السبت، 26 أكتوبر 2013

محاكمة باسم يوسف


بقلمم هشام لاشين

في أول حلقة له بعد العودة ببرنامج (البرنامج ) فضح باسم يوسف تلك المسرحية الهزلية التي نعيشها في مصر الأن.. مسرحية الفاشية العسكرية التي إستبدلناها مكان الفاشية الدينية ورحنا نتغني فيها بجمال القائد المنزه عن الهوي بهدف صناعة فرعون جديد.. مسرحية أجهزة الإعلام المتحولة والمتلونة التي تسبح بإسم الفرعون وتتغزل بجمال الذكر في وصلة غنج متواصل تنازل فيها الرجال عن رجولتهم وتفاخروا بذلك.. في الفاصل الذي قدمه باسم يوسف عن الجمهور وحديثه مع شخص يقلد اسامة منير كشف عن سوءات بلد لم تعرف الحياء وشعب فقد نخوته وضميره في لحظة فاصلة من تاريخه.. وفي الفيديوهات المقتطعة لمذيعين يحاصروننا ليل نهار اسقط باسم ورقة التوت عن اشباه رجال طالما حدثونا عن الحرية وهم الأن يبرمجون عقول الناس ليل نهار عن ضرورة لبس الطرح والإحتفاء بالفرعون الجديد منقذ العروبة ومخلص الوطن..كان باسم ولفترة طويلة ينتقد الإخوان ويهاجمهم وقد إستمر كذلك في هذه الحلقة لكنه يثبت هنا أنه ليس بالضرورة أن تكون إخوانيا لترفض حكم العسكر أو أن تري أن مايحدث أمامك هو إنقلاب ناعم أو خش ليس مهما الإسم وأن كل ذلك لايعني أن هناك 25 يناير الثورة الحقيقية التي لم تتحقق أهدافها حتي هذه اللحظة.. وقد حاول باسم يوسف ان يقدم تفسيرا لحلقته وهو يؤكد علي أنه مثل ملايين كثيرة في مصر من الناس ليس إخوانيا ومع ذلك فهو يرفض الفاشية العسكرية ومواكب التهليل والإحتفاء بالقتل والحبس وأن هذا هو موقفه الواضح دون سخرية كاسلوب يعتمد عليه البرنامج.. ومن المتوقع محاكمة باسم يوسف خلال المرحلة المقبلة ووقف برنامجه لعدة أسباب أولها إصدار هيئة مفوضي الدولة تقريرا قضائيا أكدت فيه أنه لايجوز الإساءة لمنصب رئيس الجمهورية مع التهديد بوقف ترخيص قناة السي بي سي بعد إعادة دعوي سبق رفضها القضاء ايام مرسي تتهم باسم بإهانة الرئيس وإعتبرت هيئة المفوضين أن مرسي سكت عن حقه في مقاضاة باسم ولم يحافظ علي هيبة الرئيس وهو مايعني أن الرئيس الحالي والمؤقت سوف يرفض ذلك.. وقرار هيئة المفوضين يحمل تهديدا واضحا لباسم ولبرنامجه بل ولمحطة السي بي سي في حين أنه غض الطرف قبل ذلك عن هذا الأمر وهو مايؤكد علي الظرف الفاشي الذي نعيشه الأن فالعجيب أن الرئيس مرسي كان يشتم ليل نهار في صحف وقنوات ولم تري مصر عهدا شهد رسوما كارياتيرية بشعة ومسيئة للرئيس كما حدث في عهد مرسي ورغم ذلك كان يتهم بالفرعنة والدكتاتورية ورغم ذلك رفض الرجل مقاضاة أي  شخص والأن يطلع علينا من يطالب بمحاكمة باسم يوسف الذي لم يرضي عنه لاالإخوان ولاالعسكر الأن.. فالمطلوب أن يعزف الجميع نفس اللحن ويتغني بنفس القصيدة.. وفي نفس السياق نقرأ تصريحا للمخرج خالد يوسف يقول ان تسريبات الفيديو (لرصد) وغيرها مفبركة وتعرضتت للمونتاج وهو يعلم بلغة السينما أنها مصورة بكاميرا واحدا وميزانسيه واحد دون قطع لكنه يريد إيهامنا أنه الوحيد الذي يفهم في لغة السينما التي شاهدناها بكاميراته يوم 30 يونية دون أن يشكك أحد في أنها مفبركة أو تعرضت لمونتاج.. أنه الكيل بمكيالين وعدم الإستعداد لقبول الرأي الأخر وهي الفاشية الحقيقية التي يريدوننا ان نقبلها دون مناقشة وإلا فالتهمة جاهزة.. وانك إخواني وإرهابي وابن ستين في سبعين.. الأمر الذي أتوقعه خلال كتابة هذه السطور هي إما إستتابة باسم يوسف علي الهواء في الحلقات القادمة أو تعرضه لهجوم مزلزل من نفس الذين أشادوا به حين هاجم الإخوان لمدة عام كامل,وهو نفس ماحدث مع البرادعي..وقبلها توفيق عكاشة قبل ان يستتاب.. والبقية تأتي!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق