الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

حنين البحريني.. وشجن جديد







بقلم/هشام لاشين
 
جاء عرض الفيلم البحريني بدورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الاخير ليكشف عن جرأة واضحة في معالجة قضية حساسة تمس كل بيت بحريني لاسيما في الأعوام الأخيرة وهي قضية العرقيات وتحديدا قطبي الأمة من السنة والشيعة والخلاف المصطنع بينهما .. الفيلم هو بالطبع (حنين) للمخرج البحريني الشاب حسين الحليبي وهو ثاني تجربة روائية له بعد فيلم (4 بنات) ، وهومن تمثيل، مريم زيمان، وهيفاء حسين، وعلي الغرير، والمطرب خالد فؤاد، وياسر القرمزي، ومجموعة من الفنانين.

وقد عرض الفيلم مسبوقا بضجة نقدية صاحبت عرضه في مهرجان الخليج الماضي بالإضافة للعرض المحلي بصالات البحرين نفسها .. فقد أثني معظم من كتبوا عن الفيلم علي جرأته  في التطرق لقضية الطائفية وتداعياتها في البحرين، وهي جرأة غير معهودة في السينما العربية، إلا أنهم في المقابل عبروا عن استيائهم الشديد من الفيلم ليس لمستواه الفني وحسب، لكن لما قدمه من نقل غير دقيق للمشهد البحريني الشيعي – السني ولما تسبب فيه من تشويه لواقع الشعب البحريني وتاريخه الحديث.. هكذا بدت الصورة قبل العرض في القاهرة.. والفيلم يحكي عن  "عائلتين أحدهما سنية والأخرى شيعية تجتمعا في بيت واحد ، بسبب  زواج  الأب والأم  بعد  ترملهما، وتجري القصة وسط سلسلة أحداث عاشتها البحرين في الفترة من1982 حتى 2000.والعلاقة التي تربط أبناء كل منهما بعضهما ببعض.

وفي الندوة التي أعقبت عرض الفيلم وكان لي شرف إدارتها.. قمت بالإشادة بالمشهد السينمائي في البحرين ليس باعتباره فقط رائدا في منطقة الخليج ولكن لوجود أسماء حريصة علي النهوض بصناعة السينما هناك مثل بسام الذوادي وحسن حداد وغيرهما  .. واعتبرت الفيلم جريئا بالفعل وشاعريا أيضا رغم بعض الهنات وعدم تماسك السيناريو الذي كتبه خالد الرويعي .. أما المخرج والذي حضر الندوة أيضا فقد علق علي وجود "صورة جمال عبد الناصر وبأنها  مازالت موجودة في كل بيت في البحرين لأنها ترمز للوحدة العربية، ولا يستطيع أحد أن ينكر دور عبد الناصر في المجتمع العربي والمنطقة ككل ..وقال أن هناك مشكلة صناعة سينما في الخليج فلا يوجد هناك أي دعم من الحكومات  لكي تخرج الأفلام بالشكل اللائق إلا في ظروف نادرة مثلما حدث في الفيلم الإماراتي "أهل الحي". مشيرا إلي أنه من الصعب أن نجد إنتاج خليجي خاص وذلك بسبب ضعف التوزيع سواء في دور العرض الخليجية أو حتى في الخارج نظرا لإقبال الجمهور الخليجي علي الأفلام الأجنبية  فالأفلام الخليجية وأيضا الأفلام المصرية لم تعد تجد نفس الاهتمام الذي يعتقده الناس كما كان في الماضي ـ علي حد تعبير المخرج ـ، وعن الطريقة المباشرة التي عرض بها المخرج قضية الفيلم قال أنه حاول تقديم فيلم يفهمه جميع أفراد الجمهور العادي لأنه يحاول حاليا  بناء قاعدة جماهيرية للفيلم البحريني لدي الجمهور العربي لذا فمن الصعب وضع الأشياء في صور رمزية قد لا يفهمها الكثيرون .
أما عن سبب ظهور بعض المشاهد الخاصة بمصر وحبه لها قال ":أنا وجميع البحرينيين وخصوصا جيل الشباب يكنون حبا  عميقا لمصر بسبب وجود العديد من المدرسين المصريين هناك ".. ونحن بدورنا نؤكد علي هذا الحب المتبادل بين الشعب المصري والبحرين.. وهو الحب الذي دعمه بالنسبة لي الفترة التي قضيتها بهذا البلد الودود والذي يحمل شجنا وحنينا خاصا جدا لكاتب هذه السطور.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق