الجمعة، 16 نوفمبر 2012

شريعة الغاب!


نحن لانحتاج لمليونيات لتطبيق الشريعة ولكننا نحتاج لمليونيات للإنضباط وصحوة الضمير الميت للإنسان المصري.. نحتاج لمليونية إعطاء الطريق حقه وعدم سرقة الشارع من المحلات والمقاهي وسائقي السيارات.. نحتاج لمليونية تجرم السب واللعن في الشوارع وتجرم ترويع الأمنيين بالموتوسيكل الطائر والكلاكس المرعب..والسرعة الجنونية.. نحتاج لمليونية عدم إزعاج الجار ونقل الورش والمحلات من الأحياء السكنية بعد أن صار السكن(من السكون) إنهيار عصبي وإنفلات وعصابات مافيا ترفض إغلاق المحلات مبكرا ليستمر الإزعاج والإنهيار العصبي طول الليل فلاننام ولاننتج ونظل نشكو طول الوقت.. نحتاج لمليونية تصحيح مفاهيم وعودة أخلاق فالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال (جئت لأتمم مكارم الأخلاق) وقد نهنتنا الشريعة السمحة عن التنابذ والتشاحن ونهتنا عن الجشع والطمع والثراء الفاحش وبيع السلعة كل يوم بسعر لأن وزارة التموين نائمة والحكومة في غيبوبة.. وعن ضرورة أن نحب لأخينا مانحب لأنفسنا وأن لانأكل لحم أخوتنا ميتا بالنميمة والشائعات وسب الأعراض..ولو طبقنا القانون الوضعي الموجود بدقة وبدون تجاوزات أو إستثناءات أو بلطجة فسوف نصبح بلدا مثاليا وجنة عرضها السماوات والأرض اعدت للمتقين الذين يخشون الله ولايخشون العسكري او الكرباج أوشرطة المرافق أو التموين..لو منعنا الكلاكسات بمقتضي القانون سوف نقضي علي ترويع الأمنين وعلي شكل من أشكال البلطجة فنكون بذلك قد طبقنا الشريعة.. ولو إشتغلت المحليات بضمير ومعها شرطة المرافق ومنعت التجاوزات والفرش في منتصف الشارع وأتاحت للعجائز والأطفال رصيفا يمشون عليه نكون قد طبقنا الرحمة والإنسانية والقانون الوضعي وبالتالي فقد طبقنا الشريعة التي تطالبنا بإماطة الأذي عن الطريق..لو منعنا إغتصاب الشوارع والبلطجة للمحلات والباعة السريحة الذين يفترشون شوارع المحروسة (سابقا) لطبقنا الشريعة ومنعنا الصراع باسم أكل العيش علي أسنة الرماح..لو منعنا تجار وكالة البلح من إحتلال شارع 26 يولية نكون قد طبقنا الشريعة وأتحنا إنسيابية المرور وفصلنا الناس عن حرب أهلية يومية بين المارة والسيارات وبين هؤلاء البلطجية..أن الشريعة تدعو إلي الحياة بكرامة وشرف وتحمي الحقوق وتصون الأعراض وتردع من تسول له نفسه للإضرار بالمجتمع ومانعيش فيه الأن ليس سوي التربة الخصبة لإغتصاب الأعراض وإغتصاب الشرع والدين.. وكل مانتمناه تطبيق القانون.. نزول الشرطة للشوارع بجد.. مواجهة البلطجة والتجاوزات بضمير يقظ وشجاعة لاتخشي في الله لومة لائم.. ولو أتينا بمليون شريعة دون وجود جهاز أمن ينفذها فلاقيمة لها.. أن كل مانحتاجه هو إعادة الإنضباط لشوارعنا بقوة القانون الوضعي وليس بالتسامح والطبطبة.. أن المحلات في كل دول العالم تغلق ماقبل العاشرة ولكننا بلد منفلت صار يحمي الهمج باسم أكل العيش وباسم البطالة رغم انه لاعلاقة للبطالة بالسهر صباحي والعكس هو الصحيح.. في الخارج يستيقظون في السادسة صباحا لينتجوا ويعملوا وينهضوا ونحن اعداء انفسنا.. وكلما قالت الحكومة يمين نقول شمال لمجرد أن نثبت فشل الأخوان.. وأنا لست منهم بالمناسبة ولكني استغرب كيف سينصلح حالنا ونحن نحارب كل قرار ونسخر من كل تصرف لمجرد أنه من الأخوان.. لقد جاءت الأغلبية بهؤلاء لمدة 4 سنوات فلماذا لانحترم الديمقراطية؟ أم أنها حرام عليهم حلال علي اخرين؟ أن حالنا لن ينصلح إلا بصحوة الضمير وعودة الأخلاق وقيم الدين الحقيقي الذي يدعو للتراحم لاالتزاحم.. للحب لاالكراهية والحقد والحسد.. للهدوء والعمل لاالهرج والمرج والإهمال واللامبالاة.. فبيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم.. ونحن مهملين وظالمين لأنفسنا.. وتقوي الله تستدعي ألا نصر علي مانفعل وأن نتراجع ولانكابر.. وإذا كان لابد من مليونية فلتكن للمطالبة بعودة الضمير والأخلاق والرحمة وتطبيق القانون في شوارع مصر وفورا بدلا من شريعة الغاب السائدة الأن.. أما الشريعة الإسلامية أو حتي المسيحية  فلاتحتاج لقانون وإنما لبشر يخشون الله ولايخشون العسكري أو الكرباج!! فهل سنثبت بالفعل أننا شعب يحتاج للقهر لكي ينضبط؟!!
نشرت بجريدة الخميس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق