الأحد، 14 ديسمبر 2014

خالد ابو النجا يواجه خفافيش الظلام بالجوائز!

اتهموه بالشذوذ الجنسي والخيانة العظمي والإنتماء لداعش

                  ----------------------------------

هشام لاشين

عقب تسلمه جائزة احسن ممثل من المهرجان القومي للسينما الاسبوع الماضي القي خالد ابو النجا كلمة قال فيها إن هذا العام لن يتكرر مرة أخرى في تاريخي السينمائي".

بالفعل.. فلايكاد عام 2014 يسدل ستاره حتي يصبح عاما حاسما وغريبا ومشبعا بالفرح والألم لدي الفنان خالد ابو النجا. ليس علي المستوي السينمائي وحسب كما قال وانما علي المستوي الشخصي أيضا.. فقد كان هذا العام  خليطا من الجوائز والحفاوة وأيضا الحزن بوفاة والدته وإتهامه بالعمالة والخيانة العظمي بل والشذوذ ووصل الأمر لإتهامه بالإنتماء لتنظيم داعش الإرهابي!

استهل ابو النجا عامه بأحزان وفاة والدته في شهر فبراير وبعدها بأسبوع واحد فقط كان ظهوره لتسلم جائزته من جمعية الفيلم كأفضل ممثل عن دوره في فيلم (فيلا 69 .).. وقبل اسدال الستارعلي 2014 نال جائزة احسن ممثل في شهرين متتالين من القاهرة السينمائي عن (عيون الحرامية)  ومن القومي للسينما عن (فيلا 69 )فهو بالتأكيد نجم هذا الموسم بلا منازع
وقبل اسبوعين فقط من بدء فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الذي شارك خالد في مسابقته الرسمية بفيلمين وحصد جائزة احدهما أطلق  تصريحات شديدة اللهجة ضد الرئيس السيسي، مؤكداً انه لم يحقق نجاحاً يذكر في إدارة شؤون البلاد، سائلاً إياه عما فعله في الحرب ضد الإرهاب: وقال خالد «الرئيس يلغي المهرجانات الفنية ويكمم الافواه بذريعة القضاء على الإرهابيين، لكن الاوضاع كما هي بل زادت سوءاً»..وكان ذلك كفيلا بإتهامه بالخيانة العظمي من المحامي سمير صبري والذي قام برفع دعوي بالفعل يتهم خالد بالخيانة العظمي والتحريض علي قلب نظام الحكم قبل ان يصدر بيانا من مجموعة من الفنانيين والمثقفين لإعلان التضامن مع الممثل الشاب وتعبيرا عن غضبهم بسبب التوقيت الخاص بملاحقة أبو النجا قضائياً ، ولم يتوقف الأمر عند الملاحقة القضائية وانما امتد لإتهامه بالشذوذ الفكري في ايحاء لتهمة اخري كان قد اتهم بها إبان عهد مبارك اعلاميا أيضا حيث روجتها احدي الصحف وتعرض بسببها الصحفي للحبس بسبب عجزه عن اثباتها هي وتهم مشابهة لفنان كبير اخر كان قد تعرض بالنقد لنظام مبارك.. فالتهم الأخلاقية جاهزة دائما لكل من يختلف مع النظام.
وتبارت اقلام اخري في الهجوم علي ابو النجا وطالب الشيخ مظهر شاهين ابو النجا ان يرحل عن مصر قائلا بالحرف: «إذا كان مش عاجبك الرئيس.. اتفضل روح العراق او سورية، هناك مفيش جيش ولا شرطة ولا حد «هيزهأك».. بس خد بالك من بنطلونك، ومراتك وأختك لو كانوا معاك»!
وكان رد ابو النجا هو اعلان استغرابه من الحرب المستعرة في الإعلام ضده، مؤكدا أن هذه الممارسات تظهر بوضوح أن النظام متوتر.
وأضاف أبو النجا - عبر حسابه على "تويتر": "حرية الرأي يجب أن تكون مكفولة أيا كان الموقف، والتشهير بشخص لأن له توجها معارضا وتكالب بعض الإعلاميين ضده يعد أخطر على مصر من الإرهاب..وتعهد أبو النجا بالملاحقة القضائية لكل من تطاول عليه بسبب رأيه.
وبعدها انتقد أبو النجا عبر حسابه على انستجرام النظام الحاكم حينما نشر صوراً لعدد من الشباب المعتقلين وطالب بإطلاق سراحهم، وكتب قائلا: "يسقط قانون التظاهر غير الدستوري، الحرية للشباب المعتقلين ظلما ".
ثم عاد ابو النجا ليكرر تصريحاته عن النظام في حوار لمحطة تلفزيون تونسية هذا الشهر علي هامش مهرجان قرطاج السينمائي.. وعاد الهجوم عليه مرة اخري ..و لم تهدا المعركة ضده.. بينما لم يهدأ خالد عن حصد الجوائز والرد إعلاميا من كل منبر يتاح له علي التهم الموجهة له فقد قرر علي مايبدو ان يكون مقاتلا وحتي النهاية في الدفاع عن رأيه .
السينما المستقلة:
هكذا تحول نجم شباك السينما، كأحد أكبر الفنانين شعبية، إلى نجم شباك للمرة الأولى ليس فى مجال الفن، لكن هذه المرة في مجال السياسة، بعد أن أصبح المادة الخصبة لوسائل الإعلام ونقاشات السياسيين والمتابعين سواء في مواقع التواصل الاجتماعى أو شاشات القنوات الفضائية.
فخالد الحاصل على بكالوريوس هندسة من جامعة عين شمس، كما حصل بكالوريوس علوم الكمبيوتر من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالإضافة إلى درجة الماجستير من جامعه صاري بانجلترا في مجال تصميم الأقمار الصناعية ، كان من الممكن ألا يدخل الي عش الدبايبر ويكتفي بالتمثيل بل والمشاركة الإنتاجية في تجارب سينمائية مستقلة وهامة مثل  فيلم (ميكرفون) الذي نجح به فى انتزاع جائزة التانيت الذهبى لمهرجان قرطاج السينمائى الدولى فى دورته الـ23 من بين55عملاً سينمائياً من 18 دولة مختلفة تنافست جميعا للحصول على هذه الجائزة منذ ثلاث اعوام ولم يحصل من مصر فى هذا المهرجان على هذه الجائزة سوى المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين وكانت عن مجمل أعماله.. وقد نجح فى إيصال رسالة مهمة لجيل الشباب من الفنانين، تتمثل فى دعمه لأفلام السينما المستقلة سواء عن طريق الإنتاج أو المشاركة فى أعمال لمخرجين شباب، وهو ما حدث فى فيلمه الأخير «فيلا 69» والذي حصد عدة جوائز في ابوظبي السينمائي ومهرجانات اخري قبل جمعية الفيلم والقومي كما شارك في دعم وانتاج واحد من التجارب السينمائية الهامة والمستقلة وهو فيلم (هليوبوليس) عن السرطان والعشوائيات ، فهو فنان له رؤية ورسالة سينمائية واضحة تحاول التحرر من القوالب والإحتكار.. كذلك فيلم ( ديكور) الذي يشير لحالة الإسقطاب الحادة التي يعيشها المجتمع وكأنه بهذا الفيلم يرصد ماحدث له شخصيا ويحمل فيلم ديكور قصة غير معتادة على السينما المصرية، وقد تم تصويره كاملاً بالأبيض والأسود..
, ثم كيف لمن قدم فيلما عن القضية الفلسطينية مثلا (عيون الحرامية) ألا يكون صاحب رسالة؟!
وهو أيضا وكأي مثقف حقيقي و أحد المهتمين بالعمل الاجتماعي قرر عدم الإكتفاء بالصمت والمشاركة حيث أنه من الفنانين الأوائل الذين نادوا بالحرب علي ختان البنات في مصر والتوعية من الايدز وثقافة الحد من العنف ضد الطفل، وقد تم اختياره كسفير لليونيسيف بالأمم المتحدة منذ عام 2007م.
ادب الحوار:

