الجمعة، 16 يناير 2009

فيديو لمذبحة أطفال غزة

الأربعاء، 14 يناير 2009

أحمد عاطف يكتب عن (السينما الفلسطينية .. وتوثيق تاريخ الألم)

تبدو فلسطين عبر التاريخ كجسد طويل ممتد يلاحقه الزمن بالطعنات‏,‏ ويأبي الجسد إلا ان يكمل رحلته بالصمود‏,‏ أو كما يقول شاعر فلسطين الواعد تميم البرغوثي في قصيدته الأخيرة بيان عسكري أيها الموت‏..‏خف انت‏,‏ نحن هنا لم نعد خائفين ربما لايعرف الكثيرون ان السينما الفلسطينية يبلغ عمرها العام المقبل خمسة وسبعين عاما فأول فيلم اخرجه فلسطيني كان عام‏1935‏ حيث يعتبر إبراهيم حسن سرحان هو رائد السينما الفلسطينية‏.‏ وكان المخرج والمؤرخ الفلسطيني قاسم حول قد أجري مع سرحان حوارا عام‏1976‏ تحدث فيه عن أفلامه الأولي وتأسيسه استوديو فلسطين‏,‏ ويذكر حسان أبو غنيمة في كتابه فلسطين والعين السينمائية رائد فلسطينيا آخر هو أحمد حلمي الكيلاني الذي درس في القاهرة الإخراج والتصوير قبل ان يعود لبلاده ليؤسس الشركة العربية لإنتاج الأفلام السينمائية عام‏1945‏ لكن يظل أول فيلم روائي فلسطيني هو حلم ليلة اخراج صلاح الدين بدرخان عام‏1946.‏ ومن رواد السينما الفلسطينية ايضا محمد صالح الكيالي الذي درس السينما بإيطاليا ثم عاد لفلسطين ليقوم بإخراج فيلم عن القضية الفلسطينية عام‏1947‏ بعنوان أرض السلام من إنتاج جامعة الدول العربية‏,‏ ويقول تيسير خلف في كتابه المهم والاستثنائي دليل الفيلم الفلسطيني أن النكبة وضعت حدا لكل المحاولات التي هدفت الي إنشاء صناعة سينمائية فلسطينية‏,‏ وفرضت واقعا جديدا أفرز نمطا من السينما الصهيونية التي ظهرت بأمريكا وأوروبا منذ بدايات القرن والتي تظهر فلسطين كأرض بلا شعب‏.‏ ثم عادت السينما الفلسطينية للظهور مرة أخري مع بدايات الكفاح المسلح عام‏1967‏ عبر وحدة أفلام فتح التي أشرف عليها المخرج مصطفي أبوعلي‏..‏ فكانت السينما آنذاك إلي جانب البندقية‏,‏ لذا لم يكن غريبا أن يكون من بين شهداء معركة عنيطورة عام‏1976‏ المصور السينمائي هاني جوهرية‏,‏ ولاحقا أستشهد المصورا عمر مختار ومطيع إبراهيم أثناء تصويرهما الإجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام‏1978.‏ وفي عام‏1973‏ تأسست جماعة السينما الفلسطينية وأنتجت فيلما وحيدا هو مشاهد من الاحتلال في غزة‏..‏ ثم قام قاسم حول بإخراج أول فيلم روائي تنتجه الثورة الفلسطينية هو عائد إلي حيفا‏..‏ ومع بدء اندثار موجة الأفلام الثورية ذات الطابع المباشر‏,‏ بدأت تولد من جديد موجة جديدة حفر خطاها الأولي المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي بعد دراسته الاخراج السينمائي ببلجيكا‏..‏ ونقل الكاميرا من معسكرات الفدائيين إلي داخل البيوت الفلسطينية تحت الاحتلال‏..‏ ثم بدأت تتوالي اجيال السينمائيين الفلسطينيين حتي العصر الحالي وأميرهم مي المصري‏,‏ ليالي بدر‏,‏ عزة الحسن‏,‏ نزار حسن‏,‏ عمر القطان‏,‏ علي نصار وصبحي الزبيدي‏..‏ لكن يظل الثالوث رشيد مشهراوي وإليا سليمان وهاني أبوأسعد‏..‏ هم الذين جعلوا للسينما الفلسطينية مكانة مميزة في سينما العالم بوجودهم في كل مهرجانات العالم الكبري‏,‏ ووصل الأمر بأبوأسعد ليرشح للأوسكار‏..‏ ويصبح من مخرجي هوليوود بعد فيلمه الجنة الآن‏.‏ لم يترك السينمائيون الفلسطينيون شاردة أو واردة في حياة شعبهم إلا وقدموها في أفلامهم‏..‏ من مخيمات اللاجئين‏..‏ للعلاقات بين الرجل والمرأة‏..‏ للبحث عن الهوية الفلسطينية‏..‏ لوحشية المحتل الإسرائيلي ومذابحه‏..‏ لحماية التراث والتاريخ الفلسطيني‏..‏ أكثر من ثلاثمائة فيلم روائي وتسجيلي قدمهما أكثر من‏65‏ مخرجا طوال تاريخ السينما الفلسطينية كسلاح مقاومة غير مستهان به في مواجهة الاحتلال‏,‏ ولهذا يحارب الاحتلال الصهيوني السينما الفلسطينية بأكثر من وسيلة ومنها سرقة الجيش الإسرائيلي أرشيف الثورة الفلسطينية ومنها الأفلام عام‏1982,‏ بعد أن سطت قوات شارون علي مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير ببيروت‏..‏ ولهذا ففي الوقت الذي نحيي فيه صمود المقاومة الفلسطينية‏..‏ لابد لنا ألا ننسي السينمائيين الفلسطينيين الذين يكافحون هم أيضا لحماية شعبهم وأرضهم‏.‏.... نقلاً عن جريدة الأهرام 14 يناير 2009

الأحد، 11 يناير 2009

عادل إمام.. سفير أنظمة النوايا السيئة!!

حمّل الفنان عادل إمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومقتل المدنيين فيها، وسخر من المظاهرات التي تجوب أرجاء العالم منددة بالهجوم ومناصرة لأهالي غزة..وقال في مقابلة مع صحيفة المصري اليوم "حذرت مصر القيادات الفلسطينية من الهجمات الإسرائيلية، لكنها لم تنتبه لذلك وخاضت حربا غير متكافئة، والأفضل أن تتوقف حماس عما تقوم به لأن إسرائيل لن تقابل ما تفعله بالورود".وأضاف إمام الذي أثار ضجة العام الماضي بتأييده توريث الحكم لجمال نجل الرئيس المصري حسني مبارك، أن التظاهرات والإضرابات "تفيد إسرائيل أكثر مما تضرها، لأنها تضر باقتصاد بلادنا".هذا هو نص الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء وهو ماإعتبره البعض مفاجأة ..ربما لأنهم لم يتابعون المسيرة الحقيقية لما يسمونه سفير النوايا الحسنة.. والحقيقة أنه سفيراًً للنوايا السيئة والدليل مسيرة عادل نفسه الفنية والحياتية التي تكشف حقيقة دوره في هدم قيم المجتمع والخروج علي تقاليده وافتقاده لأي حس وطني.. بل لقد لعب ماهو أكثر من ذلك بتأييده للتطبيع مع إسرائيل في أكثر من مناسبة وهجومه المستمر علي الرموز الوطنية والدينية.. وتعالوا نستعرض ببعض الإيجاز مايؤكد هذه الحقيقية....... دور الصعلوك الذى يتمرد على المجتمع ويسخر من كل رموزه ومؤسساته وقيمة وقناعاته وأخلاقياته..تلك هي السمة الشائعة في أغلبية أعمال عادل إمام .. إن لم يكن جميعها.. ولم لا .. الم يبدأها بالسخرية من " بلد الشهادات " .. ثم كرسها بزعيم المشاغبين "بهجت الاباصيرى" الصعلوك الفاشل الذى يتجرأ على قيم التعليم والمجتمع ويسخر من الناظر والمدرس والأب قبل أن يلقى بمواعظه الصادمة في وجوهنا .. ولتبدأ منذ هذه اللحظة رحلة فنية طويلة عبر سلسلة عمال لايخطئ المراقب والمحلل لها دلالات الاختيار فيها لنماذج القاع من " الهلفوت والمتسول واللص والبلطجي والأونطجى والفهلوي والمحلل والمغامر والمخادع والقاتل والمشبوه وصبى العالمة والمولد ومورجان الفاسد وحتي صعلوك (السفارة في العمارة) الذي يطارد النساء ويصادق السفير الإسرائيلي .. وقد تتداخل هذه النماذج أو تتشابه أحيانا .. لكن يظل النمط السلبي المتصعلك هو القاسم المشترك ومن هنا جاءت خطورة نوع الفن الذي يقدمه عادل إمام بكل شعبيته وجماهيريته التى وصلت إلى ذروتها مع سنوات الانفتاح العشوائي فى السبعينات وما بعدها كتعبير ومعادل لثقافة محددة وشرائح بعينها وجدت فى هذا النوع من التعبير متتفساً لأحلامهم وهمومهم .. ولا أبالغ اذا قلت أنهم وجدوا فى هذه النوعية تشريعاً يضفى الحكمة والخفة والغفران لأفعالهم الخارجة عن القانون أصلا .. هكذا وببساطة صار (المشبوه) القادم من( تحت الصفر) ومن (على باب الوزير) .. صاحب (عصابة حمادة وتوتو) والذي عرف( الحب فى الزنزانة) وبين مواخير (الخمسة باب) .. صار هو القدوة والمثل.. فعندما انطلق من( فوق البركان) حاملاً (سيف عنتر) على وجهه قسمات (حنفى الأبهة) صار (المسجل الخطر) صاحب (الرسالة )التى لم يذهب بها( للوالي) وإنما للعامة لينصحهم على طريقة فيلم (المولد) بغسيل الأموال الحرام وبناء جامع أو ماشابه فى النهاية .. هكذا لم يكن عادل إمام سوى " جزيرة الشيطان " التى انفتحت على مصراعيها لتعليم الفهلوة والنشل فى (الأتوبيسات) و(التسول) داخل (صفيح ساخن) .. هو القاتل والضحية .. المظلوم الغلبان الذي ينتقم من ظلم المجتمع بخرق نواميسه والعبث بأفكاره .. المدهش أن هذه الأعمال التى حملت توقيع " كوميديا لعادل إمام " لم تكن كافية .. فبعد أن تجاوزها بمجموعة من الأعمال الخطيرة التى تناقش الفساد الحقيقي فى هذا الوطن من نوعية " الإرهاب والكباب " " اللعب مع الكبار " ، " المنسي " ، " كراكون فى الشارع " ، " حب فى الزنزانة " ، و" الإنسان يعيش مرة واحدة " وإن كان يحشر ألغامه فيها.. يعود مرة أخرى فى " أمير الظلام " ليكرر نفس الإفيهات والسخرية المبتذلة.. ويظهر كعادته ليسخر من مسئول مؤسسة " دار المكفوفين " ويسخر من الضبط والربط " فهو فوضوي ويدعو للفوضى .. وحين يدخل محلاً للملابس الداخلية الحريمى فعليه أن يستعرض قدراته فى العبث بكل المحرمات .. ويضيف إلى رصيد سخريته فى هذا الفيلم السخرية من السود " المتوحشين " كما قالها بالانجليزية فى الفيلم ..ولا أدرى كيف سمح لنفسه بهذه النظرة العنصرية فى بلد لايفرق دستوره ودينه بين الأبيض والأسود.. ومع ذلك اختاروه سفيراً للنوايا الحسنة.. وهكذا وقع " أمير الصعاليك " فى قمة التناقض .. فكيف نقبل الخطابة حول الحرية والعدل من شخص يعبث بملابس النساء الداخلية ويدخل بالبطلة مراحيض عمومية " رجالي " ويشرب الخمر فى حقنه شرجية .. وكيف يمكن أن نصدق أن " صعلوكاً بهذه المواصفات يمكن أن ينقذ الرئيس من الارهابين فى وصلة خارج السياق يتحول فيها صاحبنا إلى " رامبو " ليردد مرة أخرى نفس المفردات التى عاش عليها كفنان .. إن الناس بإمكانها أن تصدق عادل إمام وهو يقدم فواصل من التهريج ، لكن من باستطاعته ان يصدق ان " أمير الصعاليك " يمكن ان يتحول إلى رامبو أو واعظ يلقى بحكمه حول القيم النبيلة .. وكيف يصبح المستهتر بالطرق الصوفية والموالد والعربات المخصصة للسيدات هو المتحدث الرسمي لعلاج التطرف .. ان الحكمة لا تولد فى المراحيض العامة مثلما لاينشأ الحب وسط مستنقعات الفساد .. ولذلك يصبح من الصعب أن نصدق أي شيء يقوله في السياسة مثلاً.. أولا لأنه في معظم أحاديثه لايبدي أي ثقافة واضحة تكشف عن وعي حقيقي.. كما أن الأفكار التي يكرسها في معظم أعماله لاتحمل وعياً واضحاً تجاه أي قضية .. إذن كيف يصبح سفير مايسمي بالنوايا الحسنة مؤهلاً للحديث في قضية فلسطين مثلاً؟! وهو نفسه الذي سبق وصرح أنه مع التطبيع مع إسرائيل في معرض القاهرة الدولي للكتاب إبان التسعينات قبل أن يعود وينكر ماصرح به.. ومن لايعرف فإن اختيار مايسمون بسفراء النوايا الحسنة يخضع لمعايير كثيرة .. أهمها الموقف السياسي .. وقد سبق وألقي فنان قومي محترم مثل (دريد لحام) جواز سفر النوايا الحسنة في وجوههم في أعقاب مجازر إسرائيل قبل سنوات.. بينما يطل علينا عادل إمام الآن ليهاجم حماس ويعتبرها هي المسئولة عن مجزرة غزة!! تصوروا .. إنه نفس الكلام الرسمي في مصربل وفي أمريكا وإسرائيل!! ألا يبدو ذلك متناغماً مع الفكر الصعلوكي الرسمي لفنان لايعرف سوي اللعب علي حبال السلطة؟! لقد صدق فنان كبير ومثقف مثل عبد العزيز مخيون حين قال إن "عادل إمام نصب نفسه منذ فترة متحدثا باسم نظام مبارك، وهو معروف بولائه للسلطة أيا كان من يرأسها"، ووصفه بأنه "شخص اشتهر بالصدفة في زمن أسود تحكّم فيه السماسرة والتجار بالفن والإبداع"..وأضاف مخيون للجزيرة نت "للأسف هناك أشخاص -ولا أسميهم فنانين- باعوا أنفسهم للحكام وبدؤوا يدافعون عن التواطؤ والتخاذل العربي، وهم يستمدون وجودهم من حجم الخدمات التي يقدمونها لهذه الأنظمة العاجزة، وعادل إمام أكبر مثال على ذلك".صدقت يامخيون..فهكذا هم سفراء النوايا السيئة ومضحكي الزمن الرديء.. مهما هللوا لهم جوقة المطبلين والمنتفعين.. فقد سقطت ورقة التوت في أوحال غزة .. وتعري الجميع .. حتي فناني السلطات الرسمية ومحققي الثروات من تجارة الأعضاء الإنسانية والاخلاقية!!!!!

السبت، 10 يناير 2009

قصيدة تقدموا ( لسميح القاسم)

تقدموا ..تقدموا ..كل سماء فوقكم جهنم ..وكل ارض تحتكم جهنم ..تقدموا ..يموت منا الطفل والشيخ ..ولا يستسلم ..وتسقط الام على ابنائها القتلى ..ولا تستسلم ..تقدموا ..تقدموا ..بناقلات جندكم ..وراجمات حقدكم .وهددوا ..وشردوا ..ويتموا ..وهدموا .لن تكسروا اعماقنا ..لن تهزموا اشواقنا ..نحن القضاء المبرم ..تقدموا ..تقدموا ..طريقكم ورائكم ..وغدكم ورائكم ..وبحركم ورائكم .وبركم ورائكم ..ولم يزل امامنا ..طريقنا ..وغدنا ..وبرنا ..وبحرنا ..وخيرنا ..وشرنا ..فما اللذي يدفعكم ..من جثة لجثة ..وكيف يستدرجكم ..من لوثة للوثة .سفر الجنون المبهم ..تقدموا ..وراء كل حجر ..كف ..وخلف كل عشبة ..حتف .وبعد كل جثة .فخ جميل محكم ..وان نجت ساق ..يظل ساعد ومعصم ..تقدموا ..كل سماء فوقكم جهنم .وكل ارض تحتكم جهنم .تقدوا ..تقدموا ..حرامكم محلل ..حلالكم محرم .تقدموا بشهوة القتل التي تقتلكم .وصوبوا بدقة لا ترحموا .وسددوا للرحم .ان نطفة من دمنا تضطرم .تقدموا كيف اشتهيتم ..واقتلوا ..قاتلكم مبرأ ..قتيلنا متهم .ولم يزل رب الجنود قائما وساهرا .ولم يزل قاضي القضاة المجرم .تقدموا .تقدموا ..لا تفتحوا مدرسة .لاتغلقوا سجنا ..ولاتعتذروا ..لا تحذروا .لاتفهموا ..أولكم ..آخركم .مؤمنكم .كافركم .ودائكم مستحكم .فاسترسلوا واستبسلوا ..واندفعوا وارتفعوا .واصطدموا وارتطموا ..لاخر الشوق اللذي ظل لكم .واخر الحبل اللذي ظل لكم .فكل شوق وله نهاية .وكل حبل وله نهاية .وشمسنا بداية البداية ..لا تسمعوا .لاتفهموا .تقدموا .كل سماء فوقكم جهنم .وكل ارض تحتكم جهنم .تقدموا .تقدموا .لا خوذة الجندي..لا هراوة الشرطي..لا غازكم المسيل للدموع ..غزة تبكينا ..لأنها فينا ..ضراوة الغائب في حنينه الدامي للرجوع .تقدموا ..من شارع لشارع ..من منزل لمنزل ..من جثة لجثة..تقدموا .يصيح كل حجر مغتصب ..تصرخ كل ساحة من غضب ..يضج كل عصب ..الموت لا الركوع ..موت ولا ركوع ..تقدموا ..تقدموا ..ها هو قد تقدم المخيم ..تقدم الجريح ..والذبيح .والثاكل ..والميتم .تقدمت حجارة المنازل .تقدمت بكارة السنابل .تقدم الرضع ..والعجز ..والارامل.تقدمت ابواب جنين ونابلس ..اتت نوافذ القدس ..صلاة الشمس .والبخور والتوابل .تقدمت تقاتل ..تقدمت تقاتل .لا تسمعوا .لا تفهموا .تقدموا .تقدموا .كل سماء فوقكم جهنم ..وكل ارض تحتكم جهنم

الثلاثاء، 6 يناير 2009

شركة أفلام السفلة تقدم.. (النازيون.. والمجزرة)

لن تشاهد فيلماَ أكثر سفالة مما يجري في غزة الآن ..انه فيلم الموسم الذي يحصد حالياً وبجدارة جائزة (السفالة والتواطؤ) من أكبر مهرجان دولي في الكرة الأرضية كما شاهده أكثر من عدة مليارات نسمة بدم بارد في دور عرض مكيفة بالدماء علي شاشات مجهزة بكل أنواع القنابل الذكية والنابالم المحرم دولياً..والعرض مجاني طول الوقت .. انه الفيلم الذي يلخص تاريخ النازية الذي برع فيه مصاصو دماء العصر.. الباحثين دوماً عن الدم ليتغذوا عليه ويترعرعوا..وفي هذا الفيلم المعروض حالياً بإنحطاط منقطع النظير.. لايحتاج الأمر إلي نقاد لتحليل المشاهد الغامضة أو الملتبسة لأن الفيلم واضح وضوح الشمس في لقطاته ومدافعه ومشاهده الموقوتة.. الإضاءة أمريكاني ناصعة.. والديكور دبابات وطائرات وأرض مفروشة بأطفال صغار متناثرين في شكل أشلاء ملطخة ومبتورة..أما الإخراج فرغم رداءته إلا إنه لايخلو من دعم إنتاجي ولوجيستي جعل من المجاميع عناصر مؤثرة ومن حجم التفجيرات والمساجد المهدمة والبيوت التي صارت حطاماً شيئاً مفزعاً لن يضاهيه أكبر أفلام هوليود علي مدي تاريخ السينما والتاريخ ..وقد تغير اسم الفيلم أثناء الإعداد عدة مرات.. ففي البداية كان يسمي(إسكات حماس للأبد) ثم تحول بعد قليل إلي (غزاة الزمن المشئوم) قبل أن يستقر علي( النازيون الجدد والمجزرة).. ورغم أن العنوان لايبدو دقيقاً في استخدامه لكلمة الجدد.. لأن نجومه نازيون متمرسون في تاريخ المجازر من دير ياسين وصابرا وشاتيلا وغيرها الكثير وصولاً إلي محرقة غزة.. إلا أنه يكشف في كل الأحوال عن تواصل تاريخ الفاشيست والنازية من أيام هتلر وموسليني.. وربما قبل ذلك في عهود هولاكو.. أن ماتفعله إسرائيل في غزة الآن ليس في الحقيقة سوي سيناريو قديم متجدد.. سيناريو واحد من أسوأ الأفلام في تاريخ البشرية.. سيناريو مكتوب بدماء ضحاياه من الأطفال والنساء العزل.. وجمهوره من الخانعين والمقهورين والمنبطحين والمتآمرين والمتأمركين والشاذين وفاقدي النخوة والضمير والأخلاق والدين.. أنه أيضاً أسوأ جمهور في تاريخ الشاشات.. بعد أن تحولت صالة السينما إلي ماخور للدعارة والنخاسة وكلما ازداد الضرب والقتل زاد الغنج والاستمتاع والصفير والتصفيق والرقص علي جثث الضحايا.. لقد حصل النازيون الجدد علي تصريح بالقتل بلا هوادة من كلاب ضالة لاتعرف معني الإنسانية أو الشرف.. كلاب باعت نفسها للشيطان وللعروش والكراسي مقابل حفنة دولارات أو شيكلات .. ليس مهماً .. المهم الكروش تنتفخ دون شبع..وفي المقابل تبدو الصورة التي لم يحرص مخرج الفيلم علي إبرازهاًً أكثر إشراقاًً في الجانب الآخر.. نساء يصرخن بقوة وعزم .. لن نستسلم وننظر الشهادة..نعم الشهادة التي لم يفهمها الجبناء والمتنطعين والمتآمرين.. إنها أعزب كلمة لمن لايعرف من الجهلة والكفار والراكعين والحريصين علي الدنيا .. في وسط هذا السيناريو الردئ تظهر بقعة النور والأمل..نعم المقاومة هي الحل.. والاستشهاد غير الانتحار أيها الجبناء ومثقفي الزمن الردئ..ماقيمة الدنيا إذا كانت مغموسة بطعم الذل والخوف وسلام المنبطحين؟ لقد وعي البسطاء الدرس وفهموا مالم يفهمه تجار المفردات الغبية والمرعوبين من سيرة الإسلام والمسلمين .. حتي لو حملوا هوياتهم بهتاناً .. . إن العرض مستمر.. رغم الرداءة والتكرار الذي يعني يلغة السينما ( لونجير).. العقدة وصلت إلي الذروة.. ورغم ذلك لازال الجمهور يحبس الأنفاس في مقاعده منتظراً وهماً لن يأتي أبدا.. السخونة تلهب الماخور.. والرقص مع الذئاب يعلو ويزداد هستيريا ..بينما في خارج الصالة رجال أمن أشداء..يرفضون الخروج قبل نهاية المذبحة.. فلا صلاة ولافتح للحدود ولاستراحة لالتقاط الأنفاس قبل أخر طفل شهيد .. ألم نقل لكم أنه فيلم الموسم؟؟؟!!!!

مشاهد من إنتاج أفلام السفلة

السبت، 3 يناير 2009

صلاح سرميني يكتب عن المهرجان المشبوه بأبو ظبي

خلال العام الحالي 2008احتفت مدنٌ عربية كثيرةٌ بمهرجاناتها السينمائية, وقد تخيّر الأبرز منها الشهور الأخيرة لانعقادها, بدأها مهرجان أبو ظبي بدورته الثانية, وكانت انطلاقته في العام الماضي مثار تساؤلاتٍ كثيرة تتعلق بموعده, والشُبهات التي تحوم حول توجهاته الحقيقية, والمُضمرة التي دفعت إدارته لزجّ المُصطلح الجغرافيّ, والسياسيّ(الشرق الأوسط) مع (الصفة الدولية). وقد تأخرتُ عمداً في الكتابة عن المهرجان, كي أمنح نفسي مسافة كافية تُمكنني بهدوءٍ تحليل جوانب هذه التظاهرة السينمائية المُهمة ـ بلا شكّ ـ إذا حققت بإخلاصٍ, وصدقٍ, وشفافيةٍ أهدافها. ولكنّ ملاحقتي عن بعد لأخبار الدورة الأولى التي انعقدت خلال الفترة من 14 وحتى 19 أكتوبر2007, ومتابعتي الدقيقة عن قربٍ لنشاطات دورتها الثانية التي انعقدت خلال الفترة من 10 وحتى 19أكتوبر 2008(بزيادة 4 أيام عن الدورة الأولى تيّمناً بالمهرجانات العالمية الكُبرى) تجعلني أشكّ كثيراً بمصداقية تلك الأهداف, أو على الأقلّ إمكانية تحقيقها إذا استمر الحال بنفس الغرور, العناد, المُبالغة, التقليد, والمُنافسة العقيمة,...التي طبعت خطابات, وتصريحات إدارته. سوف أحاول التطرّق ما أمكن لكلّ التفاصيل الصغيرة, والكبيرة, الجوهرية, والهامشية, وسوف أبدأها بالاختيار(المُتعمّد) لعنوان المهرجان نفسه الذي أثار في العام الماضي استياءً,ٍ ولغطاً, ومناقشاتٍ مفتوحة, ومُغلقة في الوسط الثقافيّ, والسينمائيّ بشكلٍ خاصّ, ثم أنتقلُ إلى خطاباته, تصريحاته, برمجته, نشراته, دليله الرسمي, كتبه, حلقات بحوثه, ندواته, احتفالياته, ونجومه,..في مجموعةٍ مقالاتٍ, وتقارير تُحلل, وتكشف بأمثلةٍ واضحة الكثير من الأمور, والجوانب المُلتبسة في هيكلية المهرجان, تنظيمه, غاياته, وأهدافه,.... وسوف أدع الآخرين من الصحفيين, والنقاد (الراغبين بالحفاظ على علاقةٍ ودية مع المهرجان بهدف العودة إليه مرةً أخرى) يكتبوا ما يحلو لهم من مقالات المديح, والثناء, ويُدرجوا قوائم الإيجابيات, والإحصائيات, وأترك إدارة المهرجان, ومستشاره, يبتهجون بها حتى قراءة تقاريري (المُزعجة) هذه, وبعد ذلك لهم حرية مناقشة تفاصيلها فيما بينهم, أو إهمالها تماماً, ... تساؤلاتٍ, وشُبهات في لغتنا العربية التي احتفى بها المُنظمّون, وذكّرونا بها مراتٍ, ومراتٍ من خلال خطاباتهم, وكلماتهم الترحيبية, الشفهية, أو المكتوبة, وكأننا توقعنا بأن تكون الصينية هي اللغة الرسمية للمهرجان (وربما تكون إشارةٌ إلى اللغة الإنكليزية المُستخدمة في مهرجانٍ قريب), .. نقول : اسمٌ على مُسمّى. وأيضاً : المكتوب يتضح من عنوانه, ... وهكذا, فإن إلصاق تعبير/ مصطلح (الشرق الأوسط) في عنوان المهرجان ليس بريئاً أبداً, مهما كانت الأعذار, والأسباب, والحجج, ومحاولات الالتفاف, والتمويه (كما حال تخصيص برنامج60 عاماً على تقسيم فلسطين في دورته الثانية). ـ هل تستطيع إدارة المهرجان تقديم سبباً مقنعاً لاختيار هذا العنوان/الاسم ؟ دعونا نتفحص عناوين دزينةٍ من مهرجانات أخرى, عربية, وأجنبية, صغيرة, وكبيرة, محلية, ودولية, متخصصة, وعامة,... وسوف يتضح بأنها تقترن باسم المدينة التي تنعقد فيها, ومن ثم تعكس منهجها, وبرمجتها : ـ مهرجان دبيّ السينمائي الدولي . ـ مهرجان دمشق السينمائي الدولي . ـ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي . ـ مهرجان مراكش السينمائي الدولي . ـ أيام قرطاج السينمائية. ـ .......................... London Film Festival Tokyo International Film Festival Internationales FilmFest Braunschweig ....... بينما تُعلن المهرجانات المُتخصصة عن طبيعتها بوضوح : ـ مهرجان الخليج السينمائي في دبي . ـ مهرجان الفيلم العربي في روتردام . ـ المهرجان الوطني للسينما في الرباط . ـ مهرجان الفيلم المتوسطي القصير في طنجة. ............. Uppsala International Short Film Festival Hollywood International Student Film Festival Internationale Kurzfilmtage Winterthur ..... وتشذ وهران الجزائرية عن المألوف عندما أطلقت عنواناً غريباً على مهرجانها : ـ المهرجان الدولي للفيلم العربي في وهران (ولا أعرف كيف يكون المهرجان دولياً, وعربياً في نفس الوقت ؟ ). ومن الطريف, بأنّ المهرجانات الكُبرى (الواثقة من تاريخها) والتي يحاول مهرجان أبو ظبي(وغيره من المهرجانات العربية) تقليدها, أو الاحتذاء بها,.. قد تخيّرت أسماء/عناوين صغيرة (ودالة), كما حال مهرجان برلين الذي يُدلّع نفسه باسم (Berlinale), واكتفى المهرجان, الأهمّ, والأشهر في كلّ الدنيا باسمه الأقصر (مهرجان كان). وهكذا, ينكشف حالاً التناقض الصريح, والغريب ( وربما التسرّع, والتهور) الذي أقدم عليه مهرجان أبو ظبي في المُزاوجة بين رغبةٍ هوسية بدولية المهرجان, وخصوصية جغرافية شرق أوسطية فضفاضة (وهي مدلولٌ سياسيّ أكثر منه جغرافيّ). ـ إذا كان المهرجان يطمح بأن يكون دولياً (وهي الرغبة الأقرب إلى قلوب المُنظمّين)؟ لماذا ألصق مصطلح (الشرق الأوسط) في عنوانه, والذي يُعيده قسراً إلى منطقةٍ جغرافية محددة؟ ـ هل يبحث المهرجان عن خصوصيةٍ سياسية, وجغرافية سينمائية ؟ لماذا أدخل إذاً (الصفة الدولية) إلى عنوانه ؟ ـ هل ترغب الإدارة بأن يكون المهرجان (دولياً), و(شرق أوسطياً) ؟ كيف يمكن تحقيق ذلك عملياً(وبدون مزايدات إعلامية) ؟ هل أحتاج إلى أمثلةٍ أخرى كي أثبت بأننا لا نختار الأسماء, والعناوين عبثاً, أكانت اسماً شخصياً, شارعاً, شركةً, جمعيةً, لوحةً تشكيلية, روايةً, فيلماً, ..أو حتى مهرجاناً. يمتلك أيّ اسم, وعنوان موقفاً, قصةً, أو حدثاً ما... هل نتصور بأن عربياً عاقلاً يُطلق على ابنه اسم بوش, أو شارون ؟.. فهل من الحكمة إذاً بأن تختار الإدارة تعبير/ مصطلح (الشرق الأوسط), وتلصقه في عنوان مهرجانها, وهو مرتبطُ في أذهاننا برغبةٍ أمريكيةٍ تتخطى تقسيم الدول العربية, فقد تولى الاستعمار القديم تلك المهمّة سابقاً, ولكن, بهدف تأسيس فضاءً جغرافياً, وسياسياً فضفاضاً (كما حال حدود إسرائيل) ينزع عن بلادنا عروبتها. وهل ينكر أحدنا بأن الحديث من جديدٍ عن مفهوم (الشرق الأوسط) هو خطةٌ إمبرياليةٌ لإعادة تقسيم المنطقة بشكلٍ عشوائيّ, وشرذمتها بحجة الأمن, الاستقرار, والديمقراطية, وهي في حقيقة الأمر بغرض إثارة الحروب الأهلية فيها كما حدث في لبنان, ويحدث الآن في أفغانستان, والعراق, وانشغال الأجيال القادمة بحروبٍ طائشة بهدف العودة إلى ما كانت عليه, أو اللجوء إلى تقسيماتٍ أخرى تفتت المنطقة تماماً, وتُعيدها إلى عصورٍ مضت. لقد تخيرت إدارة المهرجان إلصاق هذا التعبير/المُصطلح عن سابق قصدٍ, وتصميم, وهي تعرف تماماً بأنه إشكالي يُثير الاحتجاج, والغضب (لبعض السنوات على الأقلّ). لقد كانت إسرائيل فيما مضى عدواً صهيونياً بغيضاً, كياناً دخيلاً يحتلّ فلسطين بكاملها, وعلى مرّ السنوات, والاتفاقات, والتنازلات, والمُساومات, والمُعاهدات,.. أصبحت دولةً (يتباهى البعض بديمقراطيتها), ولا داعي للانتظار طويلاً كي تتضمّن بعض المهرجانات الأوروبية المُختصة بالسينما العربية أفلاماً إسرائيلية في مسابقاتها (كما حدث في مهرجان فاميك/فرنسا عام 2007). إدارة مهرجان أبو ظبي تتبع نفس الخطة, ولا تنفق كلّ هذه الأموال الباهظة من أجل عيون السينما المحلية, العربية, أو العالمية عبثاً, ولكنها, بالأحرى تسعى لتكريس هذا المُصطلح في استخداماتنا اللغوية الشفهية, أو المكتوبة, وترويض المُعترضين للتصالح معه حتى الاقتناع به تماماً, كما حدث مع عدونا الصهيونيّ في عام 1948 الذي أصبح بعد 60 عاماً دولةً يجب الاعتراف بها, والتعامل معها بسلام في مشرقٍ تسعى الإدارة الأمريكية لنزع عروبته عنه لصالح جغرافيا, وسياسة جديدة . لقد راهنت إدارة المهرجان على المُصطلح لتجعله (علامةً مُسجلة) كما حال المُنتجات الاستهلاكية المُتداولة في الأسواق التجارية, وحاولت الالتفاف على هذا الاختيار بالخداع, أو سياسة الأمر الواقع بهدف إعادة قراءة التاريخ من منظورٍ سلاميّ, واستسلاميّ, .. هذا العام احتفل العالم بذكرى60 عاماً على تأسيس إسرائيل, وبدوره, تخيّر مهرجان أبو ظبي الاحتفال ـ على طريقته ـ بهذه المُناسبة, فأدرج برنامجاً تحت عنوان (60 عاماً على تقسيم فلسطين), وكأنّ فلسطين هي قضية تقسيم, وليست احتلالاً, والأكثر خبثاً, كانت الأفلام من صنع سينمائيين أجانب بحجة الحيادية (وهل هناك حياديةٌ في احتلال ؟). لقد تعمّد المهرجان بأن لا يتخصص بسينمات منطقة جغرافية يُعلن عنها, ويفتقدها في كلّ نشاطاته, وبرمجته, ولإبعاد الشبهات عنه, يُصرّ بهوسٍ مرضيّ على (الصفة الدولية), وكأنها أكثر أهميةً من التفرد بخصوصيةٍ ما كما حال المئات من المهرجانات العالمية التي اكتسبت أهميتها, وتميزها من خلالها . لقد حاول المهرجان في دورته الأولى عرض الفيلم الإسرائيلي (زيارة الفرقة الموسيقية) لمخرجه(Eran Kolirin), وأحجم عن ذلك بسبب ردود الأفعال الغاضبة من الوسط السينمائي, المصري خاصةً. وفي عام 2007, قدم مهرجان السينما العربية في فاميك/فرنسا هذا الفيلم في مسابقته المُخصصة أصلاً للأفلام العربية, وكانت المُفاجأة بأنه حصل على جائزة الصحافة الفرنسية, ولم يثير هذا الأمر تساؤلات السينمائيين العرب, أو الجمهور العربي, أو الفرنسي, وعندما احتجت د.ماجدة واصف ـ مديرة قسم السينما في معهد العالم العربي بباريس ـ, أظهر لها مديره الإيطالي حُسن نيته, ورغبته في التقارب ما بين العرب, وإسرائيل (أيّ رغبةٍ خبيثة هذه !). خلال بعض السنوات القادمة, ربما لن يتهور مهرجان أبو ظبي(مثل مهرجان فاميك), أو يتسرّع في برمجةٍ مشبوهة, إذّ يكفيه ـ حالياً ـ بأن يتردد في أذهاننا اسم المهرجان/ عنوانه, .. وعلى عكس الهدف المُعلن, أو المُضمر, الحالي, أو المُستقبلي الذي تخيرته إدارة المهرجان, فإنني بدوري, سوف أتعمّد في كتاباتي اللاحقة عن هذه التظاهرة/الظاهرة تجاهل هذا المُصطلح, واستخدام العنوان الأكثر ملائمةً لمهرجانٍ يفتخر بعروبته في كلّ خطاباته, ونشراته, وتصريحاته الإعلامية. *** هامش : في عام 1902استخدم الخبير العسكريّ الأمريكيّ (Alfred Mahan) مصطلح (الشرق الأوسط) لأول مرة, وفي عام 2003استخدمت إدارة الرئيس الأمريكي (جورج بوش) مصطلح (الشرق الأوسط الكبير)...ومن المُفيد قراءة حيثياته لمعرفة إلى أيّ حدٍ يُخبئ/ يكشف لنا عن أخطارٍ مستقبلية. "ظبي وود", والبقية تأتي..... يُعتبر "كتالوغ" أيّ مهرجانٍ سينمائي واجهةً, ووثيقةً تاريخيةً له, ودليل مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي في دورته الثانية التي انعقدت خلال الفترة من 10 وحتى 19 أكتوبر 2008 فاخرٌ على قدر الأموال التي أنفقت لإنجازه, ولكنّ هذا الشكل الظاهريّ الواضح يخفي أموراً رُبما لم/ ولن ينتبه إليها أحد, وخاصة كلماته الافتتاحية : تبدأ إحداها بعنوان : " ظبي وود", الوعد بالريادة. وهو عنوانٌ يُصلح لإعلانٍ تجاريّ, أكثر منه سينمائيّ. حسناً, سوف أتجاهل الاستيحاء اللفظي الميكانيكي من هوليوود, وبوليوود, ولكن, من المُفترض بأن تنطلق " ظبي وود" من تاريخ سينمائي حافلٍ, ومزدهر, جماهيريّ, ونخبويّ, وليس من دورةٍ ثانية لمهرجانٍ يبدأ خطواته الأولى في تاريخ المهرجانات, والثقافة السينمائية بشكلٍ عام. الأهمّ, والأخطر, رغبة التماهي مع سينماتٍ كبرى في العالم, الأمريكية, والهندية بالتحديد" متجاهلةً الأهمية القصوى للسينمات الأوروبية", علماً بأن تلك المُصطلحات الشائعة التي تنتهي ب" وود", والمُستخدمة بحكم الأمر الواقع, والعادة, هي نعوتٌ تحقيرية لأنماطٍ معينة من الإنتاج التجاريّ, وهي غير مستحبة, ومكروهة في الأوساط السينمائية نفسها, ويكفي الحديث مع أيّ سينمائيّ أمريكي, أو هنديّ كي يعترض على استخدامها. ومن جهةٍ أخرى, تعدُ الكلمة بالريادة, وبالبحث عن معانيها, نجدها وُفق موسوعة ويكيبديا العربية : " يرجع مفهوم الريادية إلى الإقتصادي Joseph Schumpeter , وبعض الإقتصاديين النمساويين مثل Ludwig von Mises و von Hayek. عرّف Schumpeter الرياديّ, بأنه ذلك الشخص الذي لديه الإرادة, والقدرة لتحويل فكرة جديدة, أو اختراع جديد إلى ابتكار ناجح". أيّ ريادة تطمح إليها " ظبي وود" ؟ أن تكون رائدةً في الإنتاج السينمائيّ, تأسيس مهرجان دوليّ, إنشاء صندوق دعم للسينما, استقطاب النجوم,....؟ كانت المُبادرة الحقيقية الرائدة, تلك التي ظهرت في (المُجمّع الثقافي) عام 2001تحت عنوان " تظاهرة أفلام من الإمارات" , وتحولت في عام 2002 إلى " مسابقة أفلام من الإمارات", وناضل مؤسّسها السينمائي" مسعود أمر الله" في تطويرها لست دوراتٍ متتالية حتى تمّ تهميشها بدءاً من دورتها السابعة في مارس 2008, ومُرشحة للتوقف بعد دورتها الثامنة في أكتوبر 2008(لا يوجد خطأ في كتابة الأرقام, إنها أول مسابقة في التاريخ السينمائي تنعقد مرتيّن في عام واحد). وبمُتابعة قراءة الكلمة الافتتاحية للمهرجان, يتبين لنا بأن الريادة المقصودة هي : " مشروع أبو ظبي الجديد, والخاص بدخول عالم صناعة السينما....". هل دخول عالم صناعة السينما خطوة ريادية تستحق هذا الاحتفاء, أم هي صحوة متأخرة بعد قرنٍ من الزمان ؟. تؤكد الكلمة بأنّ : " الاسم ليس سيئاً على الإطلاق, ومثيلاه العالميان الحاملان لاحقة >وود< يحققان النجاح تلوّ النجاح..." . دعونا نتأكد من حقيقية التسمية أولاً, هل تتضمّن مفهوماً سلبياً, أم إيجابياً ؟ تقول الكلمة : " هوليوود علامة تميز الولايات المتحدة, وثقافتها, وتاريخها, وفنها, بل سياستها...". والصحيح بأنّ هوليوود علامةٌ تميز الإنتاج التجاري للاستوديوهات الكبرى, وهي تتضمّن مفهوماً سلبياً عن السينما الأمريكية لا تقتصر فقط على هذه النوعية النمطية من الأفلام. وإذا تشابهت دولة " الإمارات العربية المتحدة " يوماً مع " الولايات المتحدة ", وثقافتها, وتاريخها, فإنني أتوقع بأن تتحسّر الأجيال القادمة على حياة البداوة التي كان يعيشها أجدادهم قبل أن تتأسّس الدولة, وتدخل عالم المدنية. هل الهدف الأنبل في حاضرنا هو الاحتذاء بسياسة " الولايات المتحدة ", وهي من وجهة معظم سكان الأرض التي تسببت بكوارث, وحروب متتالية منذ نشأتها, وتعاني الدول العربية, والبشرية جمعاء من شرورها. أما بوليوود, والتي يتجنب السينمائيون الهنود أنفسهم استخدامها, فهي تعني الجانب التجاري النمطيّ في السينما الهندية المُنتجة في بومباي تحديداً, والاحتذاء بها يعني تهميش سينماتٍ أخرى تنتج في مناطق مختلفة من شبه القارة الهندية. هوليوود, وبوليوود تعنيان الإنتاج المحلي الخاص, ولا تسعى الولايات المتحدة, والهند إلى استقطاب الأفلام للتصوير فيها, وعلى العكس, تصور الكثير من الأفلام الأمريكية خارج أراضيها, ولن أضيف جديداً إذا أشرتُ بأن السينما الهندية, ومنذ الستينيات تستخدم جغرافيا سينمائية لتصوير أفلامها, وهكذا, فإنّ هوليوود, وبوليوود تبتعدان تماماً عن ما يسعى إليه مشروع " ظبي وود". يتحتم على " أبو ظبي" إنتاج مئات الأفلام المحلية بكلّ أنواعها " الجماهيرية خاصةً ", وامتلاك خصوصياتٍ مختلفة عن غيرها من السينمات, وانتظار انتشارها في الأسواق العالمية, كي نفكر حينذاك بأن نطلق عليها " ظبي وود", كما قلنا يوماً عن مصر بأنها "هوليوود الشرق",.. ولكن, أليس من الأفضل الحديث عن " أفلامٍ إماراتية" بدل أن ننطقها (وبصعوبة) "أفلام ظبي وودية" ؟ هل الوعد بالريادة بأن يتخطى إنتاج " ظبي وود" ال 600 فيلم روائي طويل التي تنتجها الولايات المتحدة سنوياً, أو ال900- 1000فيلم روائي طويل التي تقدمها عموم الهند ؟ على أيّ حال نقرأ في الكلمة بأنّ : " ظبي وود سوف تكون مختلفة, وسوف نسعى لإدماج المعرفة السينمائية التي تراكمت لما يزيد عن قرن من الزمان في هذه الصناعة المذهلة بمشروع جديد ينطلق انطلاقة رائدة بأبعاد جديدة...". السينما ليست ناطحة سحاب, طريق أوتوستراد, شركة استثمارية عملاقة, فريق كرة قدم,.... ولا حتى نفطاً يمكن التنقيب عنه في الصحراء, استخراجه, تكريره, والثراء من عائداته,... السينما الحالية هي محصلة اكتشافات علمية, وتقنية, وإبداعية, ولا يمكن اختصارها, وتحقيقها في مشروع رائدٍ يفرخ سينمائيين, وحركات سينمائية, ومهرجانات,... قبل أن تتخطى " أبو ظبي" طموحاتها المشروعة, وتجنح في خيالاتها, عليها أولاً الاهتمام الكليّ بطاقاتها, ومبدعيها, وتطوير إنتاجها المحلي الذي بدأ يظهر إلى الوجود عملياً منذ عام 2002مع " مسابقة أفلام من الإمارات" التي يجب التذكير دائما,ً وابدأ بمُؤسّسها, ومديرها لست دوراتٍ السينمائي الإماراتي " مسعود أمر الله". من المُفيد ل"أبو ظبي" بأن تخلق جمهوراً فضولياً يبحث عن سينماتٍ أخرى يختلف عما تقدمه المُجمعات السينمائية, وتحشو معدته بالبوب كورن, والبطاطس المقلية, والمشروبات الغازية, وتدمر ذوقه بالأحاديث الجانبية, ورنات أحدث الهواتف المحمولة. ماذا تعني الريادة في مشروع طموح بدون سينما محلية, وجمهور ؟ وماذا يفيد الاستثمار في أفلام أجنبية, والمُساهمة في تمويل, وتطوير سينماتٍ أخرى, وإهمال سينما محلية, أو تهميشها, ورمي الفتات لها. يُشير المشروع إلى تمويل الأفلام, هل يحتاج الفرنسي, الإنكليزي, أو الأسترالي,... إلى دعم, أو تمويل من " أبو ظبي" ؟ ونحن نعرف بأن أوروبا تُمول حصةً كبيرةً من الأفلام العربية (إلى الدرجة التي لم تعدّ سينما عربية). أليس من الحكمة, والتعقل بأن تبدأ " أبو ظبي", و" الإمارات العربية المتحدة " بتمويل أفلامها أولا,ً والمُشاركة في أفلام جاراتها الأقرب إليها في الخليج, والوطن العربي بشكلٍ عام, وتتناسى تماماً إنفاق أموالها في إنتاج أجنبيّ لن تحصد منه غير الزهوّ المؤقت "إن لم نقل طلقات الألعاب النارية المُلونة". تشير الكلمة إلى " تشجيع صُناع السينما على القدوم إلينا للتصوير في أبو ظبي, ودعوة شركات الإنتاج, وما بعد الإنتاج إلى فتح فروع لها في أبو ظبي هي جزئيات في النهج الأساسي..". ربما تكون رغبة مشروعة, ولكن, من المفيد الإشارة إلى وجهات نظر من يزور " أبو ظبي", بأنها مصطنعة, ولا تمتلك أيّ خصوصية على عكس بلدانٍ عربية أخرى تجذب الاهتمام للتصوير فيها. وهل فكر أحدنا لماذا يفضل المخرجون الهنود تصوير بعض مشاهد أفلامهم " أو كلها " في أوروبا, وسويسرا تحديداً ؟ وتنتهي الكلمة بالفقرة التالية : " نريد لصناعة السينما أن تصبح جزءاً من حياتنا الثقافية, هذه الحياة التي لا تزدهر فقط بالمال, والموهبة, بل بالتراث, وذاكرة المكان..".... إن أول خطوة أقدم عليها "مهرجان أبو ظبي" هي تهميش "مسابقة أفلام من الإمارات" (التي تأسّست, وتطورت بجهود السينمائي الإماراتي "مسعود أمر الله), وذلك بإدماجها في فعالياته, ولا داعي لتذكير كلّ من شجع على تلك الفكرة بالنتيجة التي وصلت إليها في دورتها الثامنة, والاستياء العام حتى من المخرجين القلائل المُشاركين فيها, وحتى من مديرها الجديد "عبد الله البستكي", ولا داعي للتذكير أيضاً بالندوة التي انعقدت في اليوم الأول من "مهرجان أبو ظبي", ومناقشة ما وصلت إليه " المُسابقة", والإجماع بخطأ فكرة الدمج من أساسها, والتفكير مجدداً بفصلها عن المهرجان. لقد دفعت "مسابقة أفلام من الإمارات" في دورتيّها السابعة, والثامنة أخطاء قراراتٍ متسرّعة, ومُنتفعة لأشخاصٍ لم يتابعوها عن قرب, ولم يكن لهم أيّ علاقة بها, وبالسينما أصلاً. هل يعترف هؤلاء بأخطائهم, وبالمواقف الصائبة لمُديرها السابق ؟ وبالمُقابل, هل يتوجب على نفس الأشخاص الانتظار عاميّن, أو أكثر, وهدر طاقاتٍ, وأموال كي يتبينوا بأنّ مهرجان أبو ظبي كما هو عليه الآن يسير في الطريق الخطأ ؟ أخيراً, نقرأ في الكلمة : " نحن لا نريد صناعة سينمائية معزولة عن البيئة التي نعمل فيها, ولكن نريدها عنصراً يلامس روح, ووجدان المجتمع...". وأعتقد بأن هذه الفقرة لامست جوهر الموضوع, لأنّ أشخاصاً "معزولين عن البيئة" لن يستطيعوا "ملامسة روح, ووجدان المجتمع". سوف يتحمس المُستفيدون مادياً, ومعنوياً من المهرجان, حتى ولو كانت السينما آخر اهتماماتهم, ولكن, يجب الاعتراف بأنها أموال "أبو ظبي" ومن حق أصحابها إنفاقها كما يحلو لهم, بدل تخصيصها بكاملها لتطوير الطاقات الإماراتية تحديداً, والعربية بشكل عام, وضخ السوق السينمائية بمئات الأفلام الروائية, والتسجيلية, والقصيرة.. الاحتفاء بـ"أول مرة" لم تكن الكلمة الثانية أقلّ تواضعاً, فهي تنتشي بمُضاعفة أيامه تقليداً للمهرجانات السينمائية الكبرى في العالم, لا انطلاقاً من ضرورة حتمية تفرضها أحداث, ونشاطات, وفعاليات لا تتسع لها خمسة أيام " كما حال الدورة الأولى للمهرجان", أو أسبوعا " كما معظم المهرجانات". بالنسبة لي, لا أجد ضيراً في متابعة مهرجان خلال أيام معدودة, أو أسبوعين طالما أجد فيه ما يشدني من الأفلام الجديدة, واللقاءات, والنشاطات المُوازية, وأجواء المدينة "المُفتقدة" تماماً في مهرجان أبو ظبي, ولا تهمني " دولية" المهرجان, أو " محليته", ولكن, التنظيم الجيد, والبرمجة الحاذقة, والأجواء المُصاحبة . تعتبرُ الكلمة بأن المهرجان قد أصبح حدثاً ثقافياً شاملاً " يصدر الكتب, ويقيم المعارض, وينظم حلقات البحث, ويتضمن ندواتٍ للحوار المفتوح حول القضايا الكبرى التي تشغل الشرق الأوسط, والعالم.....". والمُتابع للثقافة السينمائية يعرف مسبقاً بأن المهرجانات السينمائية الصغيرة, أو الكبيرة, المحلية, أو الدولية تحرص على تحقيقها بدون الإشارة إليها بلغةٍ خطابية زاعقة,..