الاثنين، 25 أغسطس 2014

اعلام النازي!


بقلم/ هشام لاشين
خلال تحقيق صحفي كلفت بعمله لإحدي الجرائد العربية حول مايحدث في الإعلام المصري الأن من فوضي وتشتيت وعدم موضوعية وانتهاج اسلوب النازي في ايام الحرب العالمية حيث الرأي الواحد الموجه في كل وسائل الإعلام قال لي الصديق والصحفي الجميل الدكتور اسماعيل ابراهيم مدير تحرير الأهرام السابق وأستاذ الصحافة بكلية الإعلام وفنون الاتصال جامعة 6 أكتوبر أننا امام وظيفة ملتبسة للإعلام الحالي فلم يعد هناك فرقا بين الإعلامي والمهيج أو مسئول الدعاية اي أن الاعلامي تحول لأداة في يد من يمتلك المال أو السلطة كما هو معظم الاعلاميين في مصر الان فقد كان من هم بوقا للنظام السابق ثم ركبوا موجة الثورة وعندما خبت عادوا لأسلوبهم القديم ..ويؤكد ابراهيم أن الإعلام المصري حاليا إعلام فرقة وليس إعلام توحد وأنه المسئول عن الوصول لهذه الحالة بتبرير الكوارث والتشجيع عليها ووصم كل معارض بالإرهاب وأنه لاينتظر خيرا أو موضوعية في الفترة القريبة في التعامل مع القضايا المختلفة من هذا الاعلام
نفس الكلام  يؤكد عليه الدكتور جمال بيومي مساعد وزير الخارجية السابق حيث يقول أن هذا النوع من الإعلام لايبحث للأسف سوي عن الاعلان عبر التهييج والاثارة ووضع التوابل التي تجذب الجمهور للمشاهدة وقال أن ذلك يحدث حتي في الشئوون الداخلية للوطن مثلما يحدث احيانا في التعاطي مع دولة مثل قطر من خلال اعتقاد البعض أنه يرضي الساسة بهذه التصرفات.
وحول مسألة التوازن بين الراي الشخصي للإعلامي ومصلحة الوطن يقول الدكتور جمال بيومي أن الأمر يحتاج الي تثقيف وتعليم وأن الحل السريع في وجود قيادة تعتبر بمثابة حائط سد ويمكن أن تتكون لجنة ترشيد اعلامي تضع ثوابت لكل الوطنيين وقال أنه سبق واقترح في وقت عاطف صدقي بل ونظيف وجود هذه اللجنة التي تحوي نخبة من العقلاء يكون لديهم ملخص لموقف الدولة في كل الحالات وأنه مستعد شخصيا للمشاركة في هكذا لجنة بخبرته الطويلة في العلاقات الدولية
أما الدكتور إسماعيل إبراهيم فيعلق علي هذه النقطة قائلا: المفروض من الإعلامي عندما يمسك بالقلم أو يطل علي الناس عبر الشاشة أن يتجرد تماما من ذاتيته واذا أراد التعبير عن وجهة نظر خاصة فليكن من خلال برنامج يحمل إسمه هو فقط كما كان يفعل (فاروق جويدة) في برنامجه علي قناة الحياة.. ولكن لايجوز الخلط بين الخاص والعام كما يحدث في برامج عديدة حاليا فكما تقول القواعد الإعلامية لابد من تقديم وجهات النظر المختلفة وأن يترك للمشاهد إستنباط مايراه. أما توجيه الراي العام فهو نوع من الدعاية وليس إعلاما
أما الحد الفاصل بين الرأي الشخصي وموقف الوسيلة التي يعمل بها اي إعلامي فيقول عنه الدكتور اسماعيل إبراهيم أنه لابد من إتساق رأي الإعلامي مع الوسيلة التي يعبر عنها وهو مايعرف بالسياسة التحريرية فلا يعقل أن تكون هناك وسيلة اعلامية في مجتمع معاصر لها سياسة ضد التوجه العام او ضد مصلحة الوطن أو البيئة التي تعمل فيها. ويري أنه قد حدث إنتهاك لهذه القواعد في ظل الفوضي الاعلامية الموجودة الأن ناهيك عن تحالف المصالح فقد تؤجر قناة يمينية إعلاميا يساريا يروج ليمينيته أو العكس. فالمسألة  كما يقول هنا ليست أراء شخصية وإنما توجهات ومصالح. بينما يري الدكتور جمال بيومي ان هناك خلطا بين الأراء الشخصية والأراء العاقلة ومايجب أن يكون عليه الرأي الإعلامي الصحيح بحيث وصل الأمر (للردح والتشليق) من بعض الإعلاميين. وقال أن الأمر يتعلق بأدب الحوار ففي العلاقات الدولية لايجب تصيد الاخطاء ويجب المحافظة علي العلاقات مهما حدث وفي النهاية طالب الدكتور بيومي الاعلاميين بإمساك اللسان قليلا حتي لايتكرر ماحدث في أزمة مصر والمغرب التي تسببت فيها المذيعة اماني الخياط علي قناة اون تي في التي يملكها ساويرس!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق