الاثنين، 2 يوليو 2012

خلفان.. والأخوان!





بقلم/ هشام لاشين      heshamlasheen@yahoo.com
----------------------------------------------------------
أثارت تصريحات الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي ضد الرئيس المصري محمد مرسي والإخوان عموما جدلا كبيرا في الأوساط السياسية مما دعا مصر لاستدعاء سفير دبي بالقاهرة ثم كانت هناك زيارة مكوكية لمسئول إماراتي رفيع المستوي لإحتواء اثار هذه التصريحات.. وبعيدا عن الأعراف الدبلوماسية لابد من توضيح بعض الحقائق علي هامش ماحدث أولها أننا لانحاسب الناس علي رأيها في الفيس بوك أو تويتر لأنها مساحة خاصة يجوز فيها لأي إنسان بعيدا عن منصبه كمسئول أن يتداعي ويكون علي سجيته وهو مافعله ضاحي خلفان.. ثانيا..لماذا يعاني المصريون من حالة الشوفونية التي لاتري أي مشكلة في جلد الذات والهجوم علي كل شيئ عندنا بينما تجد كل الغضاضة عندما يقول نصف ذلك اي شخص أخر من خارج مصر؟ لقد واجه الأخوان المسلمون السب والسحل والترويع من مثقفين ومسئولين وسياسيين كبار علي مدار سنوات طويلة بل ولازال البعض يفعل ذلك ومنهم مثلا وحيد حامد الذي نال جائزة الدولة التي هي باسم رئيس الجمهورية أصلا بعد تولي مرسي بيوم واحد ولذلك دلالته الخاصة ورغم ذلك لم نري من يقول (إلحق) إذاي وحيد حامد يشتم الإخوان منذ عشرون عاما وكمان يحصل علي جائزة الرئيس؟! ولكن لأن الرأي قادم من شخص غير مصري يبقي عيب ونستدعي السفير ونعمل من الحبة قبة.. أما الثالثة فتتعلق بشخصية رئيس شرطة دبي نفسه وهو بالمناسبة تقلد مناصب عديدة منها أنه عضو المجلس التنفيذي في حكومة دبي، كما شغل منصب رئيس اتحاد الإمارات لألعاب القوى سابقاً، وشارك في إنشاء أول إدارة لرعاية حقوق الإنسان عام 1995م. وهو عضو مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية كما حصل على شهادة درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الحياة الجديدة المفتوحة للتنمية البشرية لجهوده في التنمية الأمنية .. وقد طور وزارة الداخلية في دبي بشكل مذهل خلال سنوات عمله فقام إنشاء "غرفة العمليات الشرطية"؛ بالإضافة إلى إدخال نظام مراقبة الدوريات عبر الأقمار الصناعية، كما قام بإنشاء المختبر الجنائي، وإدخال نظام البصمة الوراثية (DNA).
كما أدخل الكثير من الإصلاحات كإنشاء قسم الطب الشرعي وفرق الإنقاذ البحري، والبري، والجوي. وإنشاء نظام البصمة الإلكترونية على مستوى الدولة... وكل مايعنينا من هذا السرد أن الرجل يحمل من الكفاءة مايكفي لكي نعتبره شخصا مسئولا يعرف متي وأين وكيف يقول كلماته حين يتعلق الأمر بصفته المهنية ولكن حين يصبح الحديث علي وسائل التواصل الإجتماعي فمن حقه أن يفضفض كما يحلو له ولانعتبر ذلك كلاما رسميا.. أما الأمر الأخير فهو يتعلق بمواقف الرجل في مناسبات عديدة من أمور متباينة مثل إتهامه للموساد بقتل المبحوح في دبي وتعرضه للتهديد بالقتل من الموساد نفسه وقتها ومع ذلك لم يخشي لومة لائم رغم أن هذا الموقف في وقتها كان يعني جرأة متناهية في وقت كان الاستسلام التام لإسرائيل هو الموقف العام في العالم العربي عموما ..لقد قال قائد شرطة دبي إن اختيار الدكتور محمد مرسي لرئاسة مصر اختيار غير موفق، وإن مغبة هذا الاختيار لن تكون بسيطة على الناس الغلابة وأوضح أن الأفكار لا تُصّدر إلى دول الخليج لامتلاكها عرفاً قديماً في التعاطي بين الحاكم والمحكوم.. وهي مخاوف موجودة بالفعل لدي دول الخليج وكلنا يعلم ذلك وعلي الإخوان المسلمون في المرحلة المقبلة تبديد هذه المخاوف ليس لدي الخليج فحسب وإنما في مصر نفسها التي لازال البعض فيها يري أنهم جماعة لن تترك الحكم إذا وصلت وأنهم سيمنعون الفن والثقافة وسيعودون بنا قرونا إلي الوراء.. أفعال الجماعة وعلي رأسها الدكتور مرسي خلال الشهور القادمة هي الكفيلة بتبديد أي مخاوف في مصر أو الخليج أو حتي في إسرائيل.. أما أن نمسك في قائد شرطة دبي ونترك المشكلة الحقيقية فذلك يشبه أسلوب السلحفاة التي تدفن رأسها في الرمال معتقدة أنها بذلك تحمي نفسها والحقيقية غير ذلك تماما!!
نشرت بجريدتي الخميس والدستور