السبت، 2 نوفمبر 2013

حرية الإعلام!



بقلم/ هشام لاشين

لاشيئ له علاقة بالموضوعية فيما يحدث حولنا..العدو يتحول لحبيب والحبيب لعدو طالما إصطدمت المصالح.. السياسة تحكم الاهواء وإتجاه الريح يحدد بوصلة المصالح ومن لم يكن معنا فهو علينا كما قالها بوش في اعقاب 11 سبتمبر.. الأوراق تختلط ورأسي المال المتدفق بغباوة في وسائل الإعلام حوله إلي سيرك يجوب فيه المهرجون الفضائيات ويلعبون كل الألعاب المستحيلة التي ترضي متفرج واحد وحاشية ضخمة من المنتفعين.. باسم يوسف حبيب الأمس يتحول لعدو ويتم إيقاف برنامجه قبل الحلقة بدقائق ويغادر مطار القاهرة هربا من مصير مجهول لو إستمر في نقد العسكر ..وقد تنبأت في المقال السابق بذلك وقلت أن مصير باسم بعد حلقة العودة هو الإستتابة والإستغفار عن فعلته الشنعاء أو حبسه بقرار هيئة مفوضي الدولة وحكم قضائي منتظر تم تعطيله في ايام الرئيس مرسي ويعاد تفعيله الان بإسئناف.. فالقانون جاهز والترزية لايتوقفون من 60 عاما لتفصيل وتظبيط كل شيئ بالمقاس المناسب للوقت المناسب.. وقد إختار باسم الأمر الثالث وطفش خارج مصر.. وقبله تم إيقاف ريم ماجد ويسري فودة وهذا هو حال الإعلام في زمن المفروض أنه ثوري ويبشرنا فيه الحاكمون بغد أفضل وفيه حرية وعدم قصف للاقلام أو المحطات المعارضة لكن كيف ذلك وقد إستهل هؤلاء عهدهم بإغلاق أكثر من 10 محطات فضائية؟ إن القصف المتواصل لحرية التعبير في مصر مابعد 30 يونية يكشف عن فاشية غير مسبوقة وسيادة الرأي الواحد وفرضه بالقوة كما كان يحدث في الأنظمة الشيوعية وفي وقت وزير إعلام هتلر جوبلز.. والمطلوب أن يعزف الجميع نفس اللحن ونفس الإيقاع وإلا فالويل والثبور.. إنها كارثة في غيبة نقابات الرأي والصحافة وإنشغال القائمين عليها بالمناصب وجمع الأموال والظهور علي شاشات الفضائيات.. الساعة بألف جنيه والحسابة بتحسب.. إننا في زمن شنيع يتغول فيه الطغاة ولانسمع أحد ممن صدعونا بحرية الرأي يرفض أو يشجب أو حتي يتنفس بغير النص المعد سلفا والمملي سلفا والمتفق فيه علي الأدوار والمقابل سلفا.. لم نري بيانا من نقابة الصحفيين أو حتي مظاهرة علي سلم النقابة تندد بإعتقال ومطاردة الصحفيين والإعلاميين وقبل ذلك قتلهم وسحلهم عندما يقولون رايهم.. ايا كان هذا الرأي.. اي أننا محصلناش حتي ايام مبارك..و وكل ذلك يكشف عن الخديعة الكبري بعد سقوط الأقنعة في زمن البغاء الفكري ولحن النشاز الواحد ولايمكن أن يقوم مستقبل لوطن بالقهر وفرض الرأي ورفض الأخر وإقصاءه والتعتيم عليه.. الشيوعية سقطت مثل الفاشية والنازية في كل الدنيا لأنها أفكار إعتمدت علي القهر والذل وعزف اللحن الواحد وذهبت هذه الأفكار إلي مزبلة التاريخ.. فلامستقبل ولاتفاؤل ولاأمل بالعزل والحبس والقتل في المليان.. إن خطيئة باسم يوسف الذي سخر برنامجه عاما كاملا للهجوم علي الأخوان المسلمين أنه قرر في حلقة واحدة أن يقدم وجهة نظر في أخرين.. فقد كان حلالا مافعل قبل ذلك.. لكن الحرام أن يصدق نفسه ويلعب في إتجاه أخر.. ومن المتوقع أن يتواصل قصف باسم يوسف حتي بعد رحيله من مصر لفترة قادمة كما حدث مع البرادعي .. فالحبيب يتحول لعدو والعدو لحبيب حسب البوصلة وإتجاه الريح.. واللي مايشتري يتفرج.. ونقابة الصحفيين تزج في نوم عميق وحتي إشعار أخر!! المدهش أنه هناك مازال بعض المغيبون الذين يظهرون علي شاشات الفضائيات يحدثوننا عن حرية الرأي وعن العهد السعيد الذين نحن مقبلون عليه.. تماما كما كان يحدث ايام مبارك!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق