الأربعاء، 14 يناير 2009

أحمد عاطف يكتب عن (السينما الفلسطينية .. وتوثيق تاريخ الألم)

تبدو فلسطين عبر التاريخ كجسد طويل ممتد يلاحقه الزمن بالطعنات‏,‏ ويأبي الجسد إلا ان يكمل رحلته بالصمود‏,‏ أو كما يقول شاعر فلسطين الواعد تميم البرغوثي في قصيدته الأخيرة بيان عسكري أيها الموت‏..‏خف انت‏,‏ نحن هنا لم نعد خائفين ربما لايعرف الكثيرون ان السينما الفلسطينية يبلغ عمرها العام المقبل خمسة وسبعين عاما فأول فيلم اخرجه فلسطيني كان عام‏1935‏ حيث يعتبر إبراهيم حسن سرحان هو رائد السينما الفلسطينية‏.‏ وكان المخرج والمؤرخ الفلسطيني قاسم حول قد أجري مع سرحان حوارا عام‏1976‏ تحدث فيه عن أفلامه الأولي وتأسيسه استوديو فلسطين‏,‏ ويذكر حسان أبو غنيمة في كتابه فلسطين والعين السينمائية رائد فلسطينيا آخر هو أحمد حلمي الكيلاني الذي درس في القاهرة الإخراج والتصوير قبل ان يعود لبلاده ليؤسس الشركة العربية لإنتاج الأفلام السينمائية عام‏1945‏ لكن يظل أول فيلم روائي فلسطيني هو حلم ليلة اخراج صلاح الدين بدرخان عام‏1946.‏ ومن رواد السينما الفلسطينية ايضا محمد صالح الكيالي الذي درس السينما بإيطاليا ثم عاد لفلسطين ليقوم بإخراج فيلم عن القضية الفلسطينية عام‏1947‏ بعنوان أرض السلام من إنتاج جامعة الدول العربية‏,‏ ويقول تيسير خلف في كتابه المهم والاستثنائي دليل الفيلم الفلسطيني أن النكبة وضعت حدا لكل المحاولات التي هدفت الي إنشاء صناعة سينمائية فلسطينية‏,‏ وفرضت واقعا جديدا أفرز نمطا من السينما الصهيونية التي ظهرت بأمريكا وأوروبا منذ بدايات القرن والتي تظهر فلسطين كأرض بلا شعب‏.‏ ثم عادت السينما الفلسطينية للظهور مرة أخري مع بدايات الكفاح المسلح عام‏1967‏ عبر وحدة أفلام فتح التي أشرف عليها المخرج مصطفي أبوعلي‏..‏ فكانت السينما آنذاك إلي جانب البندقية‏,‏ لذا لم يكن غريبا أن يكون من بين شهداء معركة عنيطورة عام‏1976‏ المصور السينمائي هاني جوهرية‏,‏ ولاحقا أستشهد المصورا عمر مختار ومطيع إبراهيم أثناء تصويرهما الإجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام‏1978.‏ وفي عام‏1973‏ تأسست جماعة السينما الفلسطينية وأنتجت فيلما وحيدا هو مشاهد من الاحتلال في غزة‏..‏ ثم قام قاسم حول بإخراج أول فيلم روائي تنتجه الثورة الفلسطينية هو عائد إلي حيفا‏..‏ ومع بدء اندثار موجة الأفلام الثورية ذات الطابع المباشر‏,‏ بدأت تولد من جديد موجة جديدة حفر خطاها الأولي المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي بعد دراسته الاخراج السينمائي ببلجيكا‏..‏ ونقل الكاميرا من معسكرات الفدائيين إلي داخل البيوت الفلسطينية تحت الاحتلال‏..‏ ثم بدأت تتوالي اجيال السينمائيين الفلسطينيين حتي العصر الحالي وأميرهم مي المصري‏,‏ ليالي بدر‏,‏ عزة الحسن‏,‏ نزار حسن‏,‏ عمر القطان‏,‏ علي نصار وصبحي الزبيدي‏..‏ لكن يظل الثالوث رشيد مشهراوي وإليا سليمان وهاني أبوأسعد‏..‏ هم الذين جعلوا للسينما الفلسطينية مكانة مميزة في سينما العالم بوجودهم في كل مهرجانات العالم الكبري‏,‏ ووصل الأمر بأبوأسعد ليرشح للأوسكار‏..‏ ويصبح من مخرجي هوليوود بعد فيلمه الجنة الآن‏.‏ لم يترك السينمائيون الفلسطينيون شاردة أو واردة في حياة شعبهم إلا وقدموها في أفلامهم‏..‏ من مخيمات اللاجئين‏..‏ للعلاقات بين الرجل والمرأة‏..‏ للبحث عن الهوية الفلسطينية‏..‏ لوحشية المحتل الإسرائيلي ومذابحه‏..‏ لحماية التراث والتاريخ الفلسطيني‏..‏ أكثر من ثلاثمائة فيلم روائي وتسجيلي قدمهما أكثر من‏65‏ مخرجا طوال تاريخ السينما الفلسطينية كسلاح مقاومة غير مستهان به في مواجهة الاحتلال‏,‏ ولهذا يحارب الاحتلال الصهيوني السينما الفلسطينية بأكثر من وسيلة ومنها سرقة الجيش الإسرائيلي أرشيف الثورة الفلسطينية ومنها الأفلام عام‏1982,‏ بعد أن سطت قوات شارون علي مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير ببيروت‏..‏ ولهذا ففي الوقت الذي نحيي فيه صمود المقاومة الفلسطينية‏..‏ لابد لنا ألا ننسي السينمائيين الفلسطينيين الذين يكافحون هم أيضا لحماية شعبهم وأرضهم‏.‏.... نقلاً عن جريدة الأهرام 14 يناير 2009

هناك تعليق واحد:

  1. بسم اللة
    الى السفيرللنوايا السحنة .السلام عليكم ورحمة اللة /8/9/2009
    ام بعد الموضع اولن سياسى بحت وليس فنى
    .فهو حكاية شعب واناس تقتل فى وعلى ارضى عربية .
    وحكاية استعمار وانتهاك حقوق على مستو الاقليم . وعلى المتسو الدخالى للدولة .ولا نقصد بالحديث ال النوايا الحسنة .!
    والحدث مشروع صحوة اقلمية .وارجو السهمة فيها.بالحهود . والنصح
    احمد عبدة احمد فضل .الشيخ
    mil/a_elshekk@hotmil.com

    ردحذف