الأحد، 1 ديسمبر 2013

مصر رايحة علي فين؟

بقلم/ هشام لاشين
مصر رايحة علي فين؟ ذلك هو السؤال الذي يشغل بال الجميع منذ سنوات حتي قبل ثورة 25 يناير؟ وقد صار السؤال لغزا أكبر بعد 30 يونية.. وتفاقم اللغز وتضاعفت الحيرة خلال الشهور الأخيرة..فحين يتم إعتقال الأطفال في سن الثالثة عشر ويحكم عليهم بالسجن 11 سنة فنحن إزاء كارثة لايشبهها إلا الجنون.. حين يقال أن 30 يونية فوضت العسكر لخلاص مصر ثم تتقلص مساحة الحرية عن قبل هذا التاريخ ويصبح بناء معتقلات جديدة هو الشغل الشاغل للحكومة فهناك مأساة.. حين ينسحب شباب تمرد بالتدريج وتتوالي الإستقالات في الإسكندرية ومطروح ومحافظات أخري في الطريق مع إصدار بيانات التبرأ من إسلوب الحكم الحالي الذي يدمر منجزات 25 يناير ويعتقل الأطفال والفتيات ويهين المرأة ولاتعترض الست مرفت التلاوي وغيرها من نساء هذا العهد فهناك خلل فادح.. حين ينقلب شباب 6 أبريل ويعلنون رفضهم للواقع المتردي فيتم إعتقالهم هم الأخرون فنحن لسنا أمام صراع مع إرهاب إخواني ولايحزنون بل نحن أمام قهر وذل ودولة بوليسية تنكل وتدمر كل من يعارضها في حماية وبطش رجال أمن وقضاة لايميزون خطورة المرحلة وإعلام يبارك القتل ويدفع بالفتن لأتون لايعرف إلا الله مداه.. حين يتم الإعتراض علي مرسي في اللحظة التي بدأ فيها الإكتفاء من القمح وتوفرت فيها أنبوبة البوتاجاز بالكوبونات بخمسة عشرة جنيها لتصبح نفس الأنبوبة بستين وسبعين جنيه ونستورد كميات فادحة من القمح في عهد حكومة النكبات الحالية فهناك ألف سؤال وسؤال سوف يطرح نفسه.. وحين يصدر قانون التظاهر الذي سبق وتم الإعتراض عليه ايام مرسي أكثر شناعة وفتكا فتنقلب البلد كلها لمظاهرات فلايعني ذلك إلا أننا امام مصيبة كبري وفشل منقطع النظير لهؤلاء الذين قالوا أنهم سيشيعون الأستقرار ووعدونا بمصر تانية.. إن القهر اثبت فشله في كل العصور ولم تكن 25 يناير إلا ثمرة هذا القهر.. كان قهر شاب واحد من الشرطة إسمه خالد سعيد احد أسباب تفجير الثورة فماذا سيحدث بعد قهر وطن كامل وإعتقال أطفاله وبناته؟ إن مائة ثورة قادمة في الطريق مهما حلم الحالمون بالجاه والسلطان والمال والإطمئنان في بلد لم يعد يعرف معني النوم., أن الجملة التي تتكرر الأن علي ألسنة الناس في الشوارع أننا علي ابواب ثورة جياع حقيقية.. وهي بالفعل ليست ببعيدة..فحين يكون الحديث بعد 25 يناير عن حد أدني للأجور وعيش وعدالة إجتماعية ليتحول الحديث بعد 30 يونية عبر تسريبات ووقائع عن تخفيض أجور ورفع دعم وغلاء فاحش يطحن عظام الفقراء وحديث عن ثورة جياع فمعني ذلك أن هناك بالفعل شعبين كما غني علي الحجار.. ولكن ليس كما كان يقصد.. الشعبين الأن هم الفقراء والأغنياء.. الحاكمون والمحكومين..المتظاهرون بهدف الحرية ولقمة العيش والقامعون القابعون في مكاتبهم وأجهزة التكييف الذين يغرفون من أموال هذا البلد.. أن أحد التساؤلات التي تشغل بال البسطاء خلال الايام والشهور الماضية اين ذهبت مليارات المعونات من الإمارات والسعودية والكويت إذا كانت وزارة المالية تطبع البنكنوت ليزداد التضخم في حين تنتشر التسريبات بأنه خلال شهور قليلة سوف لاتجد الدولة مرتبات لتدفعها؟ أين الشفافية يامن تدعونها؟ أين أموالنا؟ أين فلوس مبارك المهربة للخارج وكفيتم علي الخبر ماجور وعينتم له حراسة وأسرته؟ ماهذه المهزلة الموحشة التي يعيشها هذا الوطن المنكوب؟ ليستمر السؤال الصعب والمرعب واللغز المستعصي علي فهم البسطاء قبل العقلاء ومدعي الثقافة والوعي ومن باعوا ضميرهم بثمن بخس.. هي مصر رايحة علي فين؟؟؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق