الاثنين، 23 يونيو 2014

شخصية مصر!



بقلم/ هشام لاشين
لاشيئ يتغير في مصر.. منذ 7 الف سنة ونحن نسير بنفس الخطي ونفس القناعات والمخاوف وربما نفس الامثلة الشعبية بدءا من (اللي يتجوز أمي أاقوله ياعمي.. وإن جالك الميري إتمرمغ في ترابه.. وإن جالك الطوفان حط ولدك تحت رجليك.. وإنتهاءا بأن رحت بلد تعبد العجل حش وإديله. واصبر علي الجار السو يايرحل ياتجيله مصيبة).
حتي أمثلة مثل (يافرعون مين فرعنك.. ملقتش حد يلمني) نذكرها في كل مناسبة ورغم ذلك فنحن نعبد الفرعون ونعشق بطشه ونتلذذ بخوازيقه بما يكشف عن مرض نفسي مستوطن مثل الإنتاميبا وفيروس سي.. وحين ذكر القرأن الكريم طاعتنا للفرعون نتيجة إستخفافه بنا قال الله عز وجل عن شعبنا (أنهم كانوا قوما فاسقين) وبالتالي فلن يشفع اي كلام بشري إجتهادي لجمال حمدان أو من تحدثوا عن الشخصية المصرية المعاصرة بعد كلام الله عز وجل وربما كان الجبرتي أكثر واقعية وهو يتحدث عن الشخصية المصرية السلبية المتهافتة المنافقة الديوثة في يومياته كما لم يكذب عمرو بن العاص حين فتح مصر  وقال اننا قوم نصفق لكل من كسب وأن مصر لمن غلب (تكية ونهيبة) حتي نجيب سرور في لحظة يأس وربما جنون قال عنها ماهو أكثر قسوة حين وصفها علي الخريطة بقدميها المفتوحتين بطريقة جنسية مخجلة.. وربما كان أديب نوبل الكبير نجيب محفوظ رائعا مدققا وهو يحلل الشخصية المصرية في رائعته الحرافيش وهو يقدمها من خلال عالم الفتوات كنموذج لشعوب لاتعرف غير لغة الكرابيج والنفاق ورفع اي فتوة فوق الأعناق مقابل زجاجة زيت أو سكر.. واحيانا بدون مقابل طمعا في الرضا السامي والضرب بالحذاء.. وأحلام سيادتك أوامر!!
ولذلك لم ولن تتغير مصر لامن 7 الف سنة ولابعدها بسبعة أخري.. حتي الوزراء واساليب الحكم.. فرغم مرارة تجربة ستون عاما من حكم العسكر كان هناك من نزلوا للشوارع للمطالبة بعودتهم بعد أقل من عامين من ثورة علي الظلم والطغيان والقهر والإستعباد.. فقد شعر هؤلاء بوحشة ضرب الجزم وراحوا يتندرون علي الايام الخوالي لرئيس لم يكن يحلو له الا الضرب بالشلوت وسب الدين ليل نهار لمن لايعجبه.. فقد كان شكلا اخر لسي السيد الذي نرفضه في النهار ونتلذذ بساديته بالليل في وصلة شيزوفرينيا لاتعرفها إلا الشعوب المريضة نفسيا والمنهكة جسديا والتي لايشغلها أي طموح كبير.. المهم نربي العيال وأخر الليل قرص ترامادول نظبط بيه المسائل ونعمل رجالة عشان نثبت أمور لم ولن تتحقق يوما لأن الله لايغير مابقوم جلسوا 7 الف سنة ينتظرون الفرج ورحيل الجار السو دون أن يغيروا شيئا واحدا في أنفسهم.. ويكفينا الجلوس كل يوم أمام الفوازير لنحل المسابقات أملا في المستحيل وفي كسب قروش لم نتعب فيها وننتظر أن تاتينا من السماء.. أو متابعة مسلسل جنسي يعلمنا كيف نصوم رمضان لنفطر علي الفواحش الدرامية وننسي ضمائرنا وقتلانا الذين رقصنا علي جثثهم دون أن يرمش لنا جفن.. وعلي رأي المثل( كل نومة وتنطيطة أحسن من فرح طيطة)!! وهي دي مصر!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق