الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

قرطاج يستمر في مواجهة الإرهاب بالسينما



هشام لاشين
بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفت تونس في بداية هذا العام انطلقت فعاليات الدورة 26 لمهرجان قرطاج السينمائي الدولي، الذي يعد من ابرز المهرجانات السينمائية العربية والافريقية للرد علي الإرهاب بطريقة عملية ورغم ذلك فإن الإرهاب لم يتركه حيث وقع بالقرب من مقر المهرجان الحادث الإرهابي البشع الذي أودي بحياة أكثر من عشرون من الحرس الرئاسي .
 حيث افتتحت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية لطيفة الأخضر أعمال المهرجان الذى جاء تحت عنوان "الدنيا كلها سينما" بحضور كوكبة من نجوم الفن والسينما والمسرح من تونس والدول العربية والافريقية والاجنبية، فيما اطلقت المغنية والممثلة الاسبانية فيكتوريا أبريل شارة بدء انطلاق المهرجان.
وقد اقيمت فعاليات المهرجان على مدي اسبوع حتى 28 نوفمبر الجاري، حيث يجري خلالها عرض 350 عملا سينمائيا ، وضمت المسابقة الرسمية المكرسة للمخرجين العرب والأفارقة، 81 فيلما من بينها 17 فيلما طويلا و13 قصيرا و16 وثائقيا تنافست للفوز بجائزة “التانيت الذهبي” .
كما كرمت هذه الدورة نساء السينما المصرية ممثلات في - فاتن حمامة وأخواتها،اسماء البكري ،نبيهة لطفي ،معالي زايد،مريم فخر الدين ، كما يكرم نوري بوزيد ، اسيا جبار، حبيب مسروقي، مانويل داوليفيرا  .
وقد تكونت لجنة تحكيم المسابقة الطويلة من نور الدين الصايل : رئيس لجنة التحكيم و ابال جفري وأنيسة البراق وليلى شاهد سفيرة فلسطين لدى الإتحاد الأروبي و بلجيكيا و اللكسمبورغ ومارسيلا سعيد ونيوتن ادواكا والمخرج المصري اسامة فوزي  .

اما الافلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية فهي (رسالة الي الملك ) للمخرج هشام زمان من العراق وهو عن خمسة لاجئين في رحلة إلى أسلو تستغرق يوما واحدا والخمسة مرتبطون برسالة كتبها ميرزا العجوز ويريد تسليمها إلى الملك شخصيا و(قدرات غير عادية)  لداوود عبد السيد من مصر ويدور حول يحي  فشل تحقيقه العلمي حول الخوارق للوصول لأي نتيجة مما إضطره للخروج في عطلة و بينما كان هائما على وجهه استقر في دار ضيافة على شاطئ البحر يسكنها مجموعة من الأشخاص غرباء الأطوار...ام الفيلم المغربي (جوق العميان )لمحمد مفتكر فيدور خلال السنوات الأولى من حكم الحسن الثاني، حيث نري حسين المناصر لملكه الجديد ـ هو رئيس جوق شعبي و أب لميمو الذي يوليه كامل عنايته، ويعيش حسين وأسرته في البيت العائلي ،حيث يتعايش الجميع وها هو ميمو يقع في غرام خادمة الجيران.
 كما شارك الفيلم الذي اثار جدلا كبيرا وهو (الزين اللي فيك) لنبيل عيوش من المغرب والذي اعتبره البعض يقدم صورة مزرية عن الحياة في المغرب عبر عالم العاهرات ، ويدور حول 3 مومسات (رندة، سكينة وحليمة) محبات للحياة ومعتزات بأنفسهن ومتحررات، وتواجهن يوميا عنف مجتمع يستخدمهن، ويدينهن في نفس الوقت ، كما شارك فيلما أخر اثار الجدل وهو الجزائري (مدام كوراج) لمرزاق علواش والذي عرض مؤخرا في أحد المهرجانات الإسرائيلية قبل ان يعرض بالقاهرة السينمائي ، ويروي حكاية عمر، المراهق المذبذب الذي يعيش بمفرده في أحد الأحياء القصديرية بضواحي مستغانم، ويتناول مثل عديد الشبان الجزائريين حبوب التأثير النفسي (الهلوسة) المسماة السيدة شجاعة.

أيضا شارك فيلم (تخفيف تدريجي) لطرزان وعرب ناصر من فلسطين عن عائلة مافيوزية تسرق لبؤة حديقة حيوانات غزّة، حيث تقرر حماس تصفية حسابات قديمة معها، ومع اندلاع مواجهة مسلحة مع الخاطفين وجدت 13 امرأة أنفسهن محتجزات في صالون حلاقة صغير ل كريستين، وتحوّل هذا المكان المعد للتجميل والاسترخاء ـ بعد ظهر ذلك اليوم ـ إلى بؤرة تتصارع فيها شخصيات غريبة.
من افلام المسابقة الرسمية الطويلة أيضا فيام (الطريق) لرنا سالم من لبنان ويدور حول زوجان شابان يعيشان في بيروت ، وفجأة تركت (رنا) عملها  لتعيش حالة من العزلة بحثا عن سبب للوجود. وعندها قرّر زوجها (غي) أن عليهما أن يتركا المدينة، و يرحلا نحو الجبل، وهناك أيضا فيلم (البئر) للطفي بوشوشي من الجزائر عن نساء وأطفال قرية في جنوب الجزائر وجدوا أنفسهم محاصرين من قبل جنود، ولا يستطيعون الخروج خشية الموت. ووجد هؤلاء القرويون أنفسهم شيئا فشيئا مهددين بالعطش، إلى درجة أنه سيتعين عليهم قريبا اختيار طريقة موتهم.

اما فيلم (شباب ربطات العنق)  لسيبس شونغوي من جنوب افريقيا فهو حكاية بالأبيض والأسود لايميلي، جايز، سبتمبر، نككي، تانيا، ماتي، تالي وراشي، كلّهم سود وبيض، فتيات وفتيان، مثلّيين أو من محبّي الجنس الآخر ، وهم من الضاحية الراقية لجوهانسبيرج يدمّرون أنفسهم طوال النهار، في غياب مشاريع للمستقبل، وهناك أيضا فيلم (بيتنا)  لسليمان سيسي من مالي ويدور حول (أوكا) احد منازل عائلة فنان في باماكو، وهي الدار التي تربطه بوالديه وبتاريخه وذكرياته، والتي طردت منها شقيقاته دون وجه حق، عام  2008، والفيلم صورة لمالي التي شهدت انزلاقها في الحرب، بالرغم من تقاليد التسامح التي عرفتها منذ الاستقلال .
شارك في المسابقة أيضا فيلم (شبابيك الجنة)  لفارس نعناع من تونس حيث يعيش سامي و سارة في ثلاثينات العمر حياة هادئة و تبدو سعيدة إلى أن داهمتهما إحدى المصائب ، والفيلم يناقش حياة زوجين عاديّين تتأرجح بين فقدان الأمل و الإحساس بالذنب والرغبة في العيش وإعادة بناء حياة جديدة أمام اللامعقول ، اما فيلم (علي حلة عيني) لليلي بوزيد من تونس فيدور في تونس عام 2010 اي عدة أشهر قبل الثورة، لنري فرح ـ 18 سنة ـ تجتاز امتحان البكالوريا، ووتتصور عائلتها أنها أصبحت بعد طبيبة، إلا أنها لا ترى الأشياء من نفس المنظار، فهي تغنيّ مع مجموعة روك ملتزمة، فهي تحيا وتنتشي وتكتشف الحب ومدينتها الليلية ضدّ إرادة والدتها ، والفيلم انتاج مشترك مع بلجيكا وفرنسا .

و من اثيوبيا نشاهد فيلم (ديفرات) للمخرج زيريسيناي مهاري حيث تمّ اختطاف هيروت، 14 سنة ،على طريق المدرسة، عبر تقليد تقليد قديم يقول بأنه على الرجال اختطاف المرأة التي يريدون الزواج منها، لكن هيروت نجحت في الإفلات، بعد أن قتلت خاطفها، اما فيلم (اشياء، متشرد بلا هدف) من رواندا للمخرج كيفو روحوراهوزا فيقدم لحظات قدوم المستكشفين إلى جنوب إفريقيا، حيث كان السكان المحليون البانتو يسمونهم الحائمون بسبب نزعتهم إلى الترحال داخل البلاد،  والفيلم يروي حكاية رجل أبيض يلتقي بفتاة سمراء سرعان ما اختفت عن ناظريه، ليحاول الرجل الأبيض معرفة سبب اختفائها .

اما فيلم (قصر الدهشة)  من تونس للمخرج مختار العجيمي فيدور في في مركز للمعاقين، وهو أيضا ملجأ للمعارضين، يخضع المقيمون فيه إلى ممارسات تعسّفية ، فالاضطهاد يمارس من قبل مجموع الأعوان بقيادة حازم مدير المركز، وتظهر بوادر المقاومة من خلال نضال، المناضل الذي قضى حياته بين الزنزانات، كما يدور فيلم  (نهر بلا نهاية ) من جنوب افريقيا للمخرج أوليفيي هرمانيس حول جيل وتوني كلاهما في حداد، اثر وفاة مقربين لهم مؤخرا، فالحزن يجمعهما، لكن وراءه يختفي حزن أكثر عمقا، ليأتي في النهاية وأخيرا فيلم(قلب الإعصار) من بوركينا فاسو للمخرج يكو تراوري ويدور  في بلد إفريقي تمزّقه الحرب الأهلية، حيث سخّرت محامية شابة للدفاع عن متمّرد متهم بارتكاب جرائم حرب، ومن خلال لعبة الشطرنج التي انطلقت بين المحامية المؤمنة بالمثل والطفل ـ الجندي سابقا، سنشاهد وجهان لإفريقيا المعاصرة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق