الثلاثاء، 12 يونيو 2012

المصلحة.. سينما الاستغفال مستمرة!


سيناريو بدائي مفكك وموضوع مكرر وإخراج ملخبط وأداء يغلب عليه الاستظراف.. ذلك هو ملخص فيلم "المصلحة" الذي أتيحت له إمكانات إنتاجية غير مسبوقة ولكنه أهدرها في لا شيء على الإطلاق.. فبمجرد خروجك من الفيلم سوف تكتشف أنك أهدرت وقتك ونقودك في مائدة قمار يجلس عليها نجمان بحجم أحمد السقا وأحمد عز لكنهما لا يمارسان أي مباراة إلا استغفالك.. فالفيلم الذي يبدو منسوخاً من فيلم مهم لنفس النجم أحمد السقا وهو "الجزيرة" لا يرقى في النسخ من حيث سيناريو وائل عبد الله الضعيف والمهلهل وإخراج ساندرا نشأت السقيم إلى الفيلم الذي أخرجه شريف عرفة منذ عدة سنوات وتحدث فيه عن المواجهة بين قوات الداخلية وأباطرة المخدرات والسلاح.. فنحن إزاء سيناريو يعتمد على المصادفات وعدم المنطق الذي وصل لجغرافيا الأحداث كما حدث في الفيلم عبر الانتقال غير الممهد بين جنوب سيناء والقاهرة ومدن أخرى.. كما لا يعمق شخصياته أو يقدم المبررات الدرامية المقنعة أو الدوافع لتصرفاتها فنحن لا نفهم مثلًا الأسباب الحقيقية لتصرفات شقيق البطل الذي قتل الضابط في معظم الأحيان وهل هو متمرد على شقيقه أم تابع له وما هو شكل علاقته بالفتاة ذات النصف البدوي والنصف القاهري.. بل لا يبرر لنا السيناريو أسباب وقوع البطل نفسه (أحمد عز) في هواها في البداية واشتهائها طول الوقت رغم أن المخرجة قدمتها أقرب إلى الخادمات القبيحات من حيث الشكل الظاهري لدرجة تدفعك للدهشة من وقوع أي شخص في هواها من الأساس إلا إذا كان فاقداً للبصر والبصيرة معاً.. لكن لأن السيناريو عايز كدة وأيضاَ المخرجة فعليك تقبل ذلك حتى لو لم تقتنع..ثم ما الذي يدفع الضابط السقا لقتل من قتل شقيقه في آخر مشهد رغم أنه محكوم عليه بالإعدام وسيعدم قانوناً دون الحاجة لتعرضه للحبس؟ إنه الاستسهال الذي غلب على أحداث هذا العمل والذي لم يشفع له المطاردات والطائرات والمراكب ولا حتى الأسد الذي يلتهم أحد الأبطال بصورة تدعو للسخرية والضحك بدلاً من أن تحقق الرعب الذي تهدف له المخرجة.. كما أن الدقائق الأولى للأحداث لابد وأن تصيبك بالدوار من خلال استخدام كاميرا محمولة بلا سبب أو هدف سوى محاكاة أفلام الأكشن الأمريكاني التي تهواها المخرجة وتلطش منها من وقت لآخر بعض المشاهد.. أما الأداء وبدلاً من أن يكون مباراة بين نجمين كبيرين فقد تحول لاستظراف سخيف من عز طول الوقت وتكرار رتيب في أسلوب السقا الذي لم تساعده الشخصية في تقديم أي بعد يميزها أو يمنحها خصوصية وهو نفس ما حدث مع زينة وكندة علوش وكل أبطال العمل.. ولا مجال للحديث عن تصوير أو ديكور أو أي عناصر داخل عمل غلبت عليه الفبركة والاستسهال وبدا مسخاً باهتاً من عشرات الأعمال المهمة في هذا الاتجاه!
هشام لاشين
تم النشر بجريدة المشهد