السبت، 28 يناير 2012

الثورة لم تقم بعد!!


من الذي قال أن ثورة في مصر قد قامت؟ هل يعني تغيير رموز النظام أننا أسقطنا هذا النظام؟ هل إستمرار الفارس المسرحي في ماتسمي بمحاكمات مدنية لرموز فاسدة قضت علي الأخضر واليابس ولازالت من خلف الأسوار يعني أن الثورة قامت؟ أن الثورة التي لاتقيم محاكمات إستثنائية لمجرمين أشبه بمجرمي الحرب والذين خربوا وطن كبير علي مدار سنوات طويلة ليست بثورة.. الثورة التي تركت حسني مبارك شهرين في القصر وتابعه قفة عزمي ثلاثة شهور أخري لأعدام الدلائل وسلب الغنائم ثم تحدثنا عن محاكمات عادية مدنية هي ثورة مخنثين أو ولايا يحكم قبضتها مجلس عسكري يدور إقتصاده كما سمعنا في 55 مليار جنيه بينما الوطن يستدين من البنك الدولي وبشروطه مليار واحد.. الثورة التي يرفض مجلسها العسكري الإقتراب من بزنس السلاح الخاص به والذي يعرف تفاصيله الكبار جدا فيه فقط في حين تحاصر العشوائيات من كل جانب حوائطه ومبانيه ليست سوي صراخ في البرية دون مجيب..الثورة التي يقوم فيها رئيس الوزراء بتحديد الحد الأدني للأجور بسبعمائة جنيه والأقصي بثلاثة وثلاثين ضعفا ثم يستثني البنوك والبترول من الحد الأقصي هي ثورة صنعت للأغنياء ولطبقات إستثنائية أقرب بالإقطاع وسيطرة رأس المال التي قامت 23 يوليو 52 لتسقطها وقد فعلت لكننا لم نفعل بعد.. والحقيقة أنني مندهش من ضمير الدكتور الجنزوري الإستثنائي الذي أخرج مستشاري البنوك ومديرو البترول من الإصلاح إذا كان يبغي إصلاحا وإنصافا وأسأله بالله عليك.. ماذا يفعل مستشار البنك الذي يستولي علي أكثر من نصف مليون جنيه شهريا من دم الغلابة ليحصل علي هذا المبلغ؟ ولو كان الحاصل علي هذا المبلغ صاحب براءة إختراع في حل المشكلة الإقتصادية مثلا لرفعنا له القبعة؟ لكن معظمهم بطالة مقنعة فاسدة عينت بالواسطة ولو وفرنا مبالغ هؤلاء المستشارين لحققت مصر طفرة إقتصادية في سنوات قليلة ونفس الأمر في قطاع البترول.. فأين هي الثورة..هل عاد دخل قناة السويس الضخم ويعد بمئات الملايين شهريا إلي خزينة الدولة بدلا من رئاسة الجمهورية حيث الحاشية والحرس الجمهوري وماخفي كان أعظم؟ لم يقل لنا مسئول أو وزير مالية ماذا حدث لدخل قناة السويس بعد الثورة وأين كان يصرف هذا الدخل بعد 25 يناير 2011 وحتي سقوط المخلوع وإنصرافه وهل كان يصرفه أيضا كما كان المجلس الأعلي للصحافة يصرف راتبه بعد الثورة من المنزل؟ الثورة لم تقم بعد.. وكيف قامت وكل شيئ لم يتغير.. الموظفون الفاسدون والمرتشون قابعون في كل ركن من أدابير هذا البلد.. الرشوة لازالت في المرور والمحاكم والنيابات وكل أماكن المصالح العامة؟ كيف يحدث ذلك ولانسمع عن قانون إستثنائي يحاكم ناهبي وسارقي أموال هذا الوطن؟ الثورة التي لاتحقق تغييرا جذريا شاملا في حياة المواطن البسيط هي كارثة علي الجميع.. وحتي لانكفر بالثورة إذا كانت هناك ثورة أرجوكم لاتتركوا الميدان أي ميدان أيها الرجال الحقيقيون.. العسكر سيسلمها ليس في ذلك مشكلة أو شك فهو لايريد الإستمرار أمام المسائلة ولكن المشكلة الحقيقية أنه سيسلمها بشروطه وحصانته وإمتيازاته .. وتلك هي المعضلة.. فنصف الدخل القومي وأكثر لهذا البلد في يد المؤسسة العسكرية واقل من النصف يقتات منه الشعب.. ولن يرضوا بغير هذه القسمة.. وهي لاقسمة ثورية ولاتصلح حتي في ثورة متسولين جياع.. أعيدوا توزيع الثروة في هذا البلد بما يرضي الله لتكون هناك ثورة حقيقية.. فعلوا المحاكمات الإستثنائية لسارقي أرواح وأموال وعرض هذا الشعب لتكون هناك ثورة.. نظفوا المصالح والوزارات من المرتشين والعابثين لتكون هناك ثورة.. بلطجية الطوارئ الحقيقين هم كل هؤلاء ... من قال أن هناك ثورة قامت؟؟