الأحد، 24 يونيو 2012

سلطانية الرئيس!


رغم أنني لااريد أن أفسد فرحة مصر برئيسها المدني المنتخب لأول مرة في تاريخها إلا أن مابعد النتيجة يتطلب دائما التحليل والرصد لفهم المعطيات وماهو متوقع خلال المرحلة المقبلة.. وأغلب الظن ودون مواربة أن السيد الرئيس قد إشتري السلطانية وذلك بعد أن سحب المجلس العسكري أهم وأخطر صلاحياته وقلم أظافره بالكامل.. فكيف سيحقق مرسي مشروعاته مثلا بعد اعتماد موازنة هذا العام من المجلس العسكري؟ مشروع النهضة مثلا يحتاج لميزانية ضخمة فكيف يجمد الرئيس وعوده عاما كاملا وهل معني هذا التجميد الجبري أن نسمع بعد ذلك من يقول (أهو الأخوان مسكوا الرياسة وبرضه معملوش حاجة؟) وهل مقصود هذا الإفشال ؟ وأغلب الظن أيضا بعد بشاير الخلاف بين الدستورية وأحد أعضاء المجلس العسكري أنها ستكون الشعرة التي بها سيغير المجلس هذه اللجنة ويشكلها علي هواه وليس للرئيس أي صلاحية في ذلك.. ولانريد أن نعيد ونزيد في سلب الرئيس صلاحياته قبل إعلان اسمه بالإعلان الدستوري المكمل ويالضبطية القضائية وبسلب السلطة التشريعية وهو ماكان مرتبا تماما ليجد الرئيس نفسه وقد اشتري السلطانية التي كان يتوهم أنها تاج الجزيرة فإذا بها مقلب كبير.. لقد أثبت المجلس العسكري خلال الأيام الأخيرة وحتي لحظات إعلان النتيجة أنه معلم في السياسة وليس كما كان البعض يعتقد أن العسكر لايفهمون في السياسة .. فبدلا من أن يظهر بموقف الواقف أمام طموح الشعب قرر أن يظهر بمثابة الحارس الأمين والنزيه لأحلامه وفي نفس الوقت فقد سلم صندوق السلطة واحتفظ بمفاتيحه في جيبه فإذا فشل الإخوان لعدم وجود إمكانيات أو دعم كما حدث في البرلمان يتحول الشعب كله ضدهم ويقوم هو نفسه بإسقاطهم إلي غير رجعة. أما إذا نجحوا بشروط وتفاهمات المجلس وتحت بصره وسيطرته ودون صدام فسوف يستفيد الجميع.. الإخوان والمجلس العسكري والشعب.. هذه هي اللعبة ببساطة شديدة ودون أي حزلقة.. وأمام الرئيس الجديد فرصة ليتعامل مع قواعد اللعبة التي حددها العسكر ويبدو أن التفاهم معهم هو الوسيلة الوحيدة ليسترد سلطانه ويحصل علي التاج الحقيقي.. أما إذا أصر علي المواجهة فليس أمامه إلا السلطانية التي لن تسمن أو تشفي من جوع للعدل وإعادة بناء دولة اختصرت لسنوات طويلة في شخص فرعون قضي علي الأخضر واليابس.. لكن يظل الأمل موجود وقد بدأت إرهاصاته.. وعلي الرئيس مرسي أيضا أن يضع يده في يد كل القوي الوطنية بلا استثناء ولايكرر أخطاء الإنفراد حتي يجد من يحميه وقت الحاجة كما حدث خلال الساعات الأخيرة قبل إعلان نتيجة فوزه.. مرة أخري مبروك للشعب المصري ميلاد شمس الحرية!!
هشام لاشين