السبت، 21 ديسمبر 2013

تصريح بالقتل!!


بقلم / هشام لاشين

صار خبر قتل المصريين داخل الوطن خبرا عاديا ويوميا في نشرات الأخبار.. عرفت مصر المسالمة الموت في مرحلة من أخطر عصور الاضمحلال التاريخي.. صار في كل بيت شهيد مثلما كان الحال ايام نكسة أو وكسة 67 ولم يعد أحد يتاثر.. ولايوجد قصاص أو محاسبة وسط مهرجانات البراءة للجميع التي طغت علي أخبار ثورة وهمية قالوا عنها أنها ستغير وجه التاريخ في مصر والمنطقة العربية فإذا بها تعود بالتاريخ لعصور الغاب وقابيل وهابيل حيث يقتل الأخ أخاه ولايعرف كيف يواري سوءة أخيه بعد أن تعذر استخراج تصريح بالدفن إلا إذا كان مرفقا بإقرار الإنتحار.. ولاأعرف كيف يمكن أن يستقر الحال بوطن ذاق طعم سفك الدماء ولم يعد يتأثر وسط عزف منفرد أوحد يتحدث عن الإرهاب ويرهب من يعترض..لكن لاأحد مستعد أن يفسر لنا لماذا لم يحاسب  ارهابيوا مذبحة ستاد بور سعيد ولاقناصة العيون والصدور والأمخاخ في التحرير ومحمد محمود ورمسيس وقبلي وبحري وكل شبر في مصر التي كانت محروسة فاذا بها مدهوسة ومهروسة ومهضومة في كروش قتلة وسفاحين ماأنزل الله بهم من سلطان.. وفي الطريق توصية من لجنة المفوضين بالقضاء المصري الشامخ بعودة الحزب الوطني.. وسينزل الإنتخابات الفردية القادمة كل رموز الحزب المنحل والمحظور في أعقاب 25 يناير.. فكأنك ياأبو زيد ماغزيت.. وخالتي وخالتك وإتفرقوا الخالات.. وكل ثورة وأنتم طيبون.. والقتلة طلقاء في الشوارع يمارسون أبشع الحوادث والبلطجة.. فهناك تصريح بالقتل علي طريقة واحد من سلسلة أفلام جيمس بوند يحمل نفس الإسم.. وربما كان علي طريقة الأب الروحي حيث عالم عصابات المافيا والقتل دون رحمة وسط إختفاء تام للعدالة.. ليس مهما أن تقتل في مظاهرة سلمية أو وأنت تسير بجوار الحائط.. فكل الطرق تؤدي إلي الدم..ولاصوت يعلو فوق صوت المعركة.. معركة القضاء علي فلول الإنسانية والإنسان..ومن ليس معنا فهو علينا.. كأننا أمام سيناريو 11 سبتمبر جديد.. أو ثورة رومانية يتم إستنساخها بالحرف.. ومن يقرا الثورة الرومانية وكيف إجهضت علي يد الثورة المضادة يمكنه أن يتنبأ بالايام القادمة في مصر دون جهد يذكر.. فالحزب الوطني سيعود بل عاد بالفعل بحكم محكمة.. وقانون العزل السياسي تم القضاء عليه لصالح هذه العودة للدولة العميقة التي إحتلت مصر ستون عما أو يزيد.. المحليات عادت لتسرق من اسفلت الشوارع ومن الأرصفة التي يتم تكسرها الأن وإعادة بناءها بنفس الخامات دون تطوير يذكر.. والحد الأقصي تم فيه إستثناء كل من حاولت الثورة تحديد وضعهم في دولة كانت تحلم بالعدالة الإجتماعية فاذا بها تغرق أكثر في الظلم والطغيان.. المناصب الصحفية يتم توزيعها كالغنائم علي من طعنوا الثورة في ظهرها وتلونوا مع كل العصور.. وكذلك المناصب القضائية والسياسية.. والمكافأت تنهال علي الطابور الخامس في كل القطاعات والعزل صار فقط من نصيب أي صاحب كلمة حق في زمن النخاسة والنجاسة والقتل بدم بارد..فمن يتوقع أن تستقر الأوضاع بكل هذا الجبروت والقهر حتي أخر نفس؟ أن القصاص الذي فيه حياة للناس لم يعد يشغل بال من نسوا الله فانساهم أنفسهم.. فمن قتل نفس بغير نفس  فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا.. لكن شريعة الغاب لايمكن أن تستمر طويلا وليس لها مستقبل.. لكننا لانتعظ ولانفهم ولاحتي نريد أن نفهم.. و يأبي الله إلا أن يتم نوره.. فدولة الظلم ساعة.. ولكن دولة الحق حتي قيام الساعة.. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون!!!

هناك تعليق واحد: