الخميس، 13 ديسمبر 2012

أزمة أخلاق!


بقلم/ هشام لاشين     
علي مدار أكثر من ربع قرن تم تجريف أخلاق الإنسان المصري لتصبح الأزمة الحقيقية التي نعاني منها الأن هي أزمة أخلاق.. ونتج عن تلك الأزمة كارثة إنهيار شامل في كل مناحي حياتنا فالأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.ولذلك لم نعد نحتاج لمليونيات لتطبيق الشريعة بقدر حاجتنا لمليونيات للإنضباط وصحوة الضمير الميت للإنسان المصري.. نحتاج لمليونية إعطاء الطريق حقه وعدم سرقة الشارع من المحلات والمقاهي وسائقي السيارات.. نحتاج لمليونية تجرم السب واللعن في الشوارع وتجرم ترويع الأمنيين بالموتوسيكل الطائر والكلاكس المرعب..والسرعة الجنونية.. نحتاج لمليونية عدم إزعاج الجار ونقل الورش والمحلات من الأحياء السكنية بعد أن صار السكن(من السكون) إنهيار عصبي وإنفلات وعصابات مافيا ترفض إغلاق المحلات مبكرا ليستمر الإزعاج والإنهيار العصبي طول الليل فلاننام ولاننتج ونظل نشكو طول الوقت.. نحتاج لمليونية تصحيح مفاهيم وعودة أخلاق فالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال (جئت لأتمم مكارم الأخلاق) وقد نهنتنا الشريعة السمحة عن التنابذ والتشاحن ونهتنا عن الجشع والطمع والثراء الفاحش وبيع السلعة كل يوم بسعر لأن وزارة التموين نائمة والحكومة في غيبوبة.. وعن ضرورة أن نحب لأخينا مانحب لأنفسنا وأن لانأكل لحم أخوتنا ميتا بالنميمة والشائعات وسب الأعراض..ولو طبقنا القانون الوضعي الموجود بدقة وبدون تجاوزات أو إستثناءات أو بلطجة فسوف نصبح بلدا مثاليا وجنة عرضها السماوات والأرض اعدت للمتقين الذين يخشون الله ولايخشون العسكري او الكرباج أوشرطة المرافق أو التموين..لو منعنا الكلاكسات بمقتضي القانون سوف نقضي علي ترويع الأمنين وعلي شكل من أشكال البلطجة فنكون بذلك قد طبقنا الشريعة.. ولو إشتغلت المحليات بضمير ومعها شرطة المرافق ومنعت التجاوزات والفرش في منتصف الشارع وأتاحت للعجائز والأطفال رصيفا يمشون عليه نكون قد طبقنا الرحمة والإنسانية والقانون الوضعي وبالتالي فقد طبقنا الشريعة التي تطالبنا بإماطة الأذي عن الطريق..لو منعنا إغتصاب الشوارع والبلطجة للمحلات والباعة السريحة الذين يفترشون شوارع المحروسة (سابقا) لطبقنا الشريعة ومنعنا الصراع باسم أكل العيش علي أسنة الرماح..لو منعنا تجار وكالة البلح من إحتلال شارع 26 يوليو نكون قد طبقنا الشريعة وأتحنا إنسيابية المرور وفصلنا الناس عن حرب أهلية يومية بين المارة والسيارات وبين هؤلاء البلطجية..أن الشريعة تدعو إلي الحياة بكرامة وشرف وتحمي الحقوق وتصون الأعراض وتردع من تسول له نفسه للإضرار بالمجتمع ومانعيش فيه الأن ليس سوي التربة الخصبة لإغتصاب الأعراض وإغتصاب الشرع والدين.. وكل مانتمناه تطبيق القانون.. نزول الشرطة للشوارع بجد.. مواجهة البلطجة والتجاوزات بضمير يقظ وشجاعة لاتخشي في الله لومة لائم.. ولو أتينا بمليون شريعة دون وجود جهاز أمن ينفذها فلاقيمة لها.. أن كل مانحتاجه هو إعادة الإنضباط لشوارعنا بقوة القانون الوضعي وليس بالتسامح والطبطبة.. أن المحلات في كل دول العالم تغلق ماقبل العاشرة ولكننا بلد منفلت صار يحمي الهمج باسم أكل العيش وباسم البطالة رغم انه لاعلاقة للبطالة بالسهر صباحي والعكس هو الصحيح.. في الخارج يستيقظون في السادسة صباحا لينتجوا ويعملوا وينهضوا ونحن اعداء انفسنا.. وكلما قالت الحكومة يمين نقول شمال لمجرد أن نثبت فشلها بهدف تصفية الحسابات وهو مايفعله حفنة من البلطجية المدعومين بالفلول والفاشلين في الإنتخابات الاخيرة.. اقلية إغتصبت التحرير وتريد إغتصاب الحصاد الوحيد للثورة حتي الأن وهو الإنتخابات غير المزورة ولو كره الفاشلون والناقمون والحاقدون علي الإسلام في مشارق الوطن ومغاربه .. أن حالنا لن ينصلح إلا بصحوة الضمير وعودة الأخلاق وقيم الدين الحقيقي الذي يدعو للتراحم لاالتزاحم.. للحب لاالكراهية والحقد والحسد.. للهدوء والعمل لاالهرج والمرج والإهمال واللامبالاة. وإستئجار إعلام ليبث الفتنة والخراب عبر إعلاميون لايعرفون الشرف أو الكرامة.. إعلاميون يقبضون الملايين لتخريب وتشويه كل قيمة في حياتنا...نعم نحن بحاجة لتطهير الإعلام ولتطهير القضاء ولتطهير أنفسنا من النجاسة والعمالة والمال الحرام الذي أثقل جيوبنا ونفوسنا وضمائرنا ونحن لانستحي.. أن الثورة الحقيقية التي نحتاجها الأن لاتتعلق بدستور ولكنها تتعلق بالأخلاق التي إنهارت بفعل الطمع والجشع ..ولن ينصلح حالنا بحالة الفوضي السائدة في حياتنا الأن فقد إنتهت الثورة بسفوط مبارك ونظامه وتولي رئيس مدني ديمقراطي.. أما مانراه الأن من بعض الفشلة والبلطجية وعشاق النعيق كالبوم والحاقدين ومغتصبي تحريرنا وكرامتنا بالخرطوش والحنجوري فعمرهم قصير جدا جدا وإلي زوال.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين! فهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله يأبي إلا أن يتم نوره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق