من ايقونة للثورة المصرية الرائعة إلي مزبلة تاريخية للضياع والشم والجنس والبلطجة قبل أن يتسلل الضائعون هناك إلي مترو الانفاق ليلقوا بقاذوراتهم في كل ركن بدءا من حوائط المترو التي تحمل السباب والشتائم الجارحة وألفاظ الشوارع مرورا بالاركان التي تحولت بدورها إلي مبولة وميضة وكنيف ضخم تزكم الرائحة المنبعثة منه الانوف وتصيب المار من هناك بالإختناق حيث الغازات البشرية العفنة التي تفوق غازات قوات الأمن ضراوة.. وقريبا من الميدان حيث ميدان طلعت حرب تحول التمثال الشهير إلي مسخ بفعل الكتابات والشعارات الخارجة عن اللياقة والأدب وهو نفس التمثال الذي قام الثوارالحقيقيون بمجرد نجاح الثورة بمساعدة شباب مثل الورد بغسيله بالماء والصابون مثلما غسلوا الشوارع المحيطة في مشهد عبقري صوره العالم وضرب به الأمثال علي الشباب المصري وعلي جيل واعي مدهش .. حتي الجرافيتي الذي هاج وماج البعض لطلاءه في محمد محمود صار مسخا أخر لاعلاقة له بالثورة أو الجمال أو الإبداع من أي نوع.. وتختلط شعارات الألتراس بشعارات البلاك بوك الذين يرمز لهم بحرفي البي بي مما يشعرك بالقرف والغثيان ليصبح الشغب والبلطجة وجهين لعملة واحدة.. المشكلة الحقيقية في هذا الإختطاف للثورة من حفنة من الإرهابيين وأولاد الشوارع وهوامش المجتمع الملفوظين في ظل غيبة للمعتدلين من المثقفين والمحللين المشغولين الأن بدفع العربة للإرتطام بصخرة الهاوية دون وازع من ضمير ونفس الامر لوسائل إعلام ممولة بأموال قذرة مشبوهة لاتريد سوي الخراب في حين سقط الأمن فريسة للإنتقام من الشعب الذي كسر هيبته في 25 يناير ..ووسط هذا الطوفان أو المستنقع يقفز البهلوانات وتجار الحروب والكوارث يمرحون ويدفعون ويسخنون ويخلطون الأوراق بهدف التقسيم المضبوطة خرائطه ومعروفة للجميع.. وهناك جهات مستفيدة يعتبرها البعض طرفا ثالثا وفي الغالب هي الطرف الفاعل الأن لدفع الأزمة في إتجاه طلب الخلاص الذي تشير الدلالات الأن إلي أنه سيكون من الجيش ذاته.. فهناك لهجة تتكرر الأن بين العديد من الناس حول ضرورة نزول العسكر الذين كانوا هم أنفسهم يرفضونهم في بداية الثورة وينددون بوجودهم.. فهل هذا مقصود؟ خصوصا وأن خطط أمريكا وإسرائيل للمنطقة صارت معروفة للجميع بدعم لوجيستي واضح للأخوان أنفسهم؟ إن السيناريو الاسوأ الأن خصوصا مع تهديد ظاهري من أمريكا بوقف السلاح عن مصر حتي تضمن مزيد من الدعم لأمن إسرائيل وولاءا لاحدود له علي الحدود أن تصبح كماشة الحصار علي الأخوان داخليا وخارجيا فرصة تاريخية لنزول الجيش وسط ركام الفوضي والتخبط والرعب والفوضي الشائعة الأن ولن يمثل هذا السيناريو خلاصا من الأخوان كما يعتقد البعض وربما يكون بوابة الجحيم التي ستنفتح علي مصراعيها لفوضي شاملة لن يدرك أحد مداها ووقتها سوف تطال الجميع.. الناعقون كالبوم والمشجعون للفوضي قبل الصامتون بهتانا وزورا وبعض القوي التي تدفع العربة لحافة الهاوية.. فالقول الفصل الأن في كلمة حق واحدة تنهي ميوعة موقف طال كثيرا هذا الموقف يرفض أن يلعن البلطجية والإرهابيون الذين يرتدون الأن ثوب الثوار في ميدان التحرير وغيره من الميادين والكباري.. فالفارق شاسع جدا بين ثوار تحرير 25 يناير وهؤلاء المرتزقة الذين سيذهبون قطعا لمزبلة التاريخ ولن يبقي منهم سوي تلك الرائحة النتنة المحيطة بالميدان ومترو الانفاق وتمثال طلعت حرب!
نشرت بجريدتي الخميس وعاجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق