الخميس، 28 مايو 2009

المخبر خالد يوسف

تعليقا علي مقال خالد يوسف وصلني تعليق يكشف بعض المستور في ظاهرة المخرج خالد يوسف ننشره كما هو وقد أرسله كاتبه بهذا العنوان(المخبر خالد يوسف)!! أستاذ هشام... لقد قال لنا علي ابو شادي بلسانه علنيا و ليس في جلسة خاصة ردا على سؤالنا له العام الماضي في محاضرته لنا في معهد التليفزيون عن مشكلة هي فوضى و مهاجمة خالد يوسف له قال لنا ان خالد يوسف هذا الذي يهاجمه هو الذي تم تحت اشرافه كتابة نهاية الفيلم في امن الدولة فهل هذا فن وهل هذا ناقد و هل هذا مخرج؟؟ اعتقد انه من الأفضل تسميته المخبر خالد يوسف وليس المخرج فعلاقته بالامن وطيدة و كل ما يحدث هو تمثيلية سخيفة كل مرة من اجل اثبات البطولة لخالد من ناحية و تجميل وجه الامن وسماحته بالحرية من جانب آخر. ارجو نشر التعليق محمد اكرم

الجمعة، 22 مايو 2009

هشام لاشين يكتب عن خالد يوسف: ثائر سياسي أم مروج للفاحشة؟؟

يعشق إثارة الجدل مثلما يعشق أضواء الشهرة وميكروفونات منصات النقابات والندوات وشاشات التلفزيون..يعرف من أين تؤكل الكتف وكيف يوظف كل المفردات الاجتماعية والفنية لصالحه الخاص.. ورث عن أستاذه يوسف شاهين الانتهازية وبعض الشعارات الجريئة ضد الدولة والمسئولين مع بعض الشعارات اليسارية البائدة .. مثلما ورث عنه جنون العظمة وبعض الأفكار الرافضة للدين والغيبيات .. يدعو في معظم أفلامه إلي الفوضى والتحريض وتفريغ الكبت الجنسي ويعشق الصدام مع الرقابة ليشتعل حوله الصراع ويتحول لنجم أو زعيم.. تماما مثلما كان يفعل خلف أسوار الجامعة عندما كان طالباً قبل أن يلتحق بالعمل كمساعد وخادم أمين ومنفذ لأفكار وترهات يوسف شاهين وحتي أخر لحظة من حياته. إنه المخرج (خالد يوسف) الذي تطرح مسيرته الفنية والحياتية بعض التساؤلات الهامة حول طموحات هذا المخرج وأهدافه من وراء أعماله الميلودرامية الفاقعة التي تلائم عصر يزخر بالتحولات العنيفة والاضطرابات المدهشة.. بما يمكن معه التساؤل : هل نحن بصدد ثائر سياسي أم مروج للفاحشة في عصر تنفلت فيه الأفكار وتتحول فيه الرقابة من حارس أمين علي قيم المجتمع إلي متساهل في مقابل منافع غامضة؟؟؟ الرقابة: في أعقاب عرض فيلمه الأخير(دكان شحاتة) أقام خالد يوسف مؤتمراً صحفياً راح خلاله يمارس هوايته المعتادة في إستلال سيف البطولة أمام كاميرات التلفزيون وجمهور الإعلام ليكيل الضربات للرقابة علي المصنفات الفنية ويتحدث بكلمات ثورية كبيرة عن الصراع الاجتماعي..وقال بالحرف "دائما ستكون هناك مشكله مابين الرقابه والابداع لان الابداع قائم على الحلم والحرية ولايجوز ان نطبق الرقابه على أحلامنا فتجد نفسك فى الحلم مطلوب منك ان تحلم بجزء وتترك الاخر) ويضيف قائلاَ: و(نحن فى هذا العصر الذى نباهى فيه بالحرية والديمقراطية لااعرف لماذا تصبح الرقابه على الاعمال السينمائيه رقابه متشدده على عكس الرقابه التى تمارس على وسائل الاعلام الاخرى والاخطر هوتدخل جهات اخرى غير الرقابه رغم ان القانون لايعطى اى جهة غير الرقابه على المصنفات الفنيه حق المنح او المنع فى الاعمال السينمائيه (يقصد جهات أمنية أحال لها الرقيب علي أبو شادي الأمر حتى لايغضبون عليه ويفقد منصبه) وهنا يواصل حديثه قائلاَ( ومع كامل احترامى لكل الجهات السيادية التى تدخلت فليس من مهامها ان تراقب فيلم سينمائى بل لديها مهام اخطر بكثير تتعلق بالامن القومى لمصر ولا اخفي عليكم أصبح حلمي الآن أن اصحو من نومي يوما لأجدهم قد الغوا الرقابه وتركوا الابداع امانه بين يدى ضمير المبدعين ووجدان الناس " ولاندري أي ضمير هذا بعد كل مانراه من مشاهد خارقة للتقاليد في أفلامنا. كلاشيهات: المهم أن التعليق الذي قام به المخرج كان بسبب مشهد يحذر من الصراع بين الشعب والشرطة بحلول العام 2013 إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه كما يحذر المصريين من الفوضى الشاملة .. وهو يشبه تماما مشهد قدمه المخرج في أخر فيلمه قدمه أستاذه يوسف شاهين ووضع اسمه بجواره علي التترات وهو فيلم (هي فوضي).. بل هو مشهد يشبه مشاهد عديدة في سياق أفلام أخري لنفس المخرج وقبله أستاذه فهي كلاشيهات محفوظة .. لدرجة أن خالد يوسف قال نفس الكلمات في أعقاب عرض فيلم هي فوضي في الكويت منذ عامين حيث قال (ان التغيير ان حصل لن يكون سلميا، ولكن من دون عنف، بل عن طريق العصيان المدني ووقفة الجمهور يدا واحدة من أجل هذا التغيير) .. وهي كلمات تبدو في ظاهرها بمثابة التعبير عن موقف لثائر سياسي أو مناهض لأفكار راديكالية .. وإن كانت لاتكفي لتفسير استخدامه الشعبي الجارح للمشاهد الجنسية والألفاظ السوقية المتناثرة في كل أفلامه تقريبا مع بعض الاستثناءات .. وهو مايذكرنا برفضه لمصطلح السينما النظيفة الذي ساد في بداية هذا العقد علي يد جيل من السينمائيين الشباب وهو مااستفزه لدرجة أنه أعلن رفضه بوضوح لهذا المصطلح وهذه السينما بل وقدم بالفعل رداَ مغايراَ وعمليا بأفلام تطرح الشذوذ الجنسي تحت حجة التعبير عن واقع اجتماعي وتحت دعوي ألا ندفن رؤوسنا في الرمال كما فعل في( حين ميسرة) مثلاَ.. فهي إذن السينما القذرة المشبعة بالجرأة اللفظية والحسية تحت دعاوي ليبرالية. شهيد الرقابة: ومن الطبيعي هنا إذن أن تصبح الرقابة هاجساَ مؤرقاً.. حتى وأن كانت الحقيقة هي عدم اعتراض الرقابة علي التجاوزات الأخلاقية التي تصنعها الأفلام حاليا وإن كانت اعتراضاتها تنصب فقط علي مسائل سياسية وهو مادفع مخرجنا لاستغلال مواقف هذه الرقابة من الناحية الظاهرية لترويج بطولات زائفة.. فقد فعلها في فيلم (زواج بقرار جمهوري) وادعي أن الرقابة وقتها ترفض ظهور صورة السيد رئيس الجمهورية ..وراح يكيل الاتهامات ويصنع الدعاية بناءا علي هذا الخبر الوهمي الذي ردده وحده وأرسله لأجهزة الإعلام ولم يكن شيئا من هذا قد حدث.. فقد اتضح أن الرقابة لاتعرف شيئا عن هذا الموضوع وهو ماأكده لي وقتها الدكتور مدكور ثابت وقت أن كان رئيسا للرقابة.. وذكر لي وقتها تمرس بعض السينمائيين في استخدام أسلوب شهداء الرقابة بهدف الدعاية وإكتساب أنصار في قضايا وهمية وبهدف بطولات مصطنعة.. وقد كرر خالد يوسف هذا الإسلوب في معظم أفلامه. خلط الأوراق: أما المزايدة وخلط الأوراق فحدث ولاحرج .. ففي فيلم مثل (عايز حقي) لعب علي مشاكل اجتماعية هامة بإسلوب الرقص علي الحبال فالقضية الرئيسية للفيلم هي حق كل مواطن في أرض مصر واستيلاء الحكومة علي مقدراته دون أن تترك له حتى الفتات.. لكنه انقلب في نهاية الفيلم علي هذه القضية الجوهرية وهي حق كل مواطن في أرضه ليتجه بالتخويف من استيلاء إسرائيل علي هذه الأرض استغلالا للموقف.. وهو بذلك يمنح شرعية لسلب حقوق المواطنين بعد أن أوهمهم أنه الثائر لأجلهم..وفي فيلم مثل (ويجا) يكرس للدجل ويبيع الوهم .. بينما يفرط في الميلودراما الإنسانية في (أنت عمري) ويدافع عن العنف والإرهاب ويسب ضحايا العشوائيات في فيلم (حين ميسرة) بعد أن يوصم مجتمع الفقراء بكل أسباب الانحراف مدعياً أنه يتحدث باسمهم ويدافع عنهم.. وفي (الريس عمر حرب) يمكنك أن تلمح تكريس العنف الجنسي والشذوذ دون أدني مواربة أو خجل وأن تشتم رائحة التجاوز الديني الذي اشتهر به أستاذه شاهين الذي ظهر ذات مرة علي الفضائيات ليعلن أنه لايؤمن بالحساب والجنة والنار في الآخرة.. وهذه حقائق مسجلة وليس إفتراءاَ أو دعوة للتكفير.. فشاهين الآن بين يدي الله وهو الوحيد سبحانه وتعالي القادر علي محاسبته. ذكاء مذهل: أما ذكاء خالد يوسف فلايمكن لأحد سوي أن يحسده عليه سواءاَ علي المستوي الاجتماعي أو الفني.. فهو الوحيد الذي سمح له شاهين بأن يضع اسمه بجواره وأن يثق فيه لمدة ربع قرن تقريبا.. وهو الوحيد الذي استطاع إقناع هيفاء وهبي بالتمثيل ليروج فيلمه الأخير.. وهو الوحيد الذي لديه كارت بلانش من واحدة من أكبر شركات الإنتاج في مصر لصاحبها كامل أبو علي قبل أن يتحالف الأخير مع ساو يرس في شركة إنتاج جديدة كان باكورة أعملها فيلم (دكان شحاتة) لخالد يوسف أيضاَ.. وهو الوحيد الذي إنفرد بإعادة مشاهد العري والجنس والشذوذ للسينما المصرية ليتبعه آخرون بعد ذلك فنجح بهذا في القضاء علي أخر معاقل السينما النظيفة ولتشهد المرحلة الحالية تياراً قادماً يختمر بقوة الآن يقوم علي ترويج كل ماهو قبيح ويدعو للفوضى تحت ستار عولمة غاشمة ورقابة لاتخشي إلا البطش السياسي.. بينما تبدو الساحة ممهدة للفوضى الكاملة .. وإن كانت من نوع أخر غير الذي يحذر منه خالد يوسف...!!!!