ورغم ظهور بعض الأراء الإعلامية المحايدة كقول تامر امين أنه بالرغم من اختلافه الشديد مع أبو النجا، إلا أنه يرفض ما يتعرض له من تخوين واتهام له بالعمالة والخيانة العظمى، موضحًا أن الوطنية ليست حكرًا على أحد.
كما دافع اخروم مؤمنون بحق الإختلاف وحرية الراي عن ابو النجا بإعتبار ان هناك أدب الخلاف.. وأدب الحوار.. وأدب الحديث.. الذي وصل إلى أن يخلي باله من بنطلونه»!!
الا ان خالد نفسه قد رد علي محاولات التخوين في نفس سياق حديثه الذي اثار كل هذا الهجوم والجدل حين قال (أن الآخر في مصر الآن لا يقبل الاختلاف، إما أن أكون معه أو أكون عدوه، وهذا المفهوم الذي كنا نسعى لهدمه وقت الثورة وبعدها، لكن الانقسام ما زال مستمراً وثقافة التخوين أيضا)
والحقيقة ان حجم التراشق والإتهام في موضوع خالد ابو النجا كشف عن الوجه القبيح للإعلام الذي نعيشه الأن والذي لايعترف بحق الرأي والراي الأخر ويمارس اقصي درجات الإقصاء تحت شعار احتكار الوطنية ولذلك حاولوا ذبح فنان حول ان يقول رايا مختلفا.. فلا يخفي ان الرئيس السيسي نفسه لم يعترض او حتي ينتقد تصريحات خالد ولكن هناك من هم ملكيون اكثر من الملك وتصدروا المشهد بفجاجة مذرية ..اما هو وعلي الجانب الأخر فقد كان رده العملي هو العمل في صمت وحصد الجوائز .

ليست الأولي:
وربما لاتكون هذه هي المرة الأولي التي يواجه فيها فنان مصري الإتهامات السياسية والأخلاقية فقد سبقه لذلك كثيرين نذكر منهم نور الشريف الذي تم تجريصه في أخبار اليوم وقت انتاج فيلم ناجي العلي بل وبعدها بسنوات طويلة في أواخر عهد مبارك حين تم تسريب تهمة أخلاقية له عبر احد الصحف في مانشيت عريض ومباشر وكان قبلها قد أدلي بحوار لصحيفة مصر اليوم ينتقد فيها التوريث وحكم مبارك.. كماحاول انور وجدي تشويه سمعة ليلي مراد عندما ارادت الإنفصال عنه فنيا واتهمها بالعمل لحساب الوكالة اليهودية.. وهناك فنانات اتهمن بالعمل في شبكات للدعارة بغرض تلويث سمعتهن لأسباب مختلفة.. وربما الإختلاف هذه المرة في الظروف السياسية التي أفرزت بعض من يعتقدون انهم ملكيون اكثر من الملك وبعض من يتبرعون بالهجوم علي المعارضين اعتقادا منهم انهم يسعدون بذلك الحاكم او النظام.. وهم موجودون في كل زمان ومكان للأسف لكن الناس لاتتذكر بعد ذلك الا العمل الفني الذي يفرض خلوده مهما مرت السنوات.. اما الزبد فيذهب جفاء.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق