الاثنين، 18 يونيو 2012

صراع الكرسي!


لكي لانخفي رؤسنا في الرمال علينا أن نعترف أن المشهد الذي نعيشه الأن ليس إلا صراعا علي الحكم ولاشيئ أخر.. مايفعله المجلس العسكري بهذا الإعلان المكمل وتوقيت صدوره والحصول علي قرار الضبطية القضائية قبها بيومين ليس سوي حماية لنفسه من بطش الرئيس الجديد الذي كانت الكفة تميل لفوزه خلال الفترة الأخيرة.. ناهيك عن فكرة الإستحواذ علي السلطة عبر تجريد هذا الرئيس من أخطر صلاحياته وعلي رأسها التشريع بعد حل مجلس الشعب بقرار مقصود ايضا وفي توقيت محدد أكد هذا الصراع الذي صار علي المكشوف.. فالرئيس الجديد وطبقا للإعلان المكمل بقرار عسكري غريب جدا لايملك إعلان الحرب ولايملك التشريع ولايملك المجلس التأسيسي للدستور الذي من المتوقع تغييره وإفتعال الأزمات بشأنه خلال ساعات لينفرد المجلس العسكري بإختياره علي هواه الشخصي.. الطريف أن الإعلان المكمل منح الرئيس صلاحيات مضحكة يبدو أنها من باب التفاوض في المستقبل مثل حق العفو.. فقد تحلو المفاوضة مستقبلا علي العفو الصحي عن مبارك وهنا يبدأ المراوغة.. إيه رأيك ياريس نسيب مبارك ونديك صلاحية تانية؟ وهكذا تم تفصيل الإعلان المكمل حتي لاينفرد مرسي بالكرسي.. وطبعا المجلس باقي كما هو ولايجوز للجن الأزرق تعتعته أو الإقتراب منه أو التصوير.. المكسب الوحيد والحقيقي في كل هذا المشهد نجاح الضغط الشعبي طوال الشهور الماضية في الحصول علي رئيس جمهورية مدني وتكريس هذه القاعدة هو مكسب لو تعلمون عظيم حتي لو جاء الرئيس الحالي منقوص السلطة ومكبل اليدين والقدمين تماما كما جاء مجلس الشعب السابق والتحدي أمام مرسي الأن هو إثبات أهليته وتحقيق أمال الناس فيه فالإقتصاد هو الأهم الأن وليس شئون الحرب والتشريع ولو فعلنا التشريعات الموجودة فعلا لمنعنا إنفلات الاسعار والجشع المروع الذي يحكم مصر الأن والذي يهدد بثورة جياع فعلا.. الرهان الحقيقي الأن علي أكل عيش الناس وإذا نجح الرئيس مرسي في ذلك فسوف ييكسب الجميع ويصبح اقوي من أي منافس له علي كرسي الحكم حتي لو كان هذا المنافس هو المجلس العسكري!!  هشام لاشين