ومع ذلك, فإن تقاريري اللاحقة عن المهرجان سوف تظهر الجانب الاستعراضي لما تعتبره الإدارة منجزات عظمى لم تحقق الفائدة المرجوة منها بسبب الفوضى, والعشوائية, والارتجالية التي سيطرت على فعاليات المهرجان, وهي سلبيات كبرى لا تراها إدارة المهرجان في زحمة مشاغلها, أو تنكرها بعنادٍ, وغرور. هناك مهرجان يستوعب زحمة الأحداث, والنشاطات, والفعاليات " أيام قرطاج السينمائية مثلاً", وآخر لا يتحمل أقلّ القليل منها " مهرجان أبو ظبي". أدعو إدارة المهرجان, و" سمير فريد يعرف ذلك جيداً" لمُتابعة "أيام قرطاج السينمائية" في تونس, وأتحدى أيّ واحدٍ منها بأن يجد له مكاناً في أيّ من الصالات المُخصصة للعروض, كما أدعوها أيضاً لمُتابعة فعاليات مهرجان دمشق السينمائي, والتعرف عن قربٍ على الحالة التي يخلقها هذا الحدث في المدينة. حسناً, فلترفع إدارة مهرجان أبو ظبي الجوائز كما تشاء لتكون الأعلى من كلّ جوائز مهرجانات الدنيا. هذا السباق الهوسيّ نحو الأكبر, والأعلى, والأضخم لن يصنع مهرجاناً سينمائياً حقيقياً مخلصاً لأهدافه, وغاياته, والمهرجان كحدثٍ متميز ليس برنامجاً تلفزيونياً رخيصاً يرتكز على فكرة التسابق للحصول على أعلى الجوائز. مهرجان "كان" لا يمنح جوائز مالية للأفلام الفائزة, ولكن يكفي بأنها تُوزع في كلّ أنحاء العالم, وتتحدث عنها وسائل الإعلام, وهي حصيلة مادية, ومعنوية أكبر بكثير من مجموع الجوائز التي يقدمها مهرجان أبو ظبي. وجائزة مالية بسيطة في مهرجان "كليرمون فيران" تجعل الأفلام القصيرة الفائزة تلف على مهرجانات الدنيا, وتشتريها عشرات القنوات التلفزيونية العالمية, وتجذب إلى مخرجيها انتباه شركات الإنتاج للتعاون معهم في أفلامهم القصيرة, أو الطويلة القادمة. مع هوس الجوائز الأعلى في العالم, يُكرس المهرجان أفكاراً مُسبقة عن البذخ الفارغ في دول الخليج, ويجعل الوسط السينمائي العربي, والعالمي يتوجه إلى المهرجان بهدفٍ ماديّ بحت. تقول الكلمة حرفياً : " وهذه الجوائز, تشمل, ولأول مرة في تاريخ مهرجانات السينما, كل أنواع الأفلام على اختلاف مضامينها, ومددها, كما تشمل صناع الأفلام المحترفين, والطلبة معاً, ولأول مرة أيضاً لا يتمّ تخصيص جوائز خاصة للإخراج, وأخرى للإنتاج, وإنما جوائز لأفضل الأفلام في فئتها يتمّ تقسيم القيمة المالية لكل منها بين المنتج, والمخرج بالتساوي.....". هذه (الأول مرة) سوف تؤذي المهرجان أكثر مما تُفيده, صحيحٌ بأنه يقدم أعلى الجوائز, ولكن, يتوجب على الإدارة بأن تُعنف بشدة من كتب تلك الكلمة, لأن أكسل المُتابعين للشأن السينمائي يعرف تماماً بأن تلك "المُعجزات" المُشار إليها لا يصدقها إلاّ‍ من يجهل السينما, ومهرجاناتها. هل صحيحٌ بأن مهرجان أبو ظبي يمنح جوائز تشمل لأول مرة في تاريخ مهرجانات السينما كلّ أنواع الأفلام على اختلاف مضامينها, ومددها...؟ لن أذهب بعيداً جداً في الزمان, والمكان,... ففي شهر أبريل من عام 2008 أقيم في دبي الدورة الأولى لمهرجان الخليج السينمائي, وبدون طبولٍ, ومزامير منح جوائزه لكلّ أنواع الأفلام على اختلاف مضامينها, ومددها, وشملت صُناع الأفلام المُحترفين, والطلبة معاً.. وأبعد من ذلك, في تونس, تمنح "أيام قرطاج السينمائية" جوائزها لكلّ أنواع الأفلام على اختلاف مضامينها, ومددها... هل تريد الإدارة الإشارة إلى كلّ أنواع الأفلام : روائية طويلة, وقصيرة, وتسجيلية طويلة, وقصيرة, وتحريكية قصيرة, وإعلانية, وأفلام طلبة, ومحترفين ؟ حسناً, سوف أعود لاحقاً إلى تلك البرمجة, وحشوها في المهرجان باستعراضية لا تناسب مهرجاناً في مدينة أبو ظبي, لأن عرضها في خمس صالاتٍ فارغة, وقاعة " قصر الإمارات" النصف فارغة لا يعتبر بذخاً, وإنما هدراًَ لا معنى له لكلّ التكاليف التي أنفقها المهرجان عليها, وسوف أعود إلى الأفلام الخليجية التي عُرضت في "مسابقة أفلام من الإمارات", والأفلام القصيرة في المُسابقة لاحقاً. بصراحة, لو كنتُ مسؤولاً في مؤسّسة, أو هيئة ما, ولا أفهم في السينما, ولا علاقة لي بها, فإنني سوف أرفض كتابة مثل هذه الكلمات الافتتاحية, وأدع المُتخصصين من أصحاب المهنة ينشغلون بها . كيف لي كناقدٍ سينمائيّ محترف كتابة مقالة, أو دراسةٍ عن الصيد البريّ في صحراء الخليج ؟ ومن الغريب بأن تلك الكلمة تفتخر بأن أبو ظبي صاحبة المُبادرة الرائدة في إقامة أول مهرجان سينمائي في منطقة الخليج عام 2001 عبر "مسابقة أفلام من الإمارات". وهي معلومةٌ خاطئة تماماً. ففي عام2000 انعقد مهرجان السينما العربية الأول في البحرين. وفي عام 2001 انعقدت الدورة الثانية لمهرجان الشاشة العربية المُستقلة في الدوحة. ومن المُؤسف بأن لا تذكر الكلمة صاحب المُبادرة التي تكشف عنها, ومؤسّسها, وصاحب الفضل في كلّ ما يحدث حالياً في الخليج(ومنها التمهيد لتأسيس مهرجان دبي, وأبو ظبي), وهو السينمائي "مسعود أمر الله " الذي تعمّد بأن لا يُطلق عليها مهرجاناً, وإنما بقيت "مسابقة" للأفلام الإماراتية, وضمّت الأفلام الخليجية في عام2005, وأدارها بصدقٍ, وإخلاص حتى دورتها السادسة . لقد تركها "مسعود أمر الله " جاهزة للتشغيل بفضل ست دوراتٍ سابقة, ولولا الجوائز المُغرية التي توزعها الإدارة بطريقةٍ لا أخلاقية "خطأ مهنيّ على حد قول سمير فريد", والقلة من المخرجين الذين يسعون للحصول على جوائزها مع غياب السينمائيين الإماراتيين الموهوبين عنها, لاحتضرت "المُسابقة" منذ دورتها السابعة. تُضيف الكلمة : "كانت أبو ظبي صاحبة المبادرة الرائدة في إقامة أول مهرجان سينمائي في منطقة الخليج في عام 2001 عبر مسابقة أفلام من الإمارات التي دعمت المواهب الشابة في الإمارات, والتي عملت هيئة أبو ظبي للثقافة, والتراث على تطويرها, وتفعيل دورها لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي كافة, واليوم, تقام الدورة الثامنة من هذه المسابقة في إطار مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثاني واعدة بالمزيد من العطاء..". وأيضاً, لا أعرف كيف كُتبت تلك المعلومة, والجميع يعرف, بما فيهم العاملين في قاعة "المُجمع الثقافي" بأن "مسعود أمر الله" أضاف مسابقةً خاصة للأفلام الخليجية منذ دورتها الخامسة التي انعقدت خلال الفترة من 1 إلى 6 مارس2006 ومن البساطة الدخول إلى موقع المُسابقة http://www.efilmc.ae, أو الإطلاع على كتالوغات تلك الدورة لمعرفة هذه الحقيقة الدامغة. أما عن دمج المُسابقة في مهرجان أبو ظبي, فالجميع يعرف مسبقاً بأنها سوف تنفصل عنه في دورتها التاسعة "إن بقيت على قيّد الحياة". وتنتهي الكلمة بإعجاب : "...ومن الفعاليات التي تشهدها دورة 2008 عرض أول فيلم إماراتي طويل في مسابقة دولية حيث يتنافس مع 14 فيلماً من ........". وأتمنى من إدارة المهرجان التحلي بالقليل من التواضع, فالخطابات الزاعقة تؤذي مسيرة المهرجان أكثر مما تفيده. معجزات " نشوى الرويني " في الكلمة الافتتاحية ل" نشوى الرويني" مديرة, وعضو مجلس إدارة مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي, تعتقد بأن المهرجان" أصبح في الصفوف الأولى للصناعة السينمائية في زمن قياسي...". هل تتلخص الصناعة السينمائية بتأسيس مهرجان, والإنفاق عليه ببذخٍ يجلب أيّ سينمائي في العالم, أم هي مجموع تاريخ, وإنتاج, وتوزيع, وسينمائيين, واستوديوهات, وحركات سينمائية متجددة, وصالات عرض, ومختبرات, وشركات إنتاجية, وخدماتية... كما تعتقد بأن مطّ مدة المهرجان إلى عشرة أيام يجعله مشابهاً للمهرجانات الكبرى, ومرةً أخرى تزايد "نشوى الرويني" بقيمة الجوائز المالية الأعلى في العالم, وكأن المهرجان ورقة يانصيب, أو برنامجاً تلفزيونياً رخيصاً يقدم جوائز بالملايين... هل تقاس أهمية المهرجان بقيمة جوائزه المالية ؟ هذا يعني بأن "مهرجان كان" لا يمتلك أيّ أهمية على الإطلاق لأنه لا يمنح جوائز مالية للفائزين, مع أنه المرجع الأعلى لإدارة مهرجان أبو ظبي. وهل هي معجزة أن يقتسم المخرج, والمنتج الجوائز, أم أنها مجرد اختيار من إدارة المهرجان وجدته صحيحاً, وربما لا يعترض عليه الكثير من المخرجين الذين يمتلكون "عملياً" حصةً في الإنتاج. والأفق العربي الذي يتجسّد في الاختيارات هو أقلّ ما يقدمه مهرجان عربيّ "على الرغم من صبغته الدولية" يقام في مدينةٍ عربية. ولكن, ألا تعتقد إدارة المهرجان بأنها ترتكب خطأ مهنياً بحقّ الأفلام العربية المُشاركة في مسابقة دولية, ونحن نعرف بأن معظمها لن يصمد أمام الأفلام الأجنبية المُختارة, إلاّ إذا كانت سيئة للغاية, وسوف تحصل الأفلام العربية مجاملة على نسبة ضئيلة من الجوائز, وهذا ما حدث فعلاً في ختام الدورة الثانية للمهرجان. وهل تعتقد الإدارة بأن مهرجاناً دولياً يحشو برمجته بأفلام جمهورها يُعدّ على أصابع الكف الواحدة (الأفلام القصيرة مثلا), ويعرض فيلماً واحداً للمخرج التونسي "الناصر خمير" تكريماً له, وكتيباً (يمكن أن يصدر بتكريم, أو بدونه), خاصةً, وأن "الناصر خمير" قليل الإنتاج, وكان يتوجب على إدارة المهرجان ـ على الأقلّ ـ منح فرصة عرض أفلامه القصيرة التي لم يشاهدها حتى المحترفين, بالإضافة للأهمية القصوى بعرض أفلامه الطويلة. وهل يليق ب "الناصر خمير" ندوة يُعيد فيها قراءة ما كتبه في الكتيّب أمام بعض الحضور ؟ ألم يجد مستشار المهرجان "سمير فريد" شخصاً آخر أفضل من "نوارة عمر باشا" " ـ التي تعمل في شركة علاقاتٍ عامة في باريس ـ لتوّقع الكتاب باسمها, بينما يُصرح "الناصر خمير" نفسه بأنه مؤلف الكتاب الحقيقي . تبتهج "نشوى الرويني" بقسم "مخرجات من العالم العربي", ولا أدري أسباب الحفاظ عليه كبرنامج دائم, غريبٌ في نظرته للمرأة المخرجة, تخطته الأحداث, والتطورات, وعشوائيّ الاختيارات(البرمجة لا تعني جمع فيلم من هنا, وآخر من هناك). ومع أن المهرجان يهدي ذاك البرنامج إلى روح المخرجة اللبنانية الراحلة "رندة شهال", أشك بأن تكون "نشوى الرويني" قد شاهدت واحداً من أفلامها القليلة, وربما لم تسمع عنها قبل أن يتحدث عنها "سمير فريد", أو "ريما المسمار" (المُبرمجة). وقد اختار المهرجان برنامجاً آخر بعنوان "60 عاماً على تقسيم فلسطين" لمخرجين أجانب (بحجة الحيادية), وهو برنامج إشكاليّ أيضاً يهدف إلى إعادة قراءة التاريخ, واعتبار الاحتلال تقسيماً, وربما يتوافق ذلك مع اختيار مصطلح" الشرق الأوسط "عنواناً للمهرجان بهدف تكريس المفاهيم, والأهداف الذي أطلقتها الإدارة الأمريكية في عام 2003. والمُتابع للمهرجانات العربية, يفهم فوراً بأن مهرجان أبو ظبي يحاول جاهداً تقليد مهرجان دبي في كلّ تفاصيله, ومنها برنامج "أفلام البيئة", وكأن قريحة الإدارة, ومستشاره لم تتفتق عن فكرة أكثر فرادة, وأصالة. أما المُسابقة العالمية للإعلانات, فهي أعجوبة العجائب في مهرجان أبو ظبي, وبما أنني لم أشاهد الأفلام لمعرفة مضامينها, وفيما إذا كانت إعلانات تجارية, أم مؤسساتية(عُرضت في التاسعة صباحاً, وأعيد عرضها في اليوم التالي في نفس توقيت عرض الأفلام الطويلة للمُسابقة). فهنيئاً لمهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي بمُعجزاته.

صلاح سرميني يكتب عن مُسابقة أفلام من الإمارات

منذ تأسيسها, وحتى دورتها السادسة, كانت "مسابقة أفلام من الإمارات" مستقلةً في تنظيمها, وقراراتها.وبعد استقالة مؤسّسها, ومديرها "مسعود أمر الله", عاشت دورتها السابعة " بإدارة عبد الله البستكي" محطةً انتقالية.ومع دورتها الثامنة, أصبحت تابعةً ل" مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي".ولأول مرةٍ في تاريخ المهرجانات السينمائية, انعقدت " المُسابقة" مرتيّن في عامٍ واحد : ـ الدورة "الانتقالية" السابعة (من 27 فبراير وحتى 4 مارس 2008). ـ الدورة الثامنة انعقدت في إطار فعاليات الدورة الثانية ل"مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي" (من 10 وحتى 19 أكتوبر2008). وفي هذا التقرير, سوف أكشف بالأرقام, والبيانات إلى أيّ حدٍ من التدهور وصلت إليه "الُمُسابقة" في دورتيّها السابعة, والثامنة تحديداً. (وكلّ المعلومات الإحصائية مأخوذة من موقع المُسابقة). الدورة التحضيرية (تظاهرة أفلام من الإمارات) انعقدت الدورة التحضيرية خلال الفترة من 10إلى 12 أفريل2001 وعُرض فيها : ـ (19) فيلماً من أعمال المُحترفين, والتلفزيونات المحلية, والهوّاة. ـ (39) فيلماً هي مشاريع طلابية من مختلف جامعات, وكليات الدولة. بمجموع (58) فيلماً إماراتياً من مختلف الأطوال الزمنية، وكانت حصيلة أغلب الإنتاج الفيلميّ في دولة الإمارات منذ نشأتها . الدورة الأولى انعقدت الدورة الأولى خلال الفترة من 17وحتى 20 أفريل2002 وعُرض فيها: ـ (68) فيلماً داخل المُسابقة الرسمية(منها 30 فيلماً في فئة العام, و38 فيلماً في فئة الطلبة). ـ (22) فيلماً خارج المسابقة. بمجموع (90) فيلماً إماراتياً قصيراً . كما تمّ عرض (10) أفلام على هامش "المُسابقة"، جاءت من (6) دول . ليكون إجمالي الأفلام المعروضة (100) فيلم. تألفت لجنة التحكيم من : المخرج عمر أميرلاي، رئيساً (سوريا)، وعضوية مدير التصوير حنّا ورد (سوريا)، الشاعر, والسينمائي خالد بدر (الإمارات)، والمخرج محمد نجيب (الإمارات). أدار الدكتور المخرج, والناقد يوسف عايدابي (السودان) جلسةً نقدية لأفلام المسابقة الرسمية. وتمّ تنظيم محاضرة بعنوان "من النصّ إلى الشاشة : من الفكرة إلى العرض" أدارتها المخرجة الأسترالية لارا دانستون، عضو هيئة التدريس بكليات التقنية العليا - كلية أبو ظبي للطالبات. الدورة الثانية انعقدت الدورة الثانية خلال الفترة من 5 وحتى 10 مارس2003 وعُرض في المُسابقة (71) فيلماً إماراتياً قصيراً(منها 20 فيلماً في فئة العام, و51 فيلماً في فئة الطلبة). كما تمّ عرض (65) فيلماً على هامش المُسابقة، أتت من (10) دول. ليكون إجمالي الأفلام المعروضة (136) فيلماً. تألّفت لجنة التحكيم من : مدير, ومؤسّس مهرجان الشاشة العربية المُستقلة محمد مخلوف، رئيساً )ليبيا)، وعضوية مدير التصوير قتيبة الجنابي (العراق)، والشاعر, والسينمائي إبراهيم الملا (الإمارات)، والمخرج خضر العيدروس (الإمارات). أدار الناقد السينمائي محمد رضا (لبنان) جلسةً نقديةً لأفلام المسابقة الرسمية. وتمّ تنظيم ورشة كتابة السيناريو, أدارتها المخرجة الأسترالية لارا دانستون، عضو هيئة التدريس بكليات التقنية العليا - كلية أبو ظبي للطالبات، بمُعاونة الناقد السينمائي صلاح صلاح. اتّخذت المُسابقة ثيمة "السينما التجريبية" شعاراً للدورة الثانية، وذلك بالتعاون مع الناقد السينمائي السوري المُقيم في فرنسا صلاح سرميني، حيث تمّ عرض (21) فيلماً تجريبياً فرنسياً بالتعاون مع "جماعة السينما الشابة". كما توزّعت العروض المُصاحبة إلى الأقسام التالية : ـ بانوراما عربية (12) فيلماً. ـ المعهد العالي للسينما في مصر (5) أفلام. ـ تحية للمخرجة السورية المُقيمة في كندا ربى ندّه (11) فيلماً. ـ تحية للمخرج العراقي المُقيم في المملكة المتحدة قتيبة الجنابي (5) أفلام . ـ مختارات من مهرجان أدنبره السينمائي الدولي (11) فيلماً. بدأت "المُسابقة" بإصدار سلسلة "كرّاسات السينما", وهي عبارة عن كتيّبات سينمائية مؤلّفة, أو مترجمة تتناول مواضيع مختلفة في السينما، حيث تمّ إصدار (7) كرّاسات هي : ـ أفلام من الإمارات 2002. ـ سنوات جريفث - تأليف: وليم إيفرسون، إدوارد جولدبيرجر – ترجمة: صلاح صلاح. ـ السينما التجريبية مغامرةٌ إبداعيةٌ لا تتوقّف عن التجدّد, والعطاء – صلاح سرميني. ـ هذه السينما التي لا حدود لها – صلاح سرميني. ـ تطوُّر اللغة السينمائية – تأليف: أندريه بازان – ترجمة: صلاح صلاح. ـ السينما, والواقع: مقابلة مع هج جري أجراها ودين جوردين – ترجمة : صلاح صلاح. ـ من جريفث إلى ايزنشتين, وبالعكس – تأليف: د. بيتر دارت – ترجمة: صلاح صلاح. الدورة الثالثة انعقدت الدورة الثالثة خلال الفترة من 3 وحتى 8 مارس 2004. وعُرض في المُسابقة (77) فيلماً إماراتياً قصيراً(منها 27 فيلماً في فئة العام، و50 فيلماً في فئة الطلبة). كما تمّ عرض (130) فيلماً على هامش المُسابقة، منها (13) فيلماً من الإمارات، والبقية أتت من (27) دولة. ليكون إجمالي الأفلام المعروضة (207) أفلام. تألّفت لجنة التحكيم من : المخرج محمد ملص، رئيساً (سوريا)، وعضوية مدير التصوير حازم بياعة (سوريا)، والممثل أحمد الجسمي (الإمارات)، والناقد محمد سلطان ثاني (الإمارات). أدار الناقد السينمائي فجر يعقوب (سوريا) جلسةً نقديةً لأفلام المسابقة الرسمية. وتمّ تنظيم محاضرة حول الأفلام الإيرانية القصيرة, والتسجيلية، بإدارة شيرين نادري، وسهيل جهان بيجلاري. اتخذت المسابقة ثيمة "سينما التحريك" شعاراً للدورة الثالثة، وذلك بالتعاون مع الناقد السينمائي السوري المُقيم في فرنسا صلاح سرميني، حيث تمّ تخصيص برنامجاً متكاملاً حول سينما التحريك، تألف من : ـ أفضل عروض مهرجان آنسي/فرنسا 2002 (8) أفلام. ـ أفضل عروض مهرجان آنسي/فرنسا 2003 (7) أفلام. ـ مختارات من مهرجان "سينانيما" في البرتغال (7) أفلام. ـ تحية لمخرج التحريك الإيطالي برونو بوزيتو (12) فيلماً. ـ مختارات من المدارس الفرنسية، بالتعاون مع الجمعية الفرنسية لسينما التحريك (9) أفلام. توزّعت العروض المُصاحبة إلى الأقسام التالية : ـ بانوراما عربية (39) فيلماً. ـ المعهد العالي للسينما في مصر (4) أفلام. ـ برنامج السينما الإيرانية بالتعاون مع جمعية سينما الشباب الإيراني (6) أفلام، ومركز الأفلام التسجيلية, والتجريبية (8) أفلام. ـ مختارات من مهرجان أدنبره السينمائي الدولي (9) أفلام. ـ مختارات من مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية (دوكيودايز) (5) أفلام. ـ تحية للمخرجة اليونانية لوكيا ركاكي (2) فيلم. ـ تحية للمخرج الإماراتي صالح كرامة (8) أفلام. ـ شورت مانيا (4) أفلام. ـ عروض خاصة (2) فيلم. في تلك الدورة تمّ إصدار (7) كرّاسات هي : ـ أفلام من الإمارات 2003. ـ السينما الإيرانية – ترجمة, وإعداد: صلاح صلاح، مسعود أمرالله آل علي. ـ قصص تلك الأفلام – إبراهيم الملا. ـ باب المقام, مفكرة فيلم – فجر يعقوب. ـ السيرة المنقوصة, بحث في تاريخ السينما اللبنانية – نديم جرجورة. ـ سينما التحريك – تأليف: برنار جينان – ترجمة: صلاح سرميني. ـ السينما التركية, تاريخ موجز 1914-2001 ترجمة: صلاح صلاح. كما تمّ إصدار " كتاب السينما 2004" : الدليل السنوي المصوَّر للسينما العربية, والعالمية للناقد السينمائي محمد رضا. الدورة الرابعة انعقدت الدورة الرابعة خلال الفترة من 2 وحتى 7 مارس 2005 وعُرض في المُسابقة (135) فيلماً إماراتياً قصيراً(منها 30 فيلماً في فئة العام، و105 أفلام في فئة الطلبة). كما تمّ عرض (130) فيلماً على هامش المُسابقة، منها (5) أفلام من الإمارات، والبقية أتت من (39) دولة. ليكون إجمالي الأفلام المعروضة (265) فيلماً. تألّفت لجنة التحكيم من : المخرج محمد عسلي، رئيساً (المغرب)، وعضوية الناقد السينمائي عبد الستار ناجي (الكويت)، والممثل إبراهيم سالم (الإمارات)، والمخرج جاسم جابر (الإمارات). أدار الناقد السينمائي صلاح هاشم (مصر) جلسة نقدية لأفلام المسابقة الرسمية. اتخذت المسابقة ثيمة "السينما الشعرية" شعاراً للدورة الرابعة، وذلك بالتعاون مع الناقد السينمائي السوري المُقيم في فرنسا صلاح سرميني، حيث تمّ تخصيص برنامجاً متكاملاً حول السينما الشعرية، تألف من: ـ شعرية عربية (12) فيلماً. ـ شعرية دولية (6) أفلام. ـ مختارات من مهرجان "كليرمون- فيران" /فرنسا (18) فيلماً. ـ تحية للمخرج الجيورجي ميخائيل كوباخيدزه (3) أفلام. ـ تحية للمخرج الأرميني سيرج أفيديكيان (5) أفلام. ـ تحية للمخرج الأرميني أرتافازد بيليشيان (5) أفلام. ـ مختارات من جماعة السينما الشابة بفرنسا (5) أفلام. ـ مختارات من الجمعية الفرنسية لسينما التحريك بفرنسا (5) أفلام. ـ مختارات من مجموعة البحوث, والتجارب السينمائية بفرنسا (4) أفلام. توزّعت العروض المُصاحبة إلى الأقسام التالية : ـ بانوراما عربية (22) فيلماً. ـ مختارات من مهرجان أدنبره السينمائي الدولي (11) فيلماً. ـ مختارات من السينما الألمانية, الجيل الجديد (4) أفلام. ـ مختارات من مهرجان سينيمانيلا السينمائي الدولي في الفليبين (10) أفلام. ـ مختارات من معهد الفيلم النرويجي (8) أفلام. ـ برنامج تعاونية عمَّان لصناعة الأفلام (6) أفلام. ـ عروض خاصة (3) أفلام. في تلك الدورة تمّ إصدار (6) كرّاسات هي : ـ أفلام من الإمارات 2004. ـ مندوبة الأحلام, سينما ميّ المصري – فجر يعقوب. ـ درس في السينما – جمع, وترجمة: نادية عمر صبري. ـ النقّاد, والسينما – أسامة عسل. ـ الطريق الطويل إلى عالم أكيرا كوروساوا – كامل يوسف حسين. ـ حول السينما الشعرية – تنسيق, وإشراف, وكتابة: صلاح سرميني بالتعاون مع آخرين. كما تمّ إصدار "كتاب السينما 2005": الدليل السنوي المُصوَّر للسينما العربية, والعالمية للناقد السينمائي محمد رضا. الدورة الخامسة انعقدت الدورة الخامسة خلال الفترة من 1وحتى 6 مارس 2006 وتضمنت ثلاث مسابقات مختلفة : ـ الدورة الخامسة للمُسابقة الإماراتية . ـ الدورة الأولى للمُسابقة الخليجية . ـ الدورة الأولى لمُسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي. بلغ عدد الأفلام التي وصلت إلى "المُسابقة" في كافة الأقسام : (1369) فيلماً، تمّ عرض (350) فيلماً . الأفلام الإماراتية: - بلغ عدد الأفلام التي وصلت من الإمارات : 84 فيلماً (24 عام، 37 طلبة، 23 عرض خاص). الأفلام الخليجية: بلغ عدد الأفلام التي وصلت من دول مجلس التعاون الخليجي (31) فيلماً توزّعت العروض المُصاحبة إلى الأقسام التالية : ـ بانوراما عربية (7) أفلام. ـ بانوراما دولية( 17 (فيلماً. ـ الجيل الجديد, ألمانيا (11) فيلماً . ـ وثائقية إسبانية (6) أفلام. ـ عروض خاصة (23) فيلماً . اتخذت المُسابقة ثيمة "هايكو سينما"، أو الفيلم القصير جداً الذي لا يتعدّى (5) دقائق، شعاراً للدورة الخامسة، وذلك بالتعاون مع الناقد السينمائي السوري المُقيم في فرنسا صلاح سرميني، حيث تمّ استقبال (1077) فيلماً لهذه التظاهرة، واختير منها للعرض (207) فيلماً في (17) قسماً. تألفت لجنة التحكيم من : المخرج الطيب الوحيشي (تونس)، رئيساً شرفياً، وعضوية الأديب, والسيناريست أمين صالح (البحرين)، المخرج سعد هنداوي (مصر)، الشاعر, والإعلامي عادل خزام (الإمارات)، المؤلف الموسيقي إبراهيم الأميري (الإمارات). وتمّ اختيار الناقد السينمائي البحريني حسن حدّاد ليكون الناقد الرسمي للدورة الخامسة. تمّ إصدار(6) كرّاسات، هي : ـ أفلام من الإمارات 2005. ـ الواجهة المثقوبة, رحلة شخصية في المهرجانات العربية ـ نديم جرجوره. ـ البطريق, مفكرة فيلم ـ فجر يعقوب. ـ التسجيلية في السينما كمنهج جمالي ـ عدنان مدانات. ـ درس في السينما (الجزء الثاني) – جمع, وترجمة: نادية عمر صبري. ـ حول الفيلم القصير, من شرائط الأخوين لوميير إلى الأفلام المُنجزة بواسطة الهاتف المحمول ـ كتابة, وتنسيق, وإشراف : صلاح سرميني بالتعاون مع آخرين. الدورة السادسة انعقدت الدورة السادسة خلال الفترة من 7 وحتى 13 مارس 2007 وتضمنت ثلاث مسابقات مختلفة : ـ الدورة السادسة للمُسابقة الإماراتية . ـ الدورة الثانية للمُسابقة الخليجية . ـ الدورة الثانية لمُسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي. وعُرض في المُسابقة الإماراتية (73) فيلماً قصيراً(منها 24 فيلماً في فئة العام، و49 فيلماً في فئة الطلبة). وعُرض في المُسابقة الخليجية(37) فيلماً قصيراً(منها 29 فيلماً في فئة العام، و8 أفلام في فئة الطلبة). اتخذت المُسابقة ثيمة "سينما الطريق, الطريق في السينما" شعاراً للدورة السادسة، وذلك بالتعاون مع الناقد السينمائي السوري المُقيم في فرنسا صلاح سرميني، وعرض خلالها (106) أفلام. توزّعت العروض المُصاحبة إلى الأقسام التالية : ـ عروض خاصة (56) فيلما.ً ـ بانوراما عربية (10)أفلام. ـ بانوراما دولية (16) فيلماً. ـ برنامج مهرجان ألكالا السينمائي/إسبانيا (6) أفلام. بلغ عدد الأفلام التي عرضت في الدورة السادسة ( 305) أفلام. تألفت لجنة التحكيم من : المخرج قيس الزبيدي(العراق/ألمانيا), المسرحي إسماعيل عبد الله(الإمارات), المخرج بسام الذوادي(البحرين), المخرج, والممثل حسن أبو شعيرة(....), الناقد زياد عبد الله(سورية). وتمّ اختيار الناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي ليكون الناقد الرسمي للدورة السادسة . تمّ إصدار 7 كرّاسات، هي : ـ أفلام من الإمارات 2006. ـ جان شمعون, الرجل المجهول ـ فجر يعقوب. ـ الوسيط الأدبي في السينما وسيلة, أم غاية ـ قيس الزبيدي. ـ حوار مع فيديريكو فلليني, أجراه جيوفاني جرازيني, ترجمة أمين صالح. ـ السينما في الصين, التنين متجدد الشباب ـ يسري السيد منصور. ـ ياسو جيرو أوزو, الطريق إلى اللانهاية ـ كامل يوسف حسين. ـ سينما الطريق, الطريق في السينما ـ كتابة, وتنسيق, وإشراف : صلاح سرميني بالتعاون مع آخرين. الدورة السابعة بعد انتهاء الدورة السادسة ببعض الشهور, استقال "مسعود أمر الله" من "المُسابقة", وأُوكلت إداراتها ل"عبد الله البستكي", وانعقدت الدورة السابعة خلال الفترة من 27 فبراير, وحتى 4 مارس 2008. استمرت "المُسابقة" كما السابق مع تغييرات شكلية طفيفة, ولكن تمّ رفع قيمة الجوائز إلى أرقامٍ غير منطقية. وأولى المُلاحظات عن تلك الدورة, بأنني لم أعثر في موقعها على أيّ تقرير إحصائيّ عنها كما كان يفعل دائماً المدير السابق "مسعود أمر الله", والذي كان يُخصص لموقع "المُسابقة" جزءاً كبيراً من وقته . كما لم أعثر على أيّ معلومات عن فيلميّ الافتتاح, والختام, ولكنني وجدتهما في الدليل الرسمي لتلك الدورة! ولم أجد حتى تاريخ انعقاد تلك الدورة, فلجأتُ إلى محركات البحث, ووجدته بصعوبة. ولكن, يتصدر الصفحة الأولى لتلك الدورة نصّاً بعنوان " وعدٌ تحقق", .. ـ هل وعد المدير الجديد للمُجمّع الثقافي ـ أحداً بمُعجزةٍ ما كي يفتتح تلك الدورة بذلك العنوان المُلتبس القصد, والنية ؟ وفي كلمته يقول : "..اليوم, تقدم المُسابقة مزيداً من الأفلام ، ومزيداً من السينمائيين الشباب.." "...إن الدورة الحالية للمُسابقة بانفتاحها على السينمائيين الخليجيين..". وهي عبارات تثبتُ بأنه لا يعرف شيئاً عن تاريخ "المُسابقة" إلاّ ما قيل له من الذين أرادوا الاستيلاء عليها, وخطف نجاحها, وتطورها. ويكفي قراءة البيانات, والأرقام المُدرجة في التقرير أعلاه كي تنكشف الورطة المهنية التي أوقعه مستشاريه فيها . فقد كانت "المُسابقة" منفتحةً على السينمائيين الخليجيين, وبالتحديد بدءاً من الدورة الخامسة عام 2006 مع تأسيس " المُسابقة الخليجية". وعُرض في المُسابقة الإماراتية (66) فيلماً قصيراً(منها 11 فيلماً في فئة العام، و55 فيلماً في فئة الطلبة). وعُرض في المُسابقة الخليجية(25) فيلماً قصيراً(منها 15 فيلماً في فئة العام، و10 أفلام في فئة الطلبة). وبالمُقارنة مع الدورات السابقة, تتضح مقاطعة المخرجين القدامى, حيث لم يشترك في فئة العام أكثر من (11) فيلماً في المُسابقة الإماراتية, و(15) فيلماً في المُسابقة الخليجية. والطريف, بأن برمجة الدورة السابعة تكشف عن استمرارية مشوهة للأسلوب, والمنهج المُتبع في الدورات السابقة(ما هي إذاً الأسباب التي دفعت "مسعود أمر الله" إلى الاستقالة ؟ ) . أما العروض المُصاحبة فقد توزعت في الأقسام التالية : ـ العروض الخاصة (31) فيلماً. ـ بانوراما دولية (25) فيلماً(ولم تنتبه الإدارة الجديدة بأن بعضها عُرض في الدورات السابقة). ـ بانوراما عربية (7) أفلام(ومنها أفلاماً مصرية يعود تاريخ إنتاجها إلى الستينيّات, ويبدو بأن السفارة المصرية في الإمارات وجدتها في مخازنها, فأرسلتها للعرض في المُسابقة). وبينما كان من المُفترض استحداث برمجة جديدة, مغايرة, ومختلفة, وتفادي الاستمرار في تقليد ما حدث في الدورات السابقة, اتخذت المُسابقة ثيمة "الخيال العلمي" شعاراً للدورة السابعة، وعُرض خلالها 33 فيلماً(ولم تنتبه الإدارة الجديدة أيضاً بأنّ بعضها عُرض في الدورات السابقة). وهكذا, بلغ عدد الأفلام التي عُرضت في تلك الدورة (187) فيلماً. وتألّفت لجنة التحكيم من : الشاعرة, والكاتبة, والمخرجة نجوم الغانم(رئيساً), المخرج السينمائي, والمسرحي صالح كرامة العامري, الكاتب, والصحفي ناصر الظاهري, الكاتب التلفزيوني, والمسرحي, والإذاعي جمال سالم, مدير الإنتاج, والمنتج شهاب عبد الله محمود(وكلّ الأعضاء من دولة الإمارات). ويبدو بأن "المُسابقة" قد تخلت عن فكرة الناقد الرسمي للدورة. وصدر كتابٌ واحدٌ فقط : ـ درس في السينما, الجزء الثالث ـ جمع, وترجمة ناديا عمر صبري. الدورة الثامنة الطريق نحو النهاية مع الدورة الثامنة, تسارع تدهور"المُسابقة" بشكلٍ ملحوظٍ أثار استياء المُتابعين, والمخرجين المُشاركين, وبعض أعضاء لجنة التحكيم, ومجلس النقاد,.. وحتى المدير نفسه ! ويكفي التمّعن في الملاحظات التالية لتوضيح الحال الذي وصلت إليه : ـ بدأت "المُسابقة" بقبول الأفلام الطويلة, التسجيلية, والروائية تقليداً ل"مهرجان الخليج السينمائي" في دبيّ, والطريف بأن يشترك فيلمان "إماراتيان" فقط في "المُسابقة الخليجية للأفلام الطويلة" : ـ المُريد, وهو الفيلم الوحيد المُشارك في فئة الأفلام التسجيلية الطويلة لمُخرجته الإماراتية "نجوم الغانم", والتي كانت بدورها رئيس لجنة تحكيم الدورة السابعة, وبالمُناسبة, سيناريو الفيلم من كتابة زوجها الكاتب, والشاعر "خالد البدور" الذي شارك في "مجلس نقاد" الدورة الثامنة, ويعني ذلك بأنه شاهد الأفلام كلها, وناقشها مع المخرجين. ـ حنة, وهو الفيلم الوحيد المُشارك في فئة الأفلام الروائية الطويلة لمُخرجه الإماراتي "صالح كرامة", وبدوره كان عضواً في لجنة تحكيم الدورة السابعة, كما كان مستشاراً للدورة الثامنة, وعضواً في "مجلس النقاد", وهو ليس بناقد, باختصار, كان يمتلك مهمتيّن متناقضتين, فهو واحدٌ من المُتنافسين, ولكنه شاهد الأفلام, وناقشها مع المخرجين, وكأنه يمتلك خبرةً زائدةً عنهم, وكانت كلّ التوقعات تشير بأنه سوف يحصل على إحدى الجوائز المُهمة, وهو ما حدث فعلاً. ـ أما "مسابقة الأفلام الخليجية القصيرة", فقد اقتصرت على (10) أفلام فقط بدون تحديد أيّ منها في فئة العام, أو الطلبة . ـ واكتفت "المُسابقة الإماراتية للأفلام القصيرة" ب(15) فيلماً فقط, وأيضاً بدون تحديد أيّ منها في فئة العام, أو الطلبة . ولا يقدم موقع "المُسابقة" أيّ معلومة عن لجنة التحكيم التي وجدتها في الدليل الرسمي, والتي تكونت من : ـ محمد فلكناز رئيساً (الإمارات), وهو مدير إدارة تلفزيون, وراديو العرب في دبي, ونشاطه التلفزيوني لا علاقة له بالسينما. وعضوية كلّ من : ـ عبد الله حبيب (سلطنة عمان), وهو مخرجٌ, وباحثٌ سينمائيّ, وكان الأجدر بأن يتولى مهمة رئيس اللجنة, وبالمُناسبة, كان عضواً في "مجلس النقاد", ويعني ذلك بأنه شاهد الأفلام, وناقشها مع مخرجيها قبل إعلان الجوائز ؟ (ولا أعرف كيف تصرّف في مهمتيّن متناقضتين, وبالمُناسبة, كان "عبد الله حبيب" عضواً في لجنة تحكيم الدورة الأولى لمهرجان الخليج السينمائي 2008). ـ فيليب جلادو(فرنسا), وهو المدير الفني لمهرجان سينمات القارات الثلاث في نانت/فرنسا. ـ عماد النويري (مصر/الكويت), ناقد سينمائي. بينما تكوّن "مجلس النقاد" من : ـ بشار إبراهيم (فلسطين/سورية), ناقد سينمائي. ـ عبد الله حبيب (سلطنة عمان), مخرج, وباحث سينمائيّ, وللتذكير, كان عضواً في " لجنة التحكيم" أيضاً . ـ كيت سلي(غير محددة الجنسية في الدليل الرسمي للمُسابقة), منتجة, ومراسلة صحفية. ـ عزّ الدين الوافي (المغرب), ناقد سينمائي. ـ صالح كرامة (الإمارات), وشارك بفيلمه "حنة" في "المسابقة الخليجية للأفلام الطويلة", وكان مستشاراً "للمسابقة" أيضاً. ـ خالد البدور (الإمارات), شاعر, وكاتب, وهو زوج المخرجة "نجوم الغانم" التي شاركت بفيلمها "المُريد" في المُسابقة الخليجية للأفلام التسجيلية الطويلة. وربما لاحظ القارئ بأنّ عدد "مجلس النقاد" (6) أكبر من عدد أعضاء لجنة التحكيم (4), وكانت تنعقد جلسات "المجلس" مع المخرجين في نفس توقيت عرض الأفلام (نهاراً). وإذا أراد أحدنا البحث في الموقع عن الأفلام الفائزة فلن يجدها, ولن يعثر على برنامج الدورة, ولن يستمتع بأيّ تقرير إحصائيّ. ومن المُفيد الإشارة بأن الدورة الثامنة لم تصدر أيّ كتاب(وتولى مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي هذه المهمة). وفي الكلمة الافتتاحية لتلك الدورة, تصرّ الإدارة على الخطأ, حيث نقرأ : "...في انطلاقتها الأولى عام 2002إقتصرت المُشاركة في المُسابقة على أفلام قصيرة لمواطني الدولة, أما اليوم, فقد فتحت المسابقة أبوابها لاستقبال أفلاماً قصيرة, وأفلام رئيسية, وأفلام رسوم متحركة من الإمارات, ودول مجلس التعاون الخليجي....". اليوم, والمقصود " الدورة الثامنة" تحديداً, مع أنّ الإدارة الجديدة وصلت إلى " المُجمع الثقافي" قبل انعقاد الدورة السادسة بشهور, ولا تعرف تفاصيل دوراتها السابقة, تتجاهلها, أو ببساطة تجهلها تماماً. وقد كشفت سطور هذا التقرير بأن "المُسابقة" بدأت باستقطاب الأفلام الخليجية في "مسابقة خاصة" بدءاً من الدورة الخامسة عام 2006. ومن ثمّ, ما هو المقصود بـ" أفلام رئيسية", ويبدو بأنها خطأ في الترجمة عن النصّ الإنكليزي لكلمة" feature", وربما يقصد بها "الأفلام الروائية الطويلة". ولكن, كان على مستشاري الإدارة إعلامها, بأن "المُسابقة" كانت تعرض الأفلام بكلّ أنواعها, وأطوالها. أما "حشر"الأفلام الروائية الطويلة في "المُسابقة", فهي محاكاةٌ, نقلٌ, وتقليدٌ سيئٌ لما حدث في الدورة الأولى ل"مهرجان الخليج السينمائي" في دبيّ الذي أسّسه, ويديره "مسعود أمر الله" (ويا للصُدفة). المُضحك في الأمر, أو المُثير للسخرية, بأننا نقرأ : "...إلا أن شروط اشتراك الأفلام في مسابقة أفلام من الإمارات في هذه السنة أصبحت أكثر صعوبة, ولم يزد عدد الأفلام التي اجتازت شروط الدخول عن 27 فيلماً..." (ويجب أن تُحاسب إدارة "المُسابقة" على تلفيق مثل هذه المعلومات الخاطئة), فإذا كانت تلك الأفلام ال26(هناك فيلم تسجيلي لم يُعرض) المُشاركة في المُسابقة الخليجية, والإماراتية هي أفضل الإنتاج لعاميّ 2007- 2008, فإنه يتوّجب على سينمائييّ الخليج الاختباء خجلاً. لقد شاهدتُ الأفلام ال26 واحداً, واحداً¸ وسبق لي مشاهدة معظمها بمناسبة الدورة الأولى ل"مهرجان الخليج السينمائي" في أبريل ‏2008‏‏, ولو كان "مسعود أمر الله" مديراً لتلك الدورة لاستبعد نصف الأفلام, ووضعها في القسم الإعلامي تشجيعاً لمُخرجيها ـ كما كان يفعل دائما ًـ, بدوري, لو كنتُ في لجنة اختيارها, لاستبعدتُ معظمها, وأبقيتُ على بعض الأفلام فقط . ولحسن الحظ, كان ضيوف الدورة الثانية ل"مهرجان أبو ظبي السينمائي" مشغولين بكلّ شيئ ماعدا "مسابقة أفلام من الإمارات", ولم يشاهد تلك الأفلام غير مخرجيها, وأصدقائهم, وشخصاً واحداً حسبته متفرجاً مواظباً, وشغوفاً, وتبيّن لي فيما بعد بأنه عامل إضاءة المنصة في الصالة . يتوجب على إدارة "المُسابقة" التحلي بالتواضع في تبريرها للعدد القليل للأفلام المُتنافسة, وسوف أقدم تفسيراً بسيطاً يتلخص بعدم توفر الأفلام الجديدة خلال الفترة الفاصلة ما بين الدورة السابعة (من 27 فبراير, وحتى 4 مارس 2008), والثامنة (من 10وحتى 19 أكتوبر 2008), فالمخرجون يحضرون أفلامهم الجيدة, والسيئة على السواء للمُشاركة في الدورة الثانية ل"مهرجان الخليج السينمائي" في دبي. وقد تسنت لي فرصة الحديث مع "سمير فريد" مستشار "مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي", وذكرتُ له بعض التجاوزات الخطيرة التي حدثت في الدورة الثامنة " للمُسابقة", وأقلها استغلالها لمصالح شخصية, وتدوير, وخطف الجوائز. على سبيل المثال, من بين ال26 فيلماً المُتسابقة, هناك ستة ـ على الأقلّ ـ يشترك فيها منظمو "المُسابقة", ومديرها بالتحديد, وهو سلوكٌ لا أخلاقي يُخالف قوانين المهرجانات, واستحوذت تلك الأفلام ـ باستحقاق, أو بدونه ـ على الجوائز(أنظر القائمة في نهاية التقرير). وردّ "سمير فريد" : إنها أخطاء مهنية, وليست سلوكاً لا أخلاقياً . ـ وهل تعتبرها ممارسات صحيحة, أم خاطئة ؟ وبدون تردد, قال لي : نعم, إنها خاطئة. المُقارنة مع مشاركة أفلام ينتجها "المركز القومي للسينما" في مهرجان الإسماعيلية, أو المهرجان القومي للسينما في مصر, واشتراك أفلاماً فرنسية مدعومة من طرف "المركز الوطني للسينما" في مهرجانات وطنية, ومشاركة أفلام سورية تمولها "المؤسسة العامة للسينما" في مهرجان دمشق مقارنة خاطئة تماماً, وهو "خطأ مهنيّ" من ناقدٍ سينمائيّ مخضرم, لأنّ أيّ مدير لهذا المركز, أو ذاك المهرجان, أو تلك المؤسسة,...لم يمتلك مهمةً فنية, أو تقنية في أيّ واحدٍ من تلك الأفلام,... على عكس ما حدث في الدورة الثامنة ل"مسابقة أفلام من الإمارات"(والغريب بأن هذه التجاوزات لم تحدث في الدورة السابعة), حيث امتلك المُشاركون في تنظيمها, ومديرها بالتحديد مهماتٍ فنية واضحة, وهي أخطاءٌ مهنية تستحق المُحاسبة القانونية من طرف الجهات الراعية, والمُمولة, والمُنظمة, كما أنها أفعال لا أخلاقية أبسط غاياتها الالتفاف على القانون الداخلي للمُسابقة, وخطف الجوائز بالتواطئ مع لجنة تحكيم "متساهلة مهنياً", والتي كان عليها استبعاد تلك الأفلام من "المُسابقة". وفي الوقت الذي تُصرح الكلمة الافتتاحية, وتكشف بالحرف الواحد : "...إلا أن شروط اشتراك الأفلام في مسابقة أفلام من الإمارات في هذه السنة أصبحت أكثر صعوبة, ولم يزد عدد الأفلام التي اجتازت شروط الدخول عن 27 فيلماً..." تعود في الفقرة التالية لتُؤكد معلومة خاطئة تماماً : "..ولتقديم حافز إضافي هذا العام لم تكتف مسابقة أفلام من الإمارات بزيادة عدد الأفلام المشاركة, وفئاتها, وإنما أيضاً تمت زيادة القيمة المالية للجوائز .." هل نحتاج إلى خبيرٍ في علم الحساب, والرياضيات كي نتحقق من تلك "الزيادة" المزعومة, أم علينا الاقتناع بأن ال27 فيلماً المُتسابقة في الدورة الثامنة هي أكثر من عدد الأفلام المُتسابقة في الدورة السابعة (91) فيلماً, وأكثر من عدد الأفلام المُتسابقة في الدورة السادسة(110) فيلماً,...وهكذا. لا أعفي الإدارة الجديدة للمجمع الثقافي من المسؤولية, فهي التي أوصلت "المُسابقة" إلى هذا الوضع المُتدهور عندما استمعت إلى مستشارين لا خبرة لهم بالسينما أصلاً(ولا أقصد سمير فريد)... أما تعليقي عن كلمة "عبد الله البستكي" مدير "المُسابقة" الحالي, فإنه من الأفضل بأن ندع "مخيلته تقوده إلى أهدافه", وهو عملياً يحققها بامتياز . وهو يُنهي كلمته بأنّ " إحدى الفقرات البارزة في هذه الدورة هي مجلس النقد الفني للأفلام, ...حيث ستسمح هذه البادرة النبيلة لمخرجي الأفلام لسماع النقد الفني لأفلامهم, وأعمالهم من قبل كبار النقاد الذين حازوا على سمعة كبيرة إقليمياً ودولياً..." كانت الدورات الستة السابقة تحرص على دعوة أحد النقاد العرب لمُشاهدة كل الأفلام في المُسابقات المختلفة, ومناقشتها مع مخرجيها. من جهة أخرى, تعتبر فكرة "مجلس النقاد" قديمة جداً عاشها كلّ من شارك في الدورات الماضية للمُسابقة, وكانت تتجسّد تلقائياً في السهرات الليلية في بهو الفندق الذي كان يقيم فيه المخرجون, حيث كانوا يناقشون الأفلام فيما بينهم بمُشاركة ضيوف "المُسابقة" من النقاد, والسينمائيين. دعونا الآن نناقش برنامج المُسابقة : عملياً, تضمنت المُسابقة (26) فيلماً, حيث لم يُعرض الفيلم التسجيلي الإماراتي(الحديث في العصر الحديث) لمخرجه" فريد الخاجة". وتكونت "المُسابقة الخليجية للأفلام الطويلة" من فيلمين "إماراتيين" : 1ـ المُريد : في فئة الأفلام التسجيلية الطويلة, إخراج "نجوم الغانم", السيناريو من كتابة زوجها "خالد البدور"(كان عضواً في مجلس النقاد). وكان الفيلم ينافس نفسه, وحصل على جائزة أفضل إخراج لفيلم تسجيلي طويل. 2ـ حنة : في فئة الأفلام الروائية الطويلة, إخراج "صالح كرامة"(وكان مستشاراً للمُسابقة, وعضواً في مجلس النقاد) وكان الفيلم ينافس نفسه, وحصل على جائزة أفضل إخراج لفيلم روائي طويل. وتضمنت "مسابقة الأفلام الخليجية القصيرة" (10) أفلام. بينما تضمنت "المسابقة الإماراتية للأفلام القصيرة" (14) فيلماً. ومنها (6) أفلام شارك فيها مدير المُسابقة" عبد الله البستكي ", وأعضاء فريق العمل بمهماتٍ رسمية واضحة : 1ـ السقوط : إخراج "محمد ممدوح", إنتاج "عبد الله البستكي"(مدير المُسابقة). وحصل على جائزة التحكيم لأفضل فيلم قصير في "مسابقة الأفلام الإماراتية القصيرة" مناصفة مع فيلم "البعو" لمخرجه "أحمد زين". 2ـ البعو : إخراج "أحمد زين", إنتاج, وإشراف تقني "عبد الله البستكي"(مدير المُسابقة). وحصل على جائزة التحكيم لأفضل فيلم قصير في "مسابقة الأفلام الإماراتية القصيرة" مناصفة مع فيلم "السقوط" لمخرجه "محمد ممدوح". 3ـ الخطة : إخراج "أحمد عرشي"(كان مُشرفاً تقنياً على العروض), إنتاج, وتصوير, وميكساج "عبد الله البستكي"(مدير المُسابقة), وتمثيل "علي الجابري" (وهو سكرتير عام المسابقة, ومدير الضيافة). 4ـ رأس حربة : إخراج "فاضل سعيد المهيري", صوت "عبد الله البستكي" (مدير المسابقة). وحصل على جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير في "مسابقة الأفلام الخليجية القصيرة" مناصفة مع "سنوات الضياع" لمخرجه "عبد الرحمن الخليفي". 5ـ شئ ما : إخراج "هناء الشاطري", مُساهمة "عبد الله البستكي"(مدير المُسابقة). 6ـ فلسطيني : إخراج "سلمى خليفة الدرمكي", إشراف "نزار عنداري"( وهو مُستشار للمُسابقة). ومن المفيد الإشارة أيضاً إلى جوائز "مسابقة الإنتاج السينمائي الإماراتي", ولا يوجد في الدليل الرسمي للمهرجان, أو الموقع أيّ معلومات عن أعضاء لجنة التحكيم. وقد حصل على الجائزة الثالثة كاتب قصة "دردميس", وسوف يخرجها "عبد الله البستكي"(مدير المُسابقة). وحصل على الجائزة الأولى "أحمد عرشي"(مشرف عروض المسابقة) عن قصته "القدر الجائر", وهو الذي سوف يخرجها. هل تحتاج إدارة "هيئة أبو ظبي للثقافة, والتراث", و"مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي" لإثباتات, ودلائل, وبراهين, وأرقام, وإحصائيات.. إضافية كي يدركوا حجم التدهور الذي وصلت إليه "مسابقة أفلام من الإمارات" في دورتها الثامنة ؟ ولا أعفي أحداً منهم من المسؤولية. جدول يُلخص تاريخ " مُسابقة أفلام من الإمارات" بالأرقام : رقم الدورة بإدارة التاريخ المسابقة الإماراتية المسابقة الخليجية تيمة الدورة برامج أخرى إجمالي الأفلام المعروضة ناقد الدورة كراسات السينما إصدارات أخرى الدورة التحضيرية مسعود أمر الله من 10 وحتى 12 أفريل2001 58 0 0 0 58 لا يوجد مسابقة 0 الدورة الأولى مسعود أمر الله من 17وحتى 20 أفريل2002 68 0 0 32 100 يوسف عايدابي 0 الدورة الثانية مسعود أمر الله من 5 وحتى 10 مارس2003 71 0 21 44 136 محمد رضا 7 الدورة الثالثة مسعود أمر الله من 3 وحتى 8 مارس 2004 77 0 43 87 207 فجر يعقوب 7 كتاب السينما 2004/محمد رضا الدورة الرابعة مسعود أمر الله من 2 وحتى 7 مارس 2005 135 0 66 64 265 صلاح هاشم 6 كتاب السينما 2005/محمد رضا الدورة الخامسة مسعود أمر الله من 1وحتى 6 مارس 2006 61 28 207 54 350 حسن حداد 6 الدورة السادسة مسعود أمر الله من 7 وحتى 13 مارس 2007 73 37 106 89 305 مصطفي المسناوي 7 الدورة السابعة عبد الله البستكي من 27 فبراير وحتى 4 مارس2008 66 25 33 63 187 1 الدورة الثامنة عبد الله البستكي من 10 وحتى 19 أكتوبر2008 17 10 0 0 27 مجلس النقاد 0