الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

المأساة السورية




بقلم / هشام لاشين
الشبيحة هو الإسم السائد في سوريا الأن وهو يعادل كلمة البلطجية في مصر وإن كانت كلمة الشبيحة كلمة موجودة في القاموس المصري إبان الستينات وماقبلها ثم هجرت بعد ذلك ولأننا لسنا هنا بصدد تعريف الكلمة التي صارت معروفة للجميع إلا أن الحكايات التي سمعتها من الأخوة السوريين النازحين من جحيم الاسد وميليشياته خلال الاسبوع الماضي في مدينة السادس من أكتوبر حيث يوجد تقريبا نصف عدد الفارين من سوريا إلي مصر يندي لها الجبين وتكشف عن دموية حزب البعث ذو التاريخ المشين في سوريا والعراق سابقا وحتي الأن.. هناك حالات ذبح وإغتصاب يومية لايمكن تصورها. لاحرمة لدم أو مواطنة أو أعراض أو أموال.. الأطفال يقتلون كل لحظة لدرجة دفعت أحد الأمهات لكي تروي لي والدموع تملأ عينيها كيف قتل زوجها علي أيدي الشبيحة وزبانية الاسد وعيونه المنتشرة وجواسيسه الذين لايعرفون ملة أو حرمانية غير الولاء بالدولار.. فقد إنهارت قيمة الليرة السورية تماما وصارت كالدينار العراقي وقت دخول الأمريكان ووقت الحصار السابق له.. قالت لي المرأة.. علي باب الحارة في منطقة الحجر الموجودة بالعاصمة ينتشر البلطجية والقتلة ولايتركون الأطفال وحين قررنا الهروب من القصف والجحيم قتلوا زوجي ونفدت بأولادي وإبنتي الوحيدة خوفا من القتل والإغتصاب.. وروت لي سيدة أخري عن وصول الجيش الحر لبعض ربوع دمشق وريفه أيضا ولكن بعد قصف وترويع وقتل للأطفال وأن محاكمات تجري للشبيحة في هذه المناطق ويتم القصاص علي أبواب الحواري والشوارع هناك دون رحمة.. وروت لي ثالثة عن مأساة تتلخص في قيام حرب عرقية غير معلنة ممن ينتمون للشيعة ضد السنة وأن الإغتصاب وإنتهاك الأعراض منتشر علي يد هؤلاء بينما تجري حرب تصفية جسدية ممن يعتبرون أنفسهم من العلويين ضد عرقيات أخري وأن الطائفية والميلشيات يحكمان سوريا الأن. وقد نجت ببناتها بأعجوبة من هذا الجحيم.. في حين روي لي الطبيب المسئول عن جبهة الإغاثة المصرية للأخوة السوريين بأكتوبر وجها أخر لمأساة الفارين من المعاناة حيث لايستطيعون إغاثة كل المنكوبين بحكم ضعف الإمكانات قبل أن تنضم مؤسسة واحد من الناس برئاسة الدكتور عمرو الليثي لإغاثة الملهوفين من أشقائنا ولكن الأمر لازال يحتاج لمزيد من التبرعات حيث ماتت سيدة وإبنتها من البرد الأسبوع الماضي لعدم وجود غطاء أو مرتبة يناما عليها في شقة علي البلاط ولأنهما لم يعرفا طريق جبهة الإغاثة وربما لأنه تنطبق عليهما الاية الكريمة (تحسبهم أغنياء من كثرة التعفف).. أما الأدوية فكما يروي لي الدكتور إبراهيم فهي مطلوبة بكثرة خصوصا أدوية السعال والبرد للأطفال والأنسولين الذي لايتوفر مع كثرة الحاجة إليه.. أما التبرعات الخاصة بالمساكن للفارين فهي لاتكفي عشر حالات من حوالي ألف حالة تحتاج بالفعل للمسكن ناهيك عن الغذاء ..ولازلت أذكر حالة الفرحة العارمة التي إنتابت العاملين بجبهة الإغاثة وبالأشقاء السوريين في أكتوبر حين وصول كمية من البطاطين في هذا لالبرد القارص لاسيما في أكتوبر التي تقل فيها درجة الحرارة عن القاهرة وشاهدت حالة من الإمتنان والسعادة من أخوتنا لكل شيئ مصري.. فرغم مشاكلنا المركبة والمرحلة الحرجة التي نمر بها لكن لازالت مصر هي حضن العرب والعروبة ولازالت قوافل الخير موجودة في كل مكان ولازال شبابا مثل إبراهيم وحسام ورامي وغيرهم في هذه الجبهة وغيرها يستمتنعون بالنوم علي مراتب متواضعة في هذا البرد وسط مقر قاموا بطلاءه وبلاطه بأنفسهم مقابل إسعاد أخرين في أشد الحاجة حيث بشر الله الذين هاجروا وهجروا وقاتلوا وقتلوا في سبيله بالثواب العظيم والجنة. مثلما بشر القائم علي أمرهم وكفالتهم وحمايتهم ..فمن قتل مسلما فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياهم فكأنما أحيا الناس جميعا   تم النشر بجريدة الخميسحياه فكأنما أحيا الناس جميعا!!!!

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

ربيع الخير


بقلم/ هشام لاشين
رغم الإحباطات العديدة التي تحاصرنا  في فترة مابعد نجاح الثورة المصرية في ظل ربيع عربي قادم رغم أنف المتأمرين إلا أن شعاعا رائعا يطل من بين ثنايا هذه المحاولات لهدم النصر الكبير.. ففي النفق المظلم اشرق ربيعا من نوع أخر .. ربيعا للخير المفتوح والتضامن الممتد مع أخوة عرب يواصلون نضالهم لكسر الليل الحالك في سوريا .. فخلال جولة مستفيضة في مدينة السادس من أكتوبر علي وجه الخصوص وفي القاهرة عموما شاهدت فيضا من نهر هذا الخير عبر مجموعة من الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني التي لاتبغي إلا وجه الله سبحانه وتعالي دون إنتظار لتمويل مشبوه يدفع للخراب أو مكاسب زائلة نحو الكرسي الذي لايدوم.. رأيت في أكتوبر جبهة للإغاثة المصرية لدعم اللاجئين السوريين يديرها طبيب إمتياز شاب بعد تفويضه من جمعية (مصر أولا) كل مهمته جمع التبرعات العينية لتقديمها للأخوة السوريين المهجرين والذين أجمعوا أن مصر هي الوحيدة التي منحتهم الدخول والعمل دون حبسهم في خيام علي الحدود.. الطبيب الشاب إسمه إبراهيم ومعه مهندس شاب إسمه حسام .. الشابين ومعهما كتيبة صغيرة من المتطوعين قاموا بتأجير دور أرضي في أكتوبر علي المحارة ودون بلاط وبدأوا في طلاء المكان بأنفسهم وبياضه وفرشه من جيبهم الخاص وناموا فيه بعد أن واصلوا الليل بالنهار لتقديم المعونات من بطاطين ومراتب وأطعمة بل وساهموا في إسكان الأخوة النازحين مثلما ساهموا في تشغيل بعضهم من الشباب دون إنتظار شكر أو أجر.. المشكلة الوحيدة التي قالها لي إبراهيم أنهم بحاجة لمراتب وسخانات بسبب العجز في هذه المعونات والبرد القارس خصوصا في أكتوبر بإعتبارها مرتفعا وهو مايشكو منه الأخوة النازحين وقد تفضل الدكتور عمرو الليثي بعد إبلاغه بحل هذه المشكلة عبر ينبوع أخر للخير والتكافل في مصر أسسه هذا الرجل وهو مؤسسة واحد من الناس..وفي مكان أخر إشتهر بدعم الخير هو مؤسسة الشيخ الحصري رأيت تكافلا مذهلا مع الأخوة السوريين إستكمالا للخير الذي يجري لدعم المحتاجين في مصر وكفالة اليتيم ومشروعات البر والتعليم ودعم زواج الفتيات.. والمؤسسة خلية نحل منحتها الحاجة ياسمين الحصري كل ماتملك من حب ومال والأستفادة من تبرعات أهل الخير ليخرج هذا الكيان الخيري الخارق للنور.. وعلي مستوي الأفراد قابلت الدكتورة راوية .. أستاذة الاثار بجامعة القاهرة.. سيدة رائعة تبنت عمل الخير ومنحته كل وقتها وحياتها فركزت علي مشروع تزويج الفتيات والسيدات المطلقات والأرامل بعد إن إكتشفت من خلال الدروس التي تعطيها شكاوي عديدة بسبب العنوسة  أو عدم وجود عائل أو ظروف إجتماعية وحتي تنأي بنفسها وبمشروعها عن المزايدة أو الإستغلال تقوم بمساعدة مجموعة بعمل البحث الإجتماعي والدراسة لكل حالة قبل أن تجري التوافق بين الجادين والجادات في هذا الصدد وهو نفس المشروع الذي تقوم به الأن العديد من الجمعيات الشرعية في أكتوبر ومصر الجديدة والعديد من المؤسسات الدينية والشرعية علي مستوي مصر كلها وقد إلتقيت في شارع هارون بمصر الجديدة بأستاذ في كلية أصول الدين ترك الجامعة وتفرغ ليكون إمام أحد المساجد هناك ليقدم بالإضافة للمسجد الدعم العيني والعملي للأخوة السوريين النازحين ورأيته يقدم فرص عمل بضعف الثمن للعامل السوري بالإضافة لتيسير فرش الشقة عبر رجال البر والخير الذين يعرفهم شخصيا  ومنهم رجال أعمال في مدينة العبور.. وفي ربوع مصر كلها الأن تقدم المساعدات والإحتضان الكامل للأخوة السوريين ليتأكد أن مصر كانت ولازالت هي قلب هذه الأمة النابض ومهد العروبة والقومية والخير وقد اعترف لي العديد من الأخوة والاصدقاء في سوريا الحبيبة بأن مايشاهدونه من الموقف المصري يبدو مفاجأة للكثيرين فالمحن تكشف المعادن..وإن كان يبدو طبيعيا لمن يعرف مصر جيدا.. وقد أكد رسولنا الكريم أن الخير فيه وفي أمته حتي قيام الساعة.. ويبدو أن هذه المقولة تتحقق علي أعلي مستوي في مصر التي إختصها الله سبحانه وتعالي في لوحه المحفوظ.. فرغم كل الإحباطات إلا أن ربيعا مصريا أخر يشرق الأن بشمس الخير الحب والتكافل في أروع صورة! نشرت بجريدة الخميس

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

تطهير مصر ضرورة لا بد منها




بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب مستقل – 13-12-2012م
قال احد قادة الموساد الصهاينة : لست قلقا من وصول الإسلاميين للسلطة بمصر لأنهم سيعملون ( أي الصهاينة ) على إرباك الأمور هناك ... !
وقال "يحزكيل درور" -أبو الفكر الإستراتيجي الإسرائيلي- : إن مرسي كرئيس منتخَب يمكن أن يقود مصر نحو نهضة تغيِّر موازين القوى القائمة، ويجب منع ذلك بكل قوة ...!
وكتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية : أن لقاءا بمنزل منيب المصري رجل الأعمال الفلسطيني في الرابع من نوفمبر في مدينة نابلس ، جمع بين عمرو موسى المرشح الرئاسي السابق ورجل الأعمال الإسرائيلي رامي ليفي ، وقالت الصحيفة : إنه كان لقاءاً غير عادياَ في مكان غير عادي ، يجمع رجل الأعمال الإسرائيلي نجم حزب الليكود الجديد رامي ليفي ، بالأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى ، في منزل رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري ، وأضافت أنه تم فرض تعتيم إعلامي على اللقاء ، حيث لم يتم دعوة أي من وسائل الإعلام ، فيما تفاجأ منيب المصري وفق وسائل إعلام محلية بوجود تسريبات حول الاجتماع ، مشيراً أنه عمد إلى عدم دعوة وسائل الإعلام ؛ نظراً لحساسية الظروف العامة ...!
وذكر مراسل التليفزيون الإسرائيلي في واشنطن : أن أمريكا تعمل سرًّا وبشكل وثيق مع أوساط قضائية مصرية والمجلس العسكري من أجل تقليص المناورة أمام مرسي! .
ونقلت الإذاعة العبرية عن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق بن إليعازر (صديق مبارك قوله: إن المحكمة الدستورية في مصر باتت أكبر ضمانا لتقليص الأضرار الناجمة عن ثورة 25 يناير"!! .
وقال أمنون أبراموفيتش -المعلق في التليفزيون الإسرائيلي-: "لم يتصور أحد في إسرائيل أن ينبري القضاء المصري تحديدًا لمواجهة صعود الإسلاميين برئاسة مرسي"!
موشيه يعلون -نائب نتنياهو- يقول للإذاعة العبرية: إن المحكمة الدستورية في مصر تقوم بدور عظيم لمنع تثبيت حكم القوى الظلامية (يقصد الإسلامية) بقيادة مرسي! .
وذكرت القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي أن: "إدارة أوباما طمأنت إسرائيل مسبقًا بما ستُقدم عليه الجهات القضائية المصرية ضد مرسي"!! .
وأعلنت الإذاعة العبرية -بحسب نشرة المشهد الإسرائيلي (israeliscene)-أن واشنطن وتل أبيب احتضنتا جلسات عصف ذهني طويلة لمسئولين أمريكيين وإسرائيليين حول سبل محاصرة مرسي".
وقالت صحيفة (كالكيلست) العبرية : تضاعف الصادرات الإسرائيلية لمصر أربع مرات من 12 مليون دولار إلى 46 مليونً في ظل حكم العسكر ...
وما قاله نتنياهو لقادة العالم بحسب التليفزيون الإسرائيلي : إن رفض مرسي الرد على مكالمتي يبرز أهمية حفاظ العسكر على معظم الصلاحيات في مصر! ... فهل بعد هذا البيان من تبيان ؟ ! .
الفريق صاحي خلفان قائد شرطة دبي يعترف في رسالة عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بأن مخطط إنهاء حكم الإخوان والرئيس محمد مرسي سينجح خلال شهرين وقال قائد شرطة دبي : إن الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وكبار قيادات الجماعة يفكرون في الهروب من مصر،وأضاف خلفان عبر حسابه على تويتر: "سيأتيكم خبر فرار المرشد وليس ذلك ببعيد.. بعض جماعات كبار الإخوان يفكرون في الفرار".
ليس من فراغ أن يجتمع معا اثنان وأربعون حزبا رغبة في إجهاض المشروح الحاكم في مصر ، وبذلوا كل شيء من اجل تحقيق مكرهم ، ورفعوا يافطات وشعارات الديمقراطية والمدنية والحداثة والوطنية والكرامة وما شابه ذلك ؛ لعلهم يجمعون أنقاض فشلهم التاريخي، فوزعوا منشورات ونسبوها للجيش المصري كذبًا تدَّعي أنه يساند ثورة الغضب ضد الرئيس مرسي ، وحرضوا الجيش للانقلاب على الشرعية ، ولجؤوا إلى سفك الدماء ، وهجموا على مقرات الحرية والعدالة ، ونشروا الفوضى في كل مكان ... وأصدر المجلس العسكري المصري الحاكم من قبل إعلانا دستوريا فرض فيه وصاية العسكر ، فلم نسمع للقضاء المصري صوتا ، كما أصدر المجلس العسكري بعد ذلك أربع إعلانات دستورية ليكون مجموع الإعلانات الدستورية الصادرة عن المجلس العسكري خمسة ، ولم نسمع صوت هؤلاء المعترضين ، وزور أزلام النظام السابق الانتخابات بشكل فاضح بوجود القضاء المصري ولم نسمع للقضاء المصري صوتا ... من الواضح أنهم يريدون تصفية حساب وإجهاض المشروع الحاكم ...
بات واضحا كل الوضوح ومن خلال تصريحات قادة جبهة الإنقاذ ، أن الأمر مُبيَّت بليل تحت شعارات الديمقراطية والعلمانية والثورية والوطنية والمدنية والكرامة وما إلى ذلك ... بهدف تقويض الحكومة المصرية ، وإفشال مشروعها في البناء والتغيير، يشاركهم في مخططهم الأسود أتباع الحزب الوطني ؛ من أجل العودة إلى حكم مصر مرة أخرى ، مدعومين من شخصيات مصرية وعربية ، ومن أطراف دولية وإقليمية ، واتضحت نواياهم جلية عندما حلوا مجلس الشعب المصري وكانوا في طريقهم إلى حل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية ، وتآمروا للانقلاب على السيد مرسي ؛ فاشتبكوا في الاتحادية محاولين السيطرة على قصر الرئاسة ، في خطة انقلاب واضحة كانت تنوي اقتحام القصر وإعلان بيان بتشكيل مجلس رئاسي بقيادة محمد البرادعي ، ونشر أخبار كاذبة على المواقع الالكترونية والفضائيات حول هروب أسرة الرئيس محمد مرسي إلى قطر ، ثم تتدخل واشنطن مؤيدة وداعمة لهذا الحراك ، وكذلك تنفيذ عمليات حرق ممنهجة لمقر مكتب الإرشاد بالمقطم ، وعددا من مقرات حزب الحرية والعدالة بالمحافظات المصرية ، حيث قاموا بحرق عشرات المقرات ، وكان يتم التجهيز لحرق منزل الرئيس بمحافظة الشرقية ، وإعلان بعض الحركات المعارضة انفصال واستقلال بعض المدن والمحافظات ، وهذا ما تم فعله في الشرقية والسويس بشكل ساخر فاضح مكشوف لا نظير له ... ومن قبل أضرب عمال المترو الذين أعاقوا أكثر من مليون راكب ، كما أضرب الصحفيون والمحاكم وغيرهم ...
ويتخبط قادة المعارضة في مواقفهم ، فتارة يريدون الحوار ، وتارة يعلنون مقاطعتهم ، وتارة مع المشاركة في الاستفتاء على الدستور وتارة ضده ، ويقف قادة المعارضة على منصة التحرير مهددين بأن آليات التصعيد في حالة عدم استجابة مرسي ستكون عديدة ، منها إجبار مرسي على ترك منصبه في الحال، ومنهم من دعا إلى العصيان المدني في جميع أنحاء الجمهورية ، يشاركهم في ذلك مجموعات من الممثلين والراقصين والطبالين والغناجين فهنيئا لك يا مصر ...!! كما أُلقي القبض على ضابط برتبة عقيد في المخابرات الحربية خلال الاشتباكات التي جرت بالإسكندرية وهو يحرض المتظاهرين ويوزع الأموال ، وفي سيارته الخاصة قطعا من الأسلحةّّ!!.كل ما سبق مصحوبا بهبوط حاد في لغة الخطاب وإهانة كبيرة وبذاءات معيبة... وللأسف فإن بعض الإخوة المسيحيين انجروا من ورائهم حين أعلن أحد المتحدثين باسم الكنيسة الأرثوذكسية أنها شاركت بقوة في ميدان التحرير، وكأن تلك الكنيسة في هذه المشاركة تعلن عن نفسها إعلانا يأخذ طابعا ما ....
