السبت، 30 أغسطس 2008

لمى طيارة ..عبد الطيف عبد الحميد ..أمنيتي أن يمد الله في عمري لأنفذ الأفكار المكتوبة لدي أو التي تدور برأسي".

عبد اللطيف عبد الحميد مخرج وكاتب سوري تخرج من معهد السينما في موسكو عام 1981،عمل منذ عودته إلى سوريا مع مؤسسة السينما بداية كمساعد مخرج مع محمد ملص في فيلم ( أحلام المدينة) ومن ثم خاض تجربة التمثيل مع الأستاذ أسامه محمد في فيلمه ( نجوم النهار) ولكنه سرعان ما اتجه إلى هاجسه الأكبر ألا وهو التأليف والإخراج .. في حصيلته قرابة ثمانية أفلام روائية هي : ليالي ابن آوى ،رسائل شفهية ، صعود المطر ، نسيم الروح ، قمران وزيتونه ، ما يطلبه المستمعون ،خارج التغطية وأخيرا أيام الضجر ..وقد حصدت جميعها جوائز عربية وعالمية. قرر مهرجان دمشق السينمائي تكريمه لهذا العام بإقامة تظاهرة تحمل اسمه .. مجلة أزمنة قابلته أثر عودته من وهران بالذهبية وكان لنا هذا اللقاء معه .. س.مخرج سوري وفيلم بسيط نال عدة جوائز عربية وعالمية كسابقاته من الأفلام ، ممكن أن تحدثنا عن هذه المهرجانات وسبب فوز الفيلم بهذه الجوائز من وجهة نظرك ؟ قبل أن أتحدث عن جوائز المغرب العربي لابد أن اذكر لك أن الفيلم طلب إلى مهرجان سنغافورة الدولي وقد تم اختياره ليشارك في هذا المهرجان بعد أن شاهدته أداره المهرجان أما بدبي أو في القاهرة ولكن للأسف موعد هذا المهرجان كان يتزامن مع موعد عرض الفيلم في متحف السينما في ايطاليا ، وهو أول فيلم عربي يعرض في متحف السينما في ايطاليا ومدن شمال ايطاليا، وعلمت لاحقا أن الفيلم حصل على جائزة التحكيم الكبرى بمهرجان سنغافورة الدولي. بعد ذلك جاءت المشاركة العربية في مهرجان وهران وقد تزامن وتقاطع أيضا مع مهرجان الرباط ، فمهرجان الرباط يبدأ قبل مهرجان وهران بيومين أو ثلاثة . في مهرجان الرباط فاز فايز قزق بجائزة أفضل ممثل ، وعندما عدت إلى دمشق اضطررت مرة أخرى للذهاب إلى وهران لاستلام الجائزة الذهبية ، وبما أنني لم أكن حاضرا وقت الافتتاح الرسمي للفيلم قمت بإرسال رسالة sms إلى الزميل جود ,قلت فيها ضاحكا "أنا حزين لأنني غير موجود بينكم والله يسامح من جعلني خارج التغطية في هذه اللحظة " س.ألا ترى معي أن أفلامك تشبهك في خفة ظلك ؟ بالتأكيد تشبهني لأنها خرجت مني, من روحي، أنا الذي اكتبها وبالتالي هي تعكس روحي ومزاجي وعالمي ونزقي ، تعكس حبي للحياة وللناس ،هي جزء مني س. في سيرتك الذاتية أشارة واضحة للجولان ، حيث كان اكتشافك وشغفك للسينما في أول فيلم تابعته هناك. لماذا لم نرى الجولان واضحا في أفلامك ؟ في ( أيام الضجر) هناك الجولان 1958 س. تأخرت كثيرا ؟ لا لم أتأخر... الجولان كان موجودا في ليالي أبن آوى ولكن بشكل آخر ( سقوط الجولان) وفي فيلم رسائل شفهية تطرقت (لحرب الاستنزاف) ، حتى فيلم قمران وزيتونه وما يطلبه المستمعون .. هناك مقاطع مهمة عن الجبهة وخصوصا عندما يستشهد الولد س. ممكن ان نأخذ فكرة عن أبطال فيلم أيام الضجر والمشاركين فيه ؟ أبطالي هم احمد الأحمد ، ريم زينو وأربعة أطفال أساسيين ، أمين عباس ، محمد جبارة وعبد الرحمن عرب وأخوه أحمد عرب والطفلة مايا جريس بالإضافة إلى أيمن عبد الحق وجمال سلوم وفايز ابو دان ودينا خانكان س. هذا هو فيلمك الثاني بعد قمران وزيتونه الذي يشارك فيه الأطفال ، كيف يتم اختيارهم وما هو رأيك بتجربة العمل مع الأطفال؟ يوميا كنت افحص بين 100الى 150 طفل وطفلة أصورهم واعمل معهم حوار . وعلى مدى 15 إلى 20 يوم استطعت أن أغربل منهم إلى أن وصلت للأربعة أطفال المطلوبين ، أعتقد أنهم في هذا الفيلم موفقين جدا ومؤثرين وأذكياء وأنا استمتع جدا بالعمل مع الأطفال. س. دورة مهرجان دمشق السينمائي16 وكما اخبرنا الأستاذ رأفت شركس " الأمين العام لمهرجان دمشق السينمائي الدولي" ستتضمن تظاهرة لأفلامك ، لماذا برأيك تم اختيارك علما انك من الرعيل الأول ؟ أعتقد أن إدارة المهرجان أقدر على الرد مني ، أخبرت بالأمر كما أخبرت أنت ، وأنا اعتبره نوع من التكريم بعد أن وصلت إلى 8 أفلام سينمائية س.هل تخشى أن تحجب هذه التظاهرة إحدى جوائز المهرجان عنك ؟ بالنهاية هذا التكريم هو جائزة ، المسألة بالنسبة لي ليست مسألة جائزة وأنا لست بشوق لها ،إن أتت فهذا جميل، المهم عندي أن يحب الناس الفيلم ،والخطر برأيي أن يأتي الفيلم بجائزة و لا يأتي بجمهور . س.ألا ترى معي انك غالبا ما تحصد جائزتك مباشرة بعد نهاية العرض الأول للفيلم من خلال ردة فعل الجمهور من محبة الناس استمد طاقتي للعمل وهذا الاحترام الذي ألاقيه منهم يوميا سواء عبر الانترنيت أو في الشارع أو عبر الاتصالات .. هذا الكم من الحميمية في العلاقة مع أعمالي هو ما يمدني بهذه الطاقة ، لو لم يكن لدي كل ذلك لمللت كمخرج ولسألت نفسي لماذا أعمل والناس لا تحب عملي . س. هناك من أطلق على أعمالك سينما المؤلف لان جميعها من تأليفك ، لماذا لم تفكر أن تخرج عملا مكتوبا لغيرك ؟ المشكلة انه لم يقدم لي النص الذي يريحني من عناء الكتابة ..الكتابة عبء كبير علي وهي الاستنزاف الأول لطاقتي ، أما الإخراج فهو مرحلة مكملة للكتابة تبدأ الفكرة كومضة تعشش في رأسي، والى أن تخرج للشاشة تكون قد عبرت مراحل كبيرة من الضوء والصورة وكثيرا ما أخذت مقطوعات موسيقية بناء على فيلم لم يصور ، العملية متصلة وليست منفصلة عن بعضها هناك حالة وجدانية كاملة عودة لسؤالك علما أن في الكتابة متعة كبيرة بالنسبة لي ولكني كثيرا ما أتمنى أن يقدم لي عمل يريحني على أن يتضمن مفهومي وحسي ونظرتي للحياة وأن يكون فيه المرح والسخرية ، ولكن للأسف لم يأتني هكذا عمل بعد . س. برأيك العمل الذي تكتبه لو أخرجه مخرج غيرك هل سيظهر على الشاشة بنفس الطريقة ؟ سابقا اخذ مني مأمون البني (أسبوعان وخمسة شهور) و أخرجه في أوائل التسعينات للتلفزيون.. هناك بالفعل أشياء مستترة بداخلي ، كلمات وإشارات كنت اعرف كيف ستنفذ ،وكون العمل لم يكن مكتوبا لمأمون البني بالتالي كان علي أن أعيد كتابته مضيفا عليه الشرح أو أن أكون حاضرا أثناء التصوير ولكن للأسف لم يحصل أي من الأمرين وبالتالي جاءت بعض المواقف مخالفة تماما لما أردته على الورق ، مع ذلك العمل لاقى حبا كبيرا من المشاهدين ومازال التلفزيون السوري حتى هذه اللحظة يعرض بعضا من مشاهده . بالنهاية الحس الدرامي والكوميدي ومسألة أن أكون كمخرج ممتعا أو غير ممتع ...كل ذلك ليس له وصفة جاهزة إنما هو شيء موجود لدى الإنسان نفسه ..كيف يرى وينهي اللحظة ؟ وضمن أي إيقاع ؟ هل سأجعل الناس تبكي أم تضحك؟ س.قمت بأداء الشخصية الرئيسية لفيلم (نجوم النهار)كما قمت بأداء دور في فيلمك رسائل شفهية وحديثا قمت بمشهد بسيط ولكن هام في (خارج التغطية )ونجحت فيها جميعا لماذا لم تتجه إلى التمثيل ؟ دعيت لتمثيل شخصيات كثيرة في التلفزيون ولكني رفضت ،، في الحقيقة أجبرت على التمثيل في فيلمي رسائل شفهية لان الممثل الأصلي اضطر للحاق بالجيش، شعرت أنني تورطت وأنني حملت " بطيختين" وخصوصا انه في تلك الفترة لم يكن هناك "مونيتور" ، فكان من الصعوبة علي أن امثل وان أراقب أداء الآخرين في نفس الوقت، ورغم نجاح الدور إلا انه سبب لي الإرباك . س. هناك أسماء يتكرر وجودها في أفلامك ، هل السبب لكونها تتفق مع عقليتك أو لأنك قادر على قولبتها ؟ بالنسبة لي الأمرين معا ، ولكن هناك ما هو أهم ، ألا وهو قناعتي بأنهم أهل لهذا المكان والموقع من الشخصية وما تبقى هو حوار وصداقة ، وقد نختلف في وجهات النظر ، أنا اطلب من الممثلين أن يشرحوا لي كيف يرون الشخصية وكيف يحسوها ، وكلامهم أحيانا يفتح لي آفاقا لأشياء جديدة غير موجودة في النص .. دائما اخبرهم أنني آخذ منهم لأعيد لهم . س. أجبته مؤكده ...فعلا ففي فيلم خارج التغطية فايز قزق كان بالنسبة لي هو فايز قزق الإنسان الذي اعرفه هو أيضا يقول هذا الكلام ، عبد اللطيف عبد الحميد وضعني أمام مهمة صعبة جدا ، وهي أن لا امثل بل أن أكون فايز قزق . س. ماذا بعد أيام الضجر ؟ كل ما قدمته حتى الآن وهذا ليس تواضعا بل حقيقة ،أراه قليلا و أمنيتي أن يمد الله في عمري لأنفذ الأفكار المكتوبة لدي أو التي تدور برأسي. حاليا أنا بصدد الكتابة لعمل تدور أحداثه في مدينة دمشق ، تتطرق لحكايات الحب ، قصص حب قصيرة ضمن فيلم طويل حول أشخاص نمر بجانبهم ونراهم يوميا ولكننا لا ننتبه لهم ، وسيكون مع الأستاذ هيثم حقي لـ "قناة اوربيت " في الختام وددت لو أن اللقاء طال أكثر لان ما لدى عبد اللطيف المخرج والكاتب والإنسان يفوق التوقع ولكنني اخترت انهي لقائي هذا بابتسامة منه على أمل أن ألقاه قريبا في مهرجان دمشق السينمائي 16 لمى طيارة / مجلة الازمنة 24/8/2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق