الأحد، 20 أبريل 2014

مثقفوا الواوا !


بقلم/ هشام لاشين
إبتليت مصر في عهد مبارك بمجموعة من المثقفين(أو هكذا يعتبرون أنفسهم) لايملكون من الثقافة شيئ سوي الدفاع عن حرية المشاهد الجنسية والالفاظ السوقية وحرية اللواط الأدبي تحت زعم حرية التعبير وحق المبدع في أن يفعل اي شيئ حتي لو كان اشاعة الفاحشة في المجتمع.. وتحت هذا الزعم إرتكبت كبائر فنية لاحصر لها ووصل الأمر بإحدي المخرجات لأعلان الدعوة عبر شاشات التلفزيون المصري لضرورة اباحة الدعارة وعودة شارع (كلوت) بيه لعصره الذهبي من الترخيص بالغانيات وبيوت البغاء..ولجأ مخرجون أخرون للتلميح تارة والتصريح أخري بالتطاول علي الذات الألهية في حين تولي مؤخرا مخرج لأفلام تافهة تعرض بعضها لمشاكل مع الرقابة منصب الرقيب علي المصنفات فسمح لفيلم مفعم بالجنس والشذوذ بالعرض لمجرد أن منتجه صاحب أفضال عليه وهو الذي منحه الفرصة ليدخل عالم السينما من اسوأ ابوابها حيث تجارة اللحم الرخيص الذي أدمنه منتج هذه الافلام قبل أن يتصدي رئيس الوزراء في أعقاب حملة علي الفيس بوك لعشرات الألاف من شبابنا الواعي بالإضافة للمجلس القومي للمرأة للمطالبة بمنع الفيلم والذي ليتخذ قرارا بالفعل بمنعه من مصر كما سبق وفعلت قطر والإمارات وفي الطريق دول أخري لايمكن أن تتهم بالدفاع عن الإخوان مثلا؟ وهي الشماعة المضحكة التي باتت يتم عليها تعليق كل مصائبنا وإعتراضاتنا علي الاخر.. فقد إنبري نفس المثقفين ليعلنوا حملة ضخمة للدفاع عن مغنية (ليك الواوا) وعن تاجر اللحوم الرخيصة متهمين كل من منع الفيلم بأنه ينتمي للإخوان!! تصوروا؟ يعني محلب إخوان.. والإمارات إخوان.. وطبعا قطر معروفة!!  وربما يكون منع الفيلم بمؤامرة من قطر قد تستدعي مظاهرات جديدة لشطبها من جامعة الدول العربية ..هذا هو منطق الدفاع عن الباطل لمثقفي الواوا الذين تركوا كل المصائب التي يموج بها الوطن الأن وقرروا الدفاع عن الواوا مع أن المجتمع كله يعيش في واوا كبيرة ويموت منه شهداء كل يوم بعد أن صار البلد سرادق عزاء تختلط فيه الأوراق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين.. فأيهما أحري بالدفاع عن حريته الأن .. فنانة تخلع ملابسها باسم حرية الفن. أم مواطن شريف أو جندي يسهر علي الحدود يستباح من ميليشيات إرهاب وأجهزة الفوضي الخلاقة؟ هل نحن الأن في وقت الدفاع عن حق هيفاء في الإثارة الجنسية هي ومنتجها أم أن أن هناك حقوق أعظم وأكبر وحرمات تنتهك لاتجد من يدافع عنها. أيهما أولي بالدفاع الأن ؟ أكثر من عشرون ألف معتقل حسب الإحصاءات شبه الرسمية للدولة.. أم مساجين التابوهات الجنسية وحرية الشذوذ وإفساد الأطفال والمراهقين بزعم الإبداع؟ واي نوع هؤلاء المثقفون الذين لم نسمع اصواتهم علي مدي 3 سنوات دفاعا عن حرية التعبير والتظاهر لأطراف أخري كانوا يتهمونها يوما بأنها تسعي للإقصاء فإذا بهم اشنع إرهابا وإقصاءا منهم حين دانت لهم السلطة والدنيا أقبلت لمنحهم فرصة إعلان مواقفهم القومية في الدفاع عن الواوا في وصلة تكشف عن بغض روح فاشية لاترضي إلا بحرية الهلس والإلتفاف علي اي حرية أخري سواها إنسانية كانت أو دينية أو حتي أخلاقية يأباها المجتمع. فبإسم من يتحدث هؤلاء اعضاء حزب (فلتحيا الهلس) ويعيش بوس الواوا ويسقط يسقط الحكم الأخلاقي!! وهذا ليس إفتراء فعندما تسأل أي فنان عن المغزي الأخلاقي لأي عمل يقول لك.. إفصل الاخلاق عن الفن.. ولايجوز إسقاط الأحكام الأخلاقية علي الإبداع.. ولهذا السبب حاربوا بشراسة ولسنوات طويلة مصطلح السينما النظيفة لأنه ببساطة سوف يكشف عدم نظافة ضمائرهم وسرائر إبداعهم المزيف ومحاولاتهم المتتالية لإشاعة الفاحشة في المجتمع.. علي اي حال لقد سقطت ورقة التوت بهذه المعركة الأخيرة.. معكة الواوا التي كشفت زيف كثيرين يدعون أنهم مثقفون!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق