الخميس، 18 ديسمبر 2014

المناضل (رأفت الميهي) اول من ناقش التطرف الديني

يرقد بين الحياة والموت

                     ------------------------------------

رغم انه يرقد علي فراش المرض بين الحياة والموت فقد صدر عن حياة رأفت الميهي في إطار تكريمه الأخير في المهرجان القومي للسينما المصرية كتاب (رأفت الميهي.. رجل السينما) للناقد محمد عاطف والذي يقول فيه ان مبدعنا شفاه الله تخرج  في كلية الأداب قسم الإنجليزية ، ثم حصل علي دبلوم معهد السيناريو في مطلع الستينيات ومن هنا كانت الخلفية الخاصة التي ساهمت في عبقرية الحرفة وعمق الكتابة ، وبمساعدة المخرج الكبير صلاح ابو سيف ضرب الأستاذ بجناحيه ليعود الي القاهرة متمردا علي الوظيفة ومخترقا لعالم السينما من بوابة السيناريو بثقافة ورؤية صنعتا حراكا في المياه الراكدة وإنعاشا للحركة السينمائية بعد ماأصابها من احباط وجمود عقب هزيمة 67
وقد شهد النصف الأول من السبعينيات تعاونا بين الميهي المؤلف مع عدة مخرجين اخرين تولد عنها روائع مثل (غرباء) انتاج 73 من اخراج سعد عرفة والذي كان اول الأفلام التي ناقشت ظاهرة التطرف بشقيها الديني والوجودي برؤية سابقة لعصرها
الميهي مخرجا:
لايأتي عام 1981 الا ويشهد ميلاد رافت الميهي مخرجا لتكون البداية بنقد الاساس الجديد لتركيبة العلاقات القائمة في الاسرة والمجتمع وعلي رأسها علاقات الملكية في رائعته الأولي (عيون لاتنام) متخذا تمصير الأدب العالمي بوابة رصينة لذلك ، ثم ينتقل مع قرب منتصف الثمانينيات الي النقد الموغل في السخرية من المنظومات القانونية (الأوفوكاتو) والحرفية (للحب قصة أخيرة) والذكورية (سيداتي أنساتس) و(السادة الرجال) والامنية (سمك لبن تمر هندي) علي أرضية الإصرار علي تحدي التابوهات الثقافية والفكرية سواء الجامد منها او المستحدث (قليل من الحب كثير من العنف) مستخدما مختلف الحيل الدرامية وفي مقدمته الفانتازيا التي استعان بها في أغلب اعماله
المناضل:

كما يعتبر الميهي مناضلا لم يكتفي بالنضال علي الورق وخلف الكاميرات وانما كان يتحرك علي الأرض دائما ويبادر بتكوين جماعات للسينما وطرح افكار ورؤي جديدة ويدافع عنها ..وجاءت مرحلة الإخراج في بداية الثمانينيات فيدفع الجرئ ثمن سخريته من الأوضاع المغلوطة واقتحامه للقضايا المسكوت عنها لتنهال عليه القضايا والمحاضر والمطارادات فيذهب الي محكمة الجنح بسبب فيله الثاني الأفوكاتو كما تطارده قضية اداب بسبب جرأة فيلمه (للحب قصة أخيرة) ، كما عاني المخرج الكبير من الدوامة القضائية الخاصة بديون تطوير وايجار ستوديو جلال.. وتاتي رياح التغيير في يناير 2011 فيكون الميهي في مقدمة مؤيديها والداعمين لها وكان في مقدمة الفنانيين الذين اعلنوا تضامنهم الكامل مع ثورة 25 يناير .

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا على تقديمك البليغ لنضالية الاستاذ رأفت الميهي، وسعيد بإن الكتاب نال إعجابك. تحياتي

    ردحذف