الشعب المصري اليوم أمام ثورة مضادة يقودها الموساد وأمريكا والصهيونية بهدف القضاء على مكتسبات الشعب المصري ، من بعد أن بزغ فجر الحرية وأفل عهد الطغاة ، وعلى المصريين الحذر كل الحذر مما يحاك ضدهم في الظلام ، فالمؤامرة على مصر كبيرة بدأت بخلق أزمة في الوضع السياسي المصري مرورا بمحاولة الانقلاب وانتهاءً بحل مؤسسة الرئاسة المنتخبة شرعيا – لا سمح الله - بقيادة المهزومين الفاشلين من الرعاع الذين لم يكن لهم صوتا من قبل ، أولئك الذين لا مصلحة لهم في استمرار مسيرة التطور والنهوض التي يلاحظها الجميع اليوم في مصر ...
من هنا فالسياسة علم وفن كما هي مكر ودهاء ، ولها ثمن من الدماء والأرواح فلا يمكن لمشروع نهضوي أن ينجح بدون ثمن ، خاصة في ظل الطابور الخامس من المنافقين دعاة الثورية والوطنية والكرامة الإنسانية و....أصبح الهدف مكشوفا هو إسقاط التوجه السياسي والفكري للمؤسسة المصرية الحاكمة ، من خلال محاولات متكررة من أجل شلل المؤسسات ، ومحاصرة كل إبداع تمهيدا لانهيار الحكومة ، لقد تبين الغث من السمين ، فقد رفعوا من قبل شعار إسقاط الإعلان الدستوري للسيد مرسي ، واليوم أخذوا يطالبون بسقوط النظام ؛ لتتضح الوجوه الكالحة ، فهم يطالبون بإسقاط الإعلان الدستوري ثم بإسقاط التأسيسية ، ثم برحيل مرسي ، ثم بإسقاط النظام ، يرفعون يافطات مكتوب عليها عبارات في منتهى الفظاظة والوقاحة مثل : يا مبارك قول لمرسي الزنزانة بعد الكرسي ...
احذروا يا أبناء مصر الكنانة من رؤوس الأفاعي التي تعيث في مصر فسادا ، فخطورتهم على الأمن القومي لمصر كبيرة ، فهم يريدون الثأر بسبب مادة العزل السياسي للفلول وبسبب محاصرة بعض القضاة من أذناب النظام السابق ؛ ثأرا لامتيازاتهم التي فقدوها حتى لو بحرق مصر كلها ، فمن الطبيعي ألا يعجبهم إصدار إعلان دستوري جديد ، يتضمن إعادة محاكمة رموز النظام السابق حسب قانون حماية الثورة ، وقرارات تعيين نائب عام جديد ، وتحصين اللجنة التأسيسية للدستور ومجلس الشورى ، وتحصين الإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات الصادرة عن رئيس الجمهورية ...لذلك لا مانع لديهم من ضرب الاستقرار في مصر ، وإرهاق الشعب المصري باسم الوطنية والثورية والكرامة ؛ ليترحم الناس على أيام مبارك وأزلامه ، وقد تجسد ذلك من خلال هجومهم على مقرات الشرطة المصرية ، وقتل الأبرياء من المتظاهرين ، وهدم جدار قصر الرئاسة من أجل احتلاله ، ورفع شعارات إسقاط النظام ومحاكمة مرسي ، وحرق المقرات الرسمية .. إنها المؤامرة على الوطن المصري ، وهي مؤامرة واضحة كل الوضوح ، ففرق كبير بين الاحتجاج السلمي وبين التدمير ، ولا مفر أمامكم أيها المصريون الأحرار غير التطهير ، خاصة وأن مصر يعصف بها موجات عاتية من التحديات ، فقد بلغت القروض الأجنبية التي حصلت عليها الحكومة حاليا إلى اثني عشر مليارا من الجنيهات ، بالإضافة إلى خمسة وثلاثين مليارا ورثتها من عهد مبارك الرئيس المخلوع والمجلس العسكري من بعده ، والبورصة المصرية تتعرض لخسائر كبيرة ، والجنيه المصري يتعرض للهبوط ، والغرف التجارية تؤكد تراجع مبيعات أسواق السلع الغذائية ما بين ٢٠ و٣٠%، وانخفاض الأسعار بسبب الأحداث الأخيرة ، كما تتعرض مصر لتركات قاسية بسبب النظام المخلوع ... لكل ما سبق لا بد من تطهير القضاء المصري ، والإعلام المصري ، ومؤسسات الدولة الفاسدة التي تنتمي للنظام السابق ، ولا بد من عودة الأموال المصرية المنهوبة ، ولا بد من تشكيل محكمة ثورية تحاسب كل من لعب بأمن مصر وتلاعب بأهلها ...
وفي النهاية أستحضر هنا ما قاله راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي حيث قال : إن الحركات الإسلامية ستخرج في نهاية الأمر منتصرة في أنحاء العالم العربي عقب فترة انتقالية صعبة ...
وأؤكد هنا مجددا بأنني وطني التوجه -لست إسلامي التوجه- ، وأن ما جاء هنا كلمة حق لا بد منها .
= = = = = = = = = = = = =
للاتصال بالكاتب :
من داخل فلسطين جوال رقم : 9421664
من خارج فلسطين جوال رقم : 00970599421664
tahsen-aboase2010@hotmail.com
tahsen-aboase@hotmail.com

الخميس، 13 ديسمبر 2012

أزمة أخلاق!


بقلم/ هشام لاشين     
علي مدار أكثر من ربع قرن تم تجريف أخلاق الإنسان المصري لتصبح الأزمة الحقيقية التي نعاني منها الأن هي أزمة أخلاق.. ونتج عن تلك الأزمة كارثة إنهيار شامل في كل مناحي حياتنا فالأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.ولذلك لم نعد نحتاج لمليونيات لتطبيق الشريعة بقدر حاجتنا لمليونيات للإنضباط وصحوة الضمير الميت للإنسان المصري.. نحتاج لمليونية إعطاء الطريق حقه وعدم سرقة الشارع من المحلات والمقاهي وسائقي السيارات.. نحتاج لمليونية تجرم السب واللعن في الشوارع وتجرم ترويع الأمنيين بالموتوسيكل الطائر والكلاكس المرعب..والسرعة الجنونية.. نحتاج لمليونية عدم إزعاج الجار ونقل الورش والمحلات من الأحياء السكنية بعد أن صار السكن(من السكون) إنهيار عصبي وإنفلات وعصابات مافيا ترفض إغلاق المحلات مبكرا ليستمر الإزعاج والإنهيار العصبي طول الليل فلاننام ولاننتج ونظل نشكو طول الوقت.. نحتاج لمليونية تصحيح مفاهيم وعودة أخلاق فالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال (جئت لأتمم مكارم الأخلاق) وقد نهنتنا الشريعة السمحة عن التنابذ والتشاحن ونهتنا عن الجشع والطمع والثراء الفاحش وبيع السلعة كل يوم بسعر لأن وزارة التموين نائمة والحكومة في غيبوبة.. وعن ضرورة أن نحب لأخينا مانحب لأنفسنا وأن لانأكل لحم أخوتنا ميتا بالنميمة والشائعات وسب الأعراض..ولو طبقنا القانون الوضعي الموجود بدقة وبدون تجاوزات أو إستثناءات أو بلطجة فسوف نصبح بلدا مثاليا وجنة عرضها السماوات والأرض اعدت للمتقين الذين يخشون الله ولايخشون العسكري او الكرباج أوشرطة المرافق أو التموين..لو منعنا الكلاكسات بمقتضي القانون سوف نقضي علي ترويع الأمنين وعلي شكل من أشكال البلطجة فنكون بذلك قد طبقنا الشريعة.. ولو إشتغلت المحليات بضمير ومعها شرطة المرافق ومنعت التجاوزات والفرش في منتصف الشارع وأتاحت للعجائز والأطفال رصيفا يمشون عليه نكون قد طبقنا الرحمة والإنسانية والقانون الوضعي وبالتالي فقد طبقنا الشريعة التي تطالبنا بإماطة الأذي عن الطريق..لو منعنا إغتصاب الشوارع والبلطجة للمحلات والباعة السريحة الذين يفترشون شوارع المحروسة (سابقا) لطبقنا الشريعة ومنعنا الصراع باسم أكل العيش علي أسنة الرماح..لو منعنا تجار وكالة البلح من إحتلال شارع 26 يوليو نكون قد طبقنا الشريعة وأتحنا إنسيابية المرور وفصلنا الناس عن حرب أهلية يومية بين المارة والسيارات وبين هؤلاء البلطجية..أن الشريعة تدعو إلي الحياة بكرامة وشرف وتحمي الحقوق وتصون الأعراض وتردع من تسول له نفسه للإضرار بالمجتمع ومانعيش فيه الأن ليس سوي التربة الخصبة لإغتصاب الأعراض وإغتصاب الشرع والدين.. وكل مانتمناه تطبيق القانون.. نزول الشرطة للشوارع بجد.. مواجهة البلطجة والتجاوزات بضمير يقظ وشجاعة لاتخشي في الله لومة لائم.. ولو أتينا بمليون شريعة دون وجود جهاز أمن ينفذها فلاقيمة لها.. أن كل مانحتاجه هو إعادة الإنضباط لشوارعنا بقوة القانون الوضعي وليس بالتسامح والطبطبة.. أن المحلات في كل دول العالم تغلق ماقبل العاشرة ولكننا بلد منفلت صار يحمي الهمج باسم أكل العيش وباسم البطالة رغم انه لاعلاقة للبطالة بالسهر صباحي والعكس هو الصحيح.. في الخارج يستيقظون في السادسة صباحا لينتجوا ويعملوا وينهضوا ونحن اعداء انفسنا.. وكلما قالت الحكومة يمين نقول شمال لمجرد أن نثبت فشلها بهدف تصفية الحسابات وهو مايفعله حفنة من البلطجية المدعومين بالفلول والفاشلين في الإنتخابات الاخيرة.. اقلية إغتصبت التحرير وتريد إغتصاب الحصاد الوحيد للثورة حتي الأن وهو الإنتخابات غير المزورة ولو كره الفاشلون والناقمون والحاقدون علي الإسلام في مشارق الوطن ومغاربه .. أن حالنا لن ينصلح إلا بصحوة الضمير وعودة الأخلاق وقيم الدين الحقيقي الذي يدعو للتراحم لاالتزاحم.. للحب لاالكراهية والحقد والحسد.. للهدوء والعمل لاالهرج والمرج والإهمال واللامبالاة. وإستئجار إعلام ليبث الفتنة والخراب عبر إعلاميون لايعرفون الشرف أو الكرامة.. إعلاميون يقبضون الملايين لتخريب وتشويه كل قيمة في حياتنا...نعم نحن بحاجة لتطهير الإعلام ولتطهير القضاء ولتطهير أنفسنا من النجاسة والعمالة والمال الحرام الذي أثقل جيوبنا ونفوسنا وضمائرنا ونحن لانستحي.. أن الثورة الحقيقية التي نحتاجها الأن لاتتعلق بدستور ولكنها تتعلق بالأخلاق التي إنهارت بفعل الطمع والجشع ..ولن ينصلح حالنا بحالة الفوضي السائدة في حياتنا الأن فقد إنتهت الثورة بسفوط مبارك ونظامه وتولي رئيس مدني ديمقراطي.. أما مانراه الأن من بعض الفشلة والبلطجية وعشاق النعيق كالبوم والحاقدين ومغتصبي تحريرنا وكرامتنا بالخرطوش والحنجوري فعمرهم قصير جدا جدا وإلي زوال.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين! فهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله يأبي إلا أن يتم